دراسة: كورونا يزيد خطر حدوث الجلطات لدى المسنين

دراسة: كورونا يزيد خطر حدوث الجلطات لدى المسنين
TT

دراسة: كورونا يزيد خطر حدوث الجلطات لدى المسنين

دراسة: كورونا يزيد خطر حدوث الجلطات لدى المسنين

وجد مجموعة من الأطباء بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة أن الإصابة بفيروس كورونا تزيد من احتمال حدوث جلطات الدم بنسبة 1.8-5.4 مرات بين كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و84 عاما. وذلك خلال دراسة جديدة تابعوا خلالها ظهور جلطات دموية بأوردة نحو 400.000 شخص تعافوا من مرض كوفيد -19، وذلك وفق ما نشرت وكالة أنباء «تاس» الروسية.
ووفق الأطباء «أظهرت دراساتنا أن الخطر المطلق للإصابة بجلطات دموية كان منخفضا، مع ذلك، فإن الإصابة بفيروس كورونا زادت إلى حد بعيد من احتمال حدوثها بين بعض مجموعات المرضى. وعلى وجه الخصوص، بالنسبة لكبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاما حيث زادت الاحتمالية بمقدار 1.8 مرة. أما بالنسبة للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و 74 و 75-84 سنة فإنها زادت بمقدار 5.4 و 6.5 مرة».
وفي هذا الاطار، أجرى الأطباء بقيادة البروفيسورة مارغريت أكبر دراسة حتى الآن حول كيفية تأثير عدوى فيروس كورونا على حدوث أشكال من الجلطات الدموية في أوردة المرضى. فدرسوا سجلات طبية لـ 400 ألف مريض أصيبوا بفيروس كوفيد -19 بين يناير(كانون الثاني) 2020 ويناير 2021 وطلبوا مساعدة من عيادات كاليفورنيا.
وحسب الأطباء، فإن المرضى المستهدفين أصابهم نوع خفيف من المرض ولم يحتاجوا إلى دخول المستشفى. وقد قام الأطباء بتحليل عدد المرات التي تم فيها تشخيص أشكال مختلفة من الجلطات الدموية في الأوردة قبل وبعد الإصابة بـ SARS-CoV-2. كما درسوا أيضا الظروف التي ظهرت فيها هذه التراكيب في الأوعية الدموية.
من جانبها، قارنت البروفيسورة فانغ وزملاؤها هذه البيانات بعدد المرات التي حدثت فيها جلطات دموية لدى الأشخاص الأصحاء من نفس العمر والجنس الذين لم يصابوا بكوفيد - 19.
وفي النهاية تمكن العلماء من تسجيل حوالى 300 حالة من ظهور جلطات دم بأوعية حاملين سابقين لعدوى فيروس كورونا، ما يشير إلى تواتر منخفض نسبيا لحدوثها (0.26 حالة لكل 100 عام من حياة الإنسان). ومع ذلك، زادت الاحتمالات النسبية لتطور جلطات الدم بشكل ملحوظ بين كبار السن (1.8-5.4 مرة)، وكذا بين الرجال (1.5 مرة)، وبين حاملي أهبة التخثر (2.5 مرة) والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن (3 مرات). فيما يأمل الباحثون أن تساعد البيانات التي جمعها الأطباء على تطوير أساليب جديدة وأكثر استهدافا للوقاية من تجلط الدم الوريدي بين الحاملين السابقين لفيروس كورونا، وستأخذ تلك الأساليب في الاعتبار وجود هذه المجموعات المعرضة للخطر. وخلصوا إلى أن ذلك سيقلل من العبء على نظام الرعاية الصحية وفي نفس الوقت ينقذ حياة الكثير من الناس.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».