لماذا ضل باتريك فييرا الطريق في كريستال بالاس؟

المدير الفني لم يحصل على الدعم اللازم لبناء الفريق... لكنه أقيل من منصبه أيضاً كمدرب لنيس

كثيرا ما ألقى فييرا باللوم على التحكيم بعد نتائج بالاس السيئة (أ.ف.ب)
كثيرا ما ألقى فييرا باللوم على التحكيم بعد نتائج بالاس السيئة (أ.ف.ب)
TT

لماذا ضل باتريك فييرا الطريق في كريستال بالاس؟

كثيرا ما ألقى فييرا باللوم على التحكيم بعد نتائج بالاس السيئة (أ.ف.ب)
كثيرا ما ألقى فييرا باللوم على التحكيم بعد نتائج بالاس السيئة (أ.ف.ب)

قال باتريك فييرا بعد فوز كريستال بالاس على إيفرتون برباعية نظيفة والوصول إلى الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي وخوض ست مباريات متتالية من دون خسارة: «كل شيء ممكن». وبعد أسبوعين، تم وصفه بأنه أحد أفضل المديرين الفنيين خلال الموسم بعدما قاد فريقه للفوز على أرسنال بثلاثة أهداف دون رد على ملعب «سيلهيرست بارك»، ليرتقي كريستال بالاس إلى المركز التاسع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ويقلص آمال المدفعجية بقيادة ميكيل أرتيتا في إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى.
وبعد مرور اثني عشر شهراً وإقالته من تدريب كريستال بالاس بعد بداية كارثية في عام 2023، الذي لم يحقق خلاله الفريق أي فوز، فمن المؤكد أن فييرا يتساءل كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد! لقد أمضى ستيف باريش، المشارك في ملكية النادي، 24 ساعة حتى اتخذ قراره بإقالة فييرا من منصبه بعد هزيمة كريستال بالاس أمام غريمه اللدود برايتون يوم الأربعاء، وهي النتيجة التي تهدد بهبوط كريستال بالاس إلى المراكز الثلاثة الأخيرة خلال الموسم العاشر على التوالي له في الدوري الإنجليزي الممتاز. واتخذ باريش قراره بإقالة فييرا قبل نحو 48 ساعة من مواجهة متصدر جدول الترتيب أرسنال على ملعب الإمارات اليوم.
لقد اعترف فييرا خلال الشهر الجاري بأن تجربة باريش في بناء نادٍ مستدام «يجب الاستماع إليها». من المؤكد أن الهبوط لدوري الدرجة الأولى ليس خياراً لباريش، الذي رأى الخطر يتزايد على الرغم من أن الفريق يحتل نفس المركز الذي احتله بنهاية الموسم الماضي - المركز الثاني عشر - منذ خسارته أمام توتنهام في بداية شهر يناير (كانون الثاني). واليوم سيلعب كريستال بالاس المباراة الثانية عشرة على التوالي أمام أندية تحتل مركزا أفضل منه في جدول الترتيب. ولم يسجل كريستال بالاس سوى أربعة أهداف فقط أمام هذه الأندية!

مسؤولو بالاس قرروا أن الوقت حان لإقالة فييرا (د.ب.أ)

لقد تعادل كريستال بالاس على ملعبه أمام كل من مانشستر يونايتد ونيوكاسل وليفربول، لكن الأداء الذي يقدمه الفريق كان كافيا لإقناع باريش ومجلس إدارته بأن الوقت قد حان للتغيير. ويحتل كريستال بالاس، بقيادة فييرا، المركز الأخير بين جميع أندية المسابقة من حيث المسافة التي يركضها اللاعبون داخل المستطيل الأخضر هذا الموسم، كما افتقد بشدة لخدمات أفضل لاعب لديه خلال الموسم الماضي، وهو كونور غالاغر بعد عودته لتشيلسي عقب انتهاء فترة إعارته. وعلى الرغم من إصرار فييرا يوم الأربعاء على أنه «ليس هناك أي قلق بشأن العلاقة بيني وبين اللاعبين»، فإن المدير الفني الفرنسي البالغ من العمر 46 عاماً، والذي سبق أن فاز كلاعب مع أرسنال بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين وفاز بكأس العالم مع منتخب فرنسا، لم يتمكن من أن يكون مصدر إلهام للاعبي كريستال بالاس أو أن يساعدهم على تقديم مستويات أفضل داخل الملعب.
وقال فييرا بعد آخر فوز لكريستال بالاس على بورنموث ليلة رأس السنة: «من المهم بالنسبة لي ولكل شخص في النادي أن نثق في اللاعبين الذين لدينا. عندما يكون لديك مجموعة من اللاعبين الشباب، ولاعبون يلعبون للمرة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز، فمن الطبيعي أن تكون هناك فترات صعود وهبوط في الأداء». وانخفض متوسط أعمار التشكيلة الأساسية لكريستال بالاس بشكل طفيف من 27.2 عام إلى 26.9 عام هذا الموسم، بعد التعاقد مع تشيك دوكوري الصيف الماضي مقابل 20 مليون جنيه إسترليني، لكن الفريق يضم العديد من اللاعبين البارزين الذين كانوا يقدمون مستويات جيدة تحت قيادة روي هودجسون قبل قدوم فييرا. من المؤكد والمفهوم أن فييرا أصيب بالإحباط بسبب عدم رغبة باريش في تدعيم صفوف الفريق بالشكل الذي كان يريده في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة. كان فييرا يرغب في التعاقد مع ظهير أيمن ليحل محل جويل وارد وناثانيال كلاين، لكن الأمر انتهى بالتعاقد مع اثنين من اللاعبين في خط الوسط: ناويرو أهامادا مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني من شتوتغارت، وألبرت سامبي لوكونغا على سبيل الإعارة من أرسنال.
لقد بلغ صافي إنفاق كريستال بالاس 82 مليون جنيه إسترليني على مدى السنوات الخمس الماضية، وهو خامس أدنى إنفاق بين جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز - وإن كان ضعف ما أنفقه نادي برايتون تقريباً - حيث أعطى باريش الأولوية لإنفاق 100 مليون جنيه إسترليني على إعادة تطوير المدرج الرئيسي بهدف زيادة السعة الاستيعابية بمقدار 8000 متفرج لتصل إلى أكثر من 34,000 متفرج. لم يحصل النادي حتى الآن على إذن التخطيط من رئيس بلدية لندن، على الرغم من حصوله على موافقة مجلس كرويدون في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وحتى الـ 20 مليون جنيه إسترليني التي دفعها رجل الأعمال الأمريكي جون تكستور لزيادة حصته في كريستال بالاس إلى أكثر من 40 في المائة، عندما أكمل استحواذه على نادي ليون الفرنسي في ديسمبر (كانون الأول)، تم توجيهها هي الأخرى نحو تطوير الملعب.
من المفهوم أن تكستور دفع 30 مليون جنيه إسترليني إضافية هذا الشهر مقابل الحصول على المزيد من الأسهم في كريستال بالاس، لكنه لا يزال يشعر بالإحباط مما يعتبره نقصاً في الطموح في سوق انتقالات اللاعبين. لقد دخل تكستور في خلافات مع باريش في يناير (كانون الثاني) الماضي عندما قام باريش في البداية بحظر خطط تكستور لتحويل أسهمه في كريستال بالاس إلى شركته القابضة.
من المفهوم أن فييرا أُبلغ برحيله في مكالمة في وقت مبكر مع باريش بينما كان يقود سيارته إلى التدريب، ليرحل مع مساعديه أوسيان روبرتس وكريستيان ويلسون وسعيد أيجون.
وسيتولى المدير الفني لفريق الشباب، بادي مكارثي، قيادة الفريق الأول لكريستال بالاس بشكل مؤقت خلال مباراة أرسنال، وسيكون هودجسون هو المرشح الأبرز لقيادة الفريق والعودة لتولي المنصب الذي تركه في مايو (أيار) 2021. ويُعتقد أن باريش يفكر في التعاقد مع مدير فني شاب يحقق نتائج جيدة مثل المدير الفني لبيرنلي، فينسنت كومباني، أو المدير الفني لميدلسبره، مايكل كاريك، على الرغم من اعترافه بأنه سيجد صعوبة في إقناع أي منهما بالرحيل عن فريقيهما اللذين ينافسان من أجل الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز. وقد يدخل رالف هاسينهوتل ضمن الخيارات أيضا، بفضل تجربته السابقة في إنقاذ ساوثهامبتون من الهبوط. أما بالنسبة لفييرا، الذي أقيل من منصبه كمدير فني لنادي نيس في ديسمبر (كانون الأول) 2020 بعد خسارة خمس مباريات متتالية، فمن المؤكد أنه يشعر بإحباط شديد لأنه لم يحظ بالدعم اللازم.


مقالات ذات صلة

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».