زوال الغابات الجبلية يتسارع بوتيرة مقلقة

تسببت حرائق الغابات في خسارة 29 % من الغابات الجبلية (أ.ف.ب)
تسببت حرائق الغابات في خسارة 29 % من الغابات الجبلية (أ.ف.ب)
TT

زوال الغابات الجبلية يتسارع بوتيرة مقلقة

تسببت حرائق الغابات في خسارة 29 % من الغابات الجبلية (أ.ف.ب)
تسببت حرائق الغابات في خسارة 29 % من الغابات الجبلية (أ.ف.ب)

تتسبب أنشطة استغلال الغابات والحرائق والزراعة بزوال غابات الجبال بوتيرة متسارعة، على ما أظهرت دراسة حديثة دق معدوها ناقوس الخطر بشأن تفاقم الوضع في هذه المناطق الحيوية في العالم.
تُعدّ الجبال موطناً لـ85 في المائة من الطيور والثدييات والبرمائيات في العالم، خاصة في الغابات، مما يجعل فقدانها ينذر بالخطر على التنوع البيولوجي.
وقد غطت الغابات الجبلية 1.1 مليار هكتار من مساحة الكوكب في عام 2000. وفق معدي هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «وان إيرث».
لكن ما لا يقل عن 78.1 مليون هكتار، أو 7.1 في المائة من المساحة الإجمالية، زال بين عامي 2000 و2018. وفق خلاصات توصل إليها الباحثون باستخدام بيانات الأقمار الصناعية.
كما أن وتيرة فقدان هذه الغابات آخذة في التسارع، فقد كانت الخسائر الأخيرة أكبر بـ2.7 مرة مما كانت عليه في بداية القرن الحالي حسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية.
وحذر معدو الدراسة خصوصاً من أن المناطق الأكثر تضرراً (42 في المائة من الإجمالي)، التي تشهد أيضاً التسارع الأكبر، هي الغابات الجبلية الاستوائية، التي تزخر بالتنوع الحيوي وتستضيف أجناساً كثيرة مهددة بالانقراض.
وقال الباحث المشارك في الدراسة زينزونغ تسنغ للوكالة إن «الخسائر المسجلة في جبال الغابات في المناطق الاستوائية تتزايد بسرعة كبيرة، أكثر من المناطق الأخرى»، وبما أن «التنوع البيولوجي غني جداً في هذه الأماكن، فإن التأثير هائل».
ولاحظ الباحثون أن العلوّ الكبير والمتحدرات الشديدة حدّت تاريخياً من الاستغلال البشري لهذه الغابات. لكن منذ مطلع القرن الحالي، أصبحت هذه المناطق مستهدفة بشكل متزايد من أجل الأخشاب والزراعة.
ويُعتبر قطع الأشجار مسؤولاً عن 42 في المائة من خسارة الغابات الجبلية، تليها حرائق الغابات (29 في المائة)، والزراعة المتنقلة (15 في المائة)، والزراعة الدائمة أو شبه الدائمة (10 في المائة)، بحسب الدراسة.
وتتضمن الزراعة المتحركة تطهير الأرض واستخدامها لبضع سنوات قبل التخلي عنها حتى تصبح خصبة مرة أخرى.
وأوضح زينزونغ تسنغ أن «العوامل تختلف باختلاف المناطق». وقال للوكالة: «في المناطق الشمالية، السبب يرتبط بتغير المناخ، لأنّ هناك ارتفاعاً في درجات الحرارة»، خصوصاً في القطب الشمالي، مما يسرّع اندلاع الحرائق. وشدد على «أننا بحاجة إلى الحد من استخدام الوقود الأحفوري لإبطاء تغير المناخ».


مقالات ذات صلة

فقيها لـ«الشرق الأوسط»: مساعٍ سعودية لزيادة التزامات الدول بمكافحة تدهور الأراضي

الاقتصاد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية د. أسامة فقيها مع عدد من المتحدثين (الشرق الأوسط) play-circle 01:04

فقيها لـ«الشرق الأوسط»: مساعٍ سعودية لزيادة التزامات الدول بمكافحة تدهور الأراضي

أكد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية الدكتور أسامة فقيها لـ«الشرق الأوسط» أن المملكة تسعى ليكون مؤتمر «كوب 16» نقطة تحول تاريخية بمسيرة «الاتفاقية».

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد جانب من حضور مؤتمر «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

«منتدى السعودية الخضراء» يجمع المئات من صنّاع السياسات حول العالم

تحتضن الرياض النسخة الرابعة من «منتدى مبادرة السعودية الخضراء» يومي 3 و4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تحت شعار «بطبيعتنا نبادر»، خلال مؤتمر «كوب 16».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية متحدثاً للحضور في «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

الجاسر: «التنسيق العربية» تلتزم بالتصدي لتحديات التصحر والجفاف

قال رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، الدكتور محمد الجاسر، إن مؤسسات مجموعة التنسيق العربية ستُعلن غداً التزامها الجماعي بالتصدي للتحديات البيئية العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس عبد الرحمن الفضلي خلال كلمته الافتتاحية في «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:41

السعودية تطلق «شراكة الرياض العالمية» بـ150 مليون دولار للتصدي للجفاف

أعلنت السعودية إطلاق «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف» بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة لدعم هذه الجهود.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أمين منطقة الرياض متحدثاً للحضور خلال افتتاح «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

أمين منطقة الرياض: التحديات البيئية تؤثر على الأداء الاقتصادي والاجتماعي

قال أمين منطقة الرياض الأمير فيصل بن عياف إن المملكة ملتزمة بمواجهة أحد أكبر التحديات العالمية إلحاحاً والتي تشكل تهديداً متعدد الأبعاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«واتساب» يُودّع بعض الأجهزة القديمة

«واتساب» يقرر إنهاء دعم الأجهزة التي تعمل بإصدارات أقدم من «iOS 15.1» اعتباراً من مايو 2025 بهدف تحسين الأداء وتقديم ميزات تعتمد على تقنيات حديثة (أ.ف.ب)
«واتساب» يقرر إنهاء دعم الأجهزة التي تعمل بإصدارات أقدم من «iOS 15.1» اعتباراً من مايو 2025 بهدف تحسين الأداء وتقديم ميزات تعتمد على تقنيات حديثة (أ.ف.ب)
TT

«واتساب» يُودّع بعض الأجهزة القديمة

«واتساب» يقرر إنهاء دعم الأجهزة التي تعمل بإصدارات أقدم من «iOS 15.1» اعتباراً من مايو 2025 بهدف تحسين الأداء وتقديم ميزات تعتمد على تقنيات حديثة (أ.ف.ب)
«واتساب» يقرر إنهاء دعم الأجهزة التي تعمل بإصدارات أقدم من «iOS 15.1» اعتباراً من مايو 2025 بهدف تحسين الأداء وتقديم ميزات تعتمد على تقنيات حديثة (أ.ف.ب)

أعلنت شركة «واتساب» قرارها إيقاف دعم الإصدارات القديمة من نظام التشغيل «آي أو إس» (iOS)، وهو تغيير سيبدأ تطبيقه رسمياً في الخامس من مايو (أيار) 2025. بموجب هذا القرار، ستتوقف خدمة «واتساب» عن العمل على الأجهزة التي تعمل بإصدارات أقدم من «iOS 15.1»؛ مما يعني أن مستخدمي هواتف «iPhone 5s» و«iPhone 6» و«iPhone 6 Plus» لن يتمكنوا من استخدام التطبيق بعد هذا التاريخ.

هذا الإعلان يأتي في إطار استراتيجية «واتساب» لتعزيز تجربة المستخدم عبر الاستفادة من أحدث التقنيات المتاحة في الأنظمة الحديثة. فالإصدارات الجديدة من «آي أو إس» توفر ميزات متقدمة وتقنيات برمجية متطورة (APIs)؛ مما يتيح للتطبيق تحسين أدائه وتقديم خصائص ومميزات جديدة لا يمكن دمجها في الأنظمة القديمة بسبب عدم تطوير النظام. ووفقاً للتقارير التقنية، فإن نسبة المستخدمين الذين لا يزالون يعتمدون على الأجهزة القديمة ضئيلة جداً؛ ما يجعل القرار منطقياً من الناحية التقنية والعملية ولن يؤثر على المنصة.

«واتساب» يُصدر إشعاراً للمستخدمين على الأجهزة القديمة يطلب منهم تحديث نظام «iOS» إلى الإصدار «15.1» أو أحدث قبل مايو 2025 لضمان استمرار الخدمة (wabetainfo)

الهواتف المتأثرة بهذا القرار لن تكون قادرة على تلقي أي تحديثات جديدة للتطبيق، أو حتى تشغيل النسخة الحالية بعد التاريخ المحدد. ومع ذلك، يُمكن للمستخدمين الذين لديهم أجهزة تدعم إصداراً أحدث من «آي أو إس» (iOS) تحديث أنظمتهم للاستمرار في استخدام «واتساب». يمكن تنفيذ هذا الإجراء بسهولة عبر الذهاب إلى «إعدادات الجهاز»، ثم خيار «تحديث النظام». أما المستخدمون الذين يمتلكون أجهزة قديمة لا تدعم أحدث الإصدارات من «iOS»، فقد يتعين عليهم التفكير في ترقية أجهزتهم إذا كانوا يعتمدون بشكل كبير على «واتساب» في التواصل، أو التخلي عن استخدامه.

القرار لا يقتصر فقط على نسخة «واتساب» العادية، بل يشمل أيضاً تطبيق «واتساب» للأعمال (WhatsApp Business)؛ إذ إن كلا التطبيقين يعتمد على نفس الأسس البرمجية. وبالنسبة لمستخدمي الأنظمة الأخرى مثل «أندرويد»، فلن يتأثروا بهذا التغيير؛ إذ لم تعلن «واتساب» عن أي تحديث مشابه يتعلق بأجهزة «أندرويد» حتى الآن.

«واتساب» أوضحت أن هذا التحديث سيمكنها من تقديم خدمات أفضل لجميع المستخدمين؛ إذ ستتخلص من القيود التي تفرضها الأنظمة القديمة. هذه الخطوة ستتيح للشركة التركيز على تطوير ميزات جديدة وتحسين الأداء بشكل عام؛ مما يجعل التطبيق أكثر كفاءة واستجابة لاحتياجات المستخدمين. كما يشير الخبراء إلى أن التحديثات الجديدة قد تشمل تحسينات في الأمان وأدوات جديدة للتفاعل مع التطبيق.

مع اقتراب موعد التنفيذ، تنصح «واتساب» المستخدمين بالتأكد من تحديث أجهزتهم أو اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرار استخدام التطبيق دون انقطاع. ومع أن القرار قد يبدو مزعجاً لبعض المستخدمين الذين يمتلكون أجهزة قديمة، فإنه يعكس التوجه السائد في عالم التقنية نحو دعم الأجهزة الحديثة لتقديم تجربة استخدام مثالية وأكثر تطوراً.