جون ستونز «الرائع» يثبت أنه قادر على تطبيق رؤية غوارديولا

الإصابة أثرت كثيراً على مستوى مدافع سيتي لكنّ أداءه المثالي أمام لايبزيغ يعكس قدراته الحقيقية

ستونز قدم المستويات التي كان غوارديولا يتمناها من اللاعب قبل سبع سنوات (أ.ب)
ستونز قدم المستويات التي كان غوارديولا يتمناها من اللاعب قبل سبع سنوات (أ.ب)
TT

جون ستونز «الرائع» يثبت أنه قادر على تطبيق رؤية غوارديولا

ستونز قدم المستويات التي كان غوارديولا يتمناها من اللاعب قبل سبع سنوات (أ.ب)
ستونز قدم المستويات التي كان غوارديولا يتمناها من اللاعب قبل سبع سنوات (أ.ب)

على مدار 64 دقيقة من المباراة التي سحق فيها مانشستر سيتي نظيره الألماني لايبزيغ بسباعية نظيفة في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا، كان جون ستونز هو محور الأداء للنادي الإنجليزي، سواء في خط الدفاع أو حتى في خط الوسط. وتلقى ستونز أثناء خروجه من الملعب تحية حارة من جماهير مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد، بعدما قدم أداء ذكّر الجميع بالمستويات الاستثنائية التي جعلت جوسيب غوارديولا يضعه على رأس قائمة أولوياته للتعاقدات الجديدة في صيف عام 2016. لقد تلاعب مانشستر سيتي بلايبزيغ تماماً وأمطر شباكه بسبعة أهداف، من بينها خمسة أهداف للنجم النرويجي إيرلينغ هالاند، الذي احتل عناوين الصحف، كما تألق كيفن دي بروين وكان يمثل تهديداً متواصلاً على مرمى النادي الألماني، وقدم ستونز أداء قريباً مما يقدمه نجم خط الوسط رودري في نصف الملعب، وتمكن ببراعة وسلاسة من ربط خط الوسط بالهجوم كما لو كان يقوم بنفس الدور الذي يجب أن يقوم به رودري.
ومنذ انطلاق صافرة البداية، ترك ستونز مركز الظهير الأيمن ودخل إلى عمق الملعب وكان يمرر الكرة ويستقبلها ببراعة شديدة، ويخلق مساحات لزملائه بالفريق، ويتسبب في حالة من الارتباك في صفوف لايبزيغ من خلال إخراج لاعبي الفريق الألماني من مراكزهم، كما كان بمثابة اللاعب الإضافي الذي منح مانشستر سيتي التفوق والاستحواذ في منتصف الملعب. وكان اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً يتقدم إلى خط الوسط ويدخل إلى عمق الملعب ويمرر الكرات إلى إلكاي غوندوغان وجاك غريليش ودي بروين وباقي زملائه، وبعد ذلك كان يعود إلى الخلف لمساعدة خط الدفاع ضد أي هجمات أو خطورة للفريق الألماني.
لقد قدم ستونز المستويات التي كان غوارديولا يتمناها من اللاعب عندما كان يريد التعاقد معه قبل سبع سنوات. فبينما كان المدير الفني الإسباني لا يزال يتولى القيادة الفنية لبايرن ميونيخ، عرض على المدير التنفيذي للنادي مقاطع فيديو على موقع يوتيوب لستونز، الذي كان يلعب في إيفرتون آنذاك، وأبلغ الحاضرين في منزله في ألمانيا بأن ستونز سيكون عنصراً أساسياً في خططه مع النادي البافاري. وأظهرت مقاطع الفيديو لاعباً يبلغ من العمر 21 عاماً لديه القدرة على الانطلاق من الخلف للأمام بالكرة بكل سهولة، كما يمتلك القدرة على قراءة المباريات واتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب تماماً. ثم انتقل ستونز إلى مانشستر سيتي مقابل 47.5 مليون جنيه إسترليني، لكنه غاب عن الملاعب لفترات طويلة بسبب الإصابات، ولم يكن يقدم مستويات ثابتة، بل ولمّح غوارديولا إلى وجود بعض المشكلات في الحياة الخاصة للاعب واعترف قبل ثلاث سنوات بأن اللاعب الإنجليزي الدولي قد يرحل عن مانشستر سيتي، بعد أن أكد سابقاً أنه طالما «أنا المدير الفني فإن ستونز سيستمر مع النادي».
وهذا هو الموسم السابع لستونز مع مانشستر سيتي، لكنه لم يلعب سوى 136 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز. وكانت مباراة لايبزيغ يوم الثلاثاء الماضي هي الثانية لستونز منذ تعافيه من الإصابة الأخيرة – إصابة في أوتار الركبة تعرض لها في المباراة التي فاز فيها مانشستر سيتي على آرسنال في كأس الاتحاد الإنجليزي في يناير (كانون الثاني). وتسببت هذه الإصابة في خروجه من الملعب في الدقيقة 49، وقال غوارديولا بعد نهاية المباراة: «لم يكن مستعداً، وعندما لا تكون مستعداً فسوف تصاب». وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، أشار المدير الفني إلى «مشكلات شخصية» في حياة ستونز، بعد أن عاد اللاعب للتشكيلة الأساسية للفريق ليكون الشريك الدفاعي المنتظم لروبن دياز. ويمكن القول إن موسم 2020 - 2021 كان الأفضل لستونز مع مانشستر سيتي، الذي حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في ذلك الموسم، كما اختاره غوارديولا في التشكيلة الأساسية للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي خسرها أمام تشيلسي بهدف دون رد. وعاد ستونز للتشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي بعد عام من التصريحات التي قال فيها غوارديولا إن ستونز قد يرحل قريباً عن النادي. وقال المدير الفني الإسباني: «سنتحدث في نهاية الموسم عما سيحدث». لم يرحل ستونز، لكنه فقد مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق مرة أخرى بسبب الإصابات المتتالية وتراجع مستواه. وبعد الأداء الرائع الذي قدمه اللاعب أمام لايبزيغ يوم الثلاثاء الماضي، فإن السؤال الذي يشغل بال الجميع الآن هو: ما الفصل التالي في المسيرة المتقلبة لهذا اللاعب مع مانشستر سيتي؟
قد يقول غوارديولا إن الأمر سيتوقف فقط على ستونز وما يقدمه داخل المستطيل الأخضر، وأنه، وكما هو الحال مع جميع لاعبي الفريق، يتعين على ستونز أن يبذل قصارى جهده من أجل ضمان مكان له في التشكيلة الأساسية، كما حدث مع جاك غريليش الذي كان لاعباً احتياطياً ثم نجح في دخول التشكيلة الأساسية بفضل العمل الكبير الذي يقوم به. لكن الحقيقة أنه لا يمكن لأي شخص أن يتنبأ بما سيحدث، خصوصاً في ظل معاناة اللاعب المستمرة من الإصابات التي تؤثر بالسلب على مستواه. ومع ذلك، كان الأداء القوي الذي قدمه اللاعب أمام لايبزيغ بمثابة رسالة واضحة بأن هذا اللاعب قادر على تنفيذ المهام التي يطلبها منه غوارديولا. لقد أظهر ستونز أنه عندما يكون في أفضل حالاته فإنه يمتلك القدرات التي تجعله اللاعب المثالي الذي كان غوارديولا يسعى جاهداً للتعاقد معه عندما كان يتولى قيادة بايرن ميونيخ.
وعندما سُئل ستونز عما إذا كان يرغب في إنهاء مسيرته مع مانشستر سيتي، رد قائلاً: «هل يمكنني القيام بذلك؟ ما زلت في الثامنة والعشرين من عمري، لكن نعم أحب هذا تماماً. أحب اللعب لأطول فترة ممكنة وأشعر حقاً بأنني في منزلي. أنا أحب كل شيء هنا، الأشخاص الذين أراهم يوماً بعد يوم والمشجعين وزملائي في الفريق، ولديهم هنا أفضل ذكرياتي في كرة القدم».
لكن يجب أن يعرف ستونز وغيره أنه لا يمكن لأي لاعب أن يضمن مشاركته في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي تحت قيادة غوارديولا، وقد رأينا ذلك مع لاعبين بارزين مثل كايل ووكر، الذي ظل حبيساً لمقاعد البدلاء أمام لايبزيغ، وروبن دياز، وإيمريك لابورت، وجاك غريليش، وكيفين دي بروين، وفيل فودين، ورياض محرز، وعدد لا يحصى من اللاعبين الآخرين. وفي حقبة غوارديولا التي شهدت نجاحات كبيرة، يتعين على أي لاعب متعطش للفوز بالبطولات والألقاب أن يبذل كل ما في وسعه حتى لا يكون لاعباً غير مرغوب فيه ويتم عرضه للبيع في نهاية المطاف. لقد أظهر ستونز في مواجهة مهمة في دوري أبطال أوروبا أنه قادر على مواصلة التحسن والتطور، فهل سيواصل تقديم هذه المستويات القوية، أم أن الإصابات وأموراً أخرى سوف تعوق مسيرته مع مانشستر سيتي؟


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».