حرب فيتنام
كما عاشها أوليفر ستون
Platoon ****
بعد سنوات من كتابة السيناريوهات وإخراج حفنة من الأفلام القصيرة، قام المخرج أوليفر ستون بتحقيق فيلمين متتاليين في العام 1986 هما «سلفادور» و«بلاتون» («فصيلة»). ما هو مشترك بينهما ليس التاريخ فقط، بل تطرقهما لمواضيع حول الإنسان في وسط أزمة سياسية المنشأ يحاول البقاء حياً متجنّباً، قدر الإمكان، الموت كثمن للموقع الذي يجد نفسه فيه.
«بلاتون» فيلم عن الحرب الفيتنامية والمخرج ستون حارب هناك لثمانية عشر شهراً. عايش الحرب وقاتل وربما قتل. لكن الفيلم ليس عن حياته، بل عن ذكرياته والواقع الذي سقط في براثنه ورفاق السلاح الذين حاربوا معه في تلك الحرب الدامغة في وجدان جيله.
زرع المخرج شخصيته وذكرياته عن تلك الحرب في شخص تايلور (تشارلي شين) الذي تطوّع لتلك الحرب وندم أول ما حطت قدماه أرض فيتنام. الأدغال المليئة بالحشرات، المهام الصعبة التي لا نجاة منها. الفييتكونغ الذين يقاتلون بشراسة. فيلم ستون يشير إلى أن الإيمان بالحرب، التي يخوضها هؤلاء كان غائباً عن معظمهم. من وصلوا فيها إلى مرتبة القيادة (توم برنجر) والسيرجنت إلياس (ويليام دافو) يخوضونها بمسؤولية محسوبة، بل يتنافسون فيما بينهم على انتصار ميداني ما، لكن معظم الجنود ذوي المراتب العادية يخوضونها وفي البال البقاء أحياء من دون أن تشكل الحرب بالنسبة إليهم موقفاً وطنياً أو سياسياً. بذلك يخدمون أنفسهم وليس الوطن.
العدو الخفي هنا هم الجنود أنفسهم المنقسمون حسب انتماءات مختلفة. نسمع إدانة لليمين وإدانة للأثرياء وأخرى للعنصرية ولليبرالية. لا يتوقف المخرج كثيراً عند هذه الإدانات، بل يذكرها كأي عبارة ترد في حديث عابر. ما يلفت الاهتمام أن الفيلم لا يتحاشى تصوير النزاع بين عناصره. كل بمنهج وبرؤية مختلفة. القتل في المقابل مجاني والفصيلة التي تجد نفسها في كمين فيتنامي تتعرض للقصف الأميركي ويسقط منها عدد من القتلى لأن أحدهم أخطأ في تحديد مكان المحاربين الفيتناميين فسقطت قذائف الطائرات فوق رؤوس الأميركيين.
خلال تلك الفترة من التاريخ تكاثرت الأفلام التي تعرّضت للحرب الفيتنامية. بعضها كان معادياً والآخر حيادياً وواحد منها «ذوو القبعات الخضر» (The Green Berets) لجون واين، كان مؤيداً.
مما يميّز «بلاتون» عنها أنه ينقل المعركة إلى الداخل من خلال نزاع ضابطين أو كما يقول تايلور في أحد تعليقاته: «لم يكن الكونغ أعداءنا، بل كنا أعداء بعضنا بعضاً». وسواء أكان هذا موقفاً سياسياً للإيحاء بأن أميركا خسرت الحرب لهذا السبب أو لا، فإن الفيلم يبدأ وينتهي وسط معارك حامية الوطيس وهذا بدوره موقف ما من الحرب.
7:57 دقيقة
سنوات السينما
https://aawsat.com/home/article/4216986/%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7
سنوات السينما
سنوات السينما
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة