{العدالة والتنمية} يرشح إردوغان رسمياً للرئاسة... وكليتشدار أوغلو يتلقى دعماً من غريمه

قررت المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا ترشيح الرئيس رجب طيب إردوغان لخوض الانتخابات الرئاسية في 14 مايو (أيار) المقبل. في وقت لم يتوصل الحزب إلى اتفاق مع أحزاب أخرى على توسيع «تحالف الشعب» الذي يضمه مع حزبي الحركة القومية والوحدة الكبرى.
وبموجب قرار المجموعة البرلمانية، الذي اتخذته في اجتماع مغلق بمقر البرلمان التركي في أنقرة الخميس، استوفى إردوغان شروط الترشح الرسمي للانتخابات الرئاسية. كما وافقت المجموعة البرلمانية لحزب «الحركة القومية» على الترشيح ليصبح إردوغان مرشحا عن «تحالف الشعب».
وورد في نص قرار المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» أنه: «وفقا للمادة 101 من الدستور والمادة 8 من قانون الانتخابات، نقدم رئيس حزب العدالة والتنمية السيد رجب طيب إردوغان كمرشح للحزب في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم 14 مايو المقبل». ووقع النواب الذين حضروا الاجتماع على طلب ترشيح إردوغان للرئاسة.
ويتعين للمرشح للرئاسة من الأحزاب التي لها مجموعات برلمانية أن يقدم طلب الترشيح حاملاً توقيعات 20 نائباً (الحد الأدنى للمجموعة البرلمانية)، بينما يتعين أن يحصل المرشح من الأحزاب غير الممثلة بمجموعات برلمانية، أو المرشح المستقل على توقيع 100 ألف ناخب من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية.
وكانت اللجنة العليا حددت موعد الانتخابات الرئاسية الـ13 والبرلمانية الـ28 بـ14 مايو المقبل، على أن تجرى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية إذا تم الوصول إليها يوم 28 مايو. وتنتهي المهلة المحددة للترشح في 31 مارس (آذار) الحالي.
وواجه حزب «العدالة والتنمية» صعوبة في التوصل إلى اتفاق مع كل من حزبي «الرفاه من جديد» الإسلامي، الذي يترأسه فاتح أربكان، نجل رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، وحزب «الهدى» (الهدى بار) الذي يعد الذراع السياسية لـ«حزب الله» التركي، الذي ينظر إليه في الشارع التركي على أنه تنظيم إجرامي دموي انفصالي، بسبب شروط الحزبين التي يصعب على أي حكومة التعهد بتنفيذها.
وقال نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» نعمان كورتولموش، الذي تولى المفاوضات مع حزب «الهدى»، إنه لم يتم الاتفاق على انضمام الحزبين إلى «تحالف الشعب»، لكن تم الاتفاق على أن يكون هناك نوع من التحالف الانتخابي رغم خوض كل حزب الانتخابات بقائمته الخاصة.
ومع تعثر توسيع التحالف، يلعب حزب «العدالة والتنمية» بالورقة الثانية، التي يعتقد أنها رابحة، والتي تتعلق بمحاولة تجميع الأصوات الكردية المحافظة، عبر ضم أيهان بيلجن، الذي ترك حزب «الشعوب الديمقراطية»، المؤيد للأكراد، وأسس حزب «الصوت» إلى قوائم مرشحيه للانتخابات البرلمانية. وقال كورتولموش، في مقابلة تلفزيونية الخميس: «لم نغلق الأبواب في وجه أي حزب».
بدوره، قال بيلجن: «لا يوجد عرض حتى الآن من حزب العدالة والتنمية، لكن هذا الأمر نوقش علناً، لم نغلق الأبواب في وجه أي تحالف، ونقيم كل القرارات في لجاننا المختصة».
واستقال بيلجن من حزب «الشعوب الديمقراطية» عندما كان رئيساً لبلدية كارص (شمال شرقي تركيا)، وسبق أن تم اعتقاله أثناء التحقيق في القضية المعروفة بـ«احتجاجات كوباني» التي اتهم حزب «الشعوب الكردية» بتنظيمها عام 2015 دعماً لمدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا والمطالبة بإنقاذها من هجمات «داعش»، وعزلته وزارة الداخلية لاحقاً، وعينت وصيا ًعلى بلدية كارص يونيو 2021، وأعلن استقالته من حزب «الشعوب الديمقراطية» في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، وأسس حزب «الصوت» في 3 مارس 2022. وقال كورتولموش إن حزب «الشعوب الديمقراطية» «لا يعد الممثل الوحيد لإخواننا الأكراد، هذا افتراض خاطئ. الحزب الذي حصل على أعلى عدد من الأصوات في الأماكن التي يقيم فيها مواطنونا الأكراد هو حزب العدالة والتنمية. يبدو الأمر كما الفهم السائد وهو أن حزب الشعوب الديمقراطية هو ممثل الأكراد في تركيا، وهذا فهم خاطئ».
ويتهم الرئيس رجب طيب إردوغان حزب «الشعوب الديمقراطية» بأنه ذراع سياسية لحزب «العمال الكردستاني»، المصنف كمنظمة إرهابية، وأقام المدعي العام لمحكمة استئناف أنقرة بكير شاهين في يونيو من العام 2021 دعوى أمام المحكمة الدستورية لإغلاق الحزب، لم يبت فيها حتى الآن. وأبدى الحزب دعماً لمرشح «طاولة الستة» و«تحالف الأمة» المعارضين، رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، كمال كليتشدار أوغلو، الذي من المنتظر أن يزور الحزب السبت في إطار جولاته للحوار مع الأحزاب السياسية لدعمه في انتخابات الرئاسة.
في السياق ذاته، أعلن رئيس حزب «البلد» محرم إينجه، الذي أعلن ترشحه للرئاسة أنه يعي تماماً ما سيفعله عند الضرورة، وذلك رداً على الانتقادات التي تعرض لها منذ إعلان ترشحه قبل 3 أيام، والاتهامات التي وجهت إليه بأنه يسعى لشق صف المعارضة وتشتيت أصواتها حتى تنتقل الانتخابات الرئاسية إلى جولة ثانية، مع العلم بأن هناك فرصة لمرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو للحسم من الجولة الأولى.
وردا على الانتقادات الموجهة إليه، قال إينجه، عبر «تويتر»: «أنا رجل يعرف قيمة نفسه وقيمة بلده، وسأعمل لصالح بلدي... لن تكون مفاجأة إذا وصلت أنا والسيد كليتشدار أوغلو وإردوغان إلى جولة الإعادة، سأتخذ قراري بالانسحاب لصالح كليتشدار أوغلو... أعرف جيداً متى يجب علي أن أنسحب ومن يجب أن أساند من أجل مصلحة تركيا... لا داعي للقلق».
وكان إينجه انشق عن حزب «الشعب الجمهوري»، الذي رشحه للرئاسة عام 2018 في مواجهة إردوغان، وذلك لخلافات مع رئيس الحزب كليتشدار أوغلو.
إلى ذلك، أعلن رئيس المجلس الأعلى للانتخابات، أحمد ينار، أن الأتراك بالخارج الذين سيبدأ تصويتهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 27 أبريل (نيسان) وحتى 9 مايو سيتاح لهم التصويت في 165 ممثلية في 75 دولة إلى جانب التصويت في المعابر الحدودية.
وأشار إلى أنه تقرر استحداث مقرات انتخابية في 15 دولة جديدة، هي: أفغانستان، بيلاروسيا، البرازيل، إستونيا، المغرب، الجبل الأسود، كوريا الجنوبية، ليبيا، ليتوانيا، ماليزيا، نيجيريا، باكستان، البرتغال، سلوفاكيا، وتنزانيا.