حضور عربي «لافت» في «مهرجان الإسماعيلية»

انطلقت الدورة الرابعة والعشرون لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في مصر، (مساء الثلاثاء) بمشاركة أكثر من 100 فيلم من 50 دولة، من بينها ألمانيا «ضيف الشرف»، التي يعرض لها 8 أفلام، من بينها 4 أفلام في عرضها الأول ضمن المسابقات الرسمية، كما تحظى هذه الدورة (من 14 إلى 20 مارس «آذار» الحالي) بمشاركات عربية «لافتة» عبر أفلام من المملكة العربية السعودية، والسودان، وسوريا، والعراق، والجزائر، والمغرب، ولبنان، وفلسطين إلى جانب مصر، كما تشارك شخصيات عربية في لجان التحكيم، من بينها الناقد السعودي أحمد العياد الذي يشارك في مسابقة النقاد «فيبرسي»، والناقدة الجزائرية نبيلة رزايق التي تشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة والتحريك، والمخرجة الأردنية الفلسطينية ميس دروزة بمسابقة الأفلام التسجيلية، كما تشارك من مصر المخرجة نادين خان، ودكتور سلمى مبارك أستاذ الأدب المقارن. وتسلط هذه الدورة الضوء على «الأفلام العابرة» للنوع «هايبرد» التي تمزج بين التسجيلي والروائي، ويعرض من خلالها خمسة أفلام عربية.

وشهد حفل الافتتاح الذي أقيم بقصر ثقافة الإسماعيلية تكريم مدير التصوير المصري الدكتور محمود عبد السميع، الذي قام بتصوير أكثر من 300 فيلم تسجيلي، من بينها أفلام تناولت انتصارات حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، كما صور أفلاماً في كل من السعودية والعراق وسوريا. وأشاد الدكتور خالد عبد الجليل، مستشار وزيرة الثقافة للسينما، في كلمته بـ«الدور الذي يقوم به عبد السميع في جمع تراث السينما المصرية»، فيما قال عبد السميع خلال كلمته «بات لدى مشروع (متحف السينما) مقتنيات مهمة سيضمها لدى افتتاحه». كما تم تكريم الناقد المصري محمود علي لمساهماته في النقد السينمائي، وكذلك اسم المخرج المصري الراحل سميح منسي.
وعبر المخرج الآيرلندي، مارك كازينز، عن سعادته بحصوله على تكريم من مصر، مشيرا إلى تأثره بأربع شخصيات مصرية، هي: المخرج شادي عبد السلام، والدكتور حسن فتحي، وكوكب الشرق أم كلثوم، والمخرج العالمي يوسف شاهين. ويعد كازينز أحد كبار مخرجي الأفلام الوثائقية؛ حيث أخرج نحو 20 فيلما طويلا، وثلاثين فيلماً قصيراً، وحظيت أفلامه بالمشاركة في المهرجانات الكبرى، ومن بينها برلين وكان وصندانس.

وقالت المونتيرة منار حسني، رئيسة المركز القومي للسينما، خلال الافتتاح، إن «السينما التسجيلية والأفلام الوثائقية القصيرة، ما هما إلا انعكاس لرحلة بحث صناعهما عما (قل ودل) من حقائق ووقائع؛ حيث نجد أفلاماً مدتها لا تتجاوز دقائق معدودة وتحتوي على معان ورسائل يطول شرحها في ساعات، ومن هنا تأتي أهمية هذه النوعية من الأفلام».
وشهد افتتاح المهرجان عرض فيلمين من بين أربعة أفلام قام المهرجان بترميمهما هما: «مقدمة محمود سعيد» الذي يتناول سيرة حياة الرسام والمفكر المصري محمود سعيد. واستعرض من خلاله المخرج، الدكتور محمود عبد السميع، عالم الفنان بين لوحاته وأفكاره، كما عرض الفيلم السياسي الاجتماعي «وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم» الذي تطرق لقضية التعليم المجاني في مصر وأثره على قرى الريف، وصاحب الفيلم تعليق بصوت الفنان الراحل جميل راتب.
وقال الناقد عصام زكريا، رئيس المهرجان خلال كلمته، إن «صناعة المهرجانات السينمائية تشبه صناعة الأفلام، إنتاجاً وميزانية». ويراهن زكريا على «الأفلام والبرامج الخاصة والندوات»، بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «لقد وفقنا في تكوين لجنة تحكيم تضم أسماء بارزة، من بينهم، أنا صوفيا جاك، مدير مهرجان تريه كور للفيلم القصير جدا، وفاسيليس سي كاراماتسيانيس الذي يرأس مهرجانا للرسوم المتحركة باليونان، كما نراهن على الأفلام والورشات الفنية التي بدأت قبل انطلاق المهرجان والبرامج الخاصة التي نقدمها في هذه الدورة».
حول اختيارات الأفلام المشاركة، أوضح زكريا أن «لائحة مهرجان الإسماعيلية شرطها الوحيد؛ ألا يكون الفيلم قد عرض بمصر»، مشيراً إلى أن «المهرجان يعنيه أن يعرض أفلاماً جيدة، وهو ما يهم الجمهور أيضاً»، مؤكداً أن «المهرجان لا يدفع مقابلاً لحق عرض الأفلام».
ويخصص المهرجان مسابقة لطلاب معاهد السينما والكليات المتخصصة المصرية تشمل 15 فيلماً، ويرأس لجنة التحكيم بها المنتج الدكتور محمد العدل، ويشارك بها مدير التصوير السينمائي الدكتور سمير فرج، والمخرج أحمد رشوان.