بعد مرور أكثر من عام على الإعلان التاريخي للمستشار الألماني أولاف شولتس في 27 فبراير (شباط) 2022 أمام البوندستاغ (البرلمان الألماني)، بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب في أوكرانيا، عن «تغيير العصر» وتخصيص 100 مليار يورو للجيش الألماني، وصفت مقررة البرلمان الألماني للبوندسفير (الجيش الألماني)، إيفا هوغل، الوضع المادي للقوات المسلحة بأنه «مزرٍ» وأسوأ من العام السابق.
فوفق تقرير نشرته أمس صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أكدت نائبة الحزب الديمقراطي الاشتراكي في تقريرها السنوي الذي نُشر يوم الثلاثاء، أن «الجيش الألماني يفتقر إلى كل شيء...».
وقد عانى الجيش الألماني، الذي يكابد نقصاً فعلياً بالتجهيز، من المخصصات (القليلة) الممنوحة للجيش. لكن هذا النقص في التعويض المادي يتفاقم بسبب البطء ونقاط ضعف الإدارة الألمانية. فمن أصل 100 مليار تمويل مرصودة، «لم يتم إنفاق أي قرش لصالح القوات» الألمانية، تنتقد إيفا هوغل، التي تدعو الحكومة إلى «الشفافية» في ألمانيا التي يتولى فيها البوندستاغ السلطة على السياسة الدفاعية للبلاد.
وأشار التقرير إلى أنه في حين بلغت زيادة التجنيد في الجيش الألماني 12 في المائة في عام 2022، فقد وصل معدل التسرب بعد ستة أشهر من بدء الخدمة العسكرية، إلى أكثر من 20 في المائة في بعض الوحدات. وانخفضت الطلبات بنسبة 8 في المائة (للانضمام إلى الجيش)، وارتفع متوسط العمر إلى 34، حيث يعاني الجيش الألماني مشكلة الجاذبية مقارنة بأصحاب العمل الآخرين.
سهام نحو التحالف الجديد
واتهم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي رافق سياسة الندرة (في المخصصات للجيش) التي اتبعتها المستشارة السابقة أنجيلا ميركل على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية، التحالف الجديد (بقيادة المستشار الحالي شولتس) يوم أمس، بأنه «لم يفعل شيئاً لمدة عام» لصالح الجيش، في حين أن التحالف كان وعد العام الماضي بجعل البوندسفير (الجيش) «جاهزاً بشكل كامل»، في مهمة ستستغرق ثماني سنوات على الأقل، حسب تقديرات إيفا هوغل. كما أن وزير الدفاع الألماني الجديد، بوريس بيستوريوس، الذي يطالب بإضافة 10 مليارات دولار (أخرى) للجيش، قد أقال للتو إبرهارد زورن، الجنرال رقم 1 في القوات الألمانية، وكان هذا المفتش العام (زورن) من المدرسة (العسكرية) القديمة، قد حذر من خطر حدوث تصعيد عسكري ضد روسيا.