يعيش الحزب الجمهوري حالة انقسام واضحة في الأيام الأخيرة، مع تشرذم دعمهم للحرب في أوكرانيا.
فقد ولّدت تصريحات حاكم ولاية فلوريدا رون ديسنتس، والتي اعتبر بها أن دعم أميركا لأوكرانيا ليس ضرورياً للأمن القومي الأميركي، موجة من الاستنكار في صفوف حزبه بالكونغرس، فقد هاجمه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قائلاً: «ما يقوله يعني أن جرائم الحرب ليست مهمة، إن اعتداء بوتين سوف يتخطى أوكرانيا، وإذا كنت لا تفهم ذلك فهذا يعني أنك لا تستمع لما يقوله».
كلمات هجومية بحقّ أحد أبرز الوجوه الصاعدة في الحزب، فـديسنتس الذي لم يعلن رسمياً ترشحه للرئاسة بعدُ بمنافسة الرئيس السابق دونالد ترمب، اعتمد على خط مُشابه لترمب في معارضته الدعم الأميركي في أوكرانيا، فوصف الحرب بأنها «خلاف على أراض». وقال، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»: «في حين أن الولايات المتحدة لديها الكثير من مصالح الأمن القومي، إلا أن تورطها في خلافات على الأراضي بين أوكرانيا وروسيا لا يُعدّ من هذه المصالح».
وتابع ديسنتس: «لا يمكننا وضع حد للتدخل في حرب خارجية متصاعدة قبل الدفاع عن بلادنا، خصوصاً أن آلاف الأميركيين يموتون، كل عام، جراء المخدرات التي يجري تهريبها عبر حدودنا المفتوحة، ومخزون الأسلحة المهمة لأمننا يجري استنفاده».
ويقول الجمهوريون إن تصريحات ديسنتس هذه هدفها انتخابي بحت، لمحاولة التقرب من الناخب الأميركي في القاعدة الجمهورية التي باتت مترددة في دعمها لأوكرانيا، ومعارضة مواقف الرئيس الأميركي جو بايدن، وتذكّر بموافقه السابقة عندما كان نائباً في الكونغرس، فقد وصف ديسنتس نفسه في عام 2017 بأنه من «مدرسة ريغان المتشددة حيال روسيا»، وانتقد الديمقراطيين لعدم دعمهم أوكرانيا.
وتحدَّث السيناتور الجمهوري جون كورنين عن هذا التناقض في مواقف حاكم فلوريدا، فقال: «إنه محارب قديم، ورجل ذكي، أعتقد أنه كان حاكماً جيداً، ولا أفهم لماذا يقول إن أوكرانيا ليست مهمة لأميركا».
أما السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، وهو كبير الجمهوريين في لجنة الاستخبارات بـ«الشيوخ»، فقد انتقد وصف ديسنتس للحرب بأنها «نزاع على الأراضي» قائلاً: «هل هذا يعني أنه في حال قررت أميركا غزو كندا أو احتلال جزر الباهامس، فإننا سنصف هذا على أنه نزاع على الأراضي؟». وتابع روبيو: «إن ادعاء أحد بأنه يملك الشيء لا يعني أن هذا صحيح»، مضيفاً «هناك مصلحة أمن قومي في أوكرانيا، إنها ليست رقم واحد على اللائحة، لكنها مهمة».
إلى ذلك، اتهمت المرشحة الجمهورية للرئاسة نيكي هايلي، ديسنتس بـ«نسخ مواقف ترمب»، فقالت: «الرئيس ترمب مُحق عندما يقول إن الحاكم ديسنتس ينسخ مواقفه، أولاً نسخ أداءه، ثم نسخ مواقفه عن أوكرانيا».
وكان الرئيس الأميركي السابق، الذي أعرب عن ندمه لدعم ديسنتس في سباقه على منصب حاكم فلوريدا، قد اتهم الحاكم بـ«نسخ ما يقوله عن أوكرانيا»، فقال: «إن مواقفه متأرجحة، فقد كانت مختلفة تماماً من قبل. كل ما أسعى إليه يسعى هو إليه كذلك…».
ومع احتدام الصراع الانتخابي، يسعى الجمهوريون إلى احتواء هذه الانشقاقات قبل خروجها عن السيطرة، وينتظرون بفارغ الصبر عودة زعيمهم في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل الغائب بانتظار تعافيه من ارتجاج في الرأس وكسور أصيب بها لدى انزلاقه خلال حفل عشاء في العاصمة الأميركية.
حاكم فلوريدا: أوكرانيا ليست «مصلحة وطنية أميركية»
حرب كلامية جمهورية لاحتواء أزمة الانشقاقات
حاكم فلوريدا: أوكرانيا ليست «مصلحة وطنية أميركية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة