أفاد الجيش الأميركي بأن مقاتلة روسية من طراز «سوخوي - 27» ألقت وقوداً على مسيّرة أميركية من طراز «ريبر MQ-9» فوق البحر الأسود، أمس (الثلاثاء)، ثم اصطدمت بها ما تسبب في تحطمها، ودفع واشنطن إلى استدعاء السفير الروسي.
ونفت موسكو الرواية الأميركية للحادث، فقد اعترف الجيش الروسي بأن اثنتين من مقاتلاته اعترضتا المسيّرة، لكنه أكد أنهما لم تصطدما بها ولم تتسببا في سقوطها.
وفيما يلي أهم ما نعرفه عن المسيّرة «ريبر MQ-9» واستخداماتها، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية:
ما هي «ريبر MQ-9»؟
«ريبر MQ-9» هي طائرة مسيّرة كبيرة يتم تشغيلها عن بُعد، طوّرتها شركة «جنرال أتوميكس» الأميركية للصناعات العسكرية.
ويبلغ طول الطائرة 11 متراً فيما يصل طول جناحيها إلى أكثر من 22 متراً.
وتقول القوات الجوية الأميركية إن استخدامها الأساسي هو «جمع المعلومات الاستخبارية»، لكنها سلّطت الضوء أيضاً على «قدرتها الفريدة على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف عالية القيمة».
ويمكن للمسيّرة أن تحمل ما يصل إلى 16 صاروخاً من طراز «هيلفاير»، أي ما يعادل سعة الحمولة لطائرة هليكوبتر «أباتشي»، كما يمكن تسليحها بقنابل موجهة بالليزر.
ومثلها مثل المسيّرات الأخرى، تستطيع «ريبر MQ-9» الطيران على ارتفاع 50 ألف قدم (15 كم) ويمكنها التسكع فوق الأهداف لمدة 24 ساعة تقريباً، مما يجعلها مفيدة لمهام المراقبة. وهي مشغلة منذ فترة طويلة فوق البحر الأسود لمراقبة القوات البحرية الروسية فيما ازداد التوتر في المنطقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل عام.
وفقدت القوات الأميركية عدداً من مسيّرات «ريبر» في السنوات الأخيرة، بما في ذلك بنيران معادية.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن إحداها أُسقطت في 2019 فوق اليمن بصاروخ أرض - جو أطلقه الحوثيون.
وأفادت تقارير إعلامية عن تحطم مسيّرة «MQ-9» في ليبيا عام 2022 بينما سقطت أخرى خلال تدريب في رومانيا في وقت سابق من العام نفسه.
ما مدى شيوع استخدام الطائرات المسيّرة عسكرياً؟
كانت الطائرات من دون طيار قيد الاستخدام المنتظم منذ عام 1995، عندما تم نشر الطائرة المسيّرة «بريداتور»، لدعم الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي في صربيا.
واكتسبت طائرة «بريداتور» سمعة سيئة خلال حربي العراق وأفغانستان، حيث أوقعت عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين فيما تسمى «الضربات الدقيقة».
وتوقفت القوات الجوية الأميركية عن استخدام «بريداتور» في عام 2017 واستبدلت بها مسيّرات «ريبر»، وقد أصبح استخدام هذه المسيّرات الآن واسع الانتشار.
وتسارع استخدام المسيّرات خلال فترة رئاسة دونالد ترمب. ووجدت الأبحاث التي أجراها مكتب الصحافة الاستقصائية (BIJ) أن هناك 2243 ضربة بطائرة من دون طيار نُفّذت في أول عامين من حكم ترمب، مقارنةً بـ1878 خلال السنوات الثماني لرئاسة سلفه باراك أوباما.
ما الدول التي تستخدم مسيّرات «ريبر»؟
الولايات المتحدة هي إلى حد بعيد أكبر مشترٍ لمسيّرات «ريبر».
ووفقاً لمركز أبحاث الكونغرس، فقد تعاقدت القوات الجوية على 366 مسيّرة «ريبر» منذ عام 2007، بمتوسط تكلفة 28 مليون دولار.
وقامت المملكة المتحدة أيضاً بنشر مسيّرات «ريبر»، وسابقتها «بريداتور»، لدعم عملياتها لعدد من السنوات. ولدى سلاح الجو الملكي البريطاني حالياً 9 مسيّرات «ريبر» نشطة، مع وجود عدد آخر قيد الطلب.
ومثل الولايات المتحدة، كثّفت المملكة المتحدة من استخدامها لمسيّرات ريبر خلال العقد الماضي. فخلال أربع سنوات من الحرب ضد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا من 2014 – 2018، استخدمت المملكة المتحدة مسيّرات «ريبر» في أكثر من 2400 مهمة، بمتوسط مهمتين في اليوم.
وتشغل كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والهند واليابان وهولندا مسيّرات «ريبر» أيضاً، فيما نشر الكثير من البلدان الأخرى مسيّرات ذات تصميمات مختلفة.