كيف تتحول إلى نظام «داش» الغذائي لحماية القلب؟

خبراء يضعون مواصفات الوجبة المثالية

كيف تتحول إلى نظام «داش» الغذائي لحماية القلب؟
TT

كيف تتحول إلى نظام «داش» الغذائي لحماية القلب؟

كيف تتحول إلى نظام «داش» الغذائي لحماية القلب؟

نظام «داش» الغذائي، من الأساليب الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم، وهو موجود منذ ما يقرب من 25 عاماً، ولا يزال أحد أفضل الأنظمة الغذائية الموصى بها للصحة الجيدة بشكل عام، والوقاية من أمراض القلب.
ووجدت دراسة حديثة عن هذا النظام الغذائي، نُشرت في مجلة «الكلية الأميركية لأمراض القلب»، بعضاً من أقوى الأدلة على أن هذا النظام الغذائي يمكن أن يقلل من عوامل الخطر القلبية الوعائية في فترة زمنية قصيرة نسبياً. ويقول تقرير نشره موقع «هيلث داي»، إن «هذا النظام الغذائي، يتألف من تناول الخضار والفواكه والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان الخالية من الدهون وقليلة الدسم والأسماك والدواجن والفاصوليا والمكسرات والزيوت النباتية، ويحد من اللحوم الدهنية ومنتجات الألبان كاملة الدسم والزيوت الاستوائية والمشروبات المحلاة بالسكر والحلويات». ويجب أن تكون الأطعمة منخفضة في كل من الدهون المشبعة والمتحولة وكذلك الصوديوم، كما يجب أن تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والألياف والبروتين.
وتم وصف هذا النظام الغذائي كأفضل نظام غذائي صحي ولصحة القلب في دراسة «أفضل نظام غذائي لعام 2021»، التي أجرتها المعاهد الوطنية للصحة بأميركا.
وبالإضافة لذلك، يخفّض هذا النظام ضغط الدم المرتفع ويحسّن الكوليسترول ويساعد على الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني، مع تقليل فرص الإصابة بأمراض الكلى والقلب وفشل القلب والسكتة الدماغية، وفقاً للمكتبة الوطنية للطب.
ويوصى في هذا النظام الغذائي بتناول كميات معينة من كل مجموعة من المجموعات الغذائية المحددة، وهو رقم قد يختلف بناءً على حجم الجسم، ويتضمن الحبوب (من 6 إلى 8 مرات يومياً)، واللحوم والدواجن والأسماك (6 غرامات أو أقل يومياً)، والخضار (4 إلى 5 مرات يومياً)، والفواكه (4 إلى 5 مرات يومياً)، ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم (2 إلى 3 مرات يومياً)، والدهون والزيوت (2 إلى 3 مرات يومياً)، والصوديوم (2300 مجم يومياً، إذا خفضت إلى 1500 مجم يومياً سيكون أفضل)، والمكسرات والبذور والفاصوليا الجافة والبازلاء (من 4 إلى 5 مرات أسبوعياً)، والحلويات (5 مرات أسبوعياً أو أقل).
ويقول تقرير «هيلث داي»: «يجب أن توفر الدهون 30 في المائة أو أقل من السعرات الحرارية اليومية للشخص، واحصل على نحو 4700 ملليغرام من البوتاسيوم يومياً عن طريق تناول مزيج من الأطعمة مثل الموز والبطاطس والأفوكادو والطماطم وفول الصويا والمشمش والحمضيات والزبادي والتونة، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الكلى مراجعة أطبائهم قبل إضافة هذا القدر اليومي من البوتاسيوم».
وللتحول إلى هذا النظام الغذائي، ينصح الخبراء بالبدء ببطء، فيجعل الشخص مقادير اللحوم صغيرة، مع تناول الفاكهة أو الخضار مرة كل يوم، لتزيد تدريجياً، ثم إضافة المزيد من الوجبات النباتية ببطء إلى النظام الغذائي.
وتوصي كاثي مكمانوس، مديرة قسم التغذية في مستشفى «بريغهام والنساء» في بوسطن، بتناول الفواكه والخضراوات في وجبة الإفطار، وإضافتها إلى عجة البيض، وتناول سلطة كبيرة على الغداء مع البروتين الخالي من الدهون مثل الفول أو التونة، ورش المكسرات أو الحبوب ورذاذ زيت الزيتون. وتعد البطاطس المقلية أو الفلفل الحار أو أطباق المعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة من الخيارات الأخرى الصديقة لنظام «داش».
وتُثني أماني الجيوشي، خبيرة التغذية بمركز البحوث الزراعية المصري، على هذا النظام، كونه أسلوباً غذائياً موصى به للجميع سواء كباراً أو صغاراً. وتقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «اتباع هذا النظام الغذائي سيوفر جميع العناصر الغذائية التي تحتاج إليها، فهو منخفض في الدهون المشبعة وغنيٌّ بالألياف»، لكنها تشدد على أن اتخاذ قرار تنفيذه يجب أن يتم تحت إشراف طبي.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

الغرابة (SWNS)
الغرابة (SWNS)
TT

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

الغرابة (SWNS)
الغرابة (SWNS)

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

وأوضح بيان نشرته جامعة وارسو، ونقلته «فوكس نيوز»، أنّ باحثين من البعثة الأثرية الكويتية - البولندية وجدوا ذلك الأثر في بحرة 1؛ وهو موقع أثري في منطقة الصبية بالكويت.

ووُصف الأثر بأنه «أحد أبرز الاكتشافات» في عملية التنقيب، مع الإشارة إلى أنه «رأس صغير مُتقن الصنع من الفخار، جمجمته طويلة وممدودة، مع عينين منحرفتين وأنف مسطَّح».

يعود تاريخ التمثال الصغير إلى فترة العبيد في بلاد الرافدين القديمة التي تسبق العصر البرونزي. وأُنجز خلال الفترة بين الألفية السادسة قبل الميلاد، وفق تقدير العلماء، ما يجعل عمره يتراوح بين 7 و8 آلاف عام.

وأشار البيان إلى العثور على تماثيل صغيرة مُشابهة تعود إلى فترة العبيد قبل ذلك، لكنَّ هذا الأثر يُعدُّ الأول من نوعه الذي يُعثر عليه في منطقة الخليج.

وذكر الأستاذ بيوتر بيلينسكي في البيان الصحافي: «يثير وجوده تساؤلات بشأن غرضه وقيمته الرمزية، أو ربما الطقسية بالنسبة إلى الناس في ذلك المجتمع القديم».

الفريق الأثري الكويتي - البولندي المشترك (SWNS)

كذلك أشار علماء الآثار إلى اكتشافهم نوعَيْن مميّزين من الآنية والأعمال الفخارية في الموقع عينه، واصفين الاكتشاف بأنه «محوري» لدراسة فترة العبيد: «أثمرت عمليات التنقيب في الموقع منذ بدايتها نوعَيْن من الآنية الفخارية، هما عبيد، المعروف أنه كان يُستردُّ من بلاد الرافدين، وآخر مختلف تماماً يُعرف باسم الآنية، وهي حمراء خشنة الملمس، جرت معرفتها من مواقع في شبه الجزيرة العربية»؛ علماً بأنّ النوع الثاني يوصف بأنه محلّي الصنع في الخليج، لكنْ لا تزال الأماكن الفعلية لصنعه مجهولة.

وظهر أخيراً دليلٌ قاطع من موقع بحرة 1، يشمل إناء من الفخار غير المحترق. وتؤكد النتائج أنّ بحرة 1، الذي يُعدُّ واحداً من أقدم المواقع السكنية وأكبرها في شبه الجزيرة العربية، هو أيضاً أقدم موقع معروف لتصنيع الآنية الفخارية ومنتجات الفخار في الخليج العربي.

كذلك عثر المنقّبون على بقايا أثرية من النباتات التي كانت تُضاف إلى طين الفخار خلال عملية التصنيع. وسيجري الباحثون بعد ذلك تحليلاً نباتياً أثرياً للمادة النباتية لمعرفة النباتات المحلّية التي وُجدت خلال تلك الحقبة الزمنية. علَّق الدكتور رومان هوفيسبيان في البيان: «كشفت التحليلات المبكرة عن آثار لنباتات برّية، خصوصاً القيصوب (الغاب) داخل الأعمال الفخارية محلّية الصنع، في حين عُثر على آثار وبقايا نباتات مزروعة من بينها الحبوب، مثل الشعير والقمح، في الآنية المستوردة خلال حقبة العبيد».

وتُخطّط البعثة الأثرية الكويتية - البولندية لمواصلة دراسة الموقع، وتأمل في العثور على «مزيد من الاكتشافات والتبصّرات في مواضع التقاطع بين ثقافة كلّ من العصر الحجري في الجزيرة العربية وعصر العبيد في بلاد الرافدين، إلى جانب تحقيق مزيد من التعاون بين متخصّصين بولنديين وكويتيين في التراث»، وفق البيان، الذي أوضح: «تكشف عمليات التنقيب المستمرّة أنّ موقع بحرة 1 مهمّ وحيوي لفَهْم التبادل الثقافي بين مجتمعات العصر الحجري الحديث في الجزيرة العربية وثقافة العبيد الممتدّة من بلاد الرافدين إلى منطقة شاسعة من الأناضول، فشبه الجزيرة العربية».