«حلمك علينا»... مسرحية مصرية تُناقش طموحات الشباب

تعتمد على الارتجال في أجواء غنائية راقصة

مشهد من العرض (صفحة المسرحية على فيسبوك)
مشهد من العرض (صفحة المسرحية على فيسبوك)
TT

«حلمك علينا»... مسرحية مصرية تُناقش طموحات الشباب

مشهد من العرض (صفحة المسرحية على فيسبوك)
مشهد من العرض (صفحة المسرحية على فيسبوك)

«حلمك علينا»، مسرحية مصرية تُناقش طموحات الشباب، حيث تعتمد على الارتجال في أجواء غنائية راقصة. فالعرض المسرحي من إنتاج «مسرح الشباب»، التابع للبيت الفني للمسرح بوزارة الثقافة، ويشارك فيه نحو خمسين ممثلاً وممثلة من خريجي ورشة «ابدأ حلمك» للتدريب على فنون التمثيل بمعناه الشامل، مثل التشخيص والرقص والاستعراض والغناء.
وعلى الرغم من أن الممثلين في سن العشرين، ويخوضون تجربتهم الأولى أمام الجمهور على خشبة مسرح عريق، (المسرح العائم بالمنيل)، أيام الأربعاء والخميس والجمعة من كل أسبوع؛ فإن العرض مليء بطاقة إيجابية.
يناقش العمل، بشكل أساسي، طموحات الجيل الجديد، حيث يحمل رسالة مزدوجة، فمن ناحية يحذر من التعجل والرغبة في تحقيق النجاح السهل من دون مجهود، وفي الوقت نفسه يحذر من اليأس والاستسلام والمشاعر الانهزامية عند اصطدام الحلم بأول عقبة على طريق الواقع.

لا تقدم المخرجة عبير لطفي تلك القضية عبر حبكة تقليدية ذات بداية ووسط ونهاية، أو من خلال شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية يجمع بينها صراع درامي متصاعد، فالعمل هنا يقوم على الارتجال، حيث يحكي كل شاب عن حلم عاشه أو أزمة صادفته هو أو غيره في سياق أحلام الجيل الجديد، ويشتبك معه الحضور رفضاً أو تأييداً، سخريةً أو إعجاباً.
وبدا واضحاً أن عدم وجود نص حواري مسبق، جعل المسرحية تتسم بكثير من العفوية والتلقائية، مما منحها كثيراً من المصداقية، خصوصاً أن غالبية الممثلين على خشبة المسرح صغار السن، وبالتالي شعر الجمهور أنه بالفعل يتابع أحلاماً وليدة لنماذج مختلفة من الجيل الجديد. وغلب الطابع الاستعراضي الغنائي الراقص على العمل، مما زاد من جرعة البهجة والتفاعل لدى الجمهور، خصوصاً أن الاستعراضات التي صممتها سالي أحمد مزجت بين التكوينات الحركية، وجاءت موسيقى الدكتور محمد حسني الراقصة لتناسب أجواء تحفيز الأمل لدى الشباب.

تحدث عدد من صُناع العرض إلى «الشرق الأوسط» عن كواليسه. وكشف أحمد عماد، صاحب الصياغة الدرامية للمسرحية، عن أن «فكرة الارتجال كانت أساسية لتعطي العمل نكهة مختلفة وتجعل التجربة غير نمطية»، مشيراً إلى أن «نقطة البداية أثناء البروفات تمثلت في أن يدلي كل ممثل بفكرة تمثل مشهداً أو حلماً يراود الجيل الجديد من واقع خبرته الحياتية المباشرة أو مشاهداته لما يحدث حوله، وبالتدريج أصبح هناك عدد كبير من القصص والأفكار التي تتطلب التدخل لصياغتها وفق رؤية محددة، بحيث يتسم البناء النهائي للمسرحية بالتناغم والتجانس وفق وحدة فنية واحدة». ويضيف: «الارتجال هنا ليس عشوائياً أو يمنح حرية كاملة للممثل ليقول ما يخطر بباله، ولكنه ارتجال منظم داخل إطار درامي متفق عليه».
وقالت إسراء خالد، ممثلة بالمسرحية، إن «عدم وجود نص مسبق كان له أثر قوي في أن نخرج طاقاتنا بكل قوة، حيث لا شيء يحد خيالنا»، معتبرة أن «جزءاً كبيراً من حماس فريق التمثيل يعود إلى الثقة الكبيرة التي وضعتها المخرجة على عاتقهم، حيث إن عدم وجود حوار مفصل يعد مسؤولية كبيرة تتطلب موهبة واستعداداً كبيرين، ما جعل كل ممثل يريد أن يثبت أنه على قدر تلك المسؤولية».
ويؤكد محمد صبري، ممثل بالعرض، أن «فريق العمل تعايش مع بعضه بعضاً فترة طويلة، حيث بدأت علاقتهم أولاً متدربين في ورشة تمثيل، ثم زملاء في عرض مسرحي؛ مما أدى إلى وجود حالة من الحميمية والألفة بينهم، وهو ما انعكس على المنتج النهائي الذي خرج للنور واستمتع به الجمهور».



«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
TT

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)

لم يشاهد الجمهور لوحة «الكلب الإسباني» منذ عام 1972، عندما بِيعت بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني. ومن المقرَّر عرض هذه اللوحة الشهيرة لجورج ستابس، للبيع، في مزاد علني تنظّمه دار «سوذبيز» للمرّة الأولى منذ ذلك العام.

ووفق «الغارديان»، تُعرض اللوحة العائدة إلى القرن الـ18، للبيع بسعر يتراوح بين مليون و500 ألف، ومليونَي جنيه إسترليني؛ وقد بِيعت آخر مرّة في مزاد بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني عام 1972. وقبل ذلك، بِيعت بـ11 جنيهاً إسترلينياً عندما طُرحت بمزاد عام 1802.

يشتهر الفنان المولود في ليفربول، والراحل عن 81 عاماً عام 1806، بإنجازه أقل من 400 لوحة طوال حياته المهنية؛ وهو يُعرف برسم الحيوانات، خصوصاً الخيول.

وإذ يُعتقد أنّ لوحة «الكلب الإسباني» رُسمت بين 1766 و1768؛ وهي أقدم لوحة للكلاب أبدعها الفنان، يُعدُّ عقد ستينات القرن الـ18 غزير الإنتاج بمسيرة ستابس المهنية. ففيها أبدع بعض أشهر لوحاته، منها لوحة «ويسل جاكيت» المعروضة في المعرض الوطني.

اللافت أنّ لوحة «الكلب الإسباني» لم تُعرض رسمياً سوى مرّة واحدة فقط في لندن عام 1948، ضمن المعرض الوطني للرياضة والتسلية. أما المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها، فكانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

وشهد القرن الـ18 اهتماماً لافتاً بالكلاب في الثقافة البريطانية، بفضل تفاقُم شعبية الرياضات الميدانية، خصوصاً الرماية الشائعة بين النخب الثرية آنذاك.

في هذا الصدد، قال المتخصِّص في اللوحات البريطانية، المدير الأول بـ«سوذبيز»، جوليان جاسكوين: «الأمر مثيرٌ لعدة أسباب؛ أولاً لأنها لوحة مفقودة، إنْ رغبنا في استخدام وصف درامي، منذ السبعينات».

وأضاف أنّ حالتها كانت لا تزال «رائعة»، بعكس كثير من أعمال ستابس التي «لم تصمد أمام اختبار الزمن».

وتابع: «تعود إلى العقد الأول من حياته المهنية؛ منتصف ستينات القرن الـ18؛ الفترة التي شكَّلت ذروة حياته المهنية، ففيها رسم لوحة (ويسل جاكيت)، وعدداً من لوحاته الأكثر شهرة؛ وكان استخدامه الفنّي للطلاء أكثر صلابة. بفضل ذلك، حافظت هذه اللوحة على حالة جميلة، وهو ما لم يحدُث مع كثير من أعماله الأخرى».

ومن المقرَّر عرض اللوحة للمشاهدة، مجاناً، ضمن جزء من معرض للوحات الأساتذة القدامى والقرن الـ19 في دار «سوذبيز» بغرب لندن، من 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إلى 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.