الحكومة اليمنية توجه سفن الإغاثة وناقلات النفط للرسو بميناء عدن

قوات الجيش والمقاومة مدعومة بدبابات ومدرعات على مشارف قاعدة العند

عمال يفرغون مساعدات الإغاثة من طائرة قطرية بمطار عدن الدولي أول من أمس السبت (أ.ف.ب)
عمال يفرغون مساعدات الإغاثة من طائرة قطرية بمطار عدن الدولي أول من أمس السبت (أ.ف.ب)
TT

الحكومة اليمنية توجه سفن الإغاثة وناقلات النفط للرسو بميناء عدن

عمال يفرغون مساعدات الإغاثة من طائرة قطرية بمطار عدن الدولي أول من أمس السبت (أ.ف.ب)
عمال يفرغون مساعدات الإغاثة من طائرة قطرية بمطار عدن الدولي أول من أمس السبت (أ.ف.ب)

أصدرت الحكومة اليمنية، أمس، توجيها جديدا قضى بتوجه جميع سفن الإغاثة وناقلات النفط، إلى ميناء عدن، بدلا من ميناء الحديدة. وقال مصدر مسؤول إن الحكومة وجهت سفن الإغاثة وناقلات النفط بالرسو في عدن وليس الحديدة. وتتجه الحكومة اليمنية إلى تأهيل مدينة عدن وتحويله إلى مركز إغاثي بدلا من جيبوتي. وجاءت خطوة الحكومة عقب ثلاثة أسابيع على تحرير المدينة من ميليشيات الحوثي وصالح، وبعد يوم واحد فقط على زيارة نائب الرئيس رئيس الحكومة خالد بحاح للمدينة السبت الماضي.
وبالتزامن مع قرار الحكومة كانت المقاومة والجيش الوطني الموالي للشرعية قد سيطرت على مدينة عدن الحيوية والمهمة، ومن ثم وسعت سيطرتها نحو محافظتي لحج وأبين المجاورتين. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أمس إن قوات الجيش ورجال المقاومة باتوا على مشارف قاعدة العند شمال عدن وكذا في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين شرق عدن.
وأضافت أن الجيش والمقاومة المسنودة بمدرعات ودبابات حديثة وصلت خلال اليومين الماضيين يفرضون حصارا الآن على قاعدة العند الاستراتيجية ومن عدة جهات، ورجحت أن تكون الساعات المقبلة تحمل الكثير من الأخبار المفرحة لليمنيين. وتوقعت هذه المصادر هجوما وشيكا متزامنا من عدة جبهات على القاعدة العسكرية، لتحريرها من الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع.
وفي سياق متصل قال المتحدث باسم المقاومة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات عنيفة تخوضها المقاومة ضد قوات الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع وميليشيات الحوثي، في منطقة كرش شمال قاعدة العند بمحافظة لحج جنوب اليمن، التي تحاول فك الحصار عن معسكر لبوزة شمال قاعدة العند الذي تحاصره المقاومة منذ أيام. وأضاف عبد العزيز الشيخ أن هناك عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات وقوات الرئيس المخلوع، فضلا عن قتلى وجرحى المقاومة.
ومن جهة ثانية قالت مصادر طبية في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن 9 أشخاص بينهم 5 مدنيين لقوا حتفهم، وأصيب 81 آخرون، إثر تعرضهم لانفجار ألغام أرضية زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح، قبل انسحابها من آخر معاقلها شمال عدن. ولفتت المصادر الطبية إلى أن هذه الحالات سقطت خلال يوم واحد فقط، مشيرة في السياق ذاته إلى أن الحالات المصابة إصابة البعض خطرة، وهو ما يرجح ارتفاعا في عدد الوفيات.
ومن جهة ثانية، عملت المقاومة في جبهة المسيمير جنوب شمال قاعدة العند على تجهيز المستشفى العام بالمديرية وإعادته للعمل بعد غياب دام نحو عشر سنوات. وأكد أن المستشفى أجرى أول عملية جراحية ناجحة أول من أمس السبت، لأحد جرحى المقاومة الذي أصيب في المعركة المحتدمة بين المقاومة وميليشيات الحوثي وصالح.
وأعرب أبناء المسيمير عن شكرهم للمقاومة وقائدها العميد عيدروس الزبيدي على اهتمامهما بالمديرية وعلى جهودهما لأجل إعادة تأهيل المستشفى الذي أغلق أبوابه أمام الأهالي وأثنى أبناء المديرية على الفريق الطبي وجميع العاملين في المستشفى.
وقال عدد من سكان المديرية لـ«الشرق الأوسط» إن المستشفى الذي بدأ العمل فيه عام 2000م لم يقدم خدماته حتى كمركز صحي فقط، إذ أغلق أبوابه في وجوه قاصديه من المرضى الذين يعانون أيضا من أوضاع معيشية صعبة أسوة ببقية سكان المديرية التابعة إداريا لمحافظة لحج وصنفت في تقارير المنظمات الإنسانية بالأكثر فقرا، ويقبع معظم سكانها تحت خط الفقر.
وكانت ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس صالح قد سيطرت على المديرية عقب اندلاع الحرب، لكنها لم تمكث طويلا، إذ بعد شهر واحد تم إجبارها على الانسحاب إثر معارك ضارية خاضتها المقاومة مع هذه الميليشيات والقوات التي تكبدت خسائر كبيرة.
وزادت معاناة السكان جراء الحصار الذي فرضته الميليشيات عقب دحرها من عاصمة المديرية، فيما المعارك ما زالت مستمرة في الجهة الجنوبية للمديرية التي تعاني أيضا من انتشار لأمراض وبائية لا سيما الملاريا والبلهارسيا المنتشرة بكثرة نتيجة المياه الراكدة ومياه السيول المارة في أطراف المديرية.
وعلى صعيد آخر قالت مصادر طبية في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن 9 أشخاص بينهم 5 مدنيين لقوا حتفهم، وأصيب 81 آخرون إثر تعرضهم لانفجار ألغام أرضية زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح، قبل انسحابها من آخر معاقلها شمال عدن. ولفتت المصادر الطبية إلى أن هذه الحالات سقطت خلال يوم واحد فقط، مشيرة في هذا السياق إلى أن الحالات المصابة إصابة البعض خطرة، وهو ما يرجح ارتفاعا في عدد الوفيات.
إلى ذلك، افتتح محافظ عدن نايف البكري ومدير عام مؤسسة الكهرباء بعدن المهندس مجيب الشعبي أمس الأحد محطة التوليد الكهربائية الجديدة والكائنة بملعب 22 مايو (أيار) جنوب مدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن.
وقال مسؤول في مؤسسة الكهرباء في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن المحطة الكهربائية تم شراؤها من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وبطاقة توليدية قدرها 10 ميغاوات، لافتا إلى أن الهلال الأحمر الإماراتي تكفل أيضا بتشغيل المحطة الجديدة لمدة عام كامل.
وأكد المتحدث أن الهلال الأحمر الإماراتي تكفل بتوفير طاقة كهربائية إضافية قدرها 54 ميغاوات، وهي في طريقها إلى عدن.
وكان مدير عام كهرباء عدن المهندس خليل عبد الملك قد كشف في وقت سابق عن اتفاق مع الحكومة والهلال الإماراتي بشأن إمداد مؤسسة الكهرباء بمولدات طاقة لتشغيل محطة ملعب 22 مايو المتوقفة كليا نتيجة لأعمال الصيانة الدورية لـ54 ميغاوات وكذا توقف 10 ميغاوات نظرا لتوقف المستهلكين عن سداد فواتيرهم الشهرية.
وتعد أزمة الكهرباء في عدن خصوصا في مقدمة المشكلات اليومية التي يعانيها سكان المدينة الساحلية المعروفة بشدة حرارتها صيفا، إذ تصل درجة الحرارة إلى الأربعين أحيانا، وهو ما يجعل العيش صعبا وقاسيا لسكان المدينة الذين لم يسبق لهم العيش في وضعية كهذه التي انقطع فيه التيار وبشكل كامل.
وتقدر الطاقة المنتجة في المدينة بنحو 170 ميغاوات فيما الطاقة المستهلكة تتجاوز 300 ميغاوات في حدها الأدنى، وهذا ما دفع بالقائمين على الكهرباء إلى قطع التيار لساعات تراوحت بين ساعتين و4 ساعات قبل دخول الميليشيات عدن، و12 ساعة إلى معظم ساعات اليوم بعد توقف عدد من محطات المدينة لعملها، إلى جانب توقف محطة مأرب 400 ميغاوات التي تزود عدن بـ120 ميغاوات.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».