بايدن يطمئن... ومصارف العالم قلقة

تعهد بمحاسبة المسؤولين عن إفلاس «سيليكون فالي»... وأكبر انخفاض يومي للأسهم الأوروبية

حارس وراء الواجهة الزجاجية لمقر بنك «سيليكون فالي» في كاليفورنيا الذي تجمع أمامه عملاء أمس (أ.ف.ب)... وفي الإطار بايدن يطمئن الأميركيين (إ.ب.أ)
حارس وراء الواجهة الزجاجية لمقر بنك «سيليكون فالي» في كاليفورنيا الذي تجمع أمامه عملاء أمس (أ.ف.ب)... وفي الإطار بايدن يطمئن الأميركيين (إ.ب.أ)
TT

بايدن يطمئن... ومصارف العالم قلقة

حارس وراء الواجهة الزجاجية لمقر بنك «سيليكون فالي» في كاليفورنيا الذي تجمع أمامه عملاء أمس (أ.ف.ب)... وفي الإطار بايدن يطمئن الأميركيين (إ.ب.أ)
حارس وراء الواجهة الزجاجية لمقر بنك «سيليكون فالي» في كاليفورنيا الذي تجمع أمامه عملاء أمس (أ.ف.ب)... وفي الإطار بايدن يطمئن الأميركيين (إ.ب.أ)

بينما تتصاعد تداعيات إفلاس «بنك سيليكون فالي» (إس في بي) على القطاع المالي والأسواق، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بمحاسبة الأشخاص المسؤولين عن الإفلاس، مطمئناً في الوقت ذاته الأميركيين إلى أنَّ ودائعهم في أمان، ومعطياً إشارة تهدئة لقلق المصارف العالمية.
وقال بايدن، في كلمة أمس: «أنا ملتزم بشدة محاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى، ومواصلة جهودنا لتعزيز الرقابة والتنظيم للبنوك الكبرى، حتى لا نجد أنفسنا في هذا الموقف مرة أخرى».
واتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قراراً للتيسير على البنوك بالاقتراض منه في حالات الطوارئ، بينما قالت الجهات التنظيمية الأميركية إنَّ عملاء البنك المفلس سيتمكَّنون من الوصول إلى ودائعهم بدءاً من الاثنين، كما أنشأت الجهات التنظيمية منشأة جديدة حتى يمكن للمصارف الحصول على تمويلات الطوارئ.
وتأثرت الأسواق العالمية في أولى تداولات الأسبوع، وسجلت الأسهم الأوروبية أكبر انخفاض يومي لها هذا العام. وأغلق المؤشر «ستوكس 600» منخفضاً 2.3 في المائة، مع تحمل أسهم البنوك والشركات المالية وشركات التأمين، إلى جانب أسهم الطاقة، وطأة ضغوط البيع. وانخفضت أسهم البنوك 5.7 في المائة نتيجة لعمليات بيع على مدى يومين، هي الأسوأ أثراً منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في أوائل العام الماضي.
وفي خضم الأحداث الحرجة، لم يخل المشهد من مشاكسة روسية، إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، إنَّ واشنطن ستتسبب في مزيد من المشكلات في العالم من خلال محاولة الحفاظ على نظامها المصرفي.



تركيا تعلن استقرار الأمن على حدودها مع العراق بعد «تطهير زاب»

وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)
وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)
TT

تركيا تعلن استقرار الأمن على حدودها مع العراق بعد «تطهير زاب»

وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)
وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)

قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن بلاده أرست الأمن بطول حدودها مع العراق، وذلك بعدما أجرى مباحثات مع نظيره العراقي ثابت العباسي في أنقرة، حول التطورات الأخيرة في سوريا، والتعاون بين البلدين في مكافحة «حزب العمال الكردستاني» وتأمين الحدود.

وأضاف غولر، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية في أنقرة، الأحد، تناول فيه أنشطة القوات المسلحة على مدار العام، أنه تم تطهير منطقة زاب في شمال العراق بالكامل من عناصر «منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية» في إطار عملية «المخلب - القفل»، المستمرة منذ 17 أبريل (نيسان) 2022.

وتابع: «قمنا بتحييد 1136 إرهابياً في هذه المنطقة التي يعدها (العمال الكردستاني) مركزاً مهماً له، والتي تحتل موقعاً رئيسياً بين سوريا وجبل قنديل، معقل (العمال الكردستاني) في شمال العراق».

القوات التركية تواصل «عملية المخلب - القفل» في شمال العراق منذ أبريل 2022 (وزارة الدفاع التركية)

ولفت إلى أنه تم خلال العملية تدمير 3 آلاف و158 لغماً و1327 كهفاً وملجأ، وضبط ألفين و421 قطعة سلاح متنوعة، و957 من الأسلحة الثقيلة، وأكثر من 910 آلاف قطعة ذخيرة تستخدم في هذه الأسلحة، تم الاستيلاء عليها في منطقة زاب.

وعدَّ غولر زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى بغداد وأربيل في 22 أبريل (نيسان) الماضي بمثابة نقطة تحول في العلاقات التركية العراقية، مضيفاً أننا «نواصل المفاوضات لجعل التعاون بين بلدينا دائماً في مكافحة الإرهاب، وفي هذا السياق، عقدنا الاجتماع الرابع للآلية الأمنية رفيعة المستوى بين بلادنا والعراق، في أنقرة في 15 أغسطس (آب) الماضي، ووقعنا مذكرة تفاهم حول التعاون العسكري والأمني ​​ومكافحة الإرهاب».

وقال: «إننا نرحب بالقرار الذي اتخذه العراق، الذي بدأ يعتبر (حزب العمال الكردستاني) مشكلة له أيضاً، وإعلانه (منظمة محظورة)، ونتوقع من الحكومة العراقية أن تعلنه (منظمة إرهابية) في أقرب وقت ممكن».

تركيا والعراق وقعا مذكرة تفاهم للتعاون الأمني والعسكري في أغسطس الماضي (الخارجية التركية)

وذكر غولر أن تركيا تراقب تحركات «حزب العمال الكردستاني» في شمالي العراق وسوريا، لافتاً إلى أن قسماً من الأسلحة التي قدمتها أميركا إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تعدّها حليفاً في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، أرسلتها الوحدات الكردية إلى شمال العراق، بعد التطورات الأخيرة في سوريا وتضييق الفصائل السورية الخناق عليها.

ولفت إلى أن «العمال الكردستاني» بات يواجه صعوبات في تجنيد عناصر له في شمال العراق، لذا شرع في نقل قسم من عناصره وأسلحته من سوريا إلى العراق.

وأضاف: «إلا أن العناصر المرسلة إلى شمال العراق إما يستسلمون للجيش التركي المنتشر بالمنطقة، أو يفرون من التنظيم في وقت قصير جداً لجهلهم بالمنطقة».

وكان غولر التقى نظيره العراقي، ثابت سعيد العباسي، في مقر وزارة الدفاع التركية في أنقرة مساء السبت.

جانب من مباحثات غولر والعباشي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)

وحسب مصادر تركية، تطرقت المباحثات إلى التطورات الأخيرة في سوريا والتعاون التركي العراقي في مكافحة «حزب العمال الكردستاني» وتأمين الحدود، كما تم استعراض التعاون في إطار مذكرة التعاون الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب الموقعة في أغسطس (آب) الماضي.

ونصت المذكرة على إنشاء مركز مشترك للتنسيق الأمني في بغداد إلى جانب مركز تدريب وتعاون مشترك في معسكر بعشيقة، بمحافظة نينوى، شمال العراق، الذي كانت توجد به قوات تركية.

وشهدت السنوات القليلة الماضية خلافات بين الجارتين، تركيا والعراق، حول عمليات عسكرية عبر الحدود تنفذها تركيا ضد مسلحي «حزب العمال الكردستاني»، التي تعدّها العراق انتهاكاً لسيادته، فيما تتمسك تركيا بأنها ضرورية لحماية أمن حدودها وشعبها.

وشهدت العلاقات بين البلدين في العامين الأخيرين تطورات إيجابية، سواء فيما يتعلق بالتعاون في المجالات الأمنية، أو على صعيد التعاون الاقتصادي والتجاري وفي مشروع «طريق التنمية».