بغداد تتوصل إلى اتفاق حول المشكلات العالقة مع أربيل

أعلنت ميزانية لـ3 أعوام... والإقليم يؤكد استعداده لإجراء الانتخابات

رئيس الوزراء العراقي يرأس جلسة الحكومة التي أجازت الموازنة أمس (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي يرأس جلسة الحكومة التي أجازت الموازنة أمس (أ.ف.ب)
TT

بغداد تتوصل إلى اتفاق حول المشكلات العالقة مع أربيل

رئيس الوزراء العراقي يرأس جلسة الحكومة التي أجازت الموازنة أمس (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي يرأس جلسة الحكومة التي أجازت الموازنة أمس (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن توصل حكومته إلى اتفاق يُنهي الخلاف بين بغداد وأربيل حول إيرادات نفط إقليم كردستان، وذلك غداة تسلم وزارة المالية في الإقليم مبلغ 400 مليار دينار من بغداد لتمويل رواتب الموظفين هناك. كما أعلنت الحكومة العراقية، أنها أقرت الموازنة العامة الاتحادية للعراق لثلاث سنوات متتالية وإحالتها إلى البرلمان لمناقشتها، وهي المرة الأولى التي يتم فيها إقرار الموازنة الاتحادية في العراق لثلاث سنوات متتالية، من 2023 إلى 2025.
وقال السوداني خلال مؤتمر صحافي أمس (الاثنين)، عقب جلسة مجلس الوزراء إنه «تم التوصل إلى اتفاق لحل المشكلات بين المركز والإقليم بشأن النفط والغاز من خلال وضع الإيرادات من نفط الإقليم في أحد المصارف». وأضاف: «لأول مرة وصلنا إلى اتفاق على أن يتم إيداع الإيرادات النفطية للإقليم في حساب واحد ويُخوَّل رئيس مجلس وزراء الإقليم ورئيس مجلس الوزراء الاتحادي بمراقبة الحساب، وستكون هناك لجنة ترفع توصياتها إلى رئيس (وزراء الاتحادي) لاتخاذ القرار المناسب».
ويعد ملف تصدير وإيرادات النفط في إقليم كردستان إحدى أبرز نقاط الخلاف بين بغداد وأربيل، وعادةً ما كان يُستخدم كورقة للتصعيد السياسي عند تأزم العلاقات بين المركز والإقليم.
وسبق أن ألزمت المحكمة الاتحادية، حكومة إقليم كردستان بتسليم واردات النفط لبغداد وأبطلت قانون النفط والغاز المعمول به في الإقليم. وخصصت الموازنة الاتحادية التي صدرت أمس نسبة تجاوزت 12 في المائة لمدن إقليم كردستان من إجمالي الموازنة الاتحادية.
من ناحية أخرى، أعلنت حكومة إقليم كردستان، أمس، إكمال استعدادات إجراء الانتخابات البرلمانية في الإقليم. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة جوتيار عادل، في بيان: «نحن كحكومة إقليم كردستان جهّزنا كل شيء من ناحية الاستعدادات لإجراء الانتخابات البرلمانية». وأضاف أنه «تم التحضير من الناحية المالية والأمنية وتوفير جو إيجابي لإجراء الانتخابات، ومستعدون لدعم هذه العملية وتوفير كل الاحتياجات اللوجيستية والمالية، وهذا من الواجبات المهمة جداً ومن أولوية عمل الحكومة». وأعلنت سبعة أحزاب كردية، أول من أمس، الاتفاق على إجراء انتخابات برلمان كردستان بنظام الدوائر الانتخابية، واعتماد السجل البايومتري لمفوضية الانتخابات في العراق، وتفعيل مفوضية الانتخابات في الإقليم. والأحزاب المجتمعة هي كل من الحزبين الرئيسيين، «الاتحاد الوطني» و«الديمقراطي»، إلى جانب «حركة التغيير» و«الاتحاد الإسلامي» و«جماعة العدل» و«الحزب الشيوعي الكردستاني»، و«حزب العمال والكادحين». وقالت الأحزاب المجتمعة في بيان إنها «اجتمعت بهدف التحضير والتفاهم حول تعديل قانون انتخابات برلمان كردستان».
ويتوقع مراقبون للشأن الكردي عدم نجاح الإقليم في تنظيم الانتخابات المحلية في موعدها المفترض في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بالنظر إلى الخلافات القائمة بين الأحزاب على كثير من القضايا التي ترتبط بالانتخابات. وقال مصدر مقرب من حزب الاتحاد لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك مشاورات واجتماعات بين الأطراف السياسية والحزبين الاتحاد الوطني، والديمقراطي الكردستاني لإزالة العقبات والعراقيل أمام إجراء الانتخابات التشريعية. موعد إجرائها لم يُحدد حتى الآن، والأمر ربما لا يتجاوز التصريحات لتهدئة الأوضاع وتخفيف حدة التوترات القائمة بين الحزبين».
وأضاف أنه «من الناحية السياسية تؤكد كل الأطراف والأحزاب السياسية ضرورة إجراء الانتخابات في العام الحالي، على أن يتم تحديث سجلات الناخبين وشطب الأسماء المتكررة والمتوفين أو الاعتماد على سجلات الناخبين لمفوضية الانتخابات في بغداد». وتابع أن «هناك ضغوطاً دولية على قادة الإقليم للوصول إلى تحديد موعد للانتخابات، لكن من المستبعد إجراء الانتخابات التشريعية خلال العام الحالي. كما تؤكد مفوضية الانتخابات المنتهية ولايتها ضرورة تحديد موعد ثابت قبل شهر مايو (أيار) المقبل لترتيب الاستعدادات للعملية».
وأُجريت آخر انتخابات محلية في إقليم كردستان عام 2018 وانتهت دورتها الانتخابية عام 2022، لكنّ الأحزاب النافذة أرادت التمديد لها قبل نحو 3 أشهر، قبل أن تواجَه بقرار المحكمة الاتحادية الذي رفض التمديد.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

«حزب الله» في العراق يرفض نزع سلاحه «الشرعي»

عناصر من «كتائب حزب الله» في جرف الصخر (أ.ف.ب)
عناصر من «كتائب حزب الله» في جرف الصخر (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» في العراق يرفض نزع سلاحه «الشرعي»

عناصر من «كتائب حزب الله» في جرف الصخر (أ.ف.ب)
عناصر من «كتائب حزب الله» في جرف الصخر (أ.ف.ب)

تواصل «كتائب حزب الله» تحديها للسلطات العراقية ومفوضية الانتخابات، عبر رفضها الصريح لنزع سلاحها، رغم تأكيدات حكومية وسياسية على ضرورة حصره بيد الدولة.

وجاء الرفض خلال مؤتمر انتخابي لقائمة «حقوق» التي يرعاها الفصيل المسلح في دوائر وسط البلاد وجنوبها.

وقال المتحدث باسم «الكتائب» جعفر الحسيني: «سيبقى سلاحنا الشيعي بأيدينا، وهو سلاح شرعي ومنضبط». وأضاف أن «للشيعة الوصاية الكاملة على العراق، شاء من شاء وأبى من أبى»، على حد تعبيره.

وتنص أحد بنود قانون الأحزاب على «ألا يكون تأسيس الحزب وعمله متخذاً شكل التنظيمات العسكرية أو شبه العسكرية، كما لا يجوز الارتباط بأي قوة مسلحة».

ولم تتخذ «دائرة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية»، التي وجدت ضمن الهيكل التنظيمي للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وترتبط بمجلس المفوضين، أي إجراء لمنع «الكتائب» من الانخراط في السباق الانتخابي، رغم مخالفتها الصريحة بنود قانون الأحزاب.

ويستبعد مراقبون قدرة رئيس الوزراء المقبل استبعاد مرشحي «الجماعات المعاقبة أميركياً» من شغل مناصب مؤثرة في الحكومة المقبلة، وسبق أن شغلت أكثر من شخصية تابعة لـ«فصائل معاقبة» مناصب وزارية في كابينات سابقة.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد شددت مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على ضرورة إنهاء الفصائل المسلحة و«تفكيكها».

وقال متحدث باسم الوزارة، لوكالة «شفق نيوز» الكردية: «لقد كنا واضحين، عمليات الميليشيات المتحالفة مع إيران داخل العراق يجب أن تنتهي».

وأضاف المتحدث، أن «هذه الجماعات تواصل الانخراط في أنشطة عنيفة ومزعزعة للاستقرار في العراق تُهدد الأميركيين والعراقيين، وتقوض سيادة العراق».

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حزمة عقوبات استهدفت جماعات وشخصيات مصرفية وشركات عراقية مرتبطة بـ«الحرس الثوري الإيراني»، وضمنها «كتائب حزب الله» وشركة «المهندس» الذراع الاقتصادية لـ«الحشد الشعبي»، في خطوة قالت إنها تهدف إلى «تفكيك شبكات الفساد وغسل الأموال التي تمكّن الجماعات المسلحة من العمل داخل العراق وخارجه».

وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، قد أشار إلى إمكانية استبعاد 6 فصائل مصنفة على قائمة الإرهاب الأميركية، تواصل «كتائب حزب الله» تحديها للحكومة العراقية ولمفوضية الانتخابات عبر إعلانها الصريح التمسك بسلاحها وعدم التخلي عنه.

وقال حسين في لقاء مع قناة «الحدث» إن القرار صدر من الجانب الأميركي بتصنيف 6 فصائل، ضمن قائمة سمّاها «الممنوعة».

وأضاف، إنه «حرصاً على ضمان علاقة دبلوماسية ناجحة للعراق مع المجتمع الدولي يجب أخذ هذا الأمر بنظر الاعتبار، حتى تكون هناك سهولة في التعامل مع كل الدول».


تهديدات «حزب الله» بالعودة إلى «المقاومة»: مكابرة لا تمتّ إلى الواقع بِصلة

تشييع خمسة قتلى من «حزب الله» في النبطية قُتلوا بغارات إسرائيلية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تشييع خمسة قتلى من «حزب الله» في النبطية قُتلوا بغارات إسرائيلية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

تهديدات «حزب الله» بالعودة إلى «المقاومة»: مكابرة لا تمتّ إلى الواقع بِصلة

تشييع خمسة قتلى من «حزب الله» في النبطية قُتلوا بغارات إسرائيلية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تشييع خمسة قتلى من «حزب الله» في النبطية قُتلوا بغارات إسرائيلية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

لا يزال «حزب الله» يرفع سقف مواقفه مهدّداً بـ«المقاومة»، ومعتبراً أن «محاولة الردع عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية وحدها غير كافية»، في وقت تعكس الوقائع على الأرض تبدّل وضعه العسكري، وأن أي مغامرة جديدة ستنقلب تداعياتها عليه وعلى بيئته.

وبعدما أصدر الحزب «كتابه المفتوح» إلى الرؤساء الثلاثة قبل أيام، متحدثاً عن حقه «‏في مقاومة الاحتلال والعدوان... وأن الدفاع المشروع لا يندرج تحت عنوان قرار السلم أو قرار الحرب، بل نمارس حقنا ‏في الدفاع ضد عدو يفرض الحرب على بلدنا... »، قال عضو كتلة «حزب الله» النائب حسين جشي، السبت: «القول إن قوة لبنان تكمن في ضعفه لم يعد مقبولاً، ومحاولة الردع عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية وحدها غير كافية»، مضيفاً «الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة منذ عام 1948، وكل القرارات الدولية لم تمنع ارتكاب المجازر؛ ما يثبت فشل الوسائل الدبلوماسية والسياسية وحدها»، مؤكداً أن «القوة العسكرية ضرورية لردع العدو».

«العدو فشل في تحقيق أهدافه»

ورغم الخسائر التي تكبّدها «حزب الله» ولبنان نتيجة الحرب الأخيرة، اعتبر عضو كتلة «الحزب» النائب حسن عز الدين، أن «العدو فشل خلال الحرب في تحقيق أهدافه بسحق المقاومة ونزع سلاحها وإقامة منطقة عازلة جنوبي نهر الليطاني، وبتحقيق أطماعه التي تتخطى هذه المنطقة إلى مجرى نهر الأولي والسيطرة على لبنان بأكمله»، متحدثاً بدوره عن «المقاومة»، قائلاً: «لا نحتاج اليوم إلى إذن أو إجازة من أحد لندافع عن أرضنا وكرامتنا ووطننا، ولذلك نحتفظ بحقنا في (المقاومة)، وخاصة أن العدو يصعّد في عدوانه ويسعى لتحقيق ما عجز عنه خلال الحرب في الميدان، وهو متفلّت من أية ضوابط وقيود».

كل هذه المواقف والتلويح بالعودة إلى «المقاومة» التي يطلقها المسؤولون في الحزب، يضعها مراقبون ومعارضون له في خانة «الرسائل إلى بيئته» التي لا يزال يعجز عن مواجهتها بالحقيقة، بعد كل التغيرات والخسائر التي مُني بها، إن على صعيد بنيته العسكرية أو في صفوف قياداته التي عمدت إسرائيل إلى اغتيالهم، علماً أنه لم يُسجل منذ اتفاق وقف إطلاق النار أي رد من الحزب على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، والتي يسقط نتيجتها بشكل يومي قتلى وجرحى.

وإضافة إلى استهداف إسرائيل البنية العسكرية للحزب، فإن الجيش اللبناني ينفذ قرار الحكومة حول «حصرية السلاح» عبر قيامه بالسيطرة على ما يستطيع من أنفاقه ومخازنه، وتفكيك منصات صواريخه، في موازاة الحصار الذي يمنعه من الحصول على الأسلحة.

جنديان من الجيش اللبناني في بلدة الخيام قرب الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان (رويترز - أرشيفية)

ريفي: كلام يكلّف بيئته ثمنه

ويصف الوزير السابق، النائب أشرف ريفي، كلام المسؤولين في الحزب بـ«غير الواقعي وغير الموضوعي». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هناك جسم عسكري مرتبط بإيران فقد قياداته التاريخية وكادراته من أعلى الهرم إلى الوسط، وجزءاً كبيراً من طاقته البشرية، كما فقد إمكانية التواصل بين مجموعاته بحيث لم يعد قادراً على التواصل في ما بينه أو استعمال أي وسيلة اتصال، وبالتالي كل هذا التهويل هو كلام غير موضوعي قد يكون الهدف منه إعطاء معنويات إلى بيئته، لكن المشكلة تكمن في أن ذلك قد يكلّف هذه العائلات أثماناً كبيرة»، سائلاً: «كيف تقول استعدتَ قوتك وأصبحت أقوى من قبل وكأنك تدعو العدو لضربك مجدداً؟».

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على بلدة طيردبا في جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)

من هنا، يرى ريفي أن «الحزب» الذي «لم يعد يملك القدرات العسكرية للمواجهة بات اليوم في مأزق مع افتقاده قيادته التاريخية، وعدم قدرة القيادة الحالية على مصارحة الجمهور بحقيقة الوضع. يحاولون رفع معنوياتهم، لكنهم في الوقت نفسه يورطون هذه البيئة».

ويقول: «القائد الذي يكابر ولا يكون واقعياً يكبّد أهله خسائر إضافية، وبالتالي على القائد المواجهة والاعتراف بالواقع، لكن من الواضح أن القيادة الحالية لا تملك هذه القدرة».

لا حرب شاملة... بل ضربات قاسية

وفي ظل الهجمات المكثفة المستمرة على لبنان، وتحديداً على الجنوب والبقاع، لا يعتبر ريفي أن البلاد ستكون أمام حرب شاملة، ويقول: «أرى أننا في مرحلة المخاض الأخير؛ أي سيلجأ الإسرائيلي إلى الضربات القاسية الموسعة والمدمرة، ولكن ليست حرباً، وذلك انطلاقاً من الواقع بانتهاء دور طهران في المنطقة، والقرار بإنهاء كل الوجود العسكري الإيراني في العراق وسوريا ولبنان».

جعجع لـ«حزب الله»: رأينا خيار «المقاومة» إلى أين أوصلك

وفي سياق الردود المستمرة على «كتاب الحزب» إلى الرؤساء الثلاثة، تحدث رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، عن ثلاث ملاحظات، من بينها تهديد الحزب باعتماد خيار «المقاومة».

وتوجّه جعجع إلى الحزب قائلاً: «لدينا دولة مكتملة الأوصاف. لا يمكنك أن تقول: (أنا أريد أن أتمسّك بخيار المقاومة)... الدولة كانت اتخذت قراراً بجمع السلاح وبحصر قرار السلم والحرب فيها، وأنت تعود وتقول: (أنا أتمسّك بخيار المقاومة). لا يمكنك أن تتمسّك بشيءٍ أنت... عدا عن أنّ خيار (المقاومة) الذي تمسّكتَ به رأينا إلى أين أوصلك وأوصل لبنان واللبنانيّين».

ورفض جعجع قول الحزب إنه تقيّد باتفاق وقف إطلاق النار، قائلاً: «هذا خطأٌ صريح؛ فمقتضى ذلك الاتّفاق أن تَحُلّ تنظيماتك العسكريّة والأمنيّة، وأن تُسلّم السلاح إلى الدولة. ماذا أنجزتَ من ذلك؟... البداية تكون بما علينا نحن فعله: كان من المفترض أن تَحُلّ نفسك عسكريّاً وأمنيّاً ولم تفعل».

وأضاف: «الملاحظة الثالثة: تزعم أنّنا، تحت ضغوطٍ أميركيّة وإسرائيليّة، نطالب بحلّ (المقاومة). وهذا غير صحيح. نحن قبل الأميركيّين والعرب والغرب والإسرائيليّين نريد دولةً فعليّة. ولا تكون الدولة دولةً فعليّة إلّا بجمع السلاح في كنفها وحصرِ قرار السلم والحرب فيها»، لافتاً إلى أن «هذه بعض المغالطات الجوهريّة في رسالة (حزب الله) إلى (الرؤساء الثلاثة)، والتي كنتُ أتمنّى عليهم هُم الردَّ عليها بهذه المغالطات الحاصلة».


إصابة 4 متضامنين أجانب في اعتداء مستوطنين شمال الضفة الغربية

المصورة الفلسطينية رنين صوافطة خلال حملها على نقالة في مستشفى رفيديا بنابلس بعد أن أُصيبت على يد مستوطنين إسرائيليين خلال تغطيتها موسم حصاد الزيتون في قرية بيتا الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
المصورة الفلسطينية رنين صوافطة خلال حملها على نقالة في مستشفى رفيديا بنابلس بعد أن أُصيبت على يد مستوطنين إسرائيليين خلال تغطيتها موسم حصاد الزيتون في قرية بيتا الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
TT

إصابة 4 متضامنين أجانب في اعتداء مستوطنين شمال الضفة الغربية

المصورة الفلسطينية رنين صوافطة خلال حملها على نقالة في مستشفى رفيديا بنابلس بعد أن أُصيبت على يد مستوطنين إسرائيليين خلال تغطيتها موسم حصاد الزيتون في قرية بيتا الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
المصورة الفلسطينية رنين صوافطة خلال حملها على نقالة في مستشفى رفيديا بنابلس بعد أن أُصيبت على يد مستوطنين إسرائيليين خلال تغطيتها موسم حصاد الزيتون في قرية بيتا الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

أُصيب مواطن فلسطيني و4 متضامنين أجانب بجروح، اليوم (السبت)، عقب اعتداء مستوطنين في شمال الضفة الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها إن مستعمرين هاجموا مواطناً وعدداً من المتضامنين الأجانب خلال قطفه الزيتون في المنطقة الشرقية من قرية بورين جنوب نابلس، الأمر الذي أدى لإصابته بكسور وجروح، كما أُصيب 4 متضامنين أجانب؛ نتيجة استهدافهم بالحجارة والعصي والضرب.

صحافي فلسطيني يخرج من سيارة إسعاف لدى وصوله إلى مستشفى رفيديا بنابلس بعد أن أصيب على يد مستوطنين إسرائيليين خلال تغطيته موسم حصاد الزيتون في قرية بيتا الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن «طواقمها تعاملت مع إصابة مواطن (57 عاماً) جراء تعرضه لاعتداء بالضرب من قبل المستعمرين، ونقلته إلى المستشفى، كما عالجت ميدانياً 4 متضامنين أجانب أُصيبوا في الاعتداء».