فريق من الخبراء الإعلاميين العرب يناقش الاستراتيجية الإعلامية المشتركة لمكافحة الإرهاب

ناقش فريق الخبراء الدائم المعني بمتابعة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب، الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب، والتحديثات التي أجريت عليها لمواكبة التغيّرات الإعلامية ورقمنتها، وذلك خلال اجتماع فريق الخبراء الـ(24)، أمس الأحد، ضمن فعاليات الدورة الـ(16) لاجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب الذي تحتضنه الكويت، وبتنظيم من وزارة الإعلام طوال الأسبوع الحالي.
وبحث الفريق الاستراتيجية التي طورتها وأعدتها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بتكليف من قبل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في عام 2015، والتحديثات التي جرت عليها منذ ذلك لمواكبة التغيرات الجمة في توجهات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في عالمنا اليوم. وذكرت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في محتوى الاستراتيجية، أن تحديثها جاء لمواكبة التحولات المرتبطة بوسائل الإعلام والتطور التكنولوجي والتغيرات المستجدة على وسائل التواصل الاجتماعي ومواجهة التحديات المتصلة بالعمل الإعلامي والالتزام بالمعايير المهنية، علاوة على التغيرات التي شهدتها المنظمات الإرهابية على مستوى البنية التنظيمية أو الفعل الإرهابي أو استغلال وسائل الإعلام.
واعتبرت الجامعة التغيرات في استراتيجية مكافحة الإرهاب عالمياً والتحولات السياسية والاقتصادية والأمنية أيضاً، من أسباب تحديث الاستراتيجية. وأشارت إلى معاناة القنوات الإعلامية المختلفة للوصول إلى المعلومات الرسمية المتصلة بالإرهاب، نتيجة «ضعف التعاون بين مؤسسات الإعلام العربي وأجهزة الدولة والمؤسسات الأمنية كمصدر للمعلومات الرسمية»، كما رصدت تراجع مستوى المسؤولية الاجتماعية لدى بعض المؤسسات الإعلامية العربية فيما يتصل بقضايا الوقاية من الإرهاب ومكافحته.
وذكرت أن الاستراتيجية تقوم على 6 ركائز: أولها «الاستجابة والحرمان» المعنية بترشيد الاستجابة الإعلامية للحوادث الإرهابية بتطوير أدواتها الإعلامية للوصول إلى التوازن وعدم المبالغة، وسعيها لحرمان التنظيمات الإرهابية من توصيل رسائلها أو جذب انتباه الجمهور إليها، والالتزام بالدقة والمسؤولية في التغطية الإعلامية.
وأضافت أن الركيزة الثانية هي «الوعي والوقاية»، والتي تسعى لتعزيز وعي ثقافي عربي يرفض الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، ويعبر عن الهوية العربية التي تستند إلى أخلاقيات التسامح وقبول الآخر، والوقاية من المحتوى المتطرف والأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة عبر شبكة الإنترنت.
أما الركيزة الثالثة، فتنص على «التعاون الرقمي والمسؤولية الاجتماعية»؛ إذ تحث على تعاون وسائل الإعلام مع الهيئات الحكومية ذات الصلة ومؤسسات المجتمع المدني لإنتاج محتوى إعلامي استباقي وحديث لمكافحة الإرهاب، والمسؤولية الاجتماعية التكاملية بين الإعلام ومؤسسات القطاعين العام والخاص للتنديد بالأعمال الإرهابية وإبراز خطورة الفكر المتطرف. وأوضحت أن الركيزة الرابعة تناولت «التأييد والدعم»؛ إذ تؤازر وسائل الإعلام الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية في سياق مكافحة الإرهاب بتقديم التغطية الإعلامية لأنشطة وفعاليات تلك الأجهزة، بالإضافة إلى دعم حقوق ضحايا الإرهاب من خلال التغطية الإعلامية التي تعكس أشكال المعاناة الإنسانية، مع إيلاء الاعتبار الواجب لخصوصية الضحايا وأسرهم وكرامتهم الإنسانية.
واشتملت الركيزة الخامسة على «بناء القدرات والتمويل»، والتي تهدف لتدريب كوادر إعلامية عربية متخصصة في الإعلام الأمني ومكافحة الإرهاب بالاستعانة بالمؤسسات الأكاديمية، وتطوير برامج تدريبية لبناء قدرات الإعلاميين والمحللين الاستراتيجيين في المنهجيات والأساليب الحديثة لمكافحة الإرهاب، وأيضاً توفير الممكنات والآليات والمصادر الداعمة للجهود الإعلامية والمبادرات في مجال مكافحة الإرهاب، وذلك عن طريق تأسيس صندوق عربي تحت مظلة جامعة الدول العربية.
وتطرقت الركيزة السادسة إلى «التشريع والالتزام»؛ إذ لزم تطوير ومراجعة التشريعات المتصلة بالتغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية، وذلك بتبني المجالس واللجان المعنية بجامعة الدول العربية لمشروع مراجعة القوانين العربية في مجال الإعلام، وكيفية تدعيمها بالتشريعات التي تعزز دور المكافحة دون المساس بمبادئ حرية الإعلام، في حين ذكرت ضرورة تطوير ضمانات عربية مشتركة لتعزيز مستويات التزام المؤسسات الإعلامية بالاستراتيجية وركائزها بتبني مجلس وزراء الإعلام العرب تأسيس مرصد إعلامي لتعزيز فاعلية الإعلام العربي في مجال مكافحة الإرهاب.
ومن المقرر أن تستمر جلسات الدورة الـ(16) من اجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب حتى نهاية الأسبوع، ويتخللها عدة جلسات للدورة العادية من الاجتماعات، بالإضافة إلى اجتماعات تشاورية لوزراء الإعلام العرب الذين يحلون ضيوفاً على دولة الكويت.