يشاهد بعض عناصر القوات المسلحة البريطانية الحرب وهي تندلع. تصاعدت التوترات منذ أشهر بين القوات الزرقاء من الجنوب والقوات الحمراء في الشمال على الأراضي المتنازع عليها حول كيندال. الآن تم إسقاط طائرة هليكوبتر ويهاجم الجانبان بعضهما البعض. وكل ذلك عبارة عن تمرين بالطبع - ليس في ساحة تدريب عسكرية، ولكن في مبنى داخل مطار في لانكشاير، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».
والغرفة المستخدمة للتدريب مليئة بأشخاص يمثلون أفرعاً مختلفة من القوات المسلحة البريطانية، ويرتدون نظارات الواقع الافتراضي (في آر) ويجلسون خلف جدار من أكياس الرمل غير الحقيقية، مع طائرات مراقبة من دون طيار وفرق استخبارات عبر الأقمار الصناعية، كلها تظهر عبر شاشات الفيديو فقط.
يستخدم الجيش أجهزة الكومبيوتر لمحاكاة المعارك منذ عقود. أفضل مثال على ذلك هو محاكيات الطيران ذات التضاريس الواقعية لتدريب الطيارين.
لكن ما يحدث هنا مختلف، فذلك عبارة عن أحد الأمثلة الأولى لما يعرف بالبيئة الصناعية المفردة - «التوأم الرقمي» للتضاريس والمجال الجوي ثلاثي الأبعاد الواقعي - يتم استخدامه لتدريب الجيش.
تستكشف القوات المسلحة حول العالم قوة هذه العوالم الافتراضية لتتمرن من خلالها على الحروب.
*«مشاهد ضبابية في العالم المادي والرقمي»
قالت لوسي والتون، رئيسة قسم التدريب في BAE Systems التي تعمل على تطوير التكنولوجيا: «المحاكاة تستخدم الفيزياء، وتضاريس العالم الحقيقي، والآن لدينا واحدة يستخدمها الجميع في نفس النظام المركزي».
قد يبدو المفهوم مألوفاً – تعتبر هذه نفس التقنية المستخدمة في بيئات الألعاب متعددة اللاعبين عبر الإنترنت (MMOGs) - وربما ليس من المستغرب أن يشارك الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الألعاب هنا.
يقول ميمي كيشاني، المؤسس المشارك لشركة Hadean، وهي شركة برمجيات مقرها لندن عملت مع شركات مثل Minecraft لبناء عوالمها الافتراضية: «سنرى مشاهد ضبابية في العالم المادي والرقمي... لديك قدر هائل من التعقيدات التي يجب إدارتها، ومستويات مختلفة من الإخلاص من أشخاص مختلفين يتفاعلون. لذلك في هذا النظام، الكل يحتاج إلى رؤية أشياء مختلفة، لكنهم بحاجة إلى رؤيتها في صورة تشغيل مشتركة».
*النظام يضم 60 ألف كيان يرتبط بالذكاء الصناعي
يستغل النظام التحسينات الهائلة في سرعة وقوة الحوسبة السحابية، بالإضافة إلى التعلم الآلي وبرامج الذكاء الصناعي.
علاوة على القوات العسكرية المشاركة في التدريبات، فإن البيئة تتضمن «طبقات» مثل أنظمة الطقس المضافة في الأعلى. يعتبر المدنيون أحد العناصر الحاسمة التي عادة ما تكون مفقودة في التدريبات العسكرية واسعة النطاق.
ويحتوي هذا النظام التجريبي على 60 ألف «كيان» يرتبط بالذكاء الصناعي يمثل كل منها مدنياً في البيئة الافتراضية، ويستجيبون للإجراءات التي يتخذها الجيش.
والميزة المحتملة للجيش واضحة. في وقت ميزانيات الدفاع المحدودة يمكن أن يوفر التدريب الافتراضي وعلى نطاق واسع الملايين من الوقود والذخيرة وتحركات الأفراد المطلوبة للتدريبات العسكرية واسعة النطاق.