مساعدة دولية للبنان لمنع تهريب المخدرات

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (تويتر)
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (تويتر)
TT

مساعدة دولية للبنان لمنع تهريب المخدرات

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (تويتر)
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (تويتر)

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التزام لبنان بأمنه وأمن الدول الشقيقة، ومنع أي إساءة إليهم، وفي مقدمة هذه الدول المملكة العربية السعودية، متعهداً «بأننا لن نسمح بتكرار الإساءات».
وترأس ميقاتي طاولة مستديرة بشأن تفعيل أمن سلسلة التوريد في لبنان من خلال برنامج الرقابة على الحاويات، في إطار خطة الحكومة لمكافحة تهريب المخدرات والممنوعات عبر المرافئ، ونظمت الاجتماع الحكومة اللبنانية بمشاركة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
ويأتي ذلك بعد ضبط عدة محاولات لتهريب الممنوعات عبر المرافئ اللبنانية ضمن شحنات خضار وفواكه، وهو ما أدى إلى اهتزاز علاقة لبنان بالدول الصديقة، وفي مقدمتها الدول العربية التي يتم تهريب المخدرات من لبنان إليها.
وأكد ميقاتي أن «علاقات لبنان مع الكثير من الدول، لا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي، تعرضت على مدى السنوات الماضية للاهتزاز بسبب إساءات بالغة الخطورة دفع ثمنها غالياً، ولن نسمح بتكرارها».
وجدد تأكيد «الالتزام بحماية أمننا وأمن الدول الشقيقة والصديقة ومنع أي إساءة توجّه إلى الإخوة الذين لم يتركوا لبنان يوماً، أو تصدير الممنوعات إليهم والإساءة إلى مجتمعاتهم، وفي مقدمة هذه الدول المملكة العربية السعودية».
وقدمت فرنسا وبريطانيا وإيطاليا مساعدات للبنان لمراقبة المرافق العامة، وتدعم المشروع أستراليا وألمانيا والنرويج. ويسعى لبنان من خلال هذا المشروع إلى تعزيز ثقة المستثمرين والمساهمة في النمو الاقتصادي وتعزيز توفير فرص العمل.
وشدد ميقاتي على أنه «من خلال فحص الحاويات المصدّرة والمستوردة، والتأكد من سلامتها، وخلوها من الممنوعات سيتمكن لبنان من استعادة حركة صادراته الكاملة، لا سيما منها الفواكه والخضراوات إلى الأسواق العربية، وبشكل خاص دول الخليج».
وأضاف: «من خلال مبدأ التعاون بين الوكالات الذي يعنى به البرنامج، فإن لبنان يبعث رسالة واضحة مفادها أنه يعطي الأولوية لمكافحة الفساد، وأن التزامنا بتحسين الأمن الحدودي والمساهمة في الاستقرار في المنطقة سيرسل إشارة قوية إلى المجتمع الدولي، من شأنها أن تساعدنا في السعي للنهوض الاقتصادي عبر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والشركاء الدوليين».
وأكد أن «اجتماعنا بحضور الوزراء المعنيين، يعطي إشارة قوية على توسيع التعاون بين مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والوزارات المعنية والإتاحة لوكالات تنفيذ القانون بالانضمام إلى هذا البرنامج الناجح»، لافتاً إلى «أننا عينّا نقطة اتصال في رئاسة الحكومة لتنسيق أنشطة البرنامج مع وكالات إنفاذ القانون ذات الصلة، ولتوفير الإشراف على عمل البرنامج ونتائجه».
ولفتت الممثلة الإقليمية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات في الشرق الأوسط كريستينا ألبرتين إلى أن اللقاء يكتسب أهمية كبيرة «بفعل حجم حركة الحاويات البحرية مع نحو 750 مليون حاوية يتم شحنها سنوياً في سلسلة التوريد التجارية، والمصحوبة بمسارات معقدة ووسائل تهريب يعتمدها تجار المخدرات وغيرهم من المهربين؛ ما يجعل وسائل الاعتراض صعبة».
وقالت ألبرتين: «لمواجهة هذا الخطر يسعى برنامج مراقبة الحاويات لبناء قدرات الدول الأعضاء لتحسين قدرتها على إدارة المخاطر، وحفظ أمن سلسلة التوريد، وتسهيل التجارة في المرافئ البحرية والمطارات والمعابر الحدودية؛ من أجل الوقاية من الجريمة العابرة للحدود والأنظمة، ومنع تهريب البضائع غير الشرعية عبر الحدود».
وقالت: «لهذه الغاية يعتمد البرنامج مقاربة شاملة متعددة القطاعات من خلال توفير الرقابة المستمرة المحددة، وتعزيز التعاون بين وكالات الدولة والقطاع الخاص».
وتنسجم هذه المقاربة مع الإطار الإقليمي UNDOC - بالدول العربية، الذي يحدد مهمة المنظمة التي تقضي بالإسهام في السلام والأمن وحقوق الإنسان، وتطوير منطقة خالية من المخدرات والجريمة والفساد والإرهاب، من خلال تخفيض معدلات العنف، وانعدام المساواة ضمن المجتمع، «وهذا يمكننا من أن ندعم الدول الأعضاء بما فيها لبنان في مجالات مثل برامج مراقبة الحاويات»، حسبما قالت ألبرتين.
وسلط المنسق الإقليمي لبرنامج مراقبة الحاويات ولفغانغ أغني الضوء على المراحل المتقدمة لبرنامج التعاون مع لبنان، واستعرض ما تم تنفيذه مع الجمارك اللبنانية، في المرفأ والمطار وعلى الحدود البرية، لافتاً إلى أن «البرنامج يتكلم عن حدود آمنة، ويحلل المخاطر، ويمكن أن يوصل إلى رؤية جديدة للبنان في هذا المجال».


مقالات ذات صلة

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
أوروبا ساحة بلازا دي كولون في إسبانيا (رويترز)

إسبانيا: العثور على 20 مليون يورو مخبأة بجدران منزل رئيس مكافحة الاحتيال السابق

اعتقلت السلطات الإسبانية الرئيس السابق لقسم مكافحة الاحتيال وغسل الأموال في الشرطة الوطنية الإسبانية، بعد العثور على 20 مليون يورو مخبَّأة داخل جدران منزله.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا الأميركي روبرت وودلاند داخل قفص المحكمة (أ.ب)

رفض استئناف أميركي مدان بتهريب المخدرات في روسيا

تتهم واشنطن موسكو باستهداف مواطنيها واستخدامهم أوراق مساومة سياسية، بيد أن المسؤولين الروس يصرون على أن هؤلاء جميعاً انتهكوا القانون.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون صودرت شمال غربي سوريا أبريل 2022 (أ.ف.ب)

دمشق ترفع وتيرة القبض على شبكات ترويج المخدرات

تشهد سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في نشاط حملة مكافحة المخدرات التي تشنّها الحكومة على شبكات ترويج وتعاطي المخدرات في البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جنود من الجيش الأردني عند نقطة حدودية (أرشيفية - أ.ف.ب)

مقتل مهرب مخدرات في اشتباك مع حرس الحدود الأردني

قُتل مهرب مخدرات على الحدود الأردنية السورية في اشتباك بين حرس الحدود الأردني ومجموعة من مهربي المخدرات حاولوا التسلل إلى أراضي المملكة، اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (عمان)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.