الحكومة اليمنية تريد تكثيف ابتعاث طلابها للكليات العسكرية في الخارج

الأحمدي لـ {الشرق الأوسط} : نسعى لإحصاء المقاومين لإلحاقهم بالخدمة العسكرية

الحكومة اليمنية تريد تكثيف ابتعاث طلابها للكليات العسكرية في الخارج
TT

الحكومة اليمنية تريد تكثيف ابتعاث طلابها للكليات العسكرية في الخارج

الحكومة اليمنية تريد تكثيف ابتعاث طلابها للكليات العسكرية في الخارج

أعلن رئيس جهاز الأمن القومي اليمني اللواء علي الأحمدي أن الحكومة اليمنية ستضاعف المنح للطلبة اليمنيين للدراسة في كليات الحرب والأمن في الخارج، في خطوة تهدف إلى دعم الاستقرار والسلم الأهلي. وأضاف الأحمدي لـ«الشرق الأوسط» أن الطلبة سيتدربون في كليات عسكرية متطورة في السعودية وتركيا والإمارات ومصر وروسيا التي ما زالت تجمعها مع الحكومة الشرعية علاقات جيدة، على حد قوله.
وأشار الأحمدي إلى أن وصول خالد بحاح نائب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اليمنية إلى عدن أمس «أوصل رسالة مفادها أن عدن أصبحت آمنة وتسير على درب التطبيع وإعادة الإعمار بعد الغزو الحوثي»، مؤكدا أن رئيس الوزراء تعرّف على الاحتياجات العاجلة للمدينة بعد زيارته لأحيائها فور وصوله، وأشاد بصمود الأهالي طيلة الأشهر الماضية في وجه الانقلاب حتى تمكنوا من دحره.
وأكد أن الحكومة تعمل على «ترتيب الوضع الأمني وتوفير شبكات المياه والكهرباء وتنظيف المدينة بعد الدمار المتعمد الذي لحقها من هجمات الميليشيات الحوثية». كما دعا الأحمدي، المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وممثلي المنظمات الدولية، لزيارة عدن بهدف «الاطلاع على الحالة الإنسانية التي يواجهها السكان والظروف المعيشية الصعبة التي يعانونها جراء الخراب الحوثي».
وأفاد رئيس جهاز الأمن القومي بأن العمل جارٍ الآن لإحصاء عدد مقاتلي لجان المقاومة الشعبية الذين تنطبق عليهم شروط الالتحاق بالخدمة العسكرية في قطاع الدولة، وشدد أخيرًا على أن مدة تدريب مقاتلي اللجان الشعبية الذين سينخرطون مع قوات الجيش والأمن لن تقل عن 45 يومًا كحد أدنى، مشيرا إلى أن قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بضم المقاومين إلى مؤسسات الدولة يصب في تجنيد الشباب العاطلين وتوحيد الصف العسكري.
وأكد أن الحكومة اليمنية تزاول أعمالها بجدية وصرامة في داخل البلاد وتسعى إلى تحسين الأحوال الأمنية والمعيشية في أقرب وقت ممكن في ظل الدعم، مبينا أن الوزراء يتحركون بمرونة داخل المناطق لرصد الأوضاع بدقة، ولن يقتصر وجود الحكومة على الوزراء الموجودين في الوقت الراهن، حيث ستشهد الأيام المقبلة توافدا لوزراء آخرين لممارسة عملهم داخل اليمن.
في غضون ذلك، دعت اللجان الشعبية في محافظة تعز المواطنين لحمل السلاح وحسم المعركة ضد الانقلابيين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في أقرب وقت. وجاء ذلك بينما كشف قائد عسكري يمني موالٍ للرئيس عبد ربه منصور هادي عن أن المقاومة اليمنية الجنوبية أعدت خطة لاستكمال تحرير باقي المدن الجنوبية والانتقال عبر محورين، إلى مدينتي تعز ومأرب، لتحريرهما من قبضة المتمردين، ثم الوصول إلى مشارف العاصمة ومحاصرتها بهدف إبعاد الحوثيين وحلفائهم في غضون 15 يومًا.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».