مهرجان أسوان يرصد «صورة المرأة في السينما العربية» لعام 2022

أصدر مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة تقريره السنوي الرابع حول «صورة المرأة في السينما العربية» ضمن إصدارات دورته السابعة (5 - 10 مارس «آذار» 2023) ويرصد من خلاله وضع السينما في البلدان العربية ومدى التطور أو التراجع الذي تشهده في كل بلد على حدة، وكيف عكست الأفلام صورة المرأة بها.
وشارك في نسخته هذا العام 15 ناقداً عربياً، وأكد رئيس المهرجان السيناريست محمد عبد الخالق، أن هذا الإصدار حقق أصداء مسموعة بين مهرجانات السينما المعنية بأفلام المرأة، ومن بينها مهرجان «سلا لأفلام المرأة»، بالمغرب الذي تبنى ترجمة نسخة للدول الناطقة بالفرنسية، كما قرر مهرجان «روتردام للفيلم العربي» إضافة نسخة هولندية منه، ليمتد تأثير هذا الإصدار العربي إلى مساحات أوسع ويصدر بأربع لغات، في ظل آمال لا تتوقف لتقديم سينما عربية ذات تأثير، وأفلام للمرأة ترقى لحضارة هذه الأمة.
ويلفت تقرير «صورة المرأة في السينما العربية» إلى أن مصطلح «سينما المرأة» ليس الهدف منه الانحياز إلى المرأة بحد ذاتها، أو تمكينها من الانتصار على الرجل بسبب جنسها، وإنما الهدف هو البحث عن سينما متميزة ومختلفة تقدم أفكاراً يكون عمودها الفقري عنصراً نسائياً في كتابة السيناريو لأن المرأة هي الأقدر على التعبير بعمق عن مشاعرها وقضاياها.
ويشير التقرير إلى تباين الإنتاج كماً ونوعاً في البلدان العربية، فبينما حقق بعضها حضوراً سينمائيا محدوداً فإنه كان مميزاً، على غرار سوريا والسودان وفلسطين، فيما شهدت دول أخرى صحوة سينمائية، من بينها السعودية والإمارات وقطر بفضل الدعم المادي واللوجيستي الذي توليه الدول لمشروعات الأفلام واستكمال البنية الأساسية والتوسع في إنشاء صالات السينما، في حين تواصل دول المغرب العربي تصديها لدعم الإنتاجات عبر صناديق تتبع الدولة، فيما تشهد السينما المصرية تراجعاً على مستوى الكم والنوع.
ورغم تفاوت الإنتاج السينمائي بين دولة وأخرى فإن المرأة كمخرجة أكدت حضورها هذا العام بقوة، حيث أشارت دراسة أجرتها جامعة «نورث وسترن» أخيراً إلى أن 26 في المائة من صانعي الأفلام العرب المستقلين من النساء.
وأشاد التقرير بدور صندوق البحر الأحمر، في دعم المخرجات السعوديات وطرح المشكلات الاجتماعية بجرأة. وأكد الصحافي والناقد أحمد العياد أن السينما السعودية شهدت طفرة إنتاجية خلال عام 2022، مشيداً بالدور الذي يقوم به (صندوق البحر الأحمر) في دعم الأفلام، حيث منح دعماً هذا العام لـ36 من صناع وصانعات الأفلام من السعودية والدول العربية والأفريقية، مشيراً إلى أن «الحراك الذي تشهده السينما بالمملكة يستلزم حركة نقدية تواكبه».
ورأى الناقد الكويتي عبد الستار ناجي أن السينما في بلاده ينقصها الكثير على مستوى الكتابة والمضامين معلقاً آمالاً على مشروعات مقبلة تتم بشراكة مع السعودية.
وأكد الصحافي والناقد البحريني أسامة الماجد أن للمرأة البحرينية تأثيراً فاعلاً في النشاط السينمائي. وتحدثت الناقدة رانيا حداد عن أن الدعم الذي تقدمه الهيئة الملكية الأردنية للأفلام لا يعد كافياً.
ولفت الناقد نبيل حاجي إلى أن حضور السينما الجزائرية في المحافل الدولية وحصولها على تتويجات مهمة يعد الحدث الأبرز في العام الماضي. بينما ذكر الناقد المغربي الدكتور عبد الرزاق الزاهر، أن تنوع أشكال الدعم وراء التفوق الإنتاجي للسينما المغربية. وأكد المخرج اليمني عمرو جمال أن المخرجات يتصدرن مشهد الإنتاج السينمائي في بلاده.
ورصدت الناقدة التونسية د. ليلى بالرحومة أنه رغم التناقص المخجل لعدد دور العرض في بلادها فقد حقق الإنتاج السينمائي قفزة خلال عام 2022.
ورغم إقامة مظاهرة لأفلام المرأة في سوريا، فإن الناقد السوري سامر إسماعيل أكد غياب سينما المرأة. فيما رأت الناقدة الفلسطينية علا الشيخ أن عام 2022 شهد عودة تأثير السينما. وطالبت الناقدة اللبنانية زهرة مرعي بوجود صندوق خاص لدعم الأفلام، لغياب دعم الدولة. بينما أكدت الناقدة ماجدة خير الله أن السينما المصرية تشهد ضعف مستوى الأفلام وغياب دور المرأة.