ميلانو... قهوة وأناقة وجمال

يبقى سحرها رغم معالمها السياحية المحدودة

الغاليريا في ميلانو يضم أشهر الماركات العالمية (شاترستوك)
الغاليريا في ميلانو يضم أشهر الماركات العالمية (شاترستوك)
TT

ميلانو... قهوة وأناقة وجمال

الغاليريا في ميلانو يضم أشهر الماركات العالمية (شاترستوك)
الغاليريا في ميلانو يضم أشهر الماركات العالمية (شاترستوك)

الإيطاليون بشكل عام شعب يبتكر الموضة ويلبسها بشكل لافت ليكون من بين أكثر سكان العالم أناقة، ومن يزور ميلانو المدينة الإيطالية الشمالية ستشده أناقة سكانها الذين يشبهون في هندامهم اليومي (رجالاً ونساء) عارضي الأزياء الذين خرجوا للتو من عرض للأزياء.
ميلانو مدينة سياحية بامتياز ولو أن معالمها السياحية محدودة وقليلة، فجميع الطرقات فيها تودي بك إلى ساحة الدومو، وكاتدرائية دومو التي يعتبر مبناها ثالث أكبر مبنى كنيسة، تزينه 135 قمة مستدقة من الرخام، و3500 تمثال، وأبواب من البرونز منحوتة على يد فنانين ونحاتين إيطاليين.
من المعروف عن الدومو، الذي يعتبر أهم معلم سياحي في ميلانو، أنه استغرق بناؤه 500 عام، ولا تزال الأعمال جارية حتى يومنا هذا. وفي كل مرة تزور بها ميلانو، تلاحظ أن المبنى مسور بالسقالات الحديدية، لأن أعمال البناء لم تنتهِ بعد. من الممكن الصعود إلى أعلى المبنى لرؤية المدنية من فوق، الحجز المسبق ضروري، ومن الأفضل الحجز على الموقع الخاص بدومو، واختيار وقت معين للزيارة، وإلا فسيتعين عليك الانتظار في طابور طويل للصعود. وإذا كنت لا تملك الوقت الكافي لذلك، توجه إلى الطابق السابع من مبنى «لا ريناشينتي» وتناول وجبة إيطالية أو قهوة على الشرفة المطلة على مبنى الدومو مباشرة، وتكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد من خلال هذه الزيارة.
ميزة ميلانو تكمن في وفرة المطاعم فيها والمقاهي والمحلات التجارية المعروفة بواجهات العرض الرائعة، لأنها بمعظمها تعرض تصاميم مصممين إيطاليين، أمثال دولتشي أند غابانا، وأرماني، وغيرهم من الأسماء العالمية اللامعة في عالم الموضة.
وبما أننا ذكرنا الموضة، فزيارة ميلانو في آخر أسبوع من فبراير (شباط) تكون بمثابة فرصة لرؤية أجمل الوجوه والتصاميم لأن المدينة تلبس ثوب الذوق الرفيع والأناقة الزائدة التي تتلمسها في الطرقات وفي المطاعم وفي كل زاوية منها، ويبقى السؤال؛ كيف تتمكن الإيطاليات والحسناوات والعارضات من المشي بالكعب العالي الرفيع على أرضية ساحة الدومو المرصوصة بالحصى؟ الجواب: «الأناقة تتفوق على الراحة في ميلانو».
بما أن ميلانو ليست غنية بكثير من المعالم السياحية، يرى السياح أنفسهم دائماً يختارونها لتكون نقطة الانطلاق، ومنها يتوجهون إلى الجبال القريبة ويستقلون القطار لزيارة منطقة بيرغامو Bergamo أو بحيرة كومو Como lake في منطقة غاردا وماجيوري، وتعتبر هذه المناطق من أكثر الأماكن رومانسية في إيطاليا، ويقصدها كثيرون لإقامة الأعراس على ضفاف بحيراتها الخلابة.
ونعود الآن إلى ميلانو، وإلى أهم ما يمكن أن تقوم به فيها...
التسوق: بما أن ميلانو هي عاصمة الموضة دون أي منازع، فتجد فيها كماً كبيراً من الأسواق والمحلات التجارية التي تبيع الماركات العالمية، بالإضافة إلى البوتيكات الصغيرة التي تجد فيها ملابس فريدة وتنتشر في محيط منطقة «بريرا Brera»، وفي شوارع هذه المنطقة التي تقودك إلى ساحة دومو تجد الغاليريهات التي تبيع القطع الفنية، إلى جانب المنتجات المحلية، والملابس التي تكون أسعارها متهاودة بالمقارنة مع محلات دور الأزياء العالمية. وأنا شخصياً أفضل التبضع في تلك البوتيكات، لأنك تجد فيها قطعاً تختلف عن تلك التي تجدها في المحلات الكبرى التي تجدها وتتشابه في مدن أخرى مثل لندن وباريس وغيرها من مدن الأزياء المهمة في العالم.
ومن شوارع التسوق الأخرى: فيا مانزوني، وفيا سانت آندريا، وفيا ديلا سبيعا، وفيا مونتي نابوليوني، والمستطيل الذهبي «كوادريلاتيرو دورو». ومن الممكن أيضاً زيارة المحلات التجارية الراقية داخل مبنى «غاليريا» المقابل للدومو.
وإذا كان لديك الوقت لزيارة المحلات التي تبيع الماركات العالمية بأسعار مخفضة، أنصحك بالتوجه إلى «فوكس تاون آوتليت» الذي يقع على الحدود ما بين إيطاليا وسويسرا، وفيه أكثر من 230 متجراً وتصل نسبة التخفيضات فيه إلى 70 في المائة، ويمكن الوصول إليه بواسطة القطار، أو الحافلة، أو السيارة.
المطاعم والمقاهي: عندما تذكر إيطاليا يسيل اللعاب بمجرد التفكير بالطعام، لأن الأكل الإيطالي هو بالفعل من ألذ أنواع الطعام في العالم، وما تتذوقه في إيطاليا يختلف تماماً عن الأطباق الإيطالية التي تتذوقها خارج البلاد بسبب المنتج وكيفية تحضيره ولمسات طهاته.
المطاعم والمقاهي لا تحصى ولا تعد في ميلانو، فسأذكر بعضها، ولكن قبل ذلك يجب أن أحذرك من بعض الجوانب التي تثير غضب الإيطاليين والعاملين في المطاعم، وهي طلب الكابوتشينو أو أي نوع من القهوة «مع الحليب» بعد منتصف النهار، والسبب هو أن الإيطاليين ينظرون إلى فنجان الكابوتشينو الدسم على أنه وجبة كاملة تحل مكان الفطور، ولهذا تراهم يمتعضون من السياح الذين يطلبون الكابوتشينو بعد وجبة دسمة من الباستا والبيتزا.
من المطاعم التي جربناها وكانت بالفعل جيدة، مطعم «جاكومو أريناجاريوGiacomo Arengario» ويقع في الطابق الأخير من مبنى محاذٍ لمبنى الدومو، ويطل على الكاتدرائية مباشرة، إذا قررت الأكل فيه فترة المساء فسوف تشدك الإنارة التي تضيء المبنى لتشكل سحراً لا مثيل له وأنت تتناول الأسماك وأطباق الباستا مع سرطان البحر، والباستا مع لحم الـ«أوسو بوكو»، والأخطبوط المشوي وتشكيلة من مقبلات السمك النيئة مثل الـ«سيفيتشي» على الطريقة الإيطالية.
وإذا كنت تحب الجلسات الخارجية فأنصحك بمطعم «أوبيكا Obeka» أعلى مبنى متجر La Rinascente في ساحة دومو، وفيه يمكنك تناول الغداء اللذيذ مثل البيتزا وزهرة الكوسا المقلية وجبن البوراتا الذي يعتبر أشهر ما يقدمه المطعم.
من المطاعم الذي يوصي بها المقيمون في ميلانو ودليل ميشلان، مطعم «ألفيريسكو Alfresco» وهذا الحجز يتطلب الحجز المسبق لأن الإقبال عليه كبير جداً، ديكوره بسيط ويذكرك ببيوت الإيطاليين، الخدمة جيدة جداً لأن الندل يشرحون كل طبق بشكل رائع يجعلك تشبع قبل الأكل. من ألذ الأطباق: الريوزوتو بالزعفران، والباستا بسرطان البحر، ودجاج الميلانيزي، وللتحلية جرب التيراميسو، وفي المطعم حدائق جميلة يمكن الجلوس والأكل فيها في فصل الصيف.
وإذا كنت تبحث عن عنوان للأكل العالمي والأنيق، فما عليك إلا التوجه إلى فندق «أرماني» وتناول الطعام في مطعم «نوبو Nobu» الياباني، لائحة الطعام لا تختلف عن تلك التي تقدمها مطاعم نوبو في لندن على سبيل المثال، ولكن الديكور يختلف، كما توجد لائحة للحلوى الإيطالية لا تجدها إلا في نوبو ميلانو، مثل الـ«ميل فوي» والـ«تيراميسو»، بالإضافة إلى الحلوى الأشهر في نوبو والأكثر مبيعاً، التي تعرف باسم «بينتو بوكس».
لمحبي مأكولات الشوارع أو Street food من المستحيل زيارة ميلانو من دون الانتظار في الطابور للحصول على قطعة من ألبانزيروتي Panzerotti في محل Panzerotti Luini، وهي عبارة عن عجينة ملفوفة تختار المكونات فيها، اخترنا الجبن مع الطماطم، الطعم أكثر من رائع.
مقاهي بيع القهوة عند كل زاوية وشارع، وبعضها يقدم الإيسبريسو «مشروب ما بعد الظهر» (على الواقف)، ولكن هناك مقهى يقصده الـ«ميلانيزي» أو أهالي ميلانو، واسمه «بيانكو لاتيه Bianco Latte» وفيه أجواد أنواع القهوة.
وإذا كنت تسعى لفنجان قهوة غير إيطالي، ولكن في أجواء فريدة من نوعها، فتوجه إلى Starbucks Roastery Reserve بمبناه العملاق الذي كان في الماضي مبنى البريد في وسط ميلانو ليتحول في 2018 إلى أكبر محمصة لشركة ستارباكس الأميركية، تنتج طناً من القهوة يومياً، وتغذي كل أفرع الشركة في أوروبا. زيارة المحمصة تجربة حقيقية لتذوق القهوة وتناول قطعة من مخبوزات Princi ومشاهدة طريقة تحضير القهوة من البداية إلى النهاية، بما في ذلك تذوق أجدد نوع من قهوة ستارباكس Oleato الذي يضم ملعقة من زيت الزيتون الإيطالي.
ولمحبي التقاط الصور ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي فزيارة بار لوتشيه Bar Luce من «برادا» مهمة، وتجده في مبنى الغاليريا، ويمكن أن تتناول فيه القهوة مع الأطباق الخفيفة والكيك والحلوى الإيطالية والسندويتشات، «معظم الذين يقصدون هذا المكان يصورن الطعام ولا يأكلونه».
وبما أننا ذكرنا محيط منطقة الـ«دومو»، لأن جميع الطرقات في ميلانو تؤدي بك إليها، حيث تنتشر في الطرقات المخصصة للمشاة هناك كثير من المقاهي التي تبيع القهوة والحلوى، وغالبيتها جيدة.

الإقامة
توجد في ميلانو خيارات كثيرة للإقامة، ولكن إذا كنت تبحث عن إقامة راقية وسط المدينة فيمكن الحجز في فندق «فور سيزونز» أو «ويستين بالاس»، أو «أرماني»، ومن الممكن أيضاً حجز شقة على موقع «إير بي أند بي» فهذه الفكرة جيدة، لأن الأسعار أفضل من أسعار الغرف الفندقية، وبنفس الوقت تكون تلك الشقق راقية وجميلة، ومن الممكن أن تجدها في وسط المدينة.

التنقل
التنقل في ميلانو سهل، وهناك عدة طرق، أولها المشي إذا كنت من هواة التنقل على قدميك والتعرف إلى المدينة بشكل أفضل، كما يمكنك التنقل بواسطة الترامواي الكهربائي، أو استئجار سيارة من شركة Enjoy Milan التي تقدم سيارات فيات إيطالية صغيرة تستأجرها من خلال تطبيق إلكتروني للشركة، والفكرة أشبه بالتطبيق الذي يستعمل حول العالم لاستئجار الدراجات الهوائية.
ويمكن استخدام التاكسي أو Uber ولكن تنبه إلى أن تسعيرة هذه الوسيلة الأخيرة قد تكون أغلى من التاكسي، فتنبه إلى هذه النقطة وقارن الأسعار، خاصة فترة الليل.
إذا كنت تنوي الخروج من ميلانو فاستخدم القطار، لأنه سهل ومنظم جداً، ويأخذك إلى بيرغامو وبحيرة كومو في أقل من ساعة، وأسعاره جيدة جداً، «تختلف بحسب الدرجة والتوقيت».


مقالات ذات صلة

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)
سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
TT

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد وتذوق الأطباق الخاصة بكل مدينة.

البعض يفضِّل تمضية عطلة الأعياد في أماكن دافئة مثل أستراليا ونيوزيلندا وجزر المالديف وتايلاند والبرازيل، إنما الغالبية الكبرى تفضِّل عيش تجربة العيد في مدن باردة تستمد الدفء من أنوار العيد وزينته التي تتحول إلى مشروع تتنافس عليه البلدان والمدن حول العالم؛ لتقديم الأفضل واستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح لرؤية التصاميم التي لا يمكن وصفها إلا بالروعة والإبداع.

عندما نذكر زينة أعياد الميلاد تخطر بعض المدن على أذهاننا؛ مثل نيويورك ولندن وباريس، وقد يكون السبب هو انتشار الأفلام السينمائية الكثيرة التي تصور الزينة، وتكون قصصها الخيالية مرتبطةً بالعيد.

وزينة العيد لا تقتصر فقط على الشوارع والأماكن العامة، إنما تتبناها المحلات التجارية لتصبح شريكاً مهماً في لعبة المنافسة العالمية للفوز بلقب «المتجر صاحب أجمل واجهة» في موسم الأعياد، وهذا ما نجحت فيه متاجر «هارودز»، و«سيلفردجز»، و«هارفي نيكولز»، ومحلات تجارية كثيرة في شارع بوند ستريت بلندن، أما في باريس فمتجر «غاليري لا فايت» أصبح أيقونة حقيقية لزينة العيد.

«ونتر وندرلاند» في لندن (غيتي)

إليكم جولة على أجمل الأماكن التي تتألق بأضواء وزينة العيد:

نيويورك، وتحديداً في «روكفيلير سنتر»؛ حيث تجد شجرة عيد الميلاد العملاقة بطول يزيد على 77 قدماً، ومزينة بشريط من الأضواء يزيد طوله على 5 أميال و45 ألف لمبة. الشجرة تُزرَع في النرويج. وبدأ هذا التقليد السنوي منذ عام 1933، وحينها أُضيئت أول شجرة، وبعد نحو قرن من الزمن لا يزال محبو الأعياد يتهافتون إلى هذا المكان لرؤية الشجرة وزينة العيد. ويُقدَّر عدد الزوار الذين يطوفون بالمكان يومياً بنحو نصف مليون شخص.

فيينا، تشتهر بأسواق عيد الميلاد التي تقام في ساحة «راثاوسبلاتز» التي تلبس زي العيد، وتنتصب الأكواخ الخشبية التي تبيع الهدايا والمأكولات الخاصة بالعيد.

باريس، شهيرة جداً بزينة العيد، لا سيما في شارعها الأهم، الشانزليزيه، المضاء بملايين الأضواء، إلى جانب واجهات المحلات التجارية التي تخلق أجواء ساحرة.

شجرة متجر «غاليري لا فاييت» في باريس هذا العام (أ.ف.ب)

ولكن يبقى متجر «غاليري لا فاييت» العنوان الأجمل لرؤية الزينة الخارجية والداخلية، ففي كل عام يتبدَّل شكل الشجرة في الداخل، وهذا العام تم اختيار تصميم عصري جداً وإضاءة «نيون» بيضاء، من الممكن رؤيتها عن قرب من الطابق السادس، فهناك جسر معلق يساعدك على الاقتراب من الشجرة التي تتوسط المبنى والتقاط أجمل الصور التذكارية. الحجز المسبق ليس إلزامياً، ولكنه يختصر عليك مدة الانتظار.

أما بالنسبة لمتجر «برينتان» فهو مميز بزينة واجهاته الخارجية، ويبقى برج إيفل الرابح الأكبر، ويزداد سحراً مع عروض الأضواء التي يتباهى بها في هذه المناسبة.

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

كوبنهاغن، من أجمل مدن الدنمارك، وهناك شبه إجماع على أنها مدينة نابضة بالحيوية ولقبها «مدينة أعياد الميلاد»، وفي هذه الفترة من العام يزداد سحرها وتتحول «حدائق تيفولي» في وسطها إلى عالم خيالي من الأضواء والأكواخ الجميلة.

افتُتحت هذه الحدائق عام 1843 ومنذ ذلك الحين أصبحت ملاذاً للزوار والسياح القادمين إلى العاصمة الدنماركية.

تقام فيها عروض جميلة للأضواء تلقي بإنارتها على «بحيرة تيفولي»، إلى جانب الألعاب النارية التي تقام في الأسبوع الفاصل بين عيدَي الميلاد ورأس السنة.

زينة العيد في طوكيو (أدوبي ستوك)

طوكيو، في موسم الأعياد تنسيك هذه المدينة اليابانية موسمَ أزهار الكرز في الربيع، فتكون خلال شهرَي نوفمبر (تشرين الثاني)، وديسمبر (كانون الأول) مزينةً بأنوار العيد وتُقام في شوارع أوموتيساندو وهاراجوكو عروض جميلة عدة، وتنتشر في تلك المنطقة أشجار العيد بتصاميم ثلاثية الأبعاد. ومن بين العروض الشهيرة أيضاً إضاءة أبكبوكوريو المذهلة.

موناكو، قد تكون شهيرة بسباق السيارات «Monaco Grand Prix»، ونادي اليخوت، ولكن هذا لا يعني أن تلك الإمارة الراقية لا تتفنن في موسم الأعياد والزينة المرافقة لها.

فابتداءً من شهر نوفمبر تزدان ساحة قصر مونتي كارلو بأضواء العيد، وتقام عروض خاصة يومياً، كما تتزين ساحة كازينو مونتي كارلو المقابلة لفندق «أوتيل دو باري (Hotel De Paris)» بأجمل زينة تتناغم مع روعة معمار المباني المحيطة. وتنتشر الأكواخ التي تبيع الهدايا على طول الريفييرا.

أسواق العيد في برلين (أدوبي ستوك)

برلين، من بين المدن الألمانية الشهيرة بأسواق عيد الميلاد، ومن أهمها سوق «جندار ماركت» وسوق «شارلوتنبورغ» وهما تجمعان بين التقاليد الأوروبية والأضواء الساحرة. من دون أن ننسى «بوابة براندنبور»، التي تضيف رونقاً خاصاً بأضوائها وزينتها.

لندن، قد تكون من أجمل المدن التي تعرف كيف تتأنق في موسم الأعياد، فشارعا أكسفورد وريجنت ستريت مشهوران بعروض الإضاءة الفريدة. إضافة إلى ساحة «كوفنت غاردن» التي تشتهر بشجرة عيد الميلاد العملاقة.

«ونتر وندرلاند» في لندن (الشرق الأوسط)

«ونتر وندرلاند» في هايد بارك، هي الحديقة ومدينة الملاهي التي يقصدها الملايين خلال فترة الأعياد لتذوق ألذ الأطباق، واللعب في كثير من الألعاب التي تناسب الصغار والكبار. فهي واحدة من أشهر الفعاليات الشتوية التي تقام سنوياً في قلب هايد بارك، وتعدّ وجهةً مثاليةً للعائلات والأصدقاء الباحثين عن أجواء احتفالية مليئة بالإثارة والتسلي.

ينتشر فيها أكثر من 100 كشك خشبي لبيع الهدايا اليدوية، والديكورات، والحلويات التقليدية. بالإضافة إلى ساحة تزلج مفتوحة في الهواء الطلق وعروض السيرك و«مغارة سانتا كلوز»؛ حيث يلتقي الأطفال تلك الشخصية الشهيرة ويلتقطون الصور. الحجز المسبق ضروري، وننصح أيضاً بارتداء أحذية مريحة وملابس دافئة.

العيد في البرازيل (أدوبي ستوك)

ريو دي جانيرو، من المدن الجميلة أيضاً خلال فترة الأعياد، ففيها شجرة عيد الميلاد العائمة في «بحيرة رودريغو دي فريتاس»، وهي من الأكبر في العالم. ومن الضروري زيارة شاطئ كوباكابانا، التي تضفي أجواء استوائية مميزة.

ستراسبورغ، تُعرف بـ«عاصمة عيد الميلاد»، مع أسواقها الشهيرة وشوارعها التي تكتسي بالأضواء الدافئة.

زيوريخ، من أجمل مدن سويسرا خلال موسم الأعياد، لا سيما شارع باهنهوف المزين بأضواء العيد الساحرة، والاحتفالات على البحيرة التي تتضمّن عروض أضواء وموسيقى مميزة.

دبي، تُقدَّم في «مول الإمارات» و«دبي مول» زينة فخمة وعروضٌ ضوئية في الداخل والخارج، وتُقام الألعاب النارية عند برج خليفة في ليلة رأس السنة، وهي من الأضخم عالمياً.

مدينة كيبيك، وتحديداً البلدة القديمة، تبدو فيها فترة الأعياد وكأنها لوحة شتوية مع زينة العيد والثلوج المتراكمة. سوق عيد الميلاد تضفي أجواء أوروبية تقليدية وسط طبيعة كندية خلابة.