مخاوف من تعميق «عدم المساواة» في إسرائيل... والتمييز ضد العربيات مضاعف

المنظمات النسائية تتهم حكومة نتنياهو بالعودة بهن إلى الوراء 30 سنة

في إسرائيل المرأة العربية تعاني التمييز مرتين مرة لكونها عربية وأخرى لكونها امرأة
في إسرائيل المرأة العربية تعاني التمييز مرتين مرة لكونها عربية وأخرى لكونها امرأة
TT

مخاوف من تعميق «عدم المساواة» في إسرائيل... والتمييز ضد العربيات مضاعف

في إسرائيل المرأة العربية تعاني التمييز مرتين مرة لكونها عربية وأخرى لكونها امرأة
في إسرائيل المرأة العربية تعاني التمييز مرتين مرة لكونها عربية وأخرى لكونها امرأة

لمناسبة يوم المرأة العالمي، 8 مارس (آذار)، أعلنت الجمعيات والحركات النسائية في إسرائيل عن مخاوفها من تعميق سياسة التمييز ضد المرأة في ظل حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، في حين طالبت النساء العربيات (من فلسطينيي 48) بوقف سياسة التمييز المضاعف ضدهن، لكونهن نساء أولاً وعربيات ثانياً.
وقالت دانا أولمرت، رئيسة كلية الجندرة في جامعة تل أبيب، إن مكانة المرأة في إسرائيل تقدمت بخطوات مهمة خلال السنوات الماضية، عندما تأسس لوبي نسائي برلماني، ومع ذلك فإن التمييز ضد المرأة لا يزال قائماً. وحذرت من أن واقع تركيبة الحكومة والبرلمان (الكنيست) وسياسة الحكومة المحافظة، سوف يعيد إسرائيل 30 سنة إلى الوراء. وفي الحكومة الجديدة التي أقامها نتنياهو، يوجد تراجع كبير في التمثيل النسائي، حيث هناك وزيرتان من مجموع 30 وزيراً، وفي الكنيست يوجد 91 نائباً مقابل 29 امرأة، ولا توجد أي امرأة مديرة عامة أو وكيلة وزارة.
وحسب أولمرت، التي تنشط في حملة الاحتجاج ضد خطة الحكومة لضرب وإضعاف القضاء وإحداث تغييرات جوهرية في منظومة الحكم، فإن البشائر التي تأتي من القيادات السياسية ستعيد إسرائيل إلى الوراء في معظم المجالات التي تمسّ المرأة، بما في ذلك أمنها الشخصي وحقوقها في المساواة. فهي حكومة ذات أكثرية دينية يمينية تسنّ قوانين متماهية مع قوانين الشريعة اليهودية التي تمنح الرجل تفوقاً على المرأة في كل المجالات، ولا تحميها من العنف المجتمعي.
وقالت إن في إسرائيل نحو 400 ألف امرأة وطفل يعدون من ضحايا العنف وأربع نساء قتلن بأيدي رجال منذ مطلع السنة. وهذا فضلاً عن أن المحكمة العليا تدافع عن المساواة، وضربها وإضعافها سيمسان بالأقليات، خصوصاً من النساء. وفي المجتمع العربي، أطلق مركز مساواة في حيفا نداءً خاصاً بمناسبة يوم المرأة العالمي، ناشد فيه جميع المؤسسات الحزبية والأهلية، ضمان شراكة حقيقية كمية ونوعية للنساء في المجالس البلدية خلال انتخابات السلطات المحلية المخطط لها بنهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وجاء في النداء أن المرأة العربية تعاني من التمييز مرتين؛ مرة لكونها عربية ومرة أخرى لكونها امرأة، و«إذا تحدثنا عن النساء في مجتمعنا الفلسطيني في إسرائيل، فرغم معاناتهن من التمييز الجندري والقومي، فإنَّ النساء العربيات استطعن تحقيق الكثير من النجاحات رغم الصعوبات والتحديات، حيث إن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في الالتحاق بالتعليم الأكاديمي لدى النساء يفوق المستوى التعليمي لدى الرجال».
وبحسب التقرير، فإن ثلثي الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية من النساء، كما أنَّ هناك إضافة زيادة ملحوظة في نسبة النساء المنخرطات في سوق العمل، بلغت 51 في المائة، منهنَّ 18.5 في المائة يعملن بوظيفة جزئية و26 في المائة بوظيفة كاملة، إضافة لتبوء الكثير من النساء العربيات مناصب إدارية في مجالات مختلفة، منها الأكاديمية والاقتصادية والحقوقية.
لكن أمام هذا التقدّم والتطور في وضعية ومكانة المرأة في الحياة العملية والعامة، فإن مشاركتها في الحياة السياسية خاصة التمثيل في السلطات المحلية، أقل بكثير من مستوى تعليمها وقدراتها وكفاءتها، ويرى مركز مساواة العربي أن «هذا التطور والتقدم لم يترجم بعد على أرض الواقع من أجل تعزيز دور النساء القيادي والسياسي وتعزيز وجودهن في مراكز صنع القرار».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.