في يومها العالمي… المرأة السعودية تكسر حاجز «مستهدفات الرؤية»

منتدى دولي يلتئم بالرياض لأول مرة بمشاركة واسعة

فاقت نسبة النساء بالمناصب الإدارية المتوسطة والعليا 39 في المائة بالقطاعين العام والخاص خلال 2021 (واس)
فاقت نسبة النساء بالمناصب الإدارية المتوسطة والعليا 39 في المائة بالقطاعين العام والخاص خلال 2021 (واس)
TT

في يومها العالمي… المرأة السعودية تكسر حاجز «مستهدفات الرؤية»

فاقت نسبة النساء بالمناصب الإدارية المتوسطة والعليا 39 في المائة بالقطاعين العام والخاص خلال 2021 (واس)
فاقت نسبة النساء بالمناصب الإدارية المتوسطة والعليا 39 في المائة بالقطاعين العام والخاص خلال 2021 (واس)

سجّلت جهات سعودية أرقاماً لافتة على صعيد تمكين المرأة في العمل، وتهيئتها لاعتلاء المناصب الرفيعة في قطاعات عدة منذ إطلاق خطة البلاد التنموية «رؤية 2030».
وبالتزامن مع حلول «اليوم العالمي للمرأة» الذي يوافق الثامن من مارس (آذار)، كشفت أرقام رسمية عن ارتفاع في نسب تمكين المرأة -التي تشكّل 49 في المائة من إجمالي عدد السكان- داخل الجهات الحكومية والقطاع الخاص في البلاد، عما كانت عليه في عقود سابقة، في انعكاس مباشر لتشريعات وتنظيمات جديدة لهذا الإطار.

تمكين المرأة في الحقل الداخلي والدولي
وأوضحت بيانات صادرة عن «وزارة الموارد البشرية» قفزات نوعية فيما يخص تمكين المرأة وزيادة مشاركتها الاقتصادية في سوق العمل، إذ بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات من 15 سنة فما فوق أكثر من 35 في المائة، خلال الربع الثاني لعام 2022، فيما تضاعفت نسبة مشاركتها بسوق العمل إلى أكثر من 33 في المائة، متجاوزة بذلك مستهدف الرؤية لعام 2030 للوصول إلى نسبة 30 في المائة. كما فاقت نسبة النساء بالمناصب الإدارية المتوسطة والعليا 39 في المائة بالقطاعين العام والخاص، خلال العام 2021. بينما وصلت نسبة المنشآت التي تقودها نساء إلى 45 في المائة، وفق تقارير للهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت).
ووصل عدد السفيرات السعوديّات حتى مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي إلى 5 في دول كبرى وذات أهمية على الصعيد الدولي، وسط توقّعات بارتفاع عددهن خلال المرحلة المقبلة.
ووصلت المرأة السعودية إلى الفضاء، مع إعلان السعودية في فبراير (شباط) المنصرم، عن إرسال ريانة برناوي أول رائدة فضاء إلى المحطة الدولية خلال الربع الثاني من العام الجاري، لتلتحق بطاقم مهمة AX-2 الفضائية.
وفي تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، جاءت السعودية في المرتبة الأولى باعتبارها الدولة الأعلى زيادةً في العالم على صعيد مشاركة المرأة في القوى العاملة.

اجتماع فريد لعدد من النساء الرائدات
وتأكيداً على جهود البلاد في هذا الإطار، تستضيف الرياض منتدى «المرأة في مناصب القيادة – تأثير القيادة» الذي تنظّمه «مبادرة بيرل ومجموعة أسترازينيكا»، ويجمع عدداً من الخبراء البارزين، والنساء الرائدات في مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا والقطاع العام من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، لتسليط الضوء على الإنجازات الجماعيّة التي حقّقتها المرأة في مجال الأعمال والقيادة بالسعودية والمنطقة، ودورها في قيادة التأثير وخلق مستقبل مستدام بالشرق الأوسط وأفريقيا.
ووفقاً للقائمين على المنتدى، فإن البرنامج سيتضمن خطابات رئيسية وحلقات نقاش وتواصل مع مجموعة من أبرز النساء في المنطقة العربية، بالإضافة إلى عدد من قادة الأعمال والخبراء الملهمين من مختلف القطاعات في الخليج خصوصاً والمنطقة العربية بشكل عام.

استضافة سعودية لتجمع دولي أول من نوعه
وفي الوقت الذي تعمل فيه السعودية على عدد من الخطط والبرامج الطموحة في ضوء خطّتها التنموية «رؤية 2030»، تستضيف الرياض المنتدى في نسخة هذا العام، بمشاركة أكثر من 350 شخصية من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، من خلفيات مختلفة ووجهات نظر متنوعة، وتتمثل خطته في إقامة الحدث سنويّاً، بمواقع مختلفة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

«العالم بعيد عن تحقيق المساواة في مكان العمل»
وفي حديثٍ لـ«الشرق الأوسط» قالت بيلين إنشسو، نائبة الرئيس الإقليمي في «أسترازينيكا»، والمتحدث الرئيسي في المنتدى، إنه على الرغم من إحراز بعض التقدم نحو المساواة بين الجنسين في مكان العمل، «لا يزال العالم بعيداً عن تحقيق هذا الهدف»، مشيدةً بالتقدم الجاري في المجموعة على صعيد المساواة بين الجنسين ودعم النساء لتعزيز حياتهن المهنية، حسب وصفها.
وأضافت إنشسو: «آمل أن نتمكن من إلهام المنظمات الأخرى لتكثيف جهودها لإحداث تغيير دائم، وأتطلع لذلك من خلال مخاطبة منتدى المرأة في القيادة في العاصمة السعودية الرياض، والمشاركة مع النساء الرائدات من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا لمناقشة كيف يمكن رعاية النظام البيئي لتمكين المرأة وكسر الحواجز المتبقية للأجيال القادمة».


مقالات ذات صلة

السعودية تجمع 2.36 مليار ريال من بيع صكوك

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

السعودية تجمع 2.36 مليار ريال من بيع صكوك

أعلن «المركز الوطني لإدارة الدين العام»، يوم الثلاثاء، أن السعودية جمعت 2.36 مليار ريال من خلال إصدارها لصكوك إسلامية في يونيو (حزيران).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة يعلن عن المجموعة الثانية من الحوافز المعيارية (وزارة الصناعة)

السعودية تطلق المجموعة الثانية من برنامج الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي

أطلقت وزارتا الصناعة والثروة المعدنية، والاستثمار، المجموعة الثانية من الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي في السعودية، بهدف توسيع نطاق الحوافز.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد أعلام السعودية في أحد طرق العاصمة الرياض (رويترز)

الأنشطة الصناعية غير النفطية في السعودية تنمو بـ5.3 % خلال 2024

سجلت الأنشطة غير النفطية في السعودية ارتفاعاً بنسبة 5.3 في المائة خلال عام 2024، وفقاً لما أعلنته الهيئة العامة للإحصاء في نتائج الرقم القياسي السنوي للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«السيادي السعودي» يطلق برنامجه العالمي الأول للأوراق التجارية

أعلن «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي، الاثنين، تأسيس برنامج عالمي للأوراق التجارية، في خطوة تضيف أداة تمويلية جديدة إلى الأدوات الحالية.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد جانب من جناح السعودية في معرض «ITB برلين» للسياحة (الشرق الأوسط)

الإنفاق السياحي في السعودية يتجاوز 75 مليار دولار خلال 2024

تجاوز إجمالي الإنفاق السياحي في السعودية للسياحة المحلية والوافدة من الخارج خلال 2024 نحو 284 مليار ريال (75.7 مليار دولار)، بنسبة نمو 11 % مقارنةً بعام 2023

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تراجع الدولار والذهب... هل تتجاوز مصر تداعيات الضربات الإسرائيلية - الإيرانية؟

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الكهرباء محمود عصمت الثلاثاء بمدينة العلمين (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الكهرباء محمود عصمت الثلاثاء بمدينة العلمين (الرئاسة المصرية)
TT

تراجع الدولار والذهب... هل تتجاوز مصر تداعيات الضربات الإسرائيلية - الإيرانية؟

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الكهرباء محمود عصمت الثلاثاء بمدينة العلمين (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الكهرباء محمود عصمت الثلاثاء بمدينة العلمين (الرئاسة المصرية)

مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، شهدت الأسواق المصرية تحسناً ملموساً عَكَسه تراجع في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وانخفاض في أسعار الذهب، ما أثار تساؤلات بشأن إمكانية تجاوز القاهرة تداعيات حرب الـ12 يوماً، وتعزيز الآمال بقرب عودة الملاحة بقناة السويس لطبيعتها، وانتظام واردات البلاد من الغاز.

وتراجع سعر الدولار أمام الجنيه في البنوك، الثلاثاء، بنحو 60 قرشاً، ليصل سعر صرف الدولار إلى 50.1 جنيه في البنك المركزي. كما شهد سعر الذهب استقراراً نسبياً، الثلاثاء، بعد تراجعات سجلها، مساء الاثنين، بلغت نحو 25 جنيهاً في سعر الغرام، حسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.

كانت الضربات الإسرائيلية - الإيرانية قد أحدثت ارتباكاً في الأسواق المصرية، عَكَسه تراجع في مؤشرات البورصة، وعدم انتظام واردات الغاز، ما كان يثير مخاوف بأزمة كهرباء.

وكثفت الحكومة المصرية خلال الأيام الأخيرة جهودها لتلافي تداعيات نقص واردات الغاز على الكهرباء.

وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعاً، الثلاثاء، مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمود عصمت، تناول جهود «رفع جودة وكفاءة الطاقة وترشيدها والتشغيل الاقتصادي لمحطات الكهرباء بما يحقق وفراً في الوقود، وكذا جهود تحسين الشبكة القومية للكهرباء عن طريق مشروعات الربط الكهربائي، ومحاولات تلبية الاحتياجات من الغاز والوقود لتشغيل محطات الكهرباء»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة.

وأكد السيسي «ضرورة تكثيف الجهود الحكومية لجذب الاستثمارات لقطاع الطاقة المتجددة، والعمل على استدامة الإمدادات لشبكة الكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية»، وفق الإفادة.

وكانت وزارة البترول المصرية قد فعَّلت في بداية التصعيد خطة طوارئ، «نظراً للأعمال العسكرية التي نشبت بالمنطقة، وتوقف إمدادات الغاز من الشرق (الغاز الإسرائيلي)»، وشملت الخطة «إيقاف إمدادات الغاز الطبيعي لبعض الأنشطة الصناعية»، بحسب إفادة رسمية وقتها.

«رسالة طمأنينة»

أبدى الخبير الاقتصادي، مصطفى بدرة، تفاؤلاً بانعكاسات اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران على الأسواق. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «اتفاق وقف إطلاق النار بعث رسالة طمأنينة إلى الأسواق انعكست على حركة التداولات وأسعار النفط والذهب وسعر الصرف».

وأضاف: «الأسواق استجابت سريعاً واستقرت»، مشيراً إلى أن هذا الاستقرار، حال استمرّ وقف إطلاق النار، سيساعد مصر على تجاوز تداعيات التصعيد الأخير. وأعرب عن أمله أن «يسهم الاستقرار في تشجيع الاستثمار وعودة حركة الملاحة في قناة السويس إلى طبيعتها والتي تأثرت سلباً بحرب غزة».

سفينة حاويات في أثناء عبورها بقناة السويس (هيئة قناة السويس)

وبلغت خسائر قناة السويس بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر وهجمات «الحوثيين» على السفن المارة بمضيق باب المندب، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، نحو 7 مليارات دولار، العام الماضي.

وفي الآونة الأخيرة، تحدثت هيئة قناة السويس عن عودة تدريجية للملاحة بالقناة، تزامناً مع تقديم «حوافز» لتشجيع سفن الحاويات العملاقة على المرور بالقناة.

وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في إفادة رسمية، مساء الجمعة الماضي، إن «عودة سفن الحاويات العملاقة للعبور من قناة السويس يعد أمراً حتمياً نظراً لما تتمتع به القناة من مزايا تنافسية عديدة تجعلها الممر الملاحي الأقصر والأسرع والأكثر أماناً واستدامة».

وأكدت خبيرة الاقتصاد، شيماء سراج عمارة، أن التصعيد الإسرائيلي - الإيراني كانت له تأثيرات آنية على الاقتصاد العالمي، ما انعكس على مصر في ارتفاع أسعار الدولار وتزايد المخاوف من تأثر الملاحة في قناة السويس.

وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه مع إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن وقف إطلاق النار بدأت المؤشرات التصاعدية لأسعار الوقود والذهب تتراجع، «ما غيَّر دفة الاقتصاد العالمي الذي كان يتجه وبقوة نحو المزيد من الموجات التضخمية».

وأضافت: «الاقتصاد المصري جزء من المنظومة العالمية، وحتماً سينعكس تحسن المؤشرات العالمية على قدراته، لترتفع معدلات التنمية الاقتصادية، ويتم السيطرة بصورة أفضل على أسعار النقد الأجنبي»، مشيرة إلى أن «استقرار المنطقة يدفع نحو عودة الملاحة في قناة السويس لطبيعتها، ويزيد من تدفقات النقد الأجنبي».

وكان رئيس الوزراء المصري قد حذر في أبريل (نيسان) الماضي من «احتمالية حدوث موجة تضخم وركود اقتصادي عالمي خلال الفترة المقبلة في ظل المشهد الإقليمي المضطرب».