سجّلت جهات سعودية أرقاماً لافتة على صعيد تمكين المرأة في العمل، وتهيئتها لاعتلاء المناصب الرفيعة في قطاعات عدة منذ إطلاق خطة البلاد التنموية «رؤية 2030».
وبالتزامن مع حلول «اليوم العالمي للمرأة» الذي يوافق الثامن من مارس (آذار)، كشفت أرقام رسمية عن ارتفاع في نسب تمكين المرأة -التي تشكّل 49 في المائة من إجمالي عدد السكان- داخل الجهات الحكومية والقطاع الخاص في البلاد، عما كانت عليه في عقود سابقة، في انعكاس مباشر لتشريعات وتنظيمات جديدة لهذا الإطار.
تمكين المرأة في الحقل الداخلي والدولي
وأوضحت بيانات صادرة عن «وزارة الموارد البشرية» قفزات نوعية فيما يخص تمكين المرأة وزيادة مشاركتها الاقتصادية في سوق العمل، إذ بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات من 15 سنة فما فوق أكثر من 35 في المائة، خلال الربع الثاني لعام 2022، فيما تضاعفت نسبة مشاركتها بسوق العمل إلى أكثر من 33 في المائة، متجاوزة بذلك مستهدف الرؤية لعام 2030 للوصول إلى نسبة 30 في المائة. كما فاقت نسبة النساء بالمناصب الإدارية المتوسطة والعليا 39 في المائة بالقطاعين العام والخاص، خلال العام 2021. بينما وصلت نسبة المنشآت التي تقودها نساء إلى 45 في المائة، وفق تقارير للهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت).
ووصل عدد السفيرات السعوديّات حتى مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي إلى 5 في دول كبرى وذات أهمية على الصعيد الدولي، وسط توقّعات بارتفاع عددهن خلال المرحلة المقبلة.
ووصلت المرأة السعودية إلى الفضاء، مع إعلان السعودية في فبراير (شباط) المنصرم، عن إرسال ريانة برناوي أول رائدة فضاء إلى المحطة الدولية خلال الربع الثاني من العام الجاري، لتلتحق بطاقم مهمة AX-2 الفضائية.
وفي تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، جاءت السعودية في المرتبة الأولى باعتبارها الدولة الأعلى زيادةً في العالم على صعيد مشاركة المرأة في القوى العاملة.
اجتماع فريد لعدد من النساء الرائدات
وتأكيداً على جهود البلاد في هذا الإطار، تستضيف الرياض منتدى «المرأة في مناصب القيادة – تأثير القيادة» الذي تنظّمه «مبادرة بيرل ومجموعة أسترازينيكا»، ويجمع عدداً من الخبراء البارزين، والنساء الرائدات في مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا والقطاع العام من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، لتسليط الضوء على الإنجازات الجماعيّة التي حقّقتها المرأة في مجال الأعمال والقيادة بالسعودية والمنطقة، ودورها في قيادة التأثير وخلق مستقبل مستدام بالشرق الأوسط وأفريقيا.
ووفقاً للقائمين على المنتدى، فإن البرنامج سيتضمن خطابات رئيسية وحلقات نقاش وتواصل مع مجموعة من أبرز النساء في المنطقة العربية، بالإضافة إلى عدد من قادة الأعمال والخبراء الملهمين من مختلف القطاعات في الخليج خصوصاً والمنطقة العربية بشكل عام.
استضافة سعودية لتجمع دولي أول من نوعه
وفي الوقت الذي تعمل فيه السعودية على عدد من الخطط والبرامج الطموحة في ضوء خطّتها التنموية «رؤية 2030»، تستضيف الرياض المنتدى في نسخة هذا العام، بمشاركة أكثر من 350 شخصية من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، من خلفيات مختلفة ووجهات نظر متنوعة، وتتمثل خطته في إقامة الحدث سنويّاً، بمواقع مختلفة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
«العالم بعيد عن تحقيق المساواة في مكان العمل»
وفي حديثٍ لـ«الشرق الأوسط» قالت بيلين إنشسو، نائبة الرئيس الإقليمي في «أسترازينيكا»، والمتحدث الرئيسي في المنتدى، إنه على الرغم من إحراز بعض التقدم نحو المساواة بين الجنسين في مكان العمل، «لا يزال العالم بعيداً عن تحقيق هذا الهدف»، مشيدةً بالتقدم الجاري في المجموعة على صعيد المساواة بين الجنسين ودعم النساء لتعزيز حياتهن المهنية، حسب وصفها.
وأضافت إنشسو: «آمل أن نتمكن من إلهام المنظمات الأخرى لتكثيف جهودها لإحداث تغيير دائم، وأتطلع لذلك من خلال مخاطبة منتدى المرأة في القيادة في العاصمة السعودية الرياض، والمشاركة مع النساء الرائدات من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا لمناقشة كيف يمكن رعاية النظام البيئي لتمكين المرأة وكسر الحواجز المتبقية للأجيال القادمة».