معرض فني يجمع بطلات مصر والتشيك في «أسوان السينمائي»

أم كلثوم وسونيا تشيرفينا وفاتن حمامة وأني أوندرا كوفا من بينهن

فاتن وأني (سفارة التشيك بالقاهرة)
فاتن وأني (سفارة التشيك بالقاهرة)
TT

معرض فني يجمع بطلات مصر والتشيك في «أسوان السينمائي»

فاتن وأني (سفارة التشيك بالقاهرة)
فاتن وأني (سفارة التشيك بالقاهرة)

في عام 2020 طلبت ريناتا فوتشيكوفا، مديرة المرسم التوضيحي التعليمي، من طلابها بكلية لاديسلاف سونتار للتصميم والفن التشكيلي بجامعة غرب بوهيميا بمدينة بلزن التشيكية، رسم الشخصيات البارزة من النساء في التاريخ التشيكي، فرسم كل منهم وفق رؤيته واختياراته تحت عنوان «اصنع بطلتك»، وحقق المعرض نجاحاً باهراً، وعرض بأكثر من 25 دولة حول العالم.
وفي عام 2023، وخلال زيارة المعرض لمصر، شهد إضافة جديدة حيث لم يقتصر العرض على البطلات التشيكيات، بل تم اختيار بطلات ملهمات في التاريخ المصري الحديث، ممن حققن إنجازات سواء في السياسة أو الفن أو الرياضة أو الأعمال الاجتماعية، وبالتعاون مع شركاء مصريين قام طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان برسم بورتريه لكل شخصية منهن على غرار ما قام به الطلبة التشيك.
وافتتح سفير دولة التشيك بالقاهرة إيفان يوكول معرض «بطلات مصر والتشيك»، على هامش الدورة السابعة لمهرجان أسوان لأفلام المرأة، كون بطلاته نساء ملهمات، مؤكداً أن المعرض يسلط الضوء على شخصيات مؤثرة قمن بأدوار بارزة في مجتمعاتهن بمختلف المجالات، لتكون كل واحدة منهن مصدر إلهام لنساء أخريات.
وأشار خلال افتتاحه المعرض إلى أنه «ستقام له عروض في عدة أماكن بمصر خلال العام الحالي، وأنه ستتاح للجمهور فرصة لمقابلة بعض البطلات شخصياً؛ للتعرف على قصص حياتهن، أو لمشاهدة عروض وحضور ندوات وورش فنية تقام في إطاره».
هذا المعرض الفريد من نوعه لا يتم الاكتفاء فيه بصور هؤلاء الملهمات، بل يعرض كذلك صوراً توضيحية لقصصهن، وما قدمنه من أعمال بارزة، ومنهن السياسيات والفنانات والعالمات والرياضيات اللواتي تركن أثراً كبيراً في التاريخ، وكذلك في الحاضر سواء في بلادهن أو خارجها.
وشهد المعرض حضوراً كبيراً من جمهور أسوان وضيوف المهرجان من الفنانين العرب والأجانب، وأشادت الفنانة المصرية بشرى به، مؤكدة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنها أعجبت بهذه الفكرة وبالجهد الذي قامت به سفارة التشيك في البحث عن ملهمات مصريات واكبن تلك الفترة للبطلات التشيكيات، في محاولة للربط الزمني والإنجازات اللاتي حققنها».
وتم تنسيق الصور بحيث يجمع العرض بين صورتي التشيكية ومثيلتها المصرية جنباً إلى جنب، فظهرت سيدة الغناء العربي أم كلثوم ومثيلتها التشيكية سونيا تشيرفينا وهي مغنية أوبرا وميتزوسوبرانو، احتلت مكانة مرموقة بأشهر العروض التي قدمتها في العالم، وعرض بورتريه لفاتن حمامة وبجوارها صورة الممثلة التشيكية أني أوندرا كوفا، التي تربعت على عرش الشاشة التشيكية والألمانية والنمساوية واكتسبت شهرة عالمية بعد فيلمين لها مع المخرج ألفريد هيتشكوك، وظهرت هدى شعراوي التي قادت حركة تحرير المرأة في مصر خلال القرن الـ19 وفي مقابلها فرانشيسكا بلامينوكوفا وهي سياسية وصحافية ومنظمة للحركة النسائية التشيكية في الفترة نفسها، والفنانة التشكيلية جاذبية سري في مقابل تويين الفنانة التشكيلية ومصممة الغرافيك في الفترة ما بين الحربين العالميتين، وتضمن المعرض شخصيات معاصرة أيضاً؛ من بينهن المخرجة ساندرا نشأت ونظيرتها فيرا خيتيلوفا، وبطلة التايكوندو هداية ملاك في مقابل إيسترليديشكا، والناشطة الحقوقية هبة السويدي مع إليس ماساريكوفا، ضمن 24 شخصية مؤثرة ضمها المعرض.
وأكدت تريزا سيفاسكوفا، مسؤولة النشاط الثقافي بسفارة التشيك، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنهم كان عليهم البحث عن مصريات ملهمات عشن الفترة نفسها، وحققن إنجازاً مماثلاً للبطلات التشيكيات، وقد ساعدنا في ذلك شركاء مصريون، في محاولة لرصد التشابه الزمني والإنجاز النوعي سواء في السياسة أو الفن أو الرياضة أو المجالات الاجتماعية.



«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
TT

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة»، ووصل الأمر إلى تقدم نائبة مصرية ببيان عاجل، طالبت خلاله بوقف عرض المسلسل.

وأثار العمل منذ بداية بثه على قنوات «ON» جدلاً واسعاً؛ بسبب تناوله قضايا اجتماعية عدّها مراقبون ومتابعون «شائكة»، مثل الخيانة الزوجية، والعلاقات العائلية المشوهة، وطالت التعليقات السلبية صناع العمل وأداء بطلاته.

وقالت النائبة مي رشدي، في البيان العاجل: «إن الدراما تعدّ إحدى أدوات القوة الناعمة في العصر الحديث، لما لها من دور كبير ومؤثر في رسم الصورة الذهنية للمجتمعات والشعوب سلباً أو إيجاباً لسرعة انتشارها، وهي انعكاس ومرآة للمجتمع».

وأضافت: «هناك عمل درامي (وتر حساس) يُعرَض هذه الأيام على شاشات القنوات التلفزيونية، يحتاج من المهمومين بالمجتمع المصري إلى تدخل عاجل بمنع عرض باقي حلقات هذا المسلسل؛ لما يتضمّنه من أحداث تسيء للمجتمع المصري بأسره؛ فهو حافل بالعلاقات غير المشروعة والأفكار غير السوية، ويخالف عاداتنا وتقاليدنا بوصفنا مجتمعاً شرقياً له قيمه الدينية».

وتدور أحداث المسلسل، المكون من 45 حلقة، حول 3 صديقات هن «كاميليا» إنجي المقدم، وابنة خالتها «سلمى» صبا مبارك، و«رغدة» هيدي كرم، وتقوم الأخيرة بإرسال صورة إلى كاميليا يظهر فيها زوجها «رشيد»، محمد علاء، وهو برفقة مجموعة فتيات في إحدى السهرات، في حين كانت «كاميليا» تشك في زوجها في ظل فتور العلاقة بينهما في الفترة الأخيرة.

صبا مبارك ومحمد علاء في مشهد من المسلسل (قناة ON)

بينما تغضب «سلمى» من تصرف «رغدة» وتؤكد أنها ستكون سبباً في «خراب بيت صديقتهما»، وعند مواجهة كاميليا لزوجها بالصورة ينكر خيانته لها، ويؤكد لها أنها سهرة عادية بين الأصدقاء.

وتتصاعد الأحداث حين يعترف رشيد بحبه لسلمى، ابنة خالة زوجته وصديقتها، وتتوالى الأحداث، ويتبدل موقف سلمى إلى النقيض، فتبلغه بحبها، وتوافق على الزواج منه؛ وذلك بعد أن تكتشف أن كاميليا كانت سبباً في تدبير مؤامرة ضدها في الماضي تسببت في موت زوجها الأول، الذي تزوجت بعده شخصاً مدمناً يدعى «علي»، وأنجبت منه ابنتها «غالية».

وتعرف كاميليا بزواج سلمى ورشيد، وتخوض الصديقتان حرباً شرسة للفوز به، بينما يتضح أن الزوج الثاني لسلمى لا يزال على قيد الحياة، لكنه كان قد سافر للخارج للعلاج من الإدمان، ويعود للمطالبة بابنته وأمواله.

ويتعمّق المسلسل، الذي يشارك في بطولته لطيفة فهمي، ومحمد على رزق، وأحمد طارق نور، ولبنى ونس، وتميم عبده، وإخراج وائل فرج، في خبايا النفس الإنسانية، وينتقل بالمشاهدين إلى قضايا اجتماعية مثل فكرة الانتقام، والتفريط في الشرف، وتدهور العلاقات بين الأقارب، وصراع امرأتين على رجل واحد.

وتعليقاً على التحرك البرلماني ضد المسلسل، عدّ الناقد المصري محمد كمال أن «الأمر لا يستدعي هذه الدرجة من التصعيد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن العمل بالفعل مليء بالعلاقات المشوهة، التي لا تقتصر على الخيانة الزوجية، وإنما تمتد إلى خيانة علاقة الأقارب والأصدقاء فيما بينهم؛ فيظهر معظم أبطال العمل غير أسوياء، فالشخصية الرئيسة الثالثة في العمل (رغدة) تخون أيضاً صديقتيها سلمى وكاميليا، وكل ما تسعى وراءه هو جني المال، والإساءة إليهما!».

ويتابع كمال: «فاجأتنا الأحداث كذلك بأن طليق سلمى، ووالد ابنتها كان ولا يزال مدمناً، وكان قد عقد اتفاقاً معها في الماضي بتزوير أوراق تفيد بوفاته؛ كي يثير شفقة والده، ويكتب ثروته بالكامل لابنته غالية، ويسافر هو للعلاج، مع وعدٍ بأنه لن يرجع، وهو جانب آخر من الأفعال المنحرفة».

كاميليا وسلمى... الخيانة داخل العائلة الواحدة (قناة ON)

ويتابع: «وهكذا كل شخوص المسلسل باستثناءات قليلة للغاية، فهناك مَن اغتصب، وسرق، وخان، وقتل، وانتحر، لكن على الرغم من ذلك فإني أرفض فكرة وقف عمل درامي؛ لأن المجتمعات كلها بها نماذج مشوهة، والمجتمع المصري أكبر مِن أن يمسه أي عمل فني، كما أن الجمهور بات على وعي بأن ما يراه عملٌ من خيال المؤلف».

ويرى مؤلف العمل أمين جمال أن «المسلسل انعكاس للواقع»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن قضية احتدام الصراع أصبحت سمة غالبة على علاقات البشر عموماً، وموجودة في العالم كله، ولا يمكن أن تنفصل الدراما عن الواقع».

وتابع: «المسلسل يأتي في إطار درامي اجتماعي مشوق، لذلك نجح في أن يجتذب الجمهور، الذي ينتظر بعد عرض كل حلقة، الحلقة الجديدة في شغف، ويظهر ذلك في تعليقات المشاهدين على (السوشيال ميديا)».

وأشار إلى أنه «بالإضافة لتقديم الدراما المشوقة، في الوقت نفسه أحرص على تقديم رسائل مهمة بين السطور، مثل عدم الانخداع بالمظهر الخارجي للعلاقات؛ فقد تكون في واقع الأمر علاقات زائفة، على الرغم من بريقها، مثل تلك العلاقات التي تجمع بين أفراد العائلة في المسلسل، أو العلاقة بين الصديقات».

من جهتها، هاجمت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله المسلسل، وتساءلت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا هذا الحشد لذلك الكم الكبير من الخيانات بين الأزواج والأصدقاء والأقارب؟»، وقالت: «لست ضد أن تعرض الدراما أي موضوع أو قضية من قضايا المجتمع، على أن تقدم معالجة فنية بها قدر من التوازن بين الأبعاد المختلفة، لا أن تقتصر على جانب واحد فقط».

وعن القول إن العمل يقدم الواقع، تساءلت ماجدة: «هل هذا هو الواقع بالفعل؟ أم أن الواقع مليء بأشياء كثيرة بخلاف الخيانات وانهيار العلاقات بين الناس، التي تستحق مناقشتها في أعمالنا الدرامية، فلماذا يختار العمل تقديم زاوية واحدة فقط من الواقع؟».

وعدّت «التركيز على التشوهات في هذا العمل مزعجاً للغاية، وجعل منه مسلسلاً مظلماً».