الدنمارك تدشن في بحر الشمال أول «مقبرة» لثاني أكسيد الكربون

صورة التُقطت في أبريل (نيسان) 2022 لموقع إنشاء مطمر ثاني أكسيد الكربون في النرويج جارة الدنمارك (أ.ف,ب)
صورة التُقطت في أبريل (نيسان) 2022 لموقع إنشاء مطمر ثاني أكسيد الكربون في النرويج جارة الدنمارك (أ.ف,ب)
TT

الدنمارك تدشن في بحر الشمال أول «مقبرة» لثاني أكسيد الكربون

صورة التُقطت في أبريل (نيسان) 2022 لموقع إنشاء مطمر ثاني أكسيد الكربون في النرويج جارة الدنمارك (أ.ف,ب)
صورة التُقطت في أبريل (نيسان) 2022 لموقع إنشاء مطمر ثاني أكسيد الكربون في النرويج جارة الدنمارك (أ.ف,ب)

تدشن الدنمارك، اليوم الأربعاء، موقعاً هو الأول في العالم لتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون الآتي من دول أخرى على عمق 1800 متر تحت بحر الشمال، وهو يشكل أداة ضرورية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأقيمت هذه «المقبرة» لثاني أكسيد الكربون في حقل سابق للنفط ساهم في الانبعاثات، بقيادة المجموعة الألمانية العملاقة للكيمياء «إينيوس» وشركة الطاقة الألمانية «فينترشال ديا».
وسيسمح الموقع بتخزين كمية تصل إلى ثمانية ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا بحلول 2030. وتعادل هذه الكمية 1,5 في المائة من انبعاثات فرنسا من الغاز على سبيل المثال.
ويدشن ولي العهد الدنماركي الأمير فريديريك مشروع «غرينساند» في مرحلته التجريبية في إسبيرغ (جنوب غرب).
وما زالت مشاريع جمع هذه الغازات التي تعد المسؤولة الرئيسية عن الاحتباس الحراري، وحبسها، في بداياتها ومكلفة جدا. وهناك أكثر من 200 مشروع في العالم من هذا النوع تم تشغيلها أو يجري تطويرها حاليا.
ويتميز مشروع «غرينساند» عن المواقع الموجودة حاليا قرب منشآت صناعية لحبس الغاز، بأنه يسمح بجلب الغازات من أماكن بعيدة عبر نقله بحراً إلى منصة «نيني ويست» على تخوم المياه النرويجية، إلى خزان يقع على عمق 1,8 كيلومتر.
وتقول السلطات الدنماركية التي تريد تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2045، إنه «أداة لا غنى عنها» في سياستها المناخية.
وقال وزير المناخ والبيئة الدنماركي لارس آغارد لوكالة الصحافة الفرنسية إن «باطن الأرض يحتوي على إمكانات تخزين أكبر بكثير من انبعاثاتنا لذلك نحن قادرون على تخزين الكربون الآتي من البلدان الأخرى».
وبحر الشمال منطقة مناسبة لحبس الغازات لأنه يحوي عددا من خطوط أنابيب الغاز والخزانات الجيولوجية التي أصبحت فارغة بعد عقود من استغلال النفط والغاز.
وقال مورتن يبيسين مدير مركز التقنيات البحرية في الجامعة التكنولوجية الدنماركية إن «حقول النفط والغاز التي نضبت تتميز بعدد من النقاط»، مشيرا إلى أنها «موثقة بشكل جيد وهناك عملياً بنية تحتية يمكن إعادة استخدامها على الأرجح».


مقالات ذات صلة

دودة تأكل البلاستيك... اكتشاف لتقليل التلوث بسرعة وكفاءة

يوميات الشرق صورة نشرها العلماء للدودة الجديدة المكتشَفة

دودة تأكل البلاستيك... اكتشاف لتقليل التلوث بسرعة وكفاءة

اكتشف عدد من العلماء دودة آكلة للبلاستيك  في كينيا، قالوا إنها يمكن أن تُحدث ثورة في تقليل التلوث بسرعة وكفاءة.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
آسيا أشخاص يقودون سياراتهم وسط ضباب دخاني كثيف في لاهور بباكستان... 11 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة تحذّر من ضباب دخاني سام في باكستان يعرض الأطفال للخطر

حذرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة، اليوم الاثنين، من أن صحة 11 مليون طفل في إقليم البنجاب بشرق باكستان معرضة للخطر بسبب تلوث الهواء.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد جناح وزارة الطاقة في «كوب 29» المنعقد حالياً في باكو (الشرق الأوسط)

«الطاقة» السعودية تبرز جهود الرياض في «كوب 29» بأذربيجان

تشارك وزارة الطاقة السعودية في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 29».

«الشرق الأوسط» (باكو)
تكنولوجيا أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)

دراسة: الذكاء الاصطناعي يخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة

قالت دراسة علمية جديدة، إن أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (بكين)
بيئة تتصدر نيودلهي والمنطقة الحضرية المحيطة بها باستمرار التصنيف العالمي لتلوث الهواء في الشتاء (إ.ب.أ)

نيودلهي تعتزم استخدام مسيّرات لمكافحة الضباب الدخاني

أعلنت العاصمة الهندية عن خطط لإطلاق مسيّرات خاصة لإزالة الضباب الدخاني الذي يلوث أجواءها، ما أثار سخرية خبراء عدّوها حلاً مؤقتاً جديداً لأزمة صحة عامة.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

كوريا الشمالية تصادق على معاهدة دفاعية مع روسيا

بوتين وكيم خلال لقائهما في روسيا العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
بوتين وكيم خلال لقائهما في روسيا العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

كوريا الشمالية تصادق على معاهدة دفاعية مع روسيا

بوتين وكيم خلال لقائهما في روسيا العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
بوتين وكيم خلال لقائهما في روسيا العام الماضي (أرشيفية - رويترز)

صادقت كوريا الشمالية على معاهدة دفاع مشترك مع روسيا، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم (الثلاثاء)، ما يؤكد عمق التعاون الأمني بين البلدين في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويضفي هذا الاتفاق طابعاً رسمياً على أشهر من توطيد الروابط العسكرية بين البلدين اللذين كانا حليفين طوال الحرب الباردة.

واتهمت سيول وحليفتها الولايات المتحدة، كوريا الشمالية المسلحة نووياً، بإرسال آلاف الجنود إلى روسيا تم حشدهم على الحدود قرب كورسك، وفقاً للتقارير.

وأوردت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن المعاهدة تمت «المصادقة عليها بمرسوم» أصدره الزعيم كيم جونغ أون، مشيرة إليه بمنصبه الرسمي بصفته «رئيساً لشؤون الدولة لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية».

ويأتي الإعلان بعدما صوّت المشرعون الروس بالإجماع الأسبوع الماضي، على إقرار المعاهدة التي وقعها الرئيس فلاديمير بوتين لاحقاً.

وقالت وكالة الأنباء المركزية إن «المعاهدة ستدخل حيز التنفيذ بدءاً من اليوم الذي يتبادل فيه الجانبان وثائق المصادقة».

وأصبحت كوريا الشمالية إحدى أبرز الدول الداعمة للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

ويتهم الغرب بيونغ يانغ بتزويد موسكو قذائف مدفعية وصواريخ لاستخدامها في أوكرانيا، لكن هذا الدعم تصاعد في الأسابيع الأخيرة مع ورود تقارير تفيد بوصول آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى روسيا للمشاركة في القتال.

ووقع بوتين وكيم معاهدة الشراكة الاستراتيجية في يونيو (حزيران)، خلال زيارة الرئيس الروسي لبيونغ يانغ. ويلزم هذا الاتفاق الدولتين بتقديم المساعدة العسكرية «دون تأخير» للطرف الآخر، في حال تعرضه لهجوم، إضافة إلى التعاون دولياً في وجه العقوبات الغربية.

وأشاد بوتين بالاتفاق في يونيو، ووصف الوثيقة بأنها تمثل «اختراقاً».

مزيد من الجنود

وقال المحلل في المعهد الكوري للوحدة الوطنية هونغ مين: «مع المصادقة الثنائية، ستطالب بيونغ يانغ وموسكو بشرعية الانتشار العسكري لكوريا الشمالية في روسيا، بذريعة أن هذا الإجراء مبرر بموجب المعاهدة التي تمت المصادقة عليها بين البلدين».

وأضاف: «رغم أن المعاهدة لا تتخطى قرارات الأمم المتحدة التي تحظر تعاوناً مماثلاً، سيؤكد (الرئيسان) شرعيتها على أساس اتفاقهما».

وأوضح «هذا يثير احتمال نشر مزيد من الجنود الكوريين الشماليين في روسيا بالمستقبل».

وكانت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي، زارت موسكو أخيراً، وصرحت بأن بلادها «ستقف بحزم إلى جانب رفاقنا الروس حتى يوم النصر».

ووصفت هجوم موسكو على أوكرانيا بأنه «صراع مقدس»، قائلة إن بيونغ يانغ تؤمن بـ«القيادة الحكيمة» لبوتين.

واستندت كوريا الجنوبية وأوكرانيا والغرب إلى تقارير استخباراتية تفيد بأن كوريا الشمالية نشرت نحو 10 آلاف جندي في روسيا للمشاركة بالقتال ضد أوكرانيا.

وعندما سئل بوتين عن هذه القوات الشهر الماضي، لم ينكر الأمر؛ بل حرف الإجابة لانتقاد دعم الغرب لأوكرانيا.

ويخشى الغرب أن تقدم روسيا لكوريا الشمالية دعماً تكنولوجيّاً يعزز برنامجها النووي مقابل هذا الدعم.

وأجرت الدولة المعزولة أخيراً اختبارات عسكرية شملت تجربة لصاروخ باليستي عابر للقارات جديد يعمل بالوقود الصلب.