واشنطن تتهم الأسد بـ«جرائم ضد الإنسانية»

عقوبات على ضابط مخابرات متهم بـ«مجزرة التضامن»

مجزرة حي التضامن (مواقع التواصل)
مجزرة حي التضامن (مواقع التواصل)
TT

واشنطن تتهم الأسد بـ«جرائم ضد الإنسانية»

مجزرة حي التضامن (مواقع التواصل)
مجزرة حي التضامن (مواقع التواصل)

اتهمت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاثنين، نظام الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب «فظائع لا حصر لها»؛ منها ما يرقى إلى «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، معلنة عقوبات على ضابط صف في المخابرات العسكرية السورية لتورطه في «مجزرة التضامن» التي قتل فيها العشرات قبل 10 سنين.
وينظر إلى هذا التصنيف الأميركي على أنه محاولة لتبديد ما يشاع عن استعداد واشنطن لتقبل عملية التطبيع مع نظام الأسد بعد الزلزالين المدمرين في 6 فبراير (شباط) الماضي. كما أن توجيه الاتهام بارتكاب «جرائم حرب» و«جرائم ضد الإنسانية»، يعكس إصراراً من إدارة بايدن على عملية محاسبة لها أبعاد قانونية طويلة الأجل.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، بأنه بينما تقدم الولايات المتحدة والعالم مساعدات للشعب السوري في أعقاب زلزال الشهر الماضي «نتذكر أن معاناته الإنسانية سبقت هذه الكارثة الطبيعية بوقت طويل»، مضيفة أن هذا الشهر يصادف الذكرى السنوية الـ12 للحرب التي «ارتكب خلالها نظام الأسد فظائع لا حصر لها؛ بعضها يرقى إلى (جرائم الحرب) و(الجرائم ضد الإنسانية)». وأشارت إلى أن «إحدى هذه الفظائع مجزرة ارتكبت» في حي «التضامن» الدمشقي، حيث قتل ضابط المخابرات العسكرية، أمجد يوسف، في 16 أبريل (نيسان) 2013 «من لا يقلون عن 41 من المدنيين العزل»، موضحة أن هناك «أدلة» تتمثل في أشرطة فيديو لعملية القتل «التي نُفذت بطريقة باردة ومنهجية»، وجرى تشاركها «للمرة الأولى علناً عام 2022 بعد تحقيق طويل وشامل أجراه باحثون مستقلون».
وقالت إن الولايات المتحدة تتخذ «إجراءات لتعزيز المساءلة عن هذه الفظائع»، معلنة فرض عقوبات على الضابط أمجد يوسف بموجب «قانون التصنيف» لدى وزارة الخارجية الأميركية لعام 2023 بسبب «تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان»، بما في ذلك «القتل خارج نطاق القضاء». وأوضحت أنه نتيجة لهذا الإجراء، فإن يوسف وزوجته عنان وسوف وأفراد أسرتيهما المباشرين غير مؤهلين لدخول الولايات المتحدة.
وكررت أن الولايات المتحدة «تتذكر وتكرم الضحايا والناجين من مذبحة (التضامن) وضحايا كثير من عمليات القتل الجماعي الأخرى التي نفذها نظام الأسد». وأضافت أن لقطات هذه المجزرة مع استمرار القتل والانتهاكات التي يتعرض لها السوريون «تذكير واقعي بأسباب عدم تطبيع العلاقات مع نظام الأسد في ظل غياب التقدم المستمر نحو حل سياسي». وطالبت حكومة الأسد بـ«وقف جميع انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان؛ بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، عمليات القتل خارج نطاق القضاء، والاحتجاز التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب». وأكدت أنها ستواصل دعم الجهود التي يقودها السوريون والدوليون «لضمان وجود عواقب لانتهاكات حقوق الإنسان» في سوريا، مشددة على استمرار الدعم الأميركي للسوريين الذين «يواصلون المخاطرة بحياتهم لمحاسبة نظام الأسد». وأعلنت «متابعة كل إجراء لإيجاد العدالة للضحايا والناجين من الفظائع، ولتعزيز مساءلة المسؤولين؛ بما في ذلك نظام الأسد وحلفاؤه».


مقالات ذات صلة

«اجتماع عمّان» لوضع خريطة للحل في سوريا

المشرق العربي «اجتماع عمّان» لوضع خريطة للحل في سوريا

«اجتماع عمّان» لوضع خريطة للحل في سوريا

اتفق الاجتماع الوزاري العربي، الذي التأم في العاصمة الأردنية عمّان أمس، على تشكيل فريق من الخبراء من جميع الدول المشاركة، لوضع خريطة طريق باتجاه التوصل إلى حل في سوريا. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال مؤتمر صحافي، بعد الاجتماع الذي شارك فيه وزراء خارجية السعودية ومصر والعراق والأردن وسوريا، إن الاجتماع أطلق مساراً سياسياً جديداً محدد الأجندة، يسهم في حل الأزمة، وهو بداية للقاءات ستتابع للوصول إلى حل للأزمة السورية، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، ويعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية.

المشرق العربي عقوبات أوروبية على كيانات سورية

عقوبات أوروبية على كيانات سورية

أعلن الاتحاد الأوروبي، الاثنين، فرض حزمة عقوبات جديدة ضد أفراد ومنظمات على صلة بالنظام السوري. وذكر «الاتحاد»، في بيان نشرته الحكومة الهولندية، أن حزمة العقوبات تشمل مسؤولين من النظام السوري متورطين في تهريب المخدرات على نطاق واسع، وعقوبات ضد مسؤولين عن «قمع الشعب وانتهاك حقوق الإنسان»، وعقوبات تتعلق بصفقات اقتصادية مع روسيا يعدّها الاتحاد «مضرة» بالشعب السوري. وقرر «مجلس الاتحاد» إدراج 25 فرداً و8 كيانات في إطار الإجراءات التقييدية للاتحاد الأوروبي في ضوء الوضع في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي المبعدون من لبنان... تنتظرهم حواجز النظام

المبعدون من لبنان... تنتظرهم حواجز النظام

يتربص بالباحثين السوريين عن ملاذ آمن هرباً من الأوضاع الكارثية داخل سوريا، مهربون يتقاضون مبالغ مادية لتهريب من يريد إلى لبنان، ووفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن العشرات من السوريين الذين دخلوا لبنان خلسة، تم ترحيلهم من قبل السلطات اللبنانية خلال الأيام والأسابيع القليلة الفائتة. وحسب «المرصد»، فإن أجهزة النظام الأمنية وحواجزه على الحدود السورية - اللبنانية، اعتقلت أكثر من 39 شخصاً من الذين جرى ترحيلهم من الأراضي اللبنانية منذ مطلع شهر أبريل (نيسان) الحالي، بذرائع كثيرة، غالبيتها لتحصيل إتاوات مالية بغية الإفراج عنهم. وقبل أيام معدودة، اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، شابين يتح

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي سوريا: مليون دولار وأسلحة في «مزرعة البغدادي» بالرقة

سوريا: مليون دولار وأسلحة في «مزرعة البغدادي» بالرقة

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن وحدة مشتركة من «قوات سوريا الديمقراطية» والقوات الأميركية، عثرت على أموال وذهب خلال الأيام الفائتة، في مزرعة واقعة بمنطقة «كسرة فرج» في أطراف الرقة الجنوبية، وتعرف باسم «مزرعة البغدادي»، وذلك لأن أبو بكر البغدادي كان يمكث فيها إبان قيادته تنظيم «داعش» الإرهابي على المنطقة. ووفقاً للمرصد، فإن المداهمة جاءت بعد معلومات للأميركيين و«قسد» بوجود مخبأ سري، حيث عُثر عليه بالفعل وبداخله 3 غرف مموهة بشكل دقيق، وفيها 4 براميل مملوءة بكميات كبيرة من الذهب وأموال تقدر بنحو مليون دولار أميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي الكويت تنفي تقارير حول زيارة مزمعة لوزير خارجيتها إلى سوريا

الكويت تنفي تقارير حول زيارة مزمعة لوزير خارجيتها إلى سوريا

نفت وزارة الخارجية الكويتية، اليوم (الثلاثاء)، تقارير إعلامية عن اعتزام الوزير سالم عبد الله الجابر الصباح زيارة سوريا الخميس المقبل، حسبما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي». وأكدت الوزارة في بيان «عدم صحة ما تم تداوله من قبل صحف محلية ووكالات» عن القيام بهذه الزيارة، وشددت على «ضرورة تحري الدقة وأخذ المعلومة من مصادرها الرسمية والموثوقة». وكانت صحيفة «القبس» الكويتية قد نقلت في وقت سابق اليوم عن مصدر حكومي لم تسمه، القول إن وزير الخارجية الكويتي سيقوم بزيارة رسمية لسوريا يوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

«حزب الله» يناور رئاسياً ويدعو إلى «حوار دون شروط»

«حزب الله» يناور رئاسياً ويدعو إلى «حوار دون شروط»
TT

«حزب الله» يناور رئاسياً ويدعو إلى «حوار دون شروط»

«حزب الله» يناور رئاسياً ويدعو إلى «حوار دون شروط»

يتعاطى «حزب الله» في مقاربته أزمة الرئاسة اللبنانية بأسلوب المناورة الذي يتراوح بين التهديد حيناً والدعوة للحوار حيناً آخر، وهو ما يعبّر عنه نوابه ومسؤولوه في التصريحات التي يتحدثون خلالها عن هذا الاستحقاق الذي دخل مرحلة جديدة ودقيقة بعد إعلان المعارضة دعمها ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.

وبعد تبدّل المشهد السياسي وإعلان المعارضة عن التوافق على مرشّحها، ظهر الإرباك في صفوف «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل»)، وهو ما عكسته المواقف الأخيرة لمسؤولي الحزب؛ إذ دعا كل من نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، وعضو المجلس المركزي الشيخ نبيل قاووق، إلى «الحوار غير المشروط»، رافضين القول إنهم يفرضون مرشّحهم على اللبنانيين. ودعا قاسم إلى «الحوار من دون شروط من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، وللجلوس في جلسة حوار دون تحفّظ على أيّ فريق أو قوة في لبنان بغية مناقشة كل الخيارات علّناً... نستطيع التوصّل إلى نتيجة».

وأقر قاسم بأنه «لا قدرة لأيّ فريق اليوم لفرض مرشّحه بهذا الأسلوب»، مضيفاً: «لا تخافوا من الحوار؛ لأنه في نهاية المطاف سوف تختارون ما تريدون وما تقتنعون، وسوف نختار ما نريد وما نقتنع».

وأمس؛ قال قاووق إن «(حزب الله) لم يفرض رئيساً على أحد، ولا يرضى بأن يُفرض عليه أحد»، وأضاف أن «(حزب الله) لا يبحث عن حصص في الوزارات والإدارات؛ وإنما يريد رئيساً يكون عنواناً للتوافق الوطني يقود سفينة الخلاص بمؤازرة الجميع».

ورد مسؤول الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية»، شارل جبور، على مواقف «حزب الله»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «توزيع أدوار بين مسؤولي الحزب، ويهدف إلى محاولة الضغط لإيصال مرشحهم، وهو ما بات أمراً مستحيلاً»، مشيراً إلى «إرباك الحزب نتيجة اتفاق المعارضة على مرشح واحد».


بملايين الوثائق الرقمية... «أرشيف مركزي» لجرائم «داعش» في العراق

هناك وفرة في الأدلة على جرائم «داعش» في العراق
هناك وفرة في الأدلة على جرائم «داعش» في العراق
TT

بملايين الوثائق الرقمية... «أرشيف مركزي» لجرائم «داعش» في العراق

هناك وفرة في الأدلة على جرائم «داعش» في العراق
هناك وفرة في الأدلة على جرائم «داعش» في العراق

سيُطلَق «أرشيف مركزي» يضم ملايين الوثائق الرقمية ويشكّل «دليلاً» على الجرائم التي ارتكبها تنظيم «داعش» في العراق «خلال الأيام المقبلة»، على ما أفاد به كبير محققي الأمم المتحدة المكلف الملف، اليوم (الأربعاء).

وقال كريستيان ريتشر المستشار الخاص لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب «داعش» (يونيتاد): «مرت 5 سنوات منذ بدأ (يونيتاد) عمله الميداني في العراق، ومن الواضح أن نجاح (يونيتاد) لن يكون ممكناً إلا بالعمل جنباً إلى جنب مع السلطات العراقية».

وبالنسبة إلى هذا المدعي العام الألماني السابق، فإن النجاح في ذلك يعني أن مرتكبي هذه الجرائم «ستتم مساءلتهم على أساس الأدلة أمام محاكم مختصة».

وأضاف: «يمكنني أن أؤكد لكم أن هناك وفرة في الأدلة على جرائم تنظيم (داعش) في العراق».

وشدّد ريتشر على أن «التعاون مع السلطات العراقية أمر جوهري لنجاح عمل الفريق، الذي يأتي من خلال السعي لتعزيز المساءلة عن الجرائم الدولية المرتكبة من جانب تنظيم (داعش) عبر محاكمات مبنية على الأدلة في محاكم مختصة».

وتابع: «ينبغي توفير 3 ركائز لضمان تحقيق هذا النجاح، وهي: المحاكم المختصة، الأدلة الموثوقة والمقبولة أمام المحاكم، والإطار القانوني المناسب»، وذلك بحسب ما ورد على موقع «يونيتاد».

وأوضح الموقع نقلاً عن ريتشر: «يتضمن التعاون مع القضاء العراقي بناء قدرات القضاة العراقيين، والعمل المستمر والمشترك في بناء موجزات القضايا بالإضافة لمشروع الرقمنة الضخم الذي أنجز، حتى اليوم، رقمنة 8 ملايين صفحة من المستندات المتعلقة بتنظيم (داعش)، الموجودة بحوزة السلطات العراقية، بما فيها السلطات في إقليم كردستان».

وأشار ريتشر إلى أن «الخطوة المقبلة إنشاء أرشيف مركزي؛ صندوق موحد لكل الأدلة الرقمية ضد تنظيم (داعش)»، موضحاً أنه بعد اتفاق مع السلطات العراقية، سيطلق هذا الأرشيف «في الأيام المقبلة» داخل «المجلس الأعلى للقضاء».

وقال: «في المستقبل، سيؤدي هذا الصندوق دوراً رئيسياً في دعم محاكمة أفراد تنظيم (داعش) الذين ارتكبوا جرائم دولية في العراق».


لمّ شمل 6 إيزيديات محررات من قبضة «داعش» مع عائلاتهن في شمال العراق

مجموعة من الإيزيديين خلال فرارهم من تنظيم «داعش» عام 2014 (أرشيفية - رويترز)
مجموعة من الإيزيديين خلال فرارهم من تنظيم «داعش» عام 2014 (أرشيفية - رويترز)
TT

لمّ شمل 6 إيزيديات محررات من قبضة «داعش» مع عائلاتهن في شمال العراق

مجموعة من الإيزيديين خلال فرارهم من تنظيم «داعش» عام 2014 (أرشيفية - رويترز)
مجموعة من الإيزيديين خلال فرارهم من تنظيم «داعش» عام 2014 (أرشيفية - رويترز)

أعيدت ستّ نساء إيزيديات إلى عائلاتهنّ، اليوم (الأربعاء)، في شمال العراق، بعد 4 أيام من إعلان الناشطة الإيزيدية ناديا مراد عن إنقاذهن من قبضة تنظيم «داعش» الذي خطفهن في عام 2014.

في أغسطس (آب) 2014، اجتاح التنظيم جبل سنجار في شمال العراق، حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية الناطقة بالكردية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين عامي 2014 و2017. وقتل مقاتلو التنظيم آلافاً من أفراد هذه الأقلية وسبوا نساءها وجنّدوا أطفالها.

وأعلنت الناشطة الإيزيدية ناديا مراد، الحائزة على جائزة نوبل للسلام في عام 2018، في بيان السبت نشر على الموقع الإلكتروني لمنظمتها «مبادرة ناديا»، أنه «بعد أسابيع من التحقيق، يسعدني الإعلان عن أننا أنقذنا ست نساء إيزيديات إضافيات كنّ محتجزات لدى تنظيم (داعش)».

ووفق مراد، فإنّ «النساء كنّ طفلات ومراهقات حينما اختطفن في عام 2014»، مضيفةً أنهنّ «أرسلن إلى سوريا من العراق» بعد خطفهنّ، و«جرى إنقاذهن صباح السبت». وأعربت مراد عن شكرها لـ«السلطات التركية التي لعبت دوراً كبيراً بإعادة هؤلاء النساء إلى برّ الأمان». وقالت إن «الأمر ما كان ممكناً لولا رئيس إقليم كردستان نجيرفان بارزاني».

في متنزه في مدينة دهوك ووسط الزغاريد والموسيقى والدموع، استقبلت الشابات، اليوم، بين عائلاتهنّ وأقاربهنّ في حفل أقيم لهذه المناسبة، كما شاهد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت إحدى الناجيات للوكالة، دون الكشف عن اسمها: «أنا سعيدة جداً بعائلتي، لم أرهم منذ تسع سنوات، لم أكن أتوقع أن يتحول الأمر إلى حقيقة».

وبحسب خيري بوزاني من مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين الحكومي في إقليم كردستان، فإن النساء نُقلن من تركيا إلى أربيل قبل أن يجري جمعهنّ مع عائلاتهنّ في دهوك اليوم.

وبحسب مدير مكتب إنقاذ المختطفين حسين قائيدي، فإن التنظيم خطف نحو 6417 إيزيدياً من سنجار. وجرى إنقاذ 3658 شخصاً من بين هؤلاء داخل العراق، ومن سوريا وتركيا المجاورتين.

لكن حتى اليوم، وبعد ست سنوات على إعلان العراق هزيمة التنظيم، لم يعد الكثير من الإيزيديين إلى سنجار بسبب الوضع الأمني فيها. ويعيش الآلاف منهم في مخيمات نزوح.


ماكرون يسمّي وزير الخارجية السابق إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان

وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان (أرشيفية-رويترز)
وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان (أرشيفية-رويترز)
TT

ماكرون يسمّي وزير الخارجية السابق إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان

وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان (أرشيفية-رويترز)
وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان (أرشيفية-رويترز)

سمَّى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية السابق جان - إيف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان، في محاولة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية في هذا البلد، حسبما أعلنت الرئاسة الفرنسية، اليوم (الأربعاء).

وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية طلب عدم الكشف عن اسمه إن لودريان، الذي شغل منصب وزير خارجية فرنسا لمدة 5 أعوام حتى 2022، سيُكلف بالمساعدة في إيجاد حل «توافقي وفعال» للأزمة اللبنانية التي تفاقمت، خصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) 2020.


مناورة «حزب الله» رئاسياً... «حوار غير مشروط» بعد التهديد والتحذير

الوزير السابق جهاد أزعور الذي اتفقت كتل المعارضة على دعمه للرئاسة (رويترز)
الوزير السابق جهاد أزعور الذي اتفقت كتل المعارضة على دعمه للرئاسة (رويترز)
TT

مناورة «حزب الله» رئاسياً... «حوار غير مشروط» بعد التهديد والتحذير

الوزير السابق جهاد أزعور الذي اتفقت كتل المعارضة على دعمه للرئاسة (رويترز)
الوزير السابق جهاد أزعور الذي اتفقت كتل المعارضة على دعمه للرئاسة (رويترز)

يتعاطى «حزب الله» في مقاربة الملف الرئاسي بأسلوب المناورة الذي يتراوح بين التهديد حيناً والدعوة للحوار حيناً آخر، وهو ما يعبّر عنه نوابه ومسؤولوه في التصريحات التي يتحدثون خلالها عن هذا الاستحقاق الذي دخل مرحلة جديدة ودقيقة بعد إعلان المعارضة دعمها ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.

وبعد التهديد والتحذير بالفوضى واستمرار الفراغ، ولا سيما خلال مرحلة تشتت المعارضة، عاد «حزب الله» إلى لغة الحوار والتوافق من دون أن تخلو هذه الدعوة من استباق للنتائج أو بالأحرى فرض خياراته على اللبنانيين، وهو ما لفت إليه أمس نائب أمين عام الحزب، نعيم قاسم بعدما سبق لرئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، أن قال صراحة «إذا لم يسارع بعض اللبنانيين إلى ما يُعرض عليهم الآن، فسيأتي الوقت الآتي وهم غير قادرين على أن يحصلوا على ما يعرض عليهم اليوم، وبالتالي على هؤلاء أن يستعجلوا اغتنام هذه الفرصة، فالتأخير ليس لمصلحتهم على الإطلاق».

وبعد تبدّل المشهد السياسي وإعلان المعارضة عن مرشّحها يظهر الإرباك الواضح في صفوف «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل)، وهو ما عكسته مواقف مسؤولي الحزب في الساعات الأخيرة. إذ دعا كل من قاسم وعضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق إلى «الحوار غير المشروط»، رافضين القول أنهم يفرضون مرشّحهم على اللبنانيين. ودعا قاسم إلى «الحوار من دون شروط من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، وللجلوس في جلسة حوار دون تحفّظ على أيّ فريق أو قوة في لبنان بغية مناقشة كل الخيارات التي تريدونها علّناً نستطيع التوصّل إلى نتيجة».

وأقرّ قاسم أنه «لا قدرة لأيّ فريق اليوم للفوز بالتحدي، وبفرض مرشّحه بهذا الأسلوب»، مضيفاً «لا تخافوا من الحوار؛ لأنه في نهاية المطاف سوف تختارون ما تريدون وما تقتنعون، وسوف نختار ما نريد وما نقتنع».

واليوم، قال قاووق «إن (حزب الله) لم يفرض رئيساً على أحد ولا يرضى بأن يُفرض عليه أحد»، ورأى أن «الحل هو بالحوار غير المشروط»، مشدداً على أن «(حزب الله) لا يبحث عن حصص في الوزارات والإدارات ‏وإنما يريد رئيساً يكون عنواناً للتوافق الوطني يقود سفينة الخلاص بمؤازرة الجميع».‏

هذه اللغة «الحوارية المشروطة» يرى فيها مسؤول الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» شارل جبور أنها «توزيع أدوار بين مسؤولي الحزب إنما تصبّ كلّها في خانة التناقضات واللعب على الألفاظ وتهدف إلى محاولة الضغط لإيصال مرشحهم، وهو ما بات أمراً مستحيلاً»، مشيراً في الوقت عينه إلى إرباك الحزب نتيجة اتفاق المعارضة على مرشح واحد.

ويقول جبور لـ«الشرق الأوسط»: «(حزب الله) يدعو إلى الحوار للاتفاق على مرشحه هو...»، مضيفاً «في هذا الاستحقاق منطق الحزب غير سوي وعاجز عن ترويج حججه بشكل منطقي، مرّة باعتبار مرشحه توافقياً وهو بالحقيقة يدعمه فقط (الثنائي الشيعي) من دون أي فريق آخر، ومرة برمي المسؤولية على عدم اتفاق المسيحيين وعندما اتفقوا لم يأخذ بخيارهم، في حين أنه يعتبر أن كل مرشح خصم غير جدي ومناورة سياسية...».

ويصف جبور تصريحات مسؤولي الحزب بـ«التناقضات البعيدة عن الواقع السياسي وميزان القوى المسيحي وميزان القوى الإقليمي»، متحدثاً عن «توزيع أدوار بين مسؤوليه الذين يدعون مرة إلى الحوار ومرة أخرى إلى التأكيد على إيصال مرشحه، وهو الموقف الأساس بالنسبة إليه رغم كل ما يقومون به من تلاعب على الألفاظ».

وأمام هذا الواقع، يعتبر جبور أن توحد المعارضة على مرشح واحد أدى إلى إرباك وإحراج «الثنائي الشيعي»، ولأن «هذا التقاطع أدى إلى إمكانية الوصول إلى النصف زائد واحد الذي يتطلبه فوز أي مرشح».

ولا تختلف وجهة نظر مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر، الذي يعتبر أن «حزب الله» مهما تبدّلت مصطلحاته لن يغيّر من طبيعته. ويتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن عقبتين اصطدم بهما، على المستويين الإقليمي والداخلي، موضحاً أنه لم تسر الأمور كما كان متوقعاً بتعويل الحزب على الدور الفرنسي، كما اصطدم باتفاق المعارضة على ترشيح أزعور وشبه الإجماع المسيحي عليه.


شواطئ لبنان متاحة للأغنياء والسياح فقط

مسبح صيدا الشعبي في جنوب لبنان من المسابح النادرة التي ما زال الدخول إليها متاحاً لغير الأغنياء (الشرق الأوسط)
مسبح صيدا الشعبي في جنوب لبنان من المسابح النادرة التي ما زال الدخول إليها متاحاً لغير الأغنياء (الشرق الأوسط)
TT

شواطئ لبنان متاحة للأغنياء والسياح فقط

مسبح صيدا الشعبي في جنوب لبنان من المسابح النادرة التي ما زال الدخول إليها متاحاً لغير الأغنياء (الشرق الأوسط)
مسبح صيدا الشعبي في جنوب لبنان من المسابح النادرة التي ما زال الدخول إليها متاحاً لغير الأغنياء (الشرق الأوسط)

لا يبدو أن ارتياد الشواطئ في لبنان هذا العام سيكون متاحاً لجميع اللبنانيين. «البحر للأغنياء فقط»، يقول بعض الموظفين، على خلفية ارتفاع أسعار تذاكر الدخول إلى المسابح والمنتجعات البحرية، بعد تسعيرها بالدولار الأميركي.

وبعدما كان البحر هو المنفذ الوحيد للبنانيين المقيمين في البلاد خلال فترة الصيف، ولا يمتلكون قدرة على السفر، أضحى هذا العام مع غلاء الأسعار صعب المنال، في ظل «الأسعار الخيالية» للدخول الى الشاطئ.

ويسأل ربيع وهو أب لعائلة: «هل نحن في مونت كارلو؟» ويسخر من تسعير تذاكر الدخول بالدولار. يقول: «البحر في لبنان ليس مستورداً، كما هو حال الملابس والسلع الغذائية وقطع السيارات، ومع ذلك، لا شواطئ مجانية إلا القليل وهي غير صالحة لدخول الأطفال إليها نتيجة التلوث أو غياب النظافة، هذا إلى جانب المياه والطعام على البحر التي بلغت أسعاراً تضاهي الدول الأجنبية».

وعادة ما كان يتذرع التجار بأن السلع مستوردة، عند تقصي أسباب التسعير بالدولار. لكن أصحاب المنتجعات يرون أن أسعار كل الخدمات باتت بالدولار، من منظفات المسابح إلى الكهرباء وإيجارات الموظفين، وهو سبب إضافي لرفع أسعار الدخول إلى المنتجعات البحرية. وباتت أسعار دخول عائلة من أربعة أفراد، تناهز مدخول عائلة تتقاضى الحد الأدنى للأجور، في ظل ندرة وجود شواطئ عمومية متاحة للجميع، إثر التعديات على الشواطئ.

ويربط سعد، وهو شاب يعمل في مجال الهندسة، واقع الأسعار في المنتجعات بغياب الرقابة. يقول: «نعيش في حارة كل مين إيدو إلو» باللهجة اللبنانية، وتعني أن الأمر متروك لتقديرات شخصية، فيما تعبر إليان عن غصّة لوجود تعرفة دخول إلى المنتجعات السياحية، قائلة: «هذا الأمر غير موجود في الدول الأجنبية والأماكن المعروفة كوجهة صيفية، بينما تتناسى المنتجعات السياحية في لبنان أن الشاطئ هو ملك لكل الشعب اللبناني».

وتشير إليان إلى أن «تعرفة الدخول إلى المنتجعات على الشاطئ والتي لا تقل عن 15و 20 دولاراً أيام الأسبوع، وتتراوح بين 40 و30 دولاراً في نهاية الأسبوع، تجعل من المستحيل ارتياد الشاطئ للمواطن العادي، الذي لا يزال يتقاضى راتبه بالليرة اللبنانية».

وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» على الشواطئ اللبنانية من الشمال إلى الجنوب، يتبين أن الأسعار تتراوح في بيروت بين 15 و40 دولاراً للفرد، أما المنتجعات الواقعة في الشمال، فتتراوح تعرفة الدخول إليها بين 10 دولارات و20 دولاراً. وتتراوح الأسعار في الجنوب بين 16 و40 دولاراً بين منتصف ونهاية الأسبوع.

أمام هذا الواقع، يقول محمد، وهو أب لعائلة صغيرة: «في عملية حسابية صغيرة ليوم واحد على الشاطئ مع ولدين وزوجتي، ستبلغ تكلفة الدخول فقط 120 دولاراً من دون طعام أو مشروب»، وسأل: «هل يمكن أن نرفض طلباً للأولاد إذا أرادوا تناول الغداء، في حين باتت أسعار كل المأكولات والمشروبات بالدولار؟».

ويبرر أصحاب المنتجعات تلك الأسعار، ويؤكد صاحب منتجع بحري أن الأسعار بالدولار «ليست مرتفعة إذا كان المنتجع مصنفاً خمسة نجوم، ذلك للخدمات التي يقدمها والنوعية الفاخرة من الطعام والتقديمات». ويضيف: «من هنا تتفاوت أسعار تعرفة الدخول إلى المسابح هذه السنة، وفقاً لعدّة نقاط أبرزها الخدمات التي يقدمها المنتجع أو المسبح، النظافة، الموقع، ومستوى المنتجع»، مضيفاً أن أسعار الكهرباء والمازوت والمياه «باتت بالدولار».

ولا ينفي أن التركيز في المنتجعات البحرية «على المغتربين أكثر من المقيمين، كما على المقتدرين مادياً من المقيمين والذين يتقاضون رواتبهم بالدولار».

ويترقب لبنان أعداداً كبيرة من الزائرين والسياح في الموسم الحالي، لتصل إلى 15 ألف زائر يومياً. ويؤكد رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان ورئيس المجلس الوطني للسياحة بيار الأشقر أن الإقبال من المغتربين اللبنانيين «سيكون كبيراً هذا الصيف ولا سيما المجموعات المتواجدة في الدول العربية والتي تبلغ أعدادها 450 ألف لبناني، وأفريقيا، التي يقيم فيها نحو 250 ألف لبناني، ومن قبرص وتركيا وفرنسا واليونان التي يبلغ عدد اللبنانيين فيها نحو 200 ألف شخص».

ويقول الأشقر إنه لا يمكن توقع الحجوزات في الفنادق والمقاهي والمنتجعات منذ الآن إلا أن نسبتها ستكون مرتفعة جداً مقارنة بالعام الماضي. ويتوقع أن تصل نسبة الإشغال إلى 100 في المائة.

وبالنسبة للسياح الأوربيين، يؤكد الأشقر وجود حجوزات كبيرة من الدول الأوروبية «طمعاً بالنشاطات التي تدخل ضمن إطار السياحة البيئية والرياضية في لبنان وطمعاً بشواطئ لبنان الجميلة أيضاً».

ويشير إلى أن «مجموعات كبيرة من المغتربين اللبنانيين في المكسيك وفنزويلا والبرازيل، حجزوا لزيارة لبنان هذا الصيف». وعن الأسعار يقول إن هناك أسعاراً لكل الميزانيات ولكل طبقات المجتمع، «فهناك الأسعار المرتفعة في المطاعم والفنادق، وهناك أيضاً الأسعار المقبولة»، فضلاً عن خيارات التطبيقات الرقمية لحجوزات الفنادق وبيوت الضيافة التي أصبحت رائجة راهناً.


إردوغان: تركيا ستعيد اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي

إردوغان متوسطاً أعضاء حكومته الجديدة (رويترز)
إردوغان متوسطاً أعضاء حكومته الجديدة (رويترز)
TT

إردوغان: تركيا ستعيد اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي

إردوغان متوسطاً أعضاء حكومته الجديدة (رويترز)
إردوغان متوسطاً أعضاء حكومته الجديدة (رويترز)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده ستعيد اللاجئين السوريين إلى بلادهم بشكل آمن وطوعي ومشرف. وقال: «سنشجع إخواننا الذين لجأوا إلى بلادنا فرارا من الحرب وهجمات التنظيمات الإرهابية على العودة الطوعية إلى وطنهم بأمان وبشكل مشرف».

وأضاف إردوغان، في تصريحات ليل الثلاثاء - الأربعاء عقب أول اجتماع لحكومته الجديدة: «مهما كانت الحال، أؤكد هذه النقطة، سنحل هذه القضية سلميا بما يليق بتاريخنا وثقافتنا وقيمنا الإيمانية».

وجاءت تصريحات إردوغان تأكيدا لتعهداته السابقة خلال حملته للانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة في تركيا بشأن إعادة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى مناطق آمنة أنشأتها تركيا في شمال سوريا، والتي تقوم بإنشاء قرى سكنية مزودة بالخدمات فيها لاستيعابهم في ظروف مناسبة للحياة والعمل.

وقال إردوغان: «سنساهم في إرساء السلام والاستقرار على نطاق عالمي من خلال الحفاظ على سياستنا الخارجية الريادية والإنسانية النشطة».

في السياق ذاته، أكد مسؤول الملف السوري بالخارجية التركية، السفير كورهان كاراكوتش، أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم ستتحقق في نهاية العملية السياسية في سوريا.

وقال كاراكوتش، الذي شارك في اجتماع هيئة التفاوض السورية في جنيف التي عقدت يومي السبت والأحد الماضيين، إن مشاركة تركيا في اجتماع هيئة التفاوض السورية جاء بعد تأكيد الدعم والتأييد لها في إطار السعي لدفع الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254، الذي يشكل أولوية بالنسبة لتركيا.

وأشار كاراكوتش إلى أن تركيا تؤكد ذلك في مختلف الاجتماعات المتعلقة بسوريا، بما فيها الاجتماعات الرباعية مع روسيا وسوريا وإيران بشأن التطبيع بين أنقرة ودمشق.

وصعد ملف اللاجئين السوريين في تركيا إلى قمة الأجندة السياسية في تركيا خلال فترة الانتخابات الشهر الماضي، خاصة مع تعهدات المعارضة بالعمل فورا على إعادة اللاجئين حال فوزها بالانتخابات.

ولا يتوقع أن تغير تركيا سياستها في الملف السوري بسبب التغييرات في الحكومة الجديدة التي شملت وزيري الخارجية والدفاع ورئيس المخابرات. وأكد المسؤولون الجدد أنهم سيواصلون العمل وفق المبادئ الراسخة لتركيا سواء فيما يتعلق بالسياسة الخارجية أو مكافحة الإرهاب وأمن الحدود.

ومن المتوقع أن يعقد خلال يونيو (حزيران) الحالي، اجتماع الآلية الرباعية لوضع خريطة طريق التطبيع بين تركيا وسوريا، المؤلفة من نواب وزراء الخارجية والدفاع، ومسؤولين من أجهزة الاستخبارات في البلدين إلى جانب روسيا وإيران، ضمن إطار أستانا.

على صعيد آخر، ألقت قوات حرس الحدود التركية القبض على أحد عناصر وحدات «حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الأربعاء، أثناء محاولته التسلل من سوريا إلى داخل تركيا.

وذكرت مصادر أمنية أن قوات الأمن في ولاية شانلي أورفا جنوب البلاد شددت تدابيرها على الحدود مع سوريا إثر تلقيها بلاغا عن سعي أحد العناصر «الإرهابية» التسلل إلى الأراضي التركية.

وأضافت المصادر أن «الفرق المعنية تمكنت من القبض على الإرهابي المنتمي إلى الوحدات الكردية في قضاء أكجا قلعة على الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا».


رومانوفسكي تناقض تقريراً أميركياً... وتؤكد دعم واشنطن لبغداد

سفيرة الولايات المتحدة في العراق ألينا إل رومانوفسكي لدى حضورها أخيراً مراسم تسليم قيادة «الناتو» في العراق (إ.ب.أ)
سفيرة الولايات المتحدة في العراق ألينا إل رومانوفسكي لدى حضورها أخيراً مراسم تسليم قيادة «الناتو» في العراق (إ.ب.أ)
TT

رومانوفسكي تناقض تقريراً أميركياً... وتؤكد دعم واشنطن لبغداد

سفيرة الولايات المتحدة في العراق ألينا إل رومانوفسكي لدى حضورها أخيراً مراسم تسليم قيادة «الناتو» في العراق (إ.ب.أ)
سفيرة الولايات المتحدة في العراق ألينا إل رومانوفسكي لدى حضورها أخيراً مراسم تسليم قيادة «الناتو» في العراق (إ.ب.أ)

بعد يوم واحد من نشر مجلة أميركية تقريراً رسم صورة قاتمة لمستقبل الوضع في العراق وما يتوقع حصوله في المستقبل، أعلنت السفيرة الأميركية في بغداد ألينا رومانوفسكي أن مسألة تغيير نظام الحكم في العراق تعود إلى العراقيين، مشيدة في الوقت نفسه بخطوات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على صعيد إصلاح الأوضاع العامة في بلاده.

وقالت رومانوفسكي في مقابلة مطولة أُجريت معها في بغداد إن «الحكومة العراقية أجرت تقييماً مفاده أن (داعش) لا يزال يشكل تهديداً للأمن القومي، على المستويين الإقليمي والدولي».

وتتفق الولايات المتحدة مع هذا التقييم، وأوضح السوداني هذا الموقف في العديد من الخطابات العامة، لا سيّما خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، والتوافق على أن القتال ضد إرهاب «داعش» لم ينته بعد.

وأضافت أنه «لا يمكن تحقيق تقدّم حقيقي من دون الأمن، وهذا يعني ضمان الهزيمة الدائمة لـ(داعش)، هذه نقطة مهمة لأولئك الذين لا يتابعون القتال ضد (داعش)، إن القوات الأمنية العراقية تقود القتال ضد (داعش) هنا في العراق».

وجددت رومانوفسكي التأكيد على أن وجود التحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية إنما هو بدعوة من الحكومة العراقية؛ بهدف «تقديم المشورة والمساعدة وتمكين القوات الأمنية العراقية من ضمان الهزيمة الدائمة لـ(داعش)».

وبشأن تسريبات وتحليلات تفيد بأن عام 2023 سيكون بداية التغيير في نظام الحكم في العراق أو على الأقل تغيير في الهيكل الحالي للحكومة، قالت إن «هذا السؤال يُوّجه للعراقيين؛ إذ ينصبّ تركيزي على توسيع اتفاقية الإطار الاستراتيجي للعام 2008 بين الولايات المتحدة والعراق بما يتجاوز الأمن إلى علاقة شاملة تحقق نتائج للشعب العراقي».

وأكدت أن الولايات المتحدة ستستمر في الشراكة مع الحكومة العراقية لتوسيع «تعاوننا على أهداف مشتركة، ألا وهي: ترسيخ استقلال الطاقة في العراق، وتنمية القطاع الخاص، وتحسين مستوى الخدمات العامة وتوسيع العلاقات بين الشعبين ومكافحة الفساد ومكافحة أزمة المناخ وتعزيز أمن العراق واستقراره وسيادته».

وذكرت السفيرة الأميركية أنه «خلال اجتماع لجنة التنسيق العُليا الخاص بالاقتصاد والذي عُقِدَ في وقت سابق من هذا العام في العاصمة واشنطن، وضع وزير الخارجية فؤاد حسين ومستشارو رئيس الوزراء السوداني خطة لتنويع اقتصاد العراق من اعتماده على عائدات النفط ووظائف القطاع العام إلى تطوير بلدٍ على نحوٍ متزايد ذي قطاعات خاصة حيوية، حيث يعدّ القطاع الخاص المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي، كما ناقشنا إمكانية دعم الولايات المتحدة لجهود العراق لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وبناء مصادر بديلة للطاقة بين جيرانه».

وبينت أن «وظيفتي هي قيادة جهود السفارة للتطلع قُدُماً والبحث عن فرص، حيث يمكننا بناء شراكة مع العراق والشعب العراقي اليوم، العراق يتغيّر وأنا متفائلة بشأن مستقبلنا المشترك».

كما أعربت السفيرة الأميركية عن سعادتها لمستوى التعاون مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مشيرة إلى «وجود توافق بين البيت الأبيض والقصر الحكومي العراقي على استقلال الطاقة ودعم نمو القطاع الخاص».

وبشأن نظرة واشنطن إلى حكومة السوداني، قالت «نحن سعداء بمستوى التعاون مع رئيس الوزراء السوداني وحكومته، ونعملُ بجدٍ معاً لتوسيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لا سيّما في مجالات التعاون لمجموعة واسعة من المصالح المُهمة لمستقبل العراقيين».

وفي حين أكدت رومانوفسكي أن المستثمرين العراقيين يقومون بفتح فروع لوكالات أميركية معروفة في العراق، أعربت عن اهتمامها في العمل على استقطاب المزيد من الشركات الأميركية للقيام بأعمال تجارية في هذا البلد».

كما ذكّرت أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) تساعد رواد الأعمال العراقيين من خلال تقديم خدمات تطوير الأعمال لقرابة 6000 رائد أعمال وأكثر من 570 مؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم، «لقد قمنا بتسهيل ما يربو على 400 مليون دولار من الاستثمارات الأجنبية للشركات العراقية في قطاعات الصحة والتصنيع والطاقة النظيفة والتكنولوجيا».

وأشارت إلى التطلع لزيارة وفدٍ من غرفة التجارة الأميركية إلى بغداد وأربيل قريباً، حيث يمثل الوفد قرابة 50 شركة لاستكشاف فرص استثمار مستقبلية وتعزيز القطاع الخاص العراقي وخلق فرص عمل في العراق وتعزيز التجارة.

وكانت المجلة الأميركية نشرت تقريراً يخالف ما تقوم به السفيرة الأميركية في العراق ألينا رومانوفسكي التي أثارت تحركاتها شبه اليومية ولقاءاتها بمختلف المسؤولين العراقيين جدلاً في العراق, ليتضح من ردها غير المباشر على التقرير أن الولايات المتحدة ليست بصدد تقديم دعم لأي طرف من الأطراف العراقية بصرف النظر عن قناعتها من عدمها في طريقة الأداء.

وهاجمت المجلة في تقريرها استيلاء القوى الموالية لإيران على الحكومة والبرلمان والقضاء والاقتصاد والأمن، في وقت تقول الإدارة الأميركية إنها مرتاحة للتطورات العراقية، وهي منهمكة بصراعها الحالي مع الصين، بينما هناك خطر تحول العراق إلى «ديكتاتورية قضائية». ومما جاء في التقرير الذي يحمل عنوان «العراق ينهار بهدوء»، أن «العراق يبدو على السطح وكأنه حقق قدراً من الاستقرار، بعد تشكيل الحكومة الفاعلة إثر فراغ سياسي استمر عاماً، أعقبه تراجع العنف الإرهابي إلى أدنى مستوى له منذ الغزو الأميركي العام 2003».


موظفو مصافي جنوب العراق يتظاهرون احتجاجاً على شمول منتجاتهم بالضرائب

أرشيفية لفنيون يعملون في حقل مجنون النفطي بالقرب من البصرة بالعراق (رويترز)
أرشيفية لفنيون يعملون في حقل مجنون النفطي بالقرب من البصرة بالعراق (رويترز)
TT

موظفو مصافي جنوب العراق يتظاهرون احتجاجاً على شمول منتجاتهم بالضرائب

أرشيفية لفنيون يعملون في حقل مجنون النفطي بالقرب من البصرة بالعراق (رويترز)
أرشيفية لفنيون يعملون في حقل مجنون النفطي بالقرب من البصرة بالعراق (رويترز)

يواصل موظفو مصافي المشتقات النفطية جنوبي العراق تظاهراتهم المناهضة لرفع أسعار النفط الخام وفرض رسوم إضافية على إنتاج المشتقات النفطية.

وقبل يوم من التوقعات بالتصويت على الموازنة الاتحادية داخل البرلمان الاتحادي، تفيد الأنباء الواردة من البصرة، بقيام مئات الموظفين، اليوم (الأربعاء)، بغلق الطرق المؤدية إلى بوابات الشركات النفطية في منطقة الشعيبة، وسكة القطار التي تقوم بنقل المشتقات النفطية في البصرة؛ احتجاجاً على الضريبة المالية التي فرضتها المادة 42 من قانون الموازنة الاتحادية على المشتقات النفطية.

ونظم موظفو مستودع المنتجات النفطية في محافظة ميسان وقفة احتجاجية أمام بوابة المستودع للمطالبة بـ«إيقاف تنفيذ قرار وزاري يتضمن فرض ضرائب تستقطع من الإنتاج الكلي للشركات المنتجة لمشتقات النفط ليغطي الفرق المالي بين المنتجات المستوردة من خارج العراق»، على حد وصف أحد المتظاهرين لوسيلة إعلام محلية.

ورغم عائدية مصافي النفط الجنوبية إلى وزارة النفط الاتحادية وانتماء موظفيها إلى القطاع الحكومي العام، فإن المشرعين لقانون الموازنة الاتحادية ارتأوا فرض رسوم إضافية على منتجاتها من خلال رفع سعر البرميل الخاص بوصفها من الشركات الرابحة؛ الأمر الذي أثار غضب معظم الموظفين لإمكانية تأثير ذلك على مرتباتهم الشهرية المرتفعة بالقياس إلى بقية الموظفين في القطاع العام في وزارات، مثل الزراعة والثقافة والصناعة وغيرها.

وفي حين تنفي الحكومة الاتحادية فرض أي ضرائب جديدة على وقود السيارات في الموازنة، يؤكد معظم موظفي المصافي، أن فرض الضرائب سيؤدي إلى زيادة أسعار الوقود.

وأعلنت لجنة النفط والثروات الطبيعية النيابية في 9 أبريل (نيسان) الماضي رفضها زيادة الضريبة وأسعار المشتقات النفطية في قانون الموازنة العامة لعام 2023.

وبحسب المادة 42 من قانون الموازنة، فان رسوماً ستفرض على المشتقات النفطية بواقع 5 في المائة على عوائد مبيعات البنزين عن اللتر الواحد، و 10 في المائة من مبيعات زيت الغاز (الكاز) عن اللتر الواحد، و1% من عوائد مبيعات مادة النفط الأسود، إضافة إلى 15 في المائة على اللتر الواحد للوقود المستورد والذي يباع مباشرة عن طريق محطات تعبئة الوقود للسيارات.

ونقل راديو «المربد» المحلي في البصرة، عن بعض المتظاهرين القول: «إنهم يرفضون تطبيق المادة 42 من قانون الموازنة؛ كونها تضر بموظفي الشركة، وكذلك تؤثر على المشروعات والعمل في شركة توزيع المنتجات النفطية، ويعتقدون كذلك، أن هذه الفقرة تفرض ضرائب مالية تستقطع من موظفي شركة المنتوجات في عموم العراق وهذا إجحاف بحقهم».

ويقول بعض المختصين إن فرض الضرائب سيؤدي إلى زيادة سعر برميل النفط الخام الذي تشتريه المصافي إلى نحو 20 دولاراً بعد أن كانت تشتريه بـ7 دولارات؛ ما قد يؤدي إلى تحول مصافي النفط من شركات رابحة إلى خاسرة.


حكومة لبنان تتفق على ورقة موحدة لحل أزمة النازحين السوريين

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مجتمعاً مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (دالاتي ونهرا)
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مجتمعاً مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (دالاتي ونهرا)
TT

حكومة لبنان تتفق على ورقة موحدة لحل أزمة النازحين السوريين

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مجتمعاً مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (دالاتي ونهرا)
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مجتمعاً مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (دالاتي ونهرا)

يقدم لبنان في مؤتمر بروكسل للاجئين السوريين في الأسبوع المقبل، ورقة عمل موحدة باسم الحكومة اللبنانية، في ظل دعوات لبنانية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وتوترات بين الحكومة ومفوضية اللاجئين حول العملة التي ستُصرف بها المساعدات للاجئين.

ويمثّل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله بو حبيب، لبنان في النسخة السابعة من مؤتمر بروكسل لدعم سوريا ودول الجوار، والذي يُعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل في 14 و15 يونيو (حزيران) الحالي، حيث سيشهد اليوم الثاني اجتماعاً على المستوى الوزاري، بمشاركة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ودول الجوار السوري، وممثلين عن الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى.

وقالت رئاسة الحكومة اللبنانية، إن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كلف الوزير بو حبيب لتمثيل لبنان في المؤتمر، وسيحمل بو حبيب ورقة عمل موحدة باسم الحكومة. وأعلن بو حبيب بعد الاجتماع: «بحثنا في أمور وزارة الخارجية ومشاركة لبنان في مؤتمر بروكسل المخصص لبحث موضوع اللاجئين السوريين، والورقة التي سيقدمها لبنان في هذا المؤتمر».

وتأتي مشاركة لبنان في ظل دعوات لبنانية لإعادة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا، كما تطالب جهات لبنانية المجتمع الدولي بصرف المساعدات للسوريين في بلدهم وليس في لبنان. وبالموازاة، أشعل قرار رسمي لبناني بصرف المساعدات المالية المخصصة للنازحين السوريين بالدولار الأميركي، سجالاً بين «التيار الوطني الحر» ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي نفى اتهامات التيار له بـ«الخضوع لرغبات الخارج بإبقاء النازحين في لبنان».

وإثر الجدل، أعلنت بعثات الأمم المتحدة في لبنان، عن تعليق تقديم المساعدات النقدية بالعملتين اللبنانية والدولار للاجئين السوريين، لغاية الشهر المقبل، بطلب من ميقاتي.

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين طلبت إعطاء النازحين (السوريين) مساعدات نقدية بالدولار الأميركي بعد أن كانت تعطى لهم بالليرة اللبنانية.

وتقول السلطات اللبنانية إن عدد اللاجئين السوريين يتخطى المليونين، ونحو 880 ألفاً منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويأتي الجدل حول مساعدات النازحين في الوقت الذي لا يزال لبنان يعاني، ومنذ أكثر من 3 أعوام، من أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة، أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية.

ويهدف مؤتمر بروكسل إلى «إعادة التأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي بدعمه للشعب السوري، وحشد الدعم الإنساني والمالي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوريين في بلادهم والدول المجاورة. كما يهدف إلى ضمان توفير الدعم السياسي والمالي للدول التي تظهر تضامنا مع النازحين واللاجئين السوريين، مثل لبنان والأردن وتركيا ومصر والعراق».