61 فيلماً تتنافس على جوائز «أسوان السينمائي»

لقطة تجمع المكرَّمات مع وزيرة الثقافة ومحافظ أسوان
لقطة تجمع المكرَّمات مع وزيرة الثقافة ومحافظ أسوان
TT

61 فيلماً تتنافس على جوائز «أسوان السينمائي»

لقطة تجمع المكرَّمات مع وزيرة الثقافة ومحافظ أسوان
لقطة تجمع المكرَّمات مع وزيرة الثقافة ومحافظ أسوان

انطلقت، الإثنين، عروض مهرجان أسوان السينمائي الدولي لأفلام المرأة في دورته السابعة من 5 إلى 10 مارس (آذار) 2023، بمشاركة 61 فيلماً، ضمن مختلف برامج المهرجان الذي يُعنى بتمكين المرأة في صعيد مصر، ويقام بدعم من وزارتي الثقافة والسياحة، ورعاية المجلس القومي للمرأة، وبشراكة مع الاتحاد الأوروبي وهيئة «بلان إنترناشيونال إيجيبت».
وشهد حفل الافتتاح الذي أقيم مساء (الأحد) بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني ومحافظ أسوان اللواء أشرف عطية والسفير كريستيان بيرغر رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، تكريم النجمة المصرية نبيلة عبيد التي قدمتها على المسرح الفنانة بشرى، واصفة إياها بأنها «فنانة استثنائية» و«رمز من رموز السينما المصرية». وقالت نبيلة عبيد، وسط تصفيق الحضور: «إن قلبي يدق بشدة ويعكس سعادتي بوجودي بينكم واعتزازي بهذا التكريم»، وعُرض في بداية الحفل الذي قدمته الإعلامية جاسمين طه زكي فيلم قصير تضمن لقطات من الأفلام المشاركة وأعضاء لجان التحكيم.
وقدمت الفنانة نجلاء بدر، الإعلامية الكبيرة الدكتورة درية شرف الدين، التي يكرمها المهرجان لدورها في نشر ثقافة السينما عبر برنامجها «نادي السينما»، وذكرت درية خلال كلمتها أنها تتمنى عودة السينما المصرية إلى سابق عهدها حينما كان الإنتاج كثيراً ومتميزاً، مؤكدة أن السينما تحقق حالة خاصة لا تحققها عروض المنصات، وأن جماليات الفيلم لا تظهر سوى عبر شاشة السينما.
وخلال تقديمها للمنتجة والمخرجة التونسية سلمى بكار، وجهت الفنانة السورية سوزان نجم الشكر لمصر لمساندتها سوريا خلال الزلزال، بينما تحدثت «بكار» بلهجتها التونسية معبرة عن سعادتها بالتكريم في أسوان.
وقدمت الفنانة شيري عادل المخرجة الهولندية ميما دي يونغ، التي أكدت أن المهرجان يمثل القوة الحقيقية للانحياز للمرأة وقضاياها، بينما قدمت الفنانة ياسمين رئيس، الممثلة الإسبانية كوكا سكريبانو، التي وجهت الشكر لمهرجان أسوان على التكريم.
وأكدت وزيرة الثقافة أن مهرجان أسوان أصبح منبراً للحوار بين نساء الجنوب والمرأة في كل أنحاء العالم، في حين قال محمد عبد الخالق، رئيس المهرجان، إن أفلام ورش المهرجان بدأت قبل عامين المشاركة في مهرجانات عربية بتونس والمغرب.
وعرض عقب حفل الافتتاح، الفيلم الروائي القصير «عيد ميلاد سارة» من إخراج ياسر شفيعي وإنتاج هيئة «بلان إنترناشيونال إيجيبت»، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وعرض الفيلم الذي يحمل جانباً توعوياً، لقصة الطفلة سارة التي تستعد للاحتفال بعيد ميلادها العاشر، بينما يخطط والدها بتحريض من والدته وشقيقه الطبيب لإجراء عملية ختان لها، لكن أم الطفلة تكشف مؤامرتهم قبل وقوعها وتقوم بإبلاغ خط نجدة الطفل، حيث يجرم القانون إجراء هذه العمليات.
وتشهد الدورة السابعة مشاركة 10 أفلام في مسابقة الأفلام الطويلة تمثل 5 قارات، وقد حملت توقيع مخرجات؛ حيث تتولى المخرجة المصرية ماجي مرجان منصب المدير الفني للمهرجان، ويرأس لجنة تحكيم المسابقة المخرجة الفرنسية جولي بيرتو تشيلي، وتضم في عضويتها المخرجة الروسية كينسيا أوخبكتا، ومصممة الملابس الأميركية دانا شوندلماير، ومن مصر تشارك كل من الفنانة ياسمين رئيس والناقدة ماجدة خير الله.
وتشهد مسابقة الفيلم القصير مشاركة 18 فيلماً، وينافس على جوائزها الفيلم السعودي «شريط فيديو تبدل» للمخرجة مها الساعاتي، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي تشويقي حول شاب أسمر البشرة يحاول أن يكسب قلب فتاة، لكنه يعتقد أن لون بشرته عائق للوصول إليها، فيتقمص شخصية مغنٍّ شهير حتى يلفت نظرها، وتضم لجنة تحكيمها الفنانة اللبنانية مادلين طبر، والمخرج والمنتج البرازيلي رودريجو بروم، والمخرجة المصرية كوثر يونس.
ويقيم المهرجان مسابقة بعنوان «أفلام ذات أثر» بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي يتنافس على جوائزها 7 أفلام، وتتكون لجنة تحكيمها من المخرج شريف مندور، والمنتج أشرف حجازي، والفنانة التشكيلية الكويتية لينا حجازي.
كما ينظم المهرجان مسابقة للفيلم المصري تتنافس فيها 5 أفلام، وترأس لجنة تحكيمها الدكتورة غادة جبارة رئيسة أكاديمية الفنون، وتضم الفنانة المصرية نجلاء بدر وفاطمة النوالي مديرة مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي، وتترأس المخرجة التونسية سلمى بكار لجنة تحكيم جائزة الاتحاد الأوروبي لأفضل فيلم أورومتوسطي، وتضم في عضويتها الفنانة السورية سوزان نجم الدين، وندى روماني مديرة مهرجان عمان السينمائي، والمنتج صفي الدين محمود، والدكتورة نسمة يوسف إدريس التي تشارك أيضاً في ندوة «المرأة في الأفلام المأخوذة عن أدب يوسف إدريس»، وتقام الأربعاء المقبل ضمن المهرجان بمشاركة المخرج مجدي أحمد علي، والأديب أحمد أبو خنيجر، وتتناول النماذج المختلفة للمرأة في أفلام الأديب الراحل، من بينها «قاع المدينة» و«النداهة» و«الحرام» و«على ورق سوليفان»، كما يصدر المهرجان النسخة الرابعة لكتاب «صورة المرأة في السينما العربية»، بمشاركة 15 ناقداً من مختلف الدول العربية.
ويتضمن برنامج الورش التي يقيمها المهرجان 11 فيلماً ما بين روائي ووثائقي من إبداع فتيات أسوان وشبابها، كما يعرض في برنامج سينما الأطفال 12 فيلماً في عروض صباحية لتلامذة المدارس الابتدائية.


مقالات ذات صلة

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)
سينما بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

يأتي فيلم «سعود وينه؟» بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
TT

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)

استقبل مسرح «الطليعة» في مصر أحد العروض الشهيرة للكاتب الآيرلندي الراحل صمويل بيكيت (1906- 1989)، «لعبة النهاية»، الذي رغم احتفاظه بالروح الأصلية للعمل الشهير المنسوب إلى مسرح العبث، فقد شكَّل إضاءة على مشاعر الاغتراب في الواقع المعاصر. وهو عرضٌ اختتم مشاركته في مهرجان «أيام قرطاج المسرحي» ليُتاح للجمهور المصري في المسرح الكائن بمنطقة «العتبة» وسط القاهرة حتى بداية الأسبوع المقبل.

على مدار 50 دقيقة، يحضر الأبطال الـ4 على المسرح الذي يُوحي بأنه غُرفة منسيّة وموحشة، فيتوسّط البطل «هام» (محمود زكي) الخشبة جالساً على كرسيّه المتحرّك بعينين منطفئتين، في حين يساعده خادمه «كلوف» ويُمعن في طاعته والإصغاء إلى طلباته وتساؤلاته الغريبة التي يغلُب عليها الطابع الساخر والعبثيّ المُتكرّر عبر سنوات بين هذا السيّد والخادم.

يَظهر والد «هام» ووالدته داخل براميل قديمة وصدئة، ويجلسان طوال العرض بداخلها، ولا يخرجان إلا عندما يستدعيهما الابن الذي صار عجوزاً، فيسألهما أسئلة عبثية لا تخلو من تفاصيل عجيبة، ويخاطبهما كأنهما طفلين يُغريهما بالحلوى، في حين يبادلانه أحاديث تمتزج بالذكريات والجنون، ليبدو كأنهما خارج العالم المادي؛ محض أرواح مُحتضرة تُشارك «هام» هلوساته داخل تلك الغرفة.

الأب يؤدي دوره من داخل أحد البراميل (مسرح الطليعة)

في المعالجة التي يقدّمها العرض، يحتفظ المخرج المصري السيد قابيل بأسماء الأبطال الأجنبية التي كتبها صمويل بيكيت من دون منحها أسماء محلّية. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «قدَّم المسرح المصري هذه المسرحية قبل 60 عاماً تقريباً في عرض للفنان الكبير الراحل سعد أردش، لكنه كان باللغة العربية الفصحى. اليوم، عالجتُ النص وأقدّمه بالعامية المصرية. احتفظت بالأسماء الأصلية للأبطال وهوياتهم، وكذلك بروح العمل وتفاصيل الحوار فيه، خصوصاً أنّ لهذا العرض الذي ينتمي إلى مسرح العبث فلسفته التي تمسّكتُ بها ضمن قالب جديد».

يؤدّي دور الخادم «كلوف» الفنان المصري محمد صلاح الذي اعتمد جزءٌ كبير من أدائه على الإفراط بحركات سير متعرّجة في محاولاته المُتسارعة لتلبية طلبات سيّده الأعمى، إذ يبدو كأنه في مَهمّات لا نهائية، منها ترتيب البيت الخالي بشكل فانتازي. بالإضافة إلى تردّده الدائم على نافذة الغرفة التي يظّل سيّده يطلب منه وصف ما يدور خارجها، فيصف له الضوء والبحر اللذين لا يدرك إذا كانا موجودَيْن بالفعل أم محض خيال.

على مدار العرض، يظلُّ الخادم يسأل: «لماذا أطيعك في كل شيء؟»، و«متى جئتُ إلى هذا البيت لخدمتك؟»، فيكتشف أنه قضى عمره داخل جدرانه المخيفة، فيقرّر في خطوة خلاص مغادرة خدمة سيّده، فتكون لحظة فتحه باب البيت هي عينها لحظة نهاية اللعبة، حتى وإنْ ظلّ واقفاً أمامه، متوجّساً من الخروج إلى العالم الحقيقي ومواجهة المجهول. لحظة تحدّيه سيطرة سيّده «هام» سرعان ما تبدو كأنها لا تختلف عن «الفراغ» الذي أمامه، بما يعكس فلسفة صمويل بيكيت عن سخرية الحياة، حيث لا يبدو الهروب من عبثها ممكناً أبداً.

الأب والأم في أحد مَشاهد المسرحية (مسرح الطليعة)

يشير مخرج العرض السيد قابيل إلى أنّ «للقضية التي تطرحها المسرحية صيغة إنسانية عابرة للمكان والزمان، وتصلُح لتقديمها في أي وقت؛ وإنْ كُتب النصّ الأصلي لبيكيت في الخمسينات. فكثير من نصوص شكسبير، والنصوص اليونانية القديمة العائدة إلى ما قبل الميلاد، لا تزال قابلة لإعادة تقديمها، وصالحة لطرح أسئلة على جمهور اليوم. وفي هذا العرض أدخلنا بعض الإضافات على الإضاءة والموسيقى للتعبير بصورة أكبر عن دراما الأبطال، ومساعدة المتلقّي على مزيد من التفاعُل».

الفنان محمود زكي في مشهد من العرض (مسرح الطليعة)

وعكست ملابس الممثلين الرثّة حالة السواد التي تطغى على عالمهم، في حين وُظّفت الإضاءة في لحظات المُكاشفة الذاتية التي تتوسَّط سيل الحوارات الغارقة في السخرية والتكرار العدميّ والخضوع التام. فإذا كان السيّد الأعمى والمشلول يعتمد على خادمه في مواصلة لعبة عبثية يتسلّى بها في عزلته، فإنّ الخادم يظلُّ غير قادر على تصوُّر الحياة بعيداً عن قواعد تلك «اللعبة».