مصر تُطالب «اليونسكو» بالابتعاد عن «تسييس المناقشات»

«الخارجية» دعت المنظمة للتركيز على التعليم والثقافة

وزير الخارجية المصري خلال لقائه بالقاهرة رئيسة المجلس التنفيذي لليونسكو (وزارة الخارجية)
وزير الخارجية المصري خلال لقائه بالقاهرة رئيسة المجلس التنفيذي لليونسكو (وزارة الخارجية)
TT

مصر تُطالب «اليونسكو» بالابتعاد عن «تسييس المناقشات»

وزير الخارجية المصري خلال لقائه بالقاهرة رئيسة المجلس التنفيذي لليونسكو (وزارة الخارجية)
وزير الخارجية المصري خلال لقائه بالقاهرة رئيسة المجلس التنفيذي لليونسكو (وزارة الخارجية)

طالبت مصر منظمة «اليونسكو» بالابتعاد عن «تسييس المناقشات» داخل أروقتها. وقال سامح شكري، وزير الخارجية المصري، خلال استقباله رئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة الأممية تامارا راستوفاك، اليوم الاثنين، إن «قرارات المنظمة يجب أن تُبنى على التوافق قدر الإمكان، وعقب تشاور واسع النطاق».
وأوضح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية المصرية، في إفادة رسمية، أن شكري دعا المنظمة الأممية إلى «التركيز على مهامّها الرئيسية في مجالات التعليم والعلوم والثقافة». وقال المتحدث الرسمي إن «اللقاء تناول سبل تعزيز دور منظمة اليونسكو في دعم طلبات الدول الأعضاء في استعادة تراثهم وممتلكاتهم الثقافية المسلوبة».
بدورها أكدت رئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة الأممية «حرصها على العمل من خلال التوافق، ومشاركة جميع الأعضاء في صياغة مواقف مجلس المنظمة، بعيداً عن الاستقطاب السياسي، ما يضمن تنفيذ أهداف المنظمة التنموية والثقافية».
وسبق أن أثارت مصر قضية «تسييس اليونسكو» أكثر من مرة. وفي عام 2018 حذرت مصر، في كلمتها، خلال اجتماعات الدورة 204 للمجلس التنفيذي، من «مغبّة الاستمرار في تسييس المنظمة، وإقحامها في موضوعات وقضايا سياسية». وقالت إنه «ليس للمنظمة أن تتدخل في الشأن الداخلي للدول الأعضاء». وجاء الموقف المصري، وفق تصريحات رسمية في ذلك الوقت، مبنياً على «ما لوحظ من قبول سكرتارية المنظمة وثائق وشكاوى وبلاغات من منظمات منتحلة صفات منظمات أخرى، أو من كيانات مصنَّفة على قوائم المنظمات (الإرهابية)، دون إجراء تدقيق عن هوية هذه الكيانات».
وتزور راستوفاك القاهرة في بداية جولة بالمنطقة العربية. وقال المتحدث الرسمي إن «شكري أعرب، خلال اللقاء، عن دعمه للنهج البنّاء الذي اتبعته رئيسة المجلس في رئاستها اجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة منذ انتخابها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019». مرحباً بأن تكون مصر هي المحطة الأولى في جولتها بالمنطقة العربية، ولا سيما أن القاهرة التي تستضيف أول مكتب لمنظمة اليونسكو خارج مقرها الرئيسي.
من جانبها أعربت رئيسة المجلس التنفيذي لليونسكو عن «تقديرها البالغ لدعم مصر، ووفدها الدائم لدى المنظمة الأممية، لمهامّها، ما يمكّنها من أداء مسؤولياتها بنجاح»، وفق المتحدث الرسمي. واستعرضت راستوفاك «عدداً من القضايا التي تمثل تحدياً خاصاً أمام عمل المنظمة في الوقت الحالي».
و«اليونسكو» هي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة. تأسست عقب الحرب العالمية الثانية حيث «عُقد في لندن في الفترة الممتدة من 1 إلى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 1945، مؤتمر للأمم المتحدة من أجل إنشاء منظمة تُعنى بالتربية والثقافة. ضمّ ممثلين عن 44 دولة قرروا إنشاء منظمة تجسّد ثقافة سلام حقيقيّة... ما يكفل منع اندلاع حرب عالمية أخرى»، وفق موقع المنظمة الإلكتروني.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.