حمية «كيتو» قد تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب

اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون قد يزيد مستويات الكوليسترول «الضار» في الدم (رويترز)
اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون قد يزيد مستويات الكوليسترول «الضار» في الدم (رويترز)
TT

حمية «كيتو» قد تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب

اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون قد يزيد مستويات الكوليسترول «الضار» في الدم (رويترز)
اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون قد يزيد مستويات الكوليسترول «الضار» في الدم (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون، مثل حمية «كيتو» الغذائية الشهيرة، قد يكون مرتبطاً بزيادة مستويات الكوليسترول «الضار» في الدم، ومضاعفة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل انسداد الشرايين والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قارن الباحثون بيانات 305 أشخاص يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون مع بيانات نحو 1200 شخص يتبعون النظام الغذائي التقليدي الشهير الذي يعتمد على تناول اللحوم والخضراوات والكربوهيدرات ولكن بنسب معينة.

وتم الحصول على هذه المعلومات الصحية من قاعدة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة، التي تتبع الأشخاص لمدة عشر سنوات على الأقل.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون لديهم مستويات أعلى من البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار LDL) والبروتين الشحمي B، الذي يغلف بروتينات كوليسترول LDL. وكلما زادت مستويات هذه البروتينات في الدم، ارتفعت فرص إصابة الأشخاص بأمراض القلب.
وقال فريق الدراسة في بيان صحافي: «بعد 11.8 سنة في المتوسط من المتابعة - وبعد النظر في عوامل الخطر الأخرى المرتبطة بأمراض القلب، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة والتدخين، كان الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون معرضين أكثر للإصابة بأمراض القلب بمقدار الضعف، مقارنة بالأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً تقليدياً». وتابع: «تشمل هذه الأمراض انسداد الشرايين، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وأمراض الشرايين الطرفية».

ومن جهتها، قالت مؤلفة الدراسة الرئيسية الدكتورة يوليا إياتان من مركز جامعة كولومبيا البريطانية إنها وزملاؤها قرروا إجراء هذه الدراسة بعد أن لاحظوا أن هناك عدداً كبيراً من المرضى الذين يعالجون في عياداتهم الخاصة بالوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية يعانون ارتفاع الكوليسترول الضار في دمائهم بعد اتباع هذا النظام الغذائي.
وقبل أيام، توصلت دراسة أميركية إلى أن الحميتين الغذائيتين الشهيرتين «باليو» و«كيتو» تعدَّان غير صحيتين كما أنهما تعدان الأسوأ بالنسبة للبيئة، حيث يتسبب «كيتو» في إطلاق نحو 6.6 رطل من ثاني أكسيد الكربون لكل 1000 سعرة حرارية مستهلكة، فيما يتسبب «باليو» في إطلاق 5.7 رطل لكل 1000 سعرة حرارية.
وسجلت حمية الأسماك النباتية، التي تعتمد على أكل الأسماك فقط مع الأطعمة النباتية الأخرى، وتجنب لحوم الحيوانات، أعلى الدرجات في الجودة الغذائية للوجبات التي تم تحليلها وأقل الدرجات من حيث تسببها في إطلاق ثاني أكسيد الكربون، تليها الحمية النباتية التي تتجنب اللحوم والأسماك تماماً ثم النظام الغذائي التقليدي الشهير الذي يعتمد على تناول اللحوم والخضراوات والكربوهيدرات، ولكن بنسب معينة.



مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».