اليمن يدعو لحزم دولي إزاء تصعيد الحوثيين وإهدارهم فرص السلام

عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن سلطان العرادة يلتقي السفير البريطاني في الرياض (سبأ)
عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن سلطان العرادة يلتقي السفير البريطاني في الرياض (سبأ)
TT

اليمن يدعو لحزم دولي إزاء تصعيد الحوثيين وإهدارهم فرص السلام

عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن سلطان العرادة يلتقي السفير البريطاني في الرياض (سبأ)
عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن سلطان العرادة يلتقي السفير البريطاني في الرياض (سبأ)

على وقع استمرار تعنت الميليشيات الحوثية إزاء المساعي الأممية والدولية لتجديد الهدنة اليمنية وتوسيعها تمهيدا لإطلاق مسار تفاوضي لإنهاء الانقلاب، جدد مجلس القيادة الرئاسي اليمني (الأحد) دعوته المجتمع الدولي إلى الضغط على الميليشيات الحوثية لجهة وقف التصعيد، وعدم إهدار فرص السلام.
تصريحات مجلس القيادة الرئاسي اليمني جاءت على لسان عضو المجلس سلطان العرادة خلال لقائه في الرياض السفير البريطاني ريتشارد أوبنهايم، وذلك بالتزامن مع تصريحات لوزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك انتقد فيها الدور التخريبي الإيراني في بلاده.
وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن عضو مجلس القيادة سلطان العرادة التقى السفير البريطاني، ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على الميليشيات الحوثية الإرهابية لوقف تصعيدها الميداني وتهديدها لحركة التجارة العالمية والممرات المائية الدولية، واتخاذ مواقف حازمة تجاه إهدار الميليشيا فرص تحقيق السلام في اليمن.
وبحث العرادة مع أوبنهايم آخر التطورات على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والإنساني، واستمرار ميليشيات الحوثي الإرهابية في تصعيدها العسكري بمختلف الجبهات، وشن الهجمات المتكررة على المنشآت الاقتصادية الحيوية، وتداعيات ذلك على الاقتصاد الوطني والوضع الإنساني وعملية السلام؛ وفق ما ذكرته وكالة «سبأ» الحكومية.
ونقلت الوكالة أن العرادة «جدد التأكيد على تمسك القيادة السياسية بخيار السلام رغم سلوك ميليشيات الحوثي الإرهابية الرافض للسلام، مشدداً على ضرورة أن يكون للمجتمع الدولي موقف واضح وحازم من تلك الميليشيات، وإدانة اعتداءاتها المتكررة على المنشآت الاقتصادية، والضغط على النظام الإيراني لوقف تدخلاته السافرة في الشأن اليمني، والتوقف عن دعم الميليشيات الحوثية، وتمويل أنشطتها الإرهابية الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة».
وأشاد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني بدعم الحكومة البريطانية لمجلس القيادة والحكومة في مختلف في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية وتدخلاتها الإغاثية للمساهمة في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية. ونسبت المصادر اليمنية الرسمية للسفير أوبنهايم أنه «أكد استمرار بلاده في دعم الحكومة اليمنية، وإدانة الأعمال الإرهابية، والعمل على دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن».
في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، أحمد عوض بن مبارك مع وزير خارجية النمسا ألكساندر شالنبرغ، وذلك على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الخامس بشأن البلدان الأقل نموا المنعقد في الدوحة.
ونقل الإعلام اليمني الحكومي أن اللقاء بحث المستجدات على الساحة اليمنية والإقليمية والجهود والمبادرات الرامية لتحقيق السلام الشامل والدائم، كما تناول الدور التخريبي لإيران في اليمن والمنطقة، والتهديد الذي تشكله ميليشيا الحوثي على الأمن والسلم في المنطقة عامة وأمن البحر الأحمر بشكل خاص.
وطبقا لما أوردته المصادر، تطرق الجانبان لقضية خزان النفط المتهالك «صافر»، وعبرا عن قلقهما من المخاطر البيئية والتداعيات الكارثية التي يشكلها الخزان على اليمن والمنطقة والملاحة الدولية.
إلى ذلك، التقى بن مبارك في الدوحة وزير التنمية الدولية الكندي هارجيت ساجان، وأكد أن الحكومة في بلاده حريصة على الوصول إلى سلام شامل ومستدام، وأن العثرة الحقيقية في طريق السلام هي استمرار الميليشيات الحوثية في تبني نهج العنف والارتهان للمشروع التوسعي الإيراني في المنطقة ورفضها تمديد الهدنة، بالإضافة إلى انتهاكاتها المستمرة لكافة الاتفاقيات والالتزامات المتفق عليها.
ونسبت المصادر الرسمية اليمنية للوزير الكندي أنه أكد تأييد بلاده لعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، وجدد دعم حكومة بلاده لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، ولكافة الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة عن اليمنيين، معبراً عن تطلعه إلى تحقيق السلام الشامل لليمن في المستقبل القريب.
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية في اليمن لا تزال ترفض كل الجهود الدولية والأممية لإحلال السلام مع تصعيد انتهاكاتها للتهدئة القائمة وتكثيف اعتداءاتها على حريات السكان في مناطق سيطرتها ونهب موارد المؤسسات، وتجنيد الأطفال، بالتوازي مع تهديد زعيمها عبد الملك الحوثي بتكرار الهجمات الإرهابية على موانئ تصدير النفط.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.