سعودية تنجز أول مؤسسة فردية لاحتضان الأسر المنتجة

وضعت ناشطة اجتماعية سعودية المساهمة الفردية في تنمية المجتمع في بلادها جنبا إلى جنب مع جهود الدولة، هاجسا لها من خلال خدمة الأسر المنتجة عبر إنشاء مؤسسة لاحتضان هذه الأسر وتطويرها وتنميتها وتسويق منتجاتها.
واختارت الناشطة الاجتماعية موضي عثمان الدعرمي منطقتها (محافظة بيشة جنوب غربي البلاد) منطلقا لمشروعها الذي يهدف إلى زيادة أعداد الأسر المنتجة ونشر مفهوم التوظيف الذاتي وتنمية روح الريادة والعمل الخاص، في ظل توجه الدولة نحو تحقيق تنمية المجتمع من خلال مشروع خدمة الأسر المنتجة وتمكينها من رفع مستواها المعيشي بمنتجات من صنعها وفق احتياجاتها وإمكاناتها لتساعدها على الانتقال من خانة الحاجة والعوز إلى خانة الإنتاج والاكتفاء، والمحافظة على مهن وحرف مهددة بالاندثار.
وفي عمل غير مسبوق، نجحت الدعرمي في إنشاء مؤسسة مجتمعية غير ربحية حملت اسم «خمائل بيشة للأسر المنتجة الأهلية»، لتكون داعمة وحاضنة ومشجعة لأعمال النساء المهنية والحرفية والمصنعية حفاظا عليها من الاندثار والمشاركة بمنتجاتها في جميع الأنشطة والمهرجانات انطلاقا من توجهات الدولة لخدمة هذه الشريحة من المجتمع.
وقالت موضي الدعرمي لـ«الشرق الأوسط»، إنها أنجزت منذ تأسيس المؤسسة قبل عام، أعمالا تمثلت في المشاركة بالمهرجانات والمعارض مع المؤسسات الحكومية والخاصة مثل جمعية الثقافة والفنون بمحافظة بيشة، والمكتبة العامة، ومركز النخيل ومهرجان الألماسة الرمضاني بالشارقة، حيث حازت منتجات المؤسسة على إعجاب المجتمع الخليجي مما تمخض عنه توقيع عقود شراكة مع شركات ومؤسسات لها حضورها كشركة الفارس للعود والعنبر واعتمادها وكالة البخور البيشي والمخلطات البيشية في أسواق الإمارات.
وأضافت أن مؤسستها ستشارك في مهرجان فندق «شانقريلا» بأبوظبي الشهر المقبل، معربة عن تمنياتها بأن يدعم رجال الأعمال المؤسسة التي تخدم شريحة واسعة من الأسر المنتجة، مقدمة شكرها لمحافظ بيشة محمد بن سبرة على دعمه للمؤسسة ماديا ولوجستيا ومعنويا.
وحددت الدعرمي أهداف مؤسستها في تنمية المجتمع من خلال دعم العمل والإنتاج والتحول من المساعدة إلى المشاركة الفاعلة في المجتمع، والمحافظة على الحرفيات التي بدأت تنقرض ولم يتوارثها الأجيال، بالإضافة إلى زيادة أعداد الأسر المنتجة ونشر مفهوم التوظيف الذاتي وزيادة قاعدة المساعدات الحكومية والأهلية التي تقدم الخدمات للأسر المنتجة والصناعات الحرفية.
ووفقا للدعرمي، تهدف مؤسسة «خمائل بيشة للأسر المنتجة» إلى تعظيم مفهوم التنمية بالمشاركة مع القطاع الخاص والتحول من التبرع إلى الرعاية وتشجيع الجيل الحالي على تعلم الحرف ودعم وتطوير الصناعات التقليدية وإبرام عقود العمل مع المؤسسات الداعمة.
وأفادت الدعرمي بأن مؤسستها أنجزت عددا من المناشط خلال عام تأسيسها وتمثل ذلك في تنسيق وتنظيم مهرجان الصفري، وتنظيم دورة الديكوباج الثقافية، ودورات تدريبية للحرفيات للتنمية في قرى العمائد، ورعاية حفلات تخرج لعدد من مدارس محافظة بيشة مقر الجمعية، وعمل كثير من موائد الطعام بأيدي الأسر المنتجة في مناسبات مختلفة ولأعيان وكبار الشخصيات.
يشار إلى أن موضي الدعرمي مهتمة بقضايا المجتمع وهي رئيسة اللجنة النسائية للتنمية السياحية، وعضوة في جمعية الثقافة والفنون في بيشة، وعضوة في اللجنة المنسقة لرعاية أبناء «شهداء الواجب» التابعة لإدارة التربية والتعليم، وعضوة في مجلس شباب بيشة.
كما أنها تشغل عضوية جمعية تراحم للعناية بأسر السجناء وممثلتها في محافظة بيشة، وعملت منسقة المرصد الحضري في بيشة، واعتمدت مدربة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ومن المركز البريطاني لإعداد المدربين العرب، ومديرة مجمع فرائد الإبداع الأهلي للبنات بمحافظة بيشة، كما سبق أن عملت في لجنة التنمية الاجتماعية النسائية في الحرف، ومشرفة متعاونة في التدريب الأهلي في محافظة بيشة وبالقرن، وعضوة متعاونة في هيئة حقوق الإنسان بمنطقة عسير.