الصومال لتسريع برنامج مكافحة «الخلايا الإرهابية النائمة»

ضمن حرب شاملة على «حركة الشباب»

عمدة مقديشو يوسف جمعالي قبل اجتماع لمناقشة الحرب ضد "حركة الشباب" (وكالة الأنباء الصومالية)
عمدة مقديشو يوسف جمعالي قبل اجتماع لمناقشة الحرب ضد "حركة الشباب" (وكالة الأنباء الصومالية)
TT

الصومال لتسريع برنامج مكافحة «الخلايا الإرهابية النائمة»

عمدة مقديشو يوسف جمعالي قبل اجتماع لمناقشة الحرب ضد "حركة الشباب" (وكالة الأنباء الصومالية)
عمدة مقديشو يوسف جمعالي قبل اجتماع لمناقشة الحرب ضد "حركة الشباب" (وكالة الأنباء الصومالية)

يسعى الصومال لتسريع برنامج رسمي لمكافحة «الخلايا الإرهابية النائمة»، ضمن حرب شاملة أطلقتها حكومة مقديشو، لمواجهة «حركة الشباب» المتطرفة، الموالية لتنظيم «القاعدة».
ووفق محافظ بنادر وعمدة مقديشو، يوسف حسين جمعالي، الأحد، فإن اجتماعاً جرى في مقر مديرية عبد العزيز، لتسريع برنامج مكافحة «الخلايا الإرهابية النائمة»، الذي أعلن عنه رئيس الصومال حسن شيخ محمود.
ركز الاجتماع، الذي حضره نائب محافظ بنادر للشؤون الأمنية والسياسية محمد أحمد ديري، وأعضاء في مجلس الشعب إضافةً إلى ضباط الأمن وممثلين من المجتمع المدني، على قضايا تتعلق بـ«القضاء على الإرهاب والمخدرات والجرائم المنظمة».
وفي السياق ذاته، نظم اتحاد المرأة الصومالية بقيادة وزيرة المرأة وتنمية حقوق الإنسان خديجة محمد ديري، الأحد، حملة توعية عامة في مدينة مقديشو لتعزيز برنامج «مكافحة الخلايا الإرهابية النائمة»، وإحياء ذكرى يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من شهر مارس (آذار) من كل عام. وذكرت وزيرة المرأة، في تصريح نشرته وكالة الأنباء الصومالية (الرسمية)، أن «المرأة الصومالية مستعدة لإخراج العناصر الإرهابية التي تختبئ في الأحياء السكنية وتسعى إلى سفك دماء المدنيين الأبرياء»، مؤكدةً أن «النساء ملتزمات بالعمل مع الأجهزة الأمنية». وأثنت خديجة على دعم المرأة الصومالية لـ«الوقوف إلى جانب القوات الأمنية للقضاء على الإرهاب».
وكان الرئيس الصومالي شيخ محمود، دعا في وقت سابق سكان محافظة بنادر إلى «محاربة الخلايا الإرهابية النائمة التي تسعى إلى زعزعة الأمن وترويع المواطنين الآمنين». ومنذ يوليو (تموز) الماضي، يشن الجيش الصومالي بالتعاون مع مسلحي العشائر، عملية عسكرية لتحرير مناطق وسط البلاد من عناصر حركة «الشباب». ووفق تصريحات رسمية فإن «الحكومة الفيدرالية حققت مكاسب كبيرة»؛ وأن «المسلحين في التنظيم الإرهابي يستسلمون واحداً تلو الآخر، منذ انطلاقة العملية العسكرية ضد الإرهاب».
إلى ذلك، التقى محافظ بنادر وعمدة مقديشو يوسف جمعالي، الأحد، وفدا من مكتب الأمم المتحدة المعني بدعم وتنمية البلديات المحلية. وبحسب بيان عمدة مقديشو، قدم الوفد بقيادة بول سيمكين إلى إدارة محافظة بنادر تقريرا حول خطة المرحلة الرابعة التي ستبدأ منتصف هذا العام.
وأطلع عمدة مقديشو، الوفد الأممي، على خطط تنمية العاصمة مقديشو التي تشمل الخدمات الاجتماعية، وإدارة النفايات، وتوظيف الشباب وتدريبهم، إضافةً إلى التنمية الاقتصادية، وتحسين القوانين وإجراءات العمل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.