مصر تؤكد دعمها أمن واستقرار العراق

السيسي استقبل السوداني في القاهرة

السيسي والسوداني خلال لقائهما بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي والسوداني خلال لقائهما بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تؤكد دعمها أمن واستقرار العراق

السيسي والسوداني خلال لقائهما بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي والسوداني خلال لقائهما بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

أكدت مصر «دعمها الكامل» لأمن واستقرار العراق. وأشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم (الأحد)، بالقاهرة، إلى «موقف بلاده الثابت إزاء مساندة بغداد، على مختلف الأصعدة، لا سيما ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وترسيخ الأمن والاستقرار».
وتبادل السيسي والسوداني وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «اللقاء شهد توافقاً على أهمية مواصلة التنسيق المكثف للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة، ما يحقق آمال شعوبها في العيش في سلام واستقرار».
وأضاف المتحدث الرسمي أن «الرئيس المصري أكد خلال اللقاء اعتزاز القاهرة بالعلاقات الاستراتيجية مع بغداد». وأعرب السيسي عن «حرص بلاده على تفعيل وتنويع أطر التعاون الثنائي المشترك في شتى المجالات السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والثقافية، والإسراع في تنفيذ المشروعات المشتركة بين البلدين، وفقاً لاحتياجات الشعب العراقي، وبما يعزز التكامل بين الجانبين، ويحقق الأهداف التنموية المشتركة». وشدد الرئيس المصري على «ضرورة مواصلة العمل في إطار آلية التعاون الثلاثي مع المملكة الأردنية».
وبين مصر والأردن والعراق آلية للتنسيق والتعاون الثلاثي، تم إطلاقها في القاهرة عام 2019، وشهدت الفترة الماضية عدة اجتماعات لتعزيز هذه الآلية.
بدوره، أعرب رئيس وزراء العراق عن «تقديره للجهود المصرية الداعمة للعراق على الأصعدة كافة». وأكد «حرص بلاده على تعزيز أطر التعاون الثنائي الراسخة، واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب والاستفادة من الكفاءات المصرية في مختلف المجالات». وأشار إلى دور القاهرة «البارز» في «تعزيز آليات العمل العربي المُشترك، لمواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة، ما يُعد نموذجاً يحتذى به في الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية»، حسب المتحدث الرسمي.
كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، استقبل، صباح اليوم، بمطار القاهرة الدولي، نظيره العراقي. وقال مجلس الوزراء، في إفادة رسمية، إن «مدبولي والسوداني، عقدا جلسة مباحثات موسعة لاستعراض ملفات التعاون ذات الاهتمام المشترك». تم خلالها «الاتفاق على أن يتولى الوزراء المعنيون من الحكومتين العمل خلال الشهرين المقبلين على تفعيل مذكرات التفاهم القائمة بين البلدين، بالتوازي مع الإعداد لاجتماعات الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة».

وأكد رئيس الوزراء المصري «عزم القاهرة وبغداد على توسيع أطر التعاون المشترك، وزيادة معدلات التبادل التجاري»، التي «لا ترقى حالياً»، حسب تعبيره، لإمكانات البلدين. وأكد أن «البلدين يتمتعان بإمكانات هائلة قادرة على مضاعفة هذه المستويات عدة مرات». وشدد مدبولي على «مساندة بلاده الكاملة للعراق في حربه ضد (الإرهاب)».
وعلى صعيد العلاقات المصرية – العراقية - الأردنية، قال مدبولي إن «مصر تنظر للتعاون الثلاثي من منظور استراتيجي شامل». وأشار إلى «التنسيق الجاري بين جهات الاختصاص للتحضير لعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المصرية - العراقية المشتركة في شهر مايو (أيار)، أو يونيو (حزيران) المقبل، بالقاهرة».
وشدد مدبولي على «ضرورة تنفيذ مخرجات الدورات السابقة من اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مختلف المجالات، وتفعيل ما تم التوافق عليه بين البلدين من تنفيذ شركات مصرية لمشروعات إعادة الإعمار بالعراق».
من جانبه، تطرق رئيس الوزراء العراقي إلى التعاون الثلاثي مع الأردن، ومخرجات القمة الثلاثية، لا سيما فيما يخص الربط الكهربائي؛ إذ «سيتم إنجاز المرحلة الأولى مع الأردن في يونيو المقبل». وقال السوداني إن «هناك مباحثات لإنشاء منطقة لوجستية على الحدود بين العراق والأردن، للمساهمة في توفير السلع والمنتجات، ويمكن لمصر الاستفادة بها بتوفير المنتجات المصرية للسوق العراقية».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.