مواجهات ليفربول ومانشستر يونايتد ستظل ممتعة مهما اختلفت المستويات

أحوال الفريقين تبدلت هذا الموسم لكن أوجه التشابه تظل بينهما لكونهما ناديين عملاقين على الساحة العالمية

صلاح وراشفورد... لمن ستكون الضحكة الأخيرة (أ.ف.ب)
صلاح وراشفورد... لمن ستكون الضحكة الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

مواجهات ليفربول ومانشستر يونايتد ستظل ممتعة مهما اختلفت المستويات

صلاح وراشفورد... لمن ستكون الضحكة الأخيرة (أ.ف.ب)
صلاح وراشفورد... لمن ستكون الضحكة الأخيرة (أ.ف.ب)

في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، كان المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، في حالة مزاجية حادة، وقال للاعبي فريقه في اجتماعه الأخير معهم قبل التوجه إلى ملعب «أولد ترافورد» لمواجهة مانشستر يونايتد: «مانشستر يونايتد لا يبدو سعيداً أبداً عندما يلعب أمامنا. إنهم يريدون دائماً استغلال هذه المباراة للخروج من كبوتهم؛ لكننا مختلفون، ونريد أن نستغل كل شيء يمكننا تحقيقه من هذا الوضع الرائع الذي نعيشه هنا». لقد كانت الرسالة الضمنية من هذه الكلمات واضحة تماماً، فقد كان فريق مانشستر يونايتد معرضاً للانهيار تماماً بمجرد الضغط عليه.
وقبل المباراة، وكما روى مساعد مدرب ليفربول بيب ليندرز، في كتابه الذي يحمل اسم «الشراسة»، كان كلوب وأفراد طاقمه الفني يستمتعون وهم يشرحون نقاط الضعف في مانشستر يونايتد. فقد طلب المدير الفني الألماني من لاعبي خط وسط فريقه أن يضغطوا بلا رحمة، على سكوت مكتوميناي، وفريد، في خط الوسط، وكلَّف روبرتو فيرمينو بسحب هاري ماغواير وفيكتور ليندلوف لإحداث خلل في تمركزهما، كما طلب من لاعبي فريقه غلق المساحات تماماً أمام صانع ألعاب مانشستر يونايتد برونو فرنانديز. وكانت النتيجة هي فوز ليفربول بخماسية نظيفة، ليتحول «مسرح الأحلام» إلى كابوس مؤلم، ويترك آلاف من مشجعي مانشستر يونايتد المدرجات قبل نهاية الشوط الأول.
لكن على الرغم من هذا الفوز العريض، فقد كان كلوب يرى، بعين الخبير، ما سيحدث خلال الفترة المقبلة، حتى لو لم يكن الآخرون يرون ذلك. ففي مقابلة صحافية مع التلفزيون الألماني في الشهر نفسه الذي أقيمت فيه هذه المباراة، أشار كلوب إلى المشهد المتغير للدوري الإنجليزي الممتاز، في ظل تدفق الاستثمارات الجديدة، وسعي الأندية العملاقة للعودة إلى مكانتها التي كانت عليها، وقال: «مانشستر يونايتد يظل هو مانشستر يونايتد. ولن يتوقف النادي عن ضخ الاستثمارات حتى ينجح في تحقيق أهدافه عند نقطة ما».

تن هاغ المدير الفني لمانشستر يونايتد    -    كلوب المدير الفني لليفربول (رويترز)

فهل وصل مانشستر يونايتد إلى هذه النقطة الآن؟ فقبل رحلة مانشستر يونايتد إلى ملعب «أنفيلد» لمواجهة ليفربول اليوم، يتحدث كثيرون عن التحول المذهل الذي طرأ على مستوى الفريقين خلال الفترة الأخيرة؛ حيث تحسن مستوى مانشستر يونايتد بشكل كبير، في حين تراجع مستوى ليفربول بشكل مثير للقلق، بغض النظر عن أن ليفربول لم يستقبل أي هدف على ملعبه في الدوري منذ بداية العام الجديد، وأن مانشستر يونايتد، بقيادة المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ، لم يحقق أي فوز خارج ملعبه على أي نادٍ أفضل من فولهام!
وبالنسبة لجماهير ليفربول التي لم ترَ فريقها يخسر على ملعبه أمام مانشستر يونايتد منذ 7 سنوات، فإنها تشعر بالقلق مما يمكن أن يحدث في مباراة اليوم، في ظل المستويات المتذبذبة التي يقدمها «الريدز» هذا الموسم. ومن المفارقات أن ليفربول –الذي يتأخر بفارق 10 نقاط عن مانشستر يونايتد، و21 نقطة عن المتصدر آرسنال- هو الذي يتطلع الآن إلى استغلال هذه المباراة للخروج من كبوته!
فكيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ لقد كان كلوب يشير ضمنياً في تصريحاته إلى أن الأموال هي التي تصنع الفارق، وأن مانشستر يونايتد سيعود إلى مكانته السابقة بمجرد ضخ الأموال اللازمة، وتدعيم صفوفه بعدد من اللاعبين المميزين. فهل هذا هو ما حدث بالفعل مع مانشستر يونايتد؟ لقد تعاقد النادي مع كاسيميرو من ريال مدريد في اللحظات الأخيرة من سوق الانتقالات، وحقق النجم البرازيلي نجاحاً كبيراً. ولم يكن بمقدور كثير من الأندية تحمل دفع 82 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع لاعب مثل أنتوني، أو ببساطة الاستغناء عن نجم عالمي مثل كريستيانو رونالدو. في غضون ذلك، كان كثيرون في مجلس إدارة مانشستر يونايتد في مثل هذا التوقيت من العام الماضي يفضلون التعاقد مع ماوريسيو بوكيتينو على تن هاغ!
لقد كان هذا في جوهره تتويجاً للاستراتيجية التي وضعها الرئيس التنفيذي السابق لمانشستر يونايتد، إد وودوارد، قبل عقد من الزمن. وقال وودوارد في تصريحات صحافية: «إذا حققنا نتائج سيئة في أحد الأعوام، فلدينا القوة المالية التي تمكننا من تغيير الفريق. لدينا قوة مالية كبيرة للغاية، لدرجة أنه بدلاً من بيع 3 لاعبين وشراء 3 آخرين مكانهم، فإنه يمكننا التعاقد مع 5 لاعبين». وبالفعل، تعاقد مانشستر يونايتد مع 5 لاعبين خلال الصيف الماضي (أنتوني، وكاسيميرو، وليساندرو مارتينيز، وتيريل مالاسيا، وكريستيان إريكسن)، في حين تعاقد ليفربول مع 3 لاعبين (داروين نونيز، وفابيو كارفالو، وآرثر ميلو).
لكن يجب التأكيد على أن عودة مانشستر يونايتد لم تكن بسبب قوته المالية فحسب، فالاستثمار في فريق تن هاغ لم يكن متعلقاً بالمال فقط؛ لكنه كان يتعلق أيضاً بالصبر، ومنح المدير الفني الوقت اللازم لتنفيذ أفكاره وفلسفته. وعلاوة على ذلك، فإن بعض المناصب الإدارية التي ظلت مهملة لعدد من السنوات تم شغلها بشكل مدروس بعناية. وأصبح الفريق الآن يلعب بهوية واضحة وطريقة لعب مميزة، وهو الأمر الذي كان يفتقر إليه مانشستر يونايتد منذ رحيل لويس فان غال.
لا توجد ضمانات لتحقيق النجاح طويل المدى؛ لكن مانشستر يونايتد يحاول على الأقل بناء هوية واضحة ومتماسكة، وبناء منظومة فاعلة. أو بعبارة أخرى: يسعى إلى أن يكون أقرب إلى ليفربول.
وفي الوقت نفسه، فمن الغريب أن ليفربول يحاول أن يصبح أقرب إلى مانشستر يونايتد؛ سواء كان ذلك للأفضل أو للأسوأ! لقد أعلن ليفربول خلال الأسبوع الجاري عن مجموعة قياسية من النتائج المالية، متجاوزاً مانشستر يونايتد من حيث الإيرادات، لأول مرة منذ التسعينات من القرن الماضي. وكان بعض هذه الزيادات مرتبطاً بأداء الفريق على أرض الملعب؛ خصوصاً وصول الفريق إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في عام 2022؛ لكن نجاحهم خارج الملعب يرجع إلى حد كبير إلى التركيز الشديد على النمو التجاري، والاستفادة من تنامي القاعدة الجماهيرية للنادي في جميع أنحاء العالم.
ويبحث ليفربول عن راعٍ جديد بالسرعة والحيوية نفسيهما اللتين كانتا تميزان مانشستر يونايتد في فترة وودوارد، فيمكنك الآن أن تسمع مسميات مثل: الراعي الرسمي للتخزين السحابي، والراعي الرسمي للمراهنات في آسيا، والراعي الرسمي للصوت، بغض النظر عن معنى ذلك! ومن المفترض أن تكتمل توسعة مدرج «أنفيلد رود» هذا الصيف. وخلال الأشهر الأخيرة، أعلن مالكو النادي رغبتهم في البحث عن مستثمرين محتملين؛ بل وأشارت بعض التقارير إلى أن مجموعة «فينواي» الرياضية المالكة للنادي ستطرح النادي للبيع، بشكل يضمن لها عائداً مالياً باهظاً على استثماراتها الأولية!
لم تكن المواجهات بين مانشستر يونايتد وليفربول تقتصر على كرة القدم وحدها أبداً؛ بمعنى أن ليفربول ومانشستر يونايتد كانا دائماً وطوال تاريخيهما يبحثان عن التنافس من أجل التفوق على الآخر؛ بل كان كل نادٍ منهما يقيس مدى تقدمه بناء على ما يحققه النادي الآخر. لكن ربما يكون العنصر الأكثر إثارة للاهتمام في الوضع الحالي هو الطريقة التي يسعى بها كل نادٍ إلى أن يكون مثل النادي الآخر! دائماً ما يركز الجميع في مباريات «الديربي» على نقاط الاختلاف؛ لكن الحقيقة أن مباراة اليوم بين ليفربول ومانشستر يونايتد تعكس أوجه التشابه بين هذين الناديين العملاقين!


مقالات ذات صلة

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».