أصداء سياسية وشعبية لحضور الأمير محمد بن سلمان حفل الكليات العسكرية في مصر

خبراء عسكريون لـ«الشرق الأوسط»: تعكس عمق ومتانة العلاقات المصرية السعودية

أصداء سياسية وشعبية لحضور الأمير محمد بن سلمان حفل الكليات العسكرية في مصر
TT

أصداء سياسية وشعبية لحضور الأمير محمد بن سلمان حفل الكليات العسكرية في مصر

أصداء سياسية وشعبية لحضور الأمير محمد بن سلمان حفل الكليات العسكرية في مصر

أكد خبراء عسكريون في مصر، أن «حضور الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، حفل تخرج الدفعة الجديدة من الكليات العسكرية أمس في القاهرة، رسالة تؤكد عمق ومتانة العلاقات المصرية السعودية». في حين شهدت القاهرة أصداء سياسية وشعبية واسعة لحضور ولي ولي العهد السعودي الحفل العسكري، ودشن مغردون مصريون هاشتاغ: «مصر ترحب بالأمير محمد بن سلمان»، للترحيب بولي ولي العهد السعودي خلال زيارته إلى القاهرة، والذي لم يقتصر تداوله على المصريين حيث شارك كثير من المغردين السعوديين فيه مؤكدين على اعتزازهم بعلاقة الأشقاء مع مصر.
وحضر الأمير محمد بن سلمان، حفل تخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية والكلية الفنية العسكرية أمس، وهو ما اعتبره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «رسالة قوية جدا إلى الشعبين المصري والسعودي.. كما أنها رسالة إلى دول الخليج بأننا دائما مع بعض».
ويؤكد مراقبون أن «الرسالة التي أشار إليها الرئيس السيسي بحضور ولي ولي العهد السعودي أمس، تعكس الوحدة بين مصر والدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودول الخليج».
من جانبه، قال اللواء أحمد عبد الحليم، الخبير الاستراتيجي والعسكري في مصر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مشاركة الأمير محمد بن سلمان في حفل تخرج الدفعة الجديدة من الكلية الحربية والفنية العسكرية، هي رسالة تؤكد على متانة العلاقات المصرية السعودية، وأنها موجودة وتزداد قوة باستمرار في ظل المخاطر التي تحيق بالمنطقة حاليا».
ورأى اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن «زيارة ولي ولي العهد السعودي كانت مناسبة جيدة لحضور حفل تخريج الكلية الحربية، وذلك للتأكيد على العلاقات القوية بين القاهرة والمملكة وبالتحديد في مجال الدفاع».
وقال اللواء مسلم لـ«الشرق الأوسط»، إن «حضور الأمير محمد بن سلمان يعكس مدى التعاون الكبير بين مصر والسعودية، وأنه لا بد لمن يفكر في العدوان على السعودية أن يأخذ هذا في الاعتبار، فالعدوان على السعودية يعني العدوان على مصر»، لافتا إلى أن زيارة ولي ولي العهد للقاهرة جاءت في ظل التوتر الذي تشهده العلاقات السعودية الإيرانية في الوقت الراهن.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحضر فيها مسؤول عربي رفيع المستوى حفل تخرج طلاب الكليات العسكرية في مصر، ففي يوليو (تموز) عام 2009 شهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك والرئيس السوداني عمر البشير حفل تخرج الدفعة 76 من الكلية الجوية المصرية.
وبرفقة مبارك أيضا، شهد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي حفل تخريج الدفعة 36 من كلية الدفاع الجوي بالإسكندرية عام 2008، دفعة الفريق عبد المنعم واصل، قائد الجيش الثالث الميداني في حرب أكتوبر 1973.
وفي يوليو عام 2010، حضر الرئيس التركي السابق عبد الله غُل حفل تخريج الدفعة 104 من طلبة الكلية الحربية بالقاهرة (دفعة الفريق محمود شاكر عبد المنعم).
وقال الرئيس السيسي في كلمته خلال حفل تخرج الكليتين الحربية والفنية العسكرية: «اسمحوا لي هنا التوقف بالقول: سمو الأمير محمد كان لا بد من وجودك معنا في هذا الاحتفال لأن هذه رسالة قوية جدا للشعبين المصري والسعودي.. كما أنها رسالة إلى دول الخليج بأننا دائما مع بعض.. واسمح لي أن أشكرك وأحييك وأرحب بك مرة ثانية».
وتعد الكلية الحربية أحد أكبر الصروح التعليمية العسكرية، حيث تمتد جذورها لأكثر من قرن ونصف القرن، وتقوم بإعداد الطلاب المستجدين ليصبحوا ضباطا ثم قادة بالجيش المصري، علاوة على تخريج عدد من طلاب الدول العربية والأفريقية والصديقة. يقع مقر الكلية حاليا في ضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة)، ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات للحصول على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، وتتبع وزارة الدفاع المصرية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.