«الرئاسي» لتعزيز التدابير الاقتصادية في مواجهة إرهاب الحوثيين

اجتماع يمني ـ أميركي لدعم جهود مكافحة تهريب الأسلحة الإيرانية

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مع ثلاثة من أعضاء المجلس (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مع ثلاثة من أعضاء المجلس (سبأ)
TT
20

«الرئاسي» لتعزيز التدابير الاقتصادية في مواجهة إرهاب الحوثيين

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مع ثلاثة من أعضاء المجلس (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مع ثلاثة من أعضاء المجلس (سبأ)

بالتوازي مع انعقاد اجتماع يمني - أميركي في محافظة المهرة الحدودية (شرق) لتعزيز جهود مكافحة تهريب الأسلحة الإيرانية والمخدرات، شدد مجلس القيادة الرئاسي اليمني على مواصلة التدابير الحكومية للحد من آثار الهجمات الإرهابية الحوثية على موانئ تصدير نفط، والتصدي للحرب الاقتصادية التي تشنها الميليشيات ضد الحكومة.
وذكرت المصادر اليمنية الرسمية أن مجلس القيادة الرئاسي عقد برئاسة رشاد العليمي اجتماعا ناقش خلاله مستجدات الأوضاع الداخلية، وعلى وجه الخصوص مؤشرات الموقف الاقتصادي في ضوء السياسات والإجراءات الحكومية للتعاطي مع تداعيات الهجمات الإرهابية الحوثية على المنشآت والموانئ النفطية، وقيودها المفروضة على أنشطة القطاع الخاص، وحركة الأفراد، والسلع، والمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
ونقلت وكالة «سبأ» أن المجلس الرئاسي شدد على «أهمية مضاعفة الحكومة لجهودها في تحسين الإدارة الرشيدة للموارد، والإيرادات العامة، والودائع والتدخلات الإنمائية السخية من السعودية والإمارات».
وبحسب الوكالة أشاد المجلس بالتوجيهات الملكية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لإيداع مبلغ مليار دولار لحساب البنك المركزي اليمني، ما يعزز قدرات البنك في إدارة السياسة النقدية، والمحافظة على استقرار العملة الوطنية، وإفشال مخططات الميليشيات الإرهابية لمفاقمة الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم.
وفي سياق التعهدات الدولية الأخيرة المعلنة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، أعرب «الرئاسي اليمني» عن أمله في توظيف أمثل لهذه التعهدات، بما في ذلك ضخها عبر البنك المركزي اليمني، وضمان وصولها إلى مستحقيها في جميع أنحاء البلاد.
في الأثناء، أفاد إعلام السلطة المحلية في محافظة المهرة اليمنية بانعقاد لقاء في مقر قوات تحالف دعم الشرعية عقدته قيادة السلطة المحلية برئاسة المحافظة، محمد علي ياسر مع السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن وقائد الأسطول الأميركي الخامس الجنرال كوبر وعدد من المسؤولين الأميركيين؛ حيث شدد اللقاء على أهمية مواصلة جهود مكافحة تهريب الأسلحة الإيرانية والمخدرات إلى اليمن.
اللقاء اليمني - الأميركي تزامن مع إعلان قوات الملكية البريطانية والبحرية الأميركية اعتراض ومصادرة شحنة أسلحة إيرانية في خليج عمان كانت متجهة إلى الحوثيين في اليمن، وهي سابع شحنة مهربة يتم اعتراضها خلال ثلاثة أشهر.
وذكرت المصادر اليمنية أن اللقاء حضره رئيس مصلحة خفر السواحل في الغيضة خالد علي القملي، وناقش «جهود مكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات، بالإضافة إلى تعزيز سبل التعاون والتنسيق وبناء القدرات لمصلحة خفر السواحل للإسهام في تعزيز الأمن البحري وحرية الملاحة الدولية في المنطقة، وبخاصة مع استمرار إيران في زعزعة أمن واستقرار المنطقة وتصديرها لشحنات السلاح النوعي لميليشيا الحوثي».
وأشار محافظ المهرة إلى أهمية الدور الأميركي لليمن في ظل ظروف الحرب وتداعياتها، ونسبت المصادر إلى السفير الأميركي قوله إن الزيارة إلى المهرة «تأتي لإظهار دعم الولايات المتحدة لليمن ولمحافظة المهرة وتعزيز العديد من الجوانب؛ كالدعم في المجال الأمني ومكافحة التهريب والإرهاب».
وفي أول تعليق رسمي على شحنة الأسلحة الإيرانية الأخيرة التي اعترضتها البحرية الملكية البريطانية بإسناد من البحرية الأميركية في خليج عمان، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن ذلك «يؤكد تصعيد نظام طهران عمليات تهريب الأسلحة للحوثيين في انتهاك سافر للقرارات الدولية».
وأوضح الإرياني أن «القوات البحرية المشتركة تمكنت من تنفيذ سبع عمليات اعتراض في الأشهر الثلاثة الماضية، واستولت على 5000 قطعة سلاح، و1.6 مليون طلقة ذخيرة، و7000 فتيل تقريبي للصواريخ، و2100 كيلوغرام من الوقود المستخدم لإطلاق قذائف صاروخية، و30 مضادا للدبابات، وصواريخ موجهة ومكونات صواريخ باليستية»‏.
وقال إن تصعيد النظام الإيراني عمليات تهريب السلاح للميليشيا الحوثية يؤكد نياته في إجهاض الجهود الدولية للتهدئة واستعادة الهدنة، ووقوفه حجر عثرة أمام السلام في اليمن، واستخدامه الميليشيا أداة لتنفيذ سياساته في زعزعة الأمن والاستقرار ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة وتهديد المصالح الدولية.
وثمن الوزير اليمني جهود القوات البحرية المشتركة - وعلى رأسها القوات البحرية الأميركية والبحرية الملكية البريطانية - لدورها في إحباط عمليات تهريب السلاح الإيراني، داعياً إلى دعم قوات خفر السواحل اليمنية لرفع جاهزيتها في مجال مكافحة الإرهاب وعمليات تهريب الأسلحة والمخدرات وغيرها من الأنشطة غير القانونية.
وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن باتخاذ موقف حازم وخطوات جدية لوقف الأنشطة الإيرانية التي تزعزع الأمن، والسلم الإقليمي والدولي، باعتبارها انتهاكا صارخا للقوانين والقرارات الدولية، وتحديا سافرا لجهود فرض التهدئة وإحلال السلام في اليمن، وفق تعبيره.
جاء ذلك في وقت تؤكد فيه الحكومة اليمنية دعمها للجهود الأممية والدولية من أجل تجديد الهدنة وتوسيعها وصولا إلى إطلاق عملية سلام شاملة تفضي إلى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة بموجب المرجعيات المتفق عليها، وفي مقدمها قرارات مجلس الأمن.
وفي أحدث تصريح لوزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، قال إن الحكومة في بلاده «قدمت كل التنازلات لتمديد الهدنة والمحافظة على استمرارها والبناء عليها كمنطلق لاستئناف العملية السياسية».
ودعا وزير الخارجية اليمني المجتمع الدولي للضغط على الميليشيات الحوثية وداعميها للإذعان لمتطلبات السلام العادل والدائم والشامل الذي ينشده كل اليمنيين، وتقديم الدعم اللازم للحكومة اليمنية لتمكينها من الاضطلاع بمسؤولياتها في تطبيع الأوضاع الاقتصادية وتقديم الخدمات للمواطنين وتنفيذ الإصلاحات الضرورية.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.