السوداني يشدد العقوبات على آمري الوحدات العسكرية

بسبب تكرار الخروق الأمنية في مناطق مختلفة من العراق

محمد شياع السوداني (رويترز)
محمد شياع السوداني (رويترز)
TT

السوداني يشدد العقوبات على آمري الوحدات العسكرية

محمد شياع السوداني (رويترز)
محمد شياع السوداني (رويترز)

في وقت تكررت فيه الخروق الأمنية في مناطق مختلفة من العراق، سواء على مستوى المواجهة المباشرة مع تنظيم «داعش»، أو من خلال عمليات الاغتيال بالكواتم أو العبوات اللاصقة، وجّه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتشديد العقوبة ضد آمري الوحدات العسكرية، التي لا تؤدي واجباتها بالشكل المطلوب.
وطبقاً لوثيقة تحمل توقيع السوداني بصفته القائد العام للقوات المسلحة، فإن الأخير وجّه بتشكيل مجلس تحقيقي بشأن الخروق الأمنية.
وجاء في الوثيقة الصادرة من قيادة العمليات، أن السوداني «أمر بتشكيل مجلس تحقيقي في قيادة العمليات المشتركة أو وزارة الداخلية حسب الارتباط العملياتي بحق كل آمر (فوج – سرية – فصيل) تقع خروق أمنية في قواطعه تتسبب باستشهاد أو جرح منتسبين أو وقوع ضحايا مدنيين».
وطالبت البرقية بأن «يُنجز المجلس التحقيقي خلال 48 ساعة، وتعرض النتائج على أنظار القائد العام».
وحسب التوجيه، فإنه يترتب على نتائج التحقيق أن يُستبدل بالآمرين الحاليين آخرون أكثر كفاءة.
وفيما قُتل مسؤول في الجبهة التركمانية في كركوك بعبوة لاصقة من دون معرفة الجهة التي تقف خلف عملية الاغتيال، فإنه، وفي قضاء الخالص التابع لمحافظة ديالى، قتل بكاتم صوت ضابط برتبة عميد من الجيش العراقي السابق.
ويأتي هذان الحادثان في وقت تخوض فيه القوات الأمنية العراقية قتالاً مع التنظيمات الإرهابية في أكثر من رقعة جغرافية من البلاد.
ففي محافظة الأنبار، غرب العراق، أفاد مصدر أمني بأن القوات الأمنية تخوض حرباً طاحنة مع عناصر «داعش» بعد تسللهم إلى المناطق الغربية.
ويشير المصدر في تصريح صحافي إلى أن تلك العناصر تختبئ داخل أنفاق سرية في مناطق صحراء الأنبار الغربية، وهم مطوقون من جهات مختلفة، ويستخدمون طرقاً غير نظامية، مستغلين الثغرات الأمنية لشن هجمات إرهابية.
وطبقاً للمصدر، فإن محاولات التسلل هذه جاءت بعد مقتل 12 إرهابياً من قبل جهازي مكافحة الإرهاب والمخابرات مؤخراً.
وكانت عناصر من «داعش» قد هاجمت قبل أيام نقطة أمنية تابعة لقوات الحشد العشائري في منطقة الحوضة في قضاء هيت غرب الأنبار، تبعها تفجيران انتحاريان في أثناء قيام قوة أمنية بعمليات دهم وتفتيش لمواقع التنظيم الإرهابي هناك.
إضافة إلى ذلك، حذرت قوات البيشمركة الكردية، أمس الجمعة، من وقوع المزارعين ورعاة الأغنام في «مصائد الخطف المحرمة» بين إقليم كوردستان ومحافظة صلاح الدين.
وقال آمر «لواء 17» في البيشمركة، العقيد حكيم كريم ساتي لوكالات الأنباء المحلية إن «أكثر من 80 كيلومتراً مربعاً بين حدود كفري وطوزخورماتو شرق صلاح الدين خارج سيطرة الجيش والبيشمركة، وتحوي بؤراً خطيرة لمفارز (داعش) تتربص المزارعين والرعاة ممن يضلون الطرق، ويقعون في قبضة عناصر التنظيم». وأضاف أن «الفراغات بين طوزخورماتو وكفري تمتد من قواطع قوره شاي وبلكانة العليا والسفلى وبلكة وجبل غره وشوراو، وصولاً إلى أطراف الطوز، وهي مناطق جبلية وعرة وساخنة، لا يمكن السيطرة عليها إلا بإطلاق مهام اللواء 20 المشترك ضمن خطة التنسيق الأمني بين الجيش والبيشمركة».
وأشار ساتي إلى أن «المناطق المحرمة المذكورة سلفاً بعيدة وخارج السيطرة الأمنية منذ حكم النظام السابق وحتى الآن، وهي مصائد موت وخطف لرعاة الأغنام والصيادين»، محذراً من تصاعد خطط وأعمال الخطف التي يعدها التنظيم الإرهابي للأغراض المادية».
وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي ومدير المركز الجمهوري للدراسات السياسية والأمنية الدكتور معتز محيي الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «المشكلة تكمن في ترهل الكثير من القيادات العسكرية، خصوصاً التابعة للجيش والشرطة، بحيث أصبحت عاجزة عن المطاولة ومطاردة المسلحين... هناك أجهزة أبعدت عن مكافحة فلول الإرهاب مثل جهاز مكافحة الإرهاب، الذي جرى تدريبه أصلاً على هذا الهدف، وأثبت نجاحه في عمليات نوعية سابقة».
وأشار محيي الدين إلى أن «هناك بيانات تصدر يومياً من أكثر من جهة عسكرية، كلها تؤكد قتل المسلحين، وإلقاء القبض عليهم ونحرهم، ولو جمعنا هذه الأرقام للسنة الماضية فقط نجد أن من تم قتلهم طبقاً لتلك البيانات أرقام كبيرة جداً، وهو ما يجعلنا نطرح سؤالاً وجيهاً وهو: هل من المعقول أن يكون عناصر (داعش) بهذه الكثرة أو أن البيانات مبالغ فيها وهذه بحد ذاتها مشكلة؟»، مبيناً أنه «يفترض بالفعل محاسبة الوحدات العسكرية التي تنشر أرقاماً غير معقولة، ومع ذلك تحدث الخروق فضلاً عن إنفاق أموال كثيرة جداً على العمليات، لكن الحصيلة ليست بالمستوى المطلوب على أرض الواقع».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

لبنان يزيد عديد الجيش استعداداً للانتشار جنوباً

رجال الإنقاذ يحاولون إخماد حريق في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في مدينة بعلبك شرق لبنان في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
رجال الإنقاذ يحاولون إخماد حريق في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في مدينة بعلبك شرق لبنان في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

لبنان يزيد عديد الجيش استعداداً للانتشار جنوباً

رجال الإنقاذ يحاولون إخماد حريق في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في مدينة بعلبك شرق لبنان في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
رجال الإنقاذ يحاولون إخماد حريق في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في مدينة بعلبك شرق لبنان في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أقرَّت الحكومة اللبنانية تمويل 1500 متطوع في الجيش اللبناني، تمهيداً لزيادة انتشار الجيش على الحدود الجنوبية، وذلك عبر منح وزارة الدفاع سلفة خزينة، فيما لفت وزير الإعلام الذي تلا مقررات اجتماع الحكومة، إلى «أهمية هذا القرار سياسياً ودولياً ومدى ارتباطه بتطبيق القرار 1701».

وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أن «الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان، تحوّلت إلى جرائم ضد الإنسانية، والمدخل الرئيسي لأي حلٍّ مقبول من لبنان هو وقف الحرب علينا، والتنفيذ الكامل للقرار 1701، والبدء بانتخاب رئيس الجمهورية، فينتظم عقد المؤسسات ونستعيد الاستقرار ونبدأ بورشة الإعمار وبناء كل ما هدمته الحرب».

في غضون ذلك، استأنف الجيش الإسرائيلي، أمس (الأربعاء)، إخلاء أحياء سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد قصف «حزب الله» محيط مطار بن غوريون في تل أبيب لأول مرة منذ بدء الحرب العام الماضي، وذلك في أحدث تصعيد، تلاه قصف محيط تل أبيب بعد الظهر أيضاً، وسط مجازر ارتكبتها القوات الإسرائيلية في بلدة برجا بجبل لبنان وفي شرق لبنان، وفاق عدد ضحاياها 65 شخصاً.

وقال الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، إن لدى الحزب عشرات الآلاف من المقاتلين المدرَّبين لمواجهة إسرائيل، مشيراً إلى أنه لا يُعوّل على نتائج الانتخابات الأميركية لوقف «عدوان» إسرائيل التي يخوض مواجهة مفتوحة معها منذ أكثر من شهر. وأبدى تمسّكه بالاحتكام إلى الميدان، قائلاً إن «الإمكانات متوفرة سواء في المخازن أو في أماكن التموضع» و«قابلة لأن تُمدنا لفترة طويلة».