معلومات عن اعتقال القوات الكردية 150 شابًا عربيًا في صرين بريف حلب

الجيش الحر يؤكدها في كل قرى عفرين.. والأكراد ينفون

مقاتل في الجيش الحر يلتقط صورة لرجل كبير في السن في حلب القديمة (رويترز)
مقاتل في الجيش الحر يلتقط صورة لرجل كبير في السن في حلب القديمة (رويترز)
TT

معلومات عن اعتقال القوات الكردية 150 شابًا عربيًا في صرين بريف حلب

مقاتل في الجيش الحر يلتقط صورة لرجل كبير في السن في حلب القديمة (رويترز)
مقاتل في الجيش الحر يلتقط صورة لرجل كبير في السن في حلب القديمة (رويترز)

اتهم ناشطون وسكان من بلدة صرين السورية، الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب، وحدات حماية الشعب الكردي وفصائل مقاتلة مساندة لها، بـ«ارتكاب انتهاكات في بلدة صرين التي سيطروا عليها بدعم من طائرات التحالف الدولي في 27 يوليو (تموز) الحالي، عقب اشتباكات استمرت لأكثر من عشرين يومًا، قتل خلالها العشرات من عناصر تنظيم داعش، ونحو 20 مقاتلاً من وحدات الحماية».
ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن عدد من سكان المنطقة وناشطين قولهم: «إن الوحدات الكردية والفصائل المساندة لها، اعتقلت نحو 150 شابًا ورجلا من بلدة صرين، بتهمة أنهم عناصر من تنظيم داعش أو متعاونون معه، واقتادوهم إلى مناطق سيطرتهم في ريف حلب الشمالي الشرقي، ووضعوا عائلات المعتقلين ومعظمهم من النساء والأطفال، تحت (الإقامة الجبرية) في منزل حسين محمد الشيخ في بلدة صرين».
هذه المعلومات أكد صحتها مصدر في الجيش السوري الحرّ، الذي أعلن أن «هذه الحالة ليست مقتصرة على بلدة صرين، إنما تحصل بشكل دوري في كل قرى عفرين، وهي امتداد لما قامت به القوات الكردية في تل أبيض والحسكة والكثير من القرى والبلدات الخاضعة للنفوذ الكردي. وسبق للجنة تقصي الحقائق التي شكّلها الائتلاف قبل أكثر من شهر، أن وثقت حالات القتل والتهجير والاضطهاد والاعتقالات التعسفية».
وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن الاعتقالات التي حصلت في الساعات الأخيرة في صرين وبلدات أخرى في عفرين: «تطال بشكل أساسي السكان العرب المقيمين في المناطق ذات الأكثرية الكردية، وغالبًا ما تخضع بعض العائلات إلى الابتزاز المادي لقاء السماح لها للبقاء في منازلها». وعمّا إذا كان بإمكان الجيش الحر أن يلعب دورًا في وقف هذه الممارسات، أشار المصدر إلى أن «الجيش الحر يتجنّب الدخول إلى مناطق الأكراد حاليًا لأنه مشغول بمحاربة تنظيم داعش والنظام السوري، داعيا إلى «معالجة هذه الظاهرة كي لا تكون مقدمة لنزاعات بيننا وبين إخواننا الأكراد لا في هذه المرحلة، ولا في المرحلة التي ستلي سقوط النظام السوري».
لكن الجانب الكردي سرعان ما نفى هذه الاتهامات، ووضعها في إطار «الإساءة إلى نضال وتضحيات أبناء الشعب الكردي ومقاتلي وحدات الحماية». وقال نائب رئيس هيئة العلاقات الخارجية في مقاطعة كوباني إدريس نعسان لـ«الشرق الأوسط»: «سبق واتهموا وحدات حماية الشعب الكردي بارتكاب تجاوزات ضدّ المقاوم العربي والتركماني من أجل إحداث تغيير ديموغرافي لصالح المكون الكردي حسب زعمهم». وذكّر بـ«ما يحصل الآن في تلّ أبيض، حيث توصلت الإدارة الذاتية الديمقراطية إلى تشكيل مجلس للأعيان بالتوازن ما بين العرب والكرد والتركمان والأرمن»، مؤكدًا أن «هذه الاتهامات التي يروّج لها مرتزقة داعش والجهات المعادية للتقدم الذي تحققه القوات الكردية، لا هدف لها إلا النيل من الانتصارات التي صنعها الأكراد بدمائهم وبدماء رفاقهم من أبطال الشعب السوري».
وردًا على سؤال عن أسباب اعتقال العشرات من عرب صرين، أوضح نعسان، أنه «في حال صحة هذه المعلومات، فإنه من الطبيعي بعد تحرير أي بلدة أو مدينة من الإرهابيين، أن تعمد وحدات الحماية إلى تعقب بعض المتورطين في الانتهاكات والمساندين لداعش، وهي مجرد إجراءات أمنية لا بد من اتخاذها لتطهير أي منطقة محررة من فلول الإرهاب، فمن لم يثبت عليه أي تهمة يطلق سراحه، وسيعيش في بيته وفي بلدته بكل كرامة، أما من يثبت تورطه وانخراطه في جرائم داعش، فهناك قوانين ومحاكم وسينال العقاب الذي يستحقه». وجدد نعسان تأكيده أنه «لا نية لدى المكون الكردي بأي تطهير عرقي أو اللجوء إلى تغيير ديموغرافي أو عرقي في مناطق تواجد الأكراد، وأعتقد أن من يقف خلف هذه الشائعات إنما يكون نصيرًا لتنظيم داعش ومشروعه الإرهابي».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.