في غضون دقائق، يُمكن استخدام نموذج إحصائي يعتمد على قاعدة بيانات عالمية للتقارير العامة عن اهتزاز الأرض، لتحديد الزلزال كحدث عالي التأثير أو منخفض التأثير، وفقاً لدراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من دورية السجل الزلزالي.
والزلازل عالية التأثير، كما حددتها الدراسة، هي تلك المرتبطة بمبنى واحد على الأقل مدمر، أو 50 مبنى متضرراً على الأقل، أو حالتي وفاة على الأقل، أو أي خسائر مالية موثقة.
وتمكن الباحثون خلال الدراسة من تقديم نتائج التأثير لـ393 حدثاً زلزالياً عالمياً، وقعت عام 2021 في غضون 10 دقائق، وتم تطوير النموذج الإحصائي باستخدام أكثر من 1.5 مليون تقرير محسوس تم جمعها عالمياً من أكثر من 10 آلاف زلزال من أي حجم بين عامي 2014 و2021. وتأتي التقارير من تطبيق «لاست كويك»، التابع للمركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل، الذي يكتب فيه المستخدمون عن شعورهم بالزلزال وقت حدوثه.
ويعد التحديد السريع لتأثير الزلزال أمراً ضرورياً لصانعي القرار ومشغلي الاستجابة للطوارئ، حيث يقومون بالتوجيه الفوري للإجراءات التي يمكن أن تحمي الأرواح وتقلل من المزيد من الضرر.
ويقول هينينج ليلينكامب، في تقرير نشره (الخميس) الموقع الإلكتروني لجامعة بوتسدام الألمانية: «بالطبع، في بعض الحالات مثل التسلسل الكارثي للزلازل، كما حدث في زلزال فبراير (شباط) الماضي، الذي ضرب أجزاء من تركيا وسوريا، من الواضح أهمية أن تكون إجراءات الطوارئ عاجلة». ويوضح: «أحداث مثل الزلزال الذي بلغت قوته 5.9 درجة الذي ضرب مناطق نائية في أفغانستان وإيران في 12 يونيو (حزيران) الماضي، وتسبب في مقتل أكثر من 1000 شخص، هي المثال الذي يمكن أن يكون فيه نموذجنا موضع اهتمام، لأنه وفقاً لمركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي، لم يكن من الواضح لساعات ما إذا كان تأثير الزلزال كبيراً أم لا».
ويقترح ليلينكامب وزملاؤه أنه يمكن استخدام طريقتهم لتطوير نظام إنذار استناداً إلى درجات التأثير، حيث لا تتطلب درجات المستوى الأخضر أي إجراء إضافي من قبل صانعي القرار، بينما قد يؤدي اللون الأصفر إلى مزيد من التحقيق، ويمكن أن يثير اللون الأحمر تنبيها.
وبالنسبة لزلازل 6 فبراير في تركيا. قال ليلينكامب إن خدمة «لاست كويك» جمعت نحو 6500 تقرير من أول صدمة بلغت 7.8 درجة، ونحو 4800 تقرير من الصدمة الثانية بقوة 7.5، وبالنسبة إلى الصدمة الأولى، استغرق الأمر نحو أربع دقائق ونصف دقيقة لجمع 50 تقريراً، وهو العدد المطلوب لتشغيل نموذجنا، وبعد 10 دقائق أصبح 1232 تقريراً متاحاً.
وأضاف: «كالعادة، كان هناك نقص أولي في التقارير الواردة من المنطقة التي كان فيها الاهتزاز أكثر حدة، وهذا التأثير معروف جيداً ويمثل حقيقة أن الأشخاص في ظل هذه الظروف القصوى بالطبع يعطون الأولوية لإيجاد مأوى وإنقاذ الأشخاص المعرضين للخطر، بدلاً من تقديم تقارير محسوسة على هواتفهم الذكية».
من جانبه، يرى شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، أن أهمية النموذج الإحصائي الذي وفره الباحثون قد تكون في السيطرة على حالة القلق التي قد تنتاب البعض، وهو ما لمسناه خلال الفترة الأخيرة. ويقول الهادي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القدرة على تحديد الزلزال على أنه تأثير منخفض يمكن أن يوفر بعض الراحة للجمهور؛ إذ أحياناً ما يكون التدافع على سلالم المباني أحد أسباب الوفيات في أحداث الزلزال، وليس سقوط المبنى».
نموذج إحصائي يُحدد تأثير الزلزال خلال دقائق
يساعد صُنّاع القرار على تقييم سريع لحجم الأضرار
نموذج إحصائي يُحدد تأثير الزلزال خلال دقائق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة