نموذج إحصائي يُحدد تأثير الزلزال خلال دقائق

يساعد صُنّاع القرار على تقييم سريع لحجم الأضرار

التقارير المحسوسة من زلزال 22 أبريل 2022 في البوسنة والهرسك (الفريق البحثي)
التقارير المحسوسة من زلزال 22 أبريل 2022 في البوسنة والهرسك (الفريق البحثي)
TT

نموذج إحصائي يُحدد تأثير الزلزال خلال دقائق

التقارير المحسوسة من زلزال 22 أبريل 2022 في البوسنة والهرسك (الفريق البحثي)
التقارير المحسوسة من زلزال 22 أبريل 2022 في البوسنة والهرسك (الفريق البحثي)

في غضون دقائق، يُمكن استخدام نموذج إحصائي يعتمد على قاعدة بيانات عالمية للتقارير العامة عن اهتزاز الأرض، لتحديد الزلزال كحدث عالي التأثير أو منخفض التأثير، وفقاً لدراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من دورية السجل الزلزالي.
والزلازل عالية التأثير، كما حددتها الدراسة، هي تلك المرتبطة بمبنى واحد على الأقل مدمر، أو 50 مبنى متضرراً على الأقل، أو حالتي وفاة على الأقل، أو أي خسائر مالية موثقة.
وتمكن الباحثون خلال الدراسة من تقديم نتائج التأثير لـ393 حدثاً زلزالياً عالمياً، وقعت عام 2021 في غضون 10 دقائق، وتم تطوير النموذج الإحصائي باستخدام أكثر من 1.5 مليون تقرير محسوس تم جمعها عالمياً من أكثر من 10 آلاف زلزال من أي حجم بين عامي 2014 و2021. وتأتي التقارير من تطبيق «لاست كويك»، التابع للمركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل، الذي يكتب فيه المستخدمون عن شعورهم بالزلزال وقت حدوثه.
ويعد التحديد السريع لتأثير الزلزال أمراً ضرورياً لصانعي القرار ومشغلي الاستجابة للطوارئ، حيث يقومون بالتوجيه الفوري للإجراءات التي يمكن أن تحمي الأرواح وتقلل من المزيد من الضرر.
ويقول هينينج ليلينكامب، في تقرير نشره (الخميس) الموقع الإلكتروني لجامعة بوتسدام الألمانية: «بالطبع، في بعض الحالات مثل التسلسل الكارثي للزلازل، كما حدث في زلزال فبراير (شباط) الماضي، الذي ضرب أجزاء من تركيا وسوريا، من الواضح أهمية أن تكون إجراءات الطوارئ عاجلة». ويوضح: «أحداث مثل الزلزال الذي بلغت قوته 5.9 درجة الذي ضرب مناطق نائية في أفغانستان وإيران في 12 يونيو (حزيران) الماضي، وتسبب في مقتل أكثر من 1000 شخص، هي المثال الذي يمكن أن يكون فيه نموذجنا موضع اهتمام، لأنه وفقاً لمركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي، لم يكن من الواضح لساعات ما إذا كان تأثير الزلزال كبيراً أم لا».
ويقترح ليلينكامب وزملاؤه أنه يمكن استخدام طريقتهم لتطوير نظام إنذار استناداً إلى درجات التأثير، حيث لا تتطلب درجات المستوى الأخضر أي إجراء إضافي من قبل صانعي القرار، بينما قد يؤدي اللون الأصفر إلى مزيد من التحقيق، ويمكن أن يثير اللون الأحمر تنبيها.
وبالنسبة لزلازل 6 فبراير في تركيا. قال ليلينكامب إن خدمة «لاست كويك» جمعت نحو 6500 تقرير من أول صدمة بلغت 7.8 درجة، ونحو 4800 تقرير من الصدمة الثانية بقوة 7.5، وبالنسبة إلى الصدمة الأولى، استغرق الأمر نحو أربع دقائق ونصف دقيقة لجمع 50 تقريراً، وهو العدد المطلوب لتشغيل نموذجنا، وبعد 10 دقائق أصبح 1232 تقريراً متاحاً.
وأضاف: «كالعادة، كان هناك نقص أولي في التقارير الواردة من المنطقة التي كان فيها الاهتزاز أكثر حدة، وهذا التأثير معروف جيداً ويمثل حقيقة أن الأشخاص في ظل هذه الظروف القصوى بالطبع يعطون الأولوية لإيجاد مأوى وإنقاذ الأشخاص المعرضين للخطر، بدلاً من تقديم تقارير محسوسة على هواتفهم الذكية».
من جانبه، يرى شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، أن أهمية النموذج الإحصائي الذي وفره الباحثون قد تكون في السيطرة على حالة القلق التي قد تنتاب البعض، وهو ما لمسناه خلال الفترة الأخيرة. ويقول الهادي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القدرة على تحديد الزلزال على أنه تأثير منخفض يمكن أن يوفر بعض الراحة للجمهور؛ إذ أحياناً ما يكون التدافع على سلالم المباني أحد أسباب الوفيات في أحداث الزلزال، وليس سقوط المبنى».


مقالات ذات صلة

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أوروبا شخص ينظر إلى الأنقاض والحطام بعد زلزال في كهرمان مرعش بتركيا 8 فبراير 2023 (رويترز)

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أفاد التلفزيون التركي، اليوم الأحد، بوقوع زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
يوميات الشرق شرم الشيخ شهدت زلزالاً بلغت قوته 4.25 درجة على مقياس ريختر (عبد الفتاح فرج)

ما أسباب تكرار الهزات الأرضية في شمال البحر الأحمر؟

سجّلت محطات شبكة الزلازل القومية، هزة أرضية على بُعد 12 كيلومتراً من مدينة شرم الشيخ، عند الساعة 7:34 صباحاً بتوقيت القاهرة، مما أثار انتباه السكان في المنطقة.

محمد السيد علي (القاهرة)
شؤون إقليمية قُبض على الإسرائيلي بوريس ولفمان في إسطنبول 2015 وسُلم لإسرائيل لاتهامه بالاتجار بالأعضاء وعاد إلى تركيا عام 2017 (إعلام تركية)

القبض على إسرائيلي في تركيا للاتجار بأعضاء اللاجئين السوريين

قررت محكمة تركية في إسطنبول توقيف إسرائيلي مطلوب من الإنتربول الدولي بنشرة حمراء، لتورطه في عمليات اتجار بالأعضاء في أوساط اللاجئين السوريين في تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية سكان مالاطيا غادروا منازلهم وبقوا في الشوارع بسبب الهلع من الزلزال (إعلام تركي)

زلزال بقوة 5.9 درجة ضرب شمال تركيا وأعاد ذكريات «كهرمان ماراش»

ضرب زلزال بقوة 5.9 درجة على مقياس ريختر ولاية مالاطيا في شرق تركيا تأثرت به بعض المناطق في جنوب شرقي البلاد وفي شمال سوريا ولم يسفر عن ضحايا أو إصابات خطيرة

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية صورة أرشيفية لآثار الزلزال الذي ضرب ملاطية العام الماضي (غيتي)

شعر به سكان مدن سورية... زلزال بقوة 5.9 درجة يضرب جنوب شرق تركيا

أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن زلزالاً بقوة 5.9 درجة هز إقليم ملاطية في جنوب شرق تركيا، اليوم الأربعاء، وشعر به سكان مدن سورية.

«الشرق الأوسط» (اسطنبول)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)
جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)
TT

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)
جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

يستضيف أحد أفخم فنادق باريس، آخر الشهر الحالي، المناسبة السنوية الدورية المعروفة بـ«حفل المبتدئات». وهي سهرة راقصة وباذخة لتقديم فتيات ما يُسمَّى بالطبقة المخملية إلى المجتمع. بعد ذلك تصبح كل واحدة منهنّ وجهاً حاضراً في حفلات المشاهير وهدفاً للمصوّرين وللصحافة الشعبية.

تشارك في الحفل هذا العام 17 شابة تراوح أعمارهن بين 16 و21 عاماً، وفق الشرط الخاص بهذا التقليد؛ ينتمين إلى 12 دولة. وتراوح صفات المشاركات ما بين بنات الأمراء والأميرات، وبين كبار الصناعيين وأثرياء العالم، مع ملاحظة حضور عدد من بنات وحفيدات نجوم السينما، أبرزهنّ لوتشيا صوفيا بونتي، حفيدة النجمة الإيطالية صوفيا لورين وزوجها المنتج كارلو بونتي.

جرت العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا. كما تقتضي المناسبة أن ترتدي المُشاركات فساتين للسهرة من توقيع كبار المصمّمين العالميين. وأن تكون مجوهراتهن من إبداع مشاهير الصاغة. وبهذا فإنّ الحفل تحوَّل في السنوات الأخيرة إلى مباراة في الأناقة والمنافسة بين الأسماء البارزة في الخياطة الراقية، على غرار ما يحدُث في حفلات جوائز «الأوسكار» وافتتاح مهرجانات السينما. ورغم أنّ رائحة النقود تفوح من الحفل، فإنّ الفتيات لا يشترين مشاركتهن بمبالغ مدفوعة، وإنما يُختَرن وفق ترتيبات خاصة.

تعود أصول هذا الحفل إلى البلاط البريطاني في القرن الـ18، إذ كان من الطقوس التي سمحت للشابات الصغيرات بالاندماج في محيطهن. والهدف طمأنة الخاطبين الشباب إلى أنّ هؤلاء الفتيات من «الوسط عينه». فقد كانت بنات الأرستقراطية يتلقّين تربيتهن في الأديرة، ويجدن صعوبة في العثور على عريس مناسب عند الخروج من الدير. لذا؛ جرت العادة أن يُقدَّمن إلى الملكة مرتديات فساتين وقفازات بيضاء طويلة وعلى رؤوسهن التيجان. بهذا؛ فإنّ الحفل كان يعني الدخول إلى عالم الكبار، وبمثابة بداية الموسم الذي يسمح للنُّخب الإنجليزية بالالتقاء في مناسبات خاصة بها.

وعام 1780، نُظِّم أول حفل راقص من هذا النوع بمبادرة من الملك جورج الثالث، وذلك بمناسبة عيد ميلاد زوجته الملكة شارلوت. وساعد ريع الحفل في تمويل جناح الولادة في المستشفى الذي يحمل اسم الملكة. كما دُعم هذا التقليد البريطاني من الأرستقراطيين الفرنسيين المنفيين إلى بريطانيا خلال الثورة، لأنه كان يذكّرهم بحفلات بلاط قصر فرساي. واستمر الحفل سنوياً حتى عام 1958، عندما ألغته الملكة إليزابيث الثانية. وعام 1957، أعادت فرنسا الاتصال بالتقاليد البريطانية، إذ تولّى الراقص جاك شازو تقديم المبتدئات ذوات الفساتين البيضاء والقفازات والتيجان إلى كونتيسة باريس، وذلك على مسرح الأوبرا.

وكانت مجلة «فوربس» قد صنفّت «حفل المبتدئات» المُقام سنوياً في العاصمة الفرنسية واحداً من بين أفخم 10 سهرات في العالم. وبفضل دوراته السابقة، تعرَّف العالم على سليلة أحد ماهراجات الهند، وعلى كيرا ابنة روبرت كيندي جونيور، وابنة رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو بيرلسكوني، وابنة المنتج ورجل الأعمال التونسي الطارق بن عمار، وبنات كل من الممثلَيْن كلينت إيستوود وسيلفستر ستالون. أما في حفل 2024، فمن المقرَّر مشاركة أونا ابنة الممثل البريطاني بيتر فينش، ومن هونغ كونغ إيلام يام ابنة الممثل سيمون يام، وإنجيل ابنة المخرج الصيني زيانغ ييمو؛ إذ لوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع نسبة المُشاركات سليلات أثرياء القارة الآسيوية.