المقاومة الشرعية تتقدم في أبين وتسيطر على عاصمة لحج.. وتنتظر توجيهات لاقتحام قاعدة العند

تطهير لودر من الميليشيات الحوثية.. والعثور على أخاديد وأنفاق للاختباء من ضربات التحالف

مسلح يمني من القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي يستند إلى عكازتين في مدينة عدن الجنوبية أمس (أ.ف.ب)
مسلح يمني من القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي يستند إلى عكازتين في مدينة عدن الجنوبية أمس (أ.ف.ب)
TT

المقاومة الشرعية تتقدم في أبين وتسيطر على عاصمة لحج.. وتنتظر توجيهات لاقتحام قاعدة العند

مسلح يمني من القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي يستند إلى عكازتين في مدينة عدن الجنوبية أمس (أ.ف.ب)
مسلح يمني من القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي يستند إلى عكازتين في مدينة عدن الجنوبية أمس (أ.ف.ب)

تواصل القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمقاومة الشعبية تقدمها في جبهتي محافظتي لحج وأبين، في حين أكدت مصادر يمنية مطلعة أن القوات اليمنية مدعومة بضربات جوية من التحالف العربي، استعادت مواقع على مشارف عدن كان الحوثيون يستخدمونها في إطلاق صواريخ على المدينة الساحلية الجنوبية.
وقالت مصادر محلية في أبين لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاومة تمكنت من السيطرة على جبل يسوف الاستراتيجي في مديرية لودر وجرى تطهيره كامل من الميليشيات الحوثية، وعثرت المقاومة على أخاديد وأنفاق قامت بحفرها الميليشيات في الأشهر الماضية واستخدامها للاختباء من ضربات قوات التحالف».
وفي محافظة لحج، الواقعة إلى الجنوب الشرقي للعاصمة صنعاء، تمكنت المقاومة الشعبية من السيطرة على مدينة الحوطة عاصمة المحافظة بعد احتدام معارك ضارية مع الميليشيات الحوثية وقوات علي عبد الله صالح، وذلك في الوقت الذي تقوم فيه المقاومة الشعبية بمحاصرتها قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية من كل الاتجاهات وتنتظر صدور التوجيهات باقتحام القاعدة التي تتريث المقاومة في اقتحامها بسبب وجود أكثر من 1500 معتقل بداخلها من المحافظات الجنوبية.
وذكر مصدر في المقاومة الشعبية في لودر لـ«الشرق الأوسط» أنه «جرى أسر عدد من المقاتلين الحوثيين بينهم ثلاثة أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 عاما من العمر». واعتبر المصدر أن ذلك يُعد «جريمة في حق الأطفال ومخالفا للقوانين الدولية». وذكرت المعلومات في أبين أن المعارك انتقلت إلى عقبة ثرة الاستراتيجي لتطهيرها من الحوثيين، وتعد هذه الجبهة - العقبة هي طريق استراتيجي للفرار الرئيسي التي تتغذى منه قوات الحوثيين وأنصارهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح خاصة منها العسكرية والبشرية من صنعاء عبر محافظة البيضاء، وسط البلاد.
وسيطرت المقاومة الشعبية بمدينة تعز وسط اليمن، على موقع استراتيجي كان في قبضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح.
وقال مصدر من المقاومة الشعبية، إن المقاومة سيطرت على تبة مسعود بمديرية مشرعة بعد هجوم شنته على قرية حدنان بجبل صبر. وأكد المصدر أن المقاومة غنمت عددا من الدوريات العسكرية التابعة للحوثيين وقوات صالح، موضحًا أن الاشتباكات ما زالت مستمرة بين الطرفين في حدنان، حيث تسعى المقاومة لتحريرها من قبضة الحوثيين وقوات صالح.
وفي سياق آخر، نفذت المقاومة الشعبية هجومًا استهدف دورية عسكرية تابعة للحوثيين شرق مدينة تعز، أسفر عن مقتل أربعة وإصابة ثلاثة آخرين من الحوثيين. وتشهد مدينة تعز اشتباكات عنيفة بين الطرفين منذ زحف الحوثيين وقوات صالح إليها منذ نحو أربعة أشهر، وخلفت تلك المواجهات عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيون.
ويقول مصدر مقرب من المقاومة لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعارك اشتدت بين المقاومة المسنودة من الجيش الوطني وميليشيات الحوثي وأنصارهم من قوات صالح في المحافظة، حيث جرت اشتباكات عنيفة بينهم في منطقة المناخ ووصيناء والمرور والضباب وصرب وفي القرب من إدارة الأمن وقيادة المحور، وقتل فيها أكثر من 20 مسلحا حوثيا، بالإضافة إلى نصب كمين من قبل المقاومة في منطقة البرح غرب مدينة تعز سقط فيها قتلى وجرحى من الحوثيين».
وأضاف المصدر: «بعد الاستيلاء على موقع الكشار الاستراتيجي من قبل المقاومة شوهدت مدرعات تابعة لميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع تتجه باتجاه مشرعة وحدنان بصبر عند نقطة الضريبة في محاولة لاستعادة موقع الكشار الاستراتيجي، وأنباء عن مقتل أكثر من عشرة من ميليشيات الحوثي وأكثر من 20 جريحا في اشتباكات مع المقاومة في مديرية مشرعة وحدنان بصبر».
وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «المقاومة في صبر من اقتحام معقل الميليشيات الحوثية في حدنان واستطاعت السيطرة على قبة مسعود الاستراتيجية، بالإضافة إلى استهداف دورية عسكرية لميليشيا الحوثي والمخلوع أمام مدينة الصالح بالحوبان وقتل وجرح من فيه، وذلك في عملية نوعية ثانية للمقاومة الشعبية خلال ساعة واحدة بعد استهدافهم لدورية عسكرية ﺟﻮﻟﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ جوار معسكر قوات الأمن الخاصة».
وفي الوقت التي تستمر فيه الاشتباكات في تعز، تقدمت المقاومة الشعبية في شارع الأربعين والستين والمجلية والنقطة الرابعة.
وكان العميد الركن صادق سرحان، قائد اللواء 22 مدرع رئيس المجلس العسكري بتعز، قام بزيارة للوحدات العسكرية في جبهات القتال التي تشهد مواجهات مع الميليشيات الحوثية منذ أربعة أشهر، وخلال زيارته أكد العميد سرحان في لقاء جمعه مع المقاتلين العسكريين والمدنيين الموالين للشرعية، أن «الأيام المقبلة لن يجد المتمردون مكانًا للاختباء فيه وسنرفع رايات النصر في ربوع اليمن، وعلى المتمردين أن يرحلوا من تعز لغير رجعة».
وقال العميد سرحان، إن «رجال المقاومة والقوات العسكرية يلقنون ميليشيا صالح والحوثي دروسا في كل الجبهات، مشيرا إلى أن التمرد المعتدي على تعز ليس له طلب سياسي أو اجتماعي غير القتل واستعباد أبناء المدينة ونشر الخراب والدمار».
ودعا رئيس المجلس العسكري بتعز وحدات الجيش المنضوية في قتال الحوثيين وميليشيا صالح للاستعداد للأيام المقبلة وبناء القوات المسلحة الوطنية التي قال عنها: «إنها لن تكون مرتمية لأحضان العائلة أو الحزب أو الجماعة»، وخاطبهم: «بكم أنتم سنحرر تعز أولا، بكم سنرفع رايات الحرية والنصر في تعز وربوع اليمن، وقيادة المجلس العسكري سيكونون في مقدمة الصفوف للدفاع عن تعز وفي كل الخنادق والمواجهات سنكون حاضرين. والميادين هي التي ستفرز الشجعان والرجال».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».