طارق صالح في تعز للمرة الأولى منذ مقتل عمه

قال إن هدف اليمنيين تحرير صنعاء وليس «المعارك الجانبية»

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح يلتقي القادة العسكريين والسياسيين في تعز الأربعاء (سبأ)
عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح يلتقي القادة العسكريين والسياسيين في تعز الأربعاء (سبأ)
TT

طارق صالح في تعز للمرة الأولى منذ مقتل عمه

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح يلتقي القادة العسكريين والسياسيين في تعز الأربعاء (سبأ)
عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح يلتقي القادة العسكريين والسياسيين في تعز الأربعاء (سبأ)

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح، الأربعاء، من مدينة تعز (جنوب غرب) التي يزورها لأول مرة منذ مقتل عمه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح على يد الميليشيات الحوثية إلى توحيد صفوف اليمنيين، الذين قال إن هدفهم تحرير صنعاء وليس «المعارك الجانبية».
وكان طارق صالح نجا في ديسمبر (كانون الأول) 2017 من الحوثيين قبل أن يؤسس قوى عسكرية ضخمة بإسناد من تحالف دعم الشرعية ليستقر به المقام في الساحل الغربي لليمن، وذلك قبل أن يصبح عضواً في مجلس القيادة الرئاسي بموجب إعلان نقل السلطة في 7 أبريل (نيسان) 2022.
وخلال لقائه مع مسؤولي السلطة المحلية في تعز والقادة العسكريين، قال طارق صالح إن «المشروع الحوثي الإيراني يقوم على زراعة الخلافات والصراعات بين أبناء المنطقة الواحدة»، معترفاً بأن جميع الأطراف السياسية أخطأت ويجب أن تتعلم الدرس، وفق تعبيره.
وقال الإعلام الحكومي إن صالح قام ومعه وزير المياه والبيئة توفيق الشرجبي بزيارة تفقدية لمدينة تعز التقيا خلالها محافظ المحافظة نبيل شمسان ووكلاء المحافظة والقيادات العسكرية والأمنية ومديري المكاتب التنفيذية وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية بالمحافظة.
ووصف طارق صالح تعز بأنها «مفتتح الثورات ورافعة العمل السياسي وموجهة العمل الوطني»، وقال إن تحريرها وكسر الحصار عنها محل الاهتمام «كونها حاملة المشروع الوطني ومنبع الحكمة والثقافة والرافعة السياسية لكل الثورات ولا يمكن أن تحرر صنعاء إلا بتحرير تعز أولاً»، على حد تعبيره.
وأضاف: «نستطيع أن نقدم لتعز الخير الكثير بدعم المجلس الرئاسي وتعاون أبناء المحافظة لتخفيف معاناتها، وذلك بتدشين مشروع المياه والإسهام في كسر الحصار بتنفيذ طريق المخا ـ الكدحة وإنشاء المطار الذي سيخدم تعز والمحافظات اليمنية وهناك العديد من المشروعات التي يتم تنفيذها في كل المحافظات وسيكون لتعز نصيبها وحالياً تجري الدراسات لإعادة تشغيل محطة المخا الكهروحرارية وربط تعز بالكهرباء».
وشدد صالح على تعاون الجميع مع العمل الدؤوب للسلطة المحلية بما فيها الأحزاب والتنظيمات السياسية والشخصيات التجارية والاجتماعية، وقال إن الميليشيات الحوثية «تكره تعز وتحاصرها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً لإدراكها أن تعز هي الثورة والحرية وأن التحرير لا يبدأ إلا من تعز».
وأكد أن هدف اليمنيين «تحرير صنعاء من عبث الميليشيات المرتهنة لإيران، التي قال إنها تعمل على تجريف الهوية اليمنية وتسعى لاجتثاث كل أبناء اليمن».
وحذر طارق صالح مما وصفه بـ«المعارك الجانبية»، وقال: «نحن ليست لدينا معارك جانبية ولن تكون لدينا معارك جانبية... هدفنا جميعاً هو تحرير صنعاء ولا بد أن نكون صفاً واحداً وكلمة واحدة لتحقيق الانتصار على الميليشيات التي تتغذى على خلافاتنا وتستفيد من زراعة الفرقة والحملات والعداء والتناحر وبتوحدنا سنهزم الميليشيات ونخلص الوطن من شرها». ومع تصعيد الميليشيات الحوثية ورفضها حتى اللحظة المساعي الأممية والدولية لتجديد الهدنة وتوسيعها وإطلاق مسارات لتحقيق السلام برعاية الأمم المتحدة، عاد الحديث مجدداً وسط القيادات اليمنية الشرعية للحديث عن إمكانية إطلاق «معركة فاصلة» لإنهاء الانقلاب واستعادة صنعاء ومؤسسات الدولة المختطفة.
وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي قال خلال لقائه، الثلاثاء، مع السفير البريطاني إن «الحوثي لا يعمل وفق أجندة وطنية أو يمنية، وإنما يعمل بإيعاز من إيران، وهو أحد فصائل النظام الإيراني في المنطقة، وإن الحوثي ليس أسرة أو وطناً أو شريكاً سياسياً، بل هو منظمة عسكرية إرهابية، مثله مثل تنظيمي القاعدة وداعش».
وأكد مجلي أن «استمرار إيران بتهريب الأسلحة إلى ميليشيا الحوثي الإرهابية عبر منافذ بحرية وبرية مرصودة وبطرق متعددة، يتعارض مع ما يقدمه المجتمع الدولي من رؤى وأفكار حول السلام في اليمن، ويضاعف من معاناة الشعب اليمني المطحون».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.