«إعلان الرباط» حول مدونة الأسرة يضمن التوازن بين الشرعية الدينية والانفتاح الحداثي

إعادة انتخاب وزيرة مغربية سابقة رئيسة لـ«شبكة التواصل الدولي»

نزهة بوشارب تتلو «إعلان الرباط»... (الشرق الأوسط)
نزهة بوشارب تتلو «إعلان الرباط»... (الشرق الأوسط)
TT

«إعلان الرباط» حول مدونة الأسرة يضمن التوازن بين الشرعية الدينية والانفتاح الحداثي

نزهة بوشارب تتلو «إعلان الرباط»... (الشرق الأوسط)
نزهة بوشارب تتلو «إعلان الرباط»... (الشرق الأوسط)

أعادت «شبكة التواصل الدولي» انتخاب نزهة بوشارب، الوزيرة المغربية السابقة والقيادية في «حزب الحركة الشعبية (معارضة برلمانية)»، رئيسة لها لولاية جديدة، وفق ما ذكر بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه اليوم (الأربعاء).
وأشار البيان إلى أنه جرى انتخاب بوشارب في ختام الاجتماع العام الرابع لـ«شبكة التواصل»، الذي كان قد التأم عقب اختتام أشغال المناظرة الوطنية حول موضوع «المغرب بالمؤنث: مدونة الأسرة بين استعجالية الإصلاح والمقاومات الثقافية والاجتماعية»، والذي نظمته «شبكة التواصل الدولي» بالتعاون مع «المركز الدولي للدبلوماسية»، وبدعم من مؤسسة «فريدريش ناومان» من أجل الحرية.
وصدر عقب أشغال المناظرة «إعلان الرباط»، الذي استحضر في ديباجته جميع خطابات العاهل المغربي الملك محمد السادس بشأن تعزيز حقوق المرأة، بما في ذلك الخطاب الأخير الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ23 لعيد الجلوس، والذي دعا فيه إلى إصلاح مدونة الأسرة، من منطلق أن «الأمر لا يتعلق بمنح المرأة امتيازات مجانية، وإنما بإعطائها حقوقها القانونية والشرعية»، وتأكيد الملك محمد السادس في الخطاب نفسه على أن مدونة الأسرة «ليست مدونة للرجل، كما أنها ليست خاصة بالمرأة، وإنما هي مدونة للأسرة كلها». كما أبرز «إعلان الرباط» في ديباجته أيضاً أن روح إصلاح مدونة الأسرة يجب أن تضمن التوازن بين الشرعية الدينية والانفتاح على الحداثة.
في سياق ذلك؛ دعا الإعلان، ضمن توصياته، إلى تشجيع وصول النساء إلى مواقع القرار، وملاءمة المدونة مع القوانين والمواثيق الدولية، ومع دستور 2011، ومقتضيات النموذج التنموي الجديد.
وشدد على ضرورة تكثيف الجهود من أجل محاربة الصور النمطية التي تضر بصورة المرأة، وكذا تغيير بعض مصطلحات المدونة التي تتضمن تمييزاً ضد النساء، وذلك بإعمال مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في كل فصول المدونة.
كما تضمن «إعلان الرباط» المطالبة بإضفاء الطابع المؤسساتي على الوساطة الأسرية، ودعا إلى حذف الفصل الـ«148» من مدونة الأسرة، الذي يعدّ النسب غير الشرعي غير ذي أثر بالنسبة إلى الأب. كما طالب بالمنع الكلي والنهائي لتزويج القصّر دون سن الـ18 عاماً، وحذف الفصلين الـ«20» والـ«21» من مدونة الأسرة.
أما بالنسبة إلى الوصاية الشرعية، فقد أكد الإعلان على ضرورة جعلها حقاً مشتركاً لكلا الوالدين في حالة الزواج، أو الطلاق؛ بما يخدم مصلحة الطفل أولاً؛ داعياً في سياق مرتبط إلى تعويض الفصلين الـ«173» والـ«175» من مدونة الأسرة بفصول تسمح للمرأة المتزوجة مرة ثانية بالحصول على الحضانة المشتركة، مع تحديد تعريف دقيق لشروط الحضانة. كما اقترح الإعلان وضع إصلاح يحدد بدقة مبلغ النفقة الغذائية باحتساب مداخيل الوالدين بشأن النفقة الغذائية.
وبالنسبة إلى اقتسام الممتلكات بين الأزواج، فقد تضمن الإعلان الدعوة إلى وضع آلية لضمان حق كل من الزوجين في الممتلكات المشتركة.
يذكر أنه عقب أشغال هذه المناظرة التأم الجمع العام الرابع لـ«شبكة التواصل الدولي»، الذي عرف المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي برسم 2019 - 2022.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».