بكتيريا «الشيغيلا» المقاومة للأدوية تُثير قلقاً أميركياً

تؤثر على الأمعاء

مقاومة الميكروبات للأدوية تنبئ بمخاطر صحية كبيرة (هيلث داي)
مقاومة الميكروبات للأدوية تنبئ بمخاطر صحية كبيرة (هيلث داي)
TT
20

بكتيريا «الشيغيلا» المقاومة للأدوية تُثير قلقاً أميركياً

مقاومة الميكروبات للأدوية تنبئ بمخاطر صحية كبيرة (هيلث داي)
مقاومة الميكروبات للأدوية تنبئ بمخاطر صحية كبيرة (هيلث داي)

حذر مسؤولو الصحة في أميركا من زيادة السلالات المقاومة للأدوية من بكتيريا «الشيغيلا»، وذلك بعد أن سجلت الإحصائيات «حوالي 5 في المائة من حالات عدوى (الشيغيلا) التي تم الإبلاغ عنها للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية، منها العام الماضي، كانت ناجمة عن السلالة المقاومة للأدوية، والمعرفة باسم (XDR)، وذلك بالمقارنة مع 0 في المائة عام 2015»، وذلك وفق تقرير نشرته (الاثنين) شبكة «هيلث داي».
وتوجد خيارات علاج محدودة للأشخاص المصابين بهذه السلالة من البكتيريا، التي يُمكن أن تنتقل بسهولة وتنشر جيناتها المقاومة لمضادات الميكروبات إلى بكتيريا أخرى.
وحضّت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها العاملين في مجال الرعاية الصحية على توخي اليقظة بشأن الإبلاغ عن حالات الإصابة بهذه السلالة إلى الإدارات الصحية المحلية أو الحكومية. ويؤثر داء «الشيغيلات» التي تسببه هذه البكتيريا على الأمعاء، وعادة ما يسبب الإسهال الالتهابي الذي قد يكون دموياً، ويمكن أن تشمل الأعراض أيضاً الحمى والتشنج البطني.
ويمكن أن تنتشر بكتيريا «الشيغيلا» بسهولة من خلال الاتصال الشخصي مثل الاتصال الجنسي، أو عن طريق تناول الطعام والماء الذي أعده شخص مصاب بالعدوى.
وفي الولايات المتحدة، يصيب داء «الشيغيلات» عادة الأطفال الصغار الذين تبلغ أعمارهم 4 أعوام أو أقل. وفي الآونة الأخيرة، شهد مركز السيطرة على الأمراض زيادة في عدوى «الشيغيلا» المقاومة للأدوية لدى البالغين، بما في ذلك الزيادات بين الرجال لأسباب جنسية، وبين الناس الذين لا مأوى لهم، والمسافرين الدوليين، والأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
ويمكن للأشخاص المصابين بـ«الشيغيلا» عادة التعافي من خلال السوائل والرعاية الداعمة، ولكن في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى عامل مضاد للميكروبات لتقصير مدة المرض، وتقليل احتمالية انتشاره أثناء تفشي المرض، ويمكن أيضاً الإشارة إلى عامل مضاد للميكروبات للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، أو الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية. وسلالة «XDR» من البكتيريا هي سلالات مقاومة لجميع المضادات الحيوية الموصى بها والبديلة بشكل شائع، بما في ذلك «أزيثروميسين» و«سيبروفلوكساسين» و«سيفترياكسون» و«تريميثوبريم» و«سلفاميثوكسازول» و«الأمبيسيلين».
من جانبه، يؤكد محمود حمدي، استشاري الأمراض الباطنية بوزارة الصحة المصرية، أن التحذير الأميركي يأتي متسقاً مع ما سبق وأشارت إليه منظمة الصحة العالمية من «ضرورة التعامل مع تلك المشكلة باهتمام بالغ». وقال حمدي لـ«الشرق الأوسط»، «هذه المشكلة يمكن أن تتسبب في أخطار صحية لا تقل شدة عما سببته جائحة (كوفيد - 19)، إذا حدث مزيد من الزيادة في العوامل الممرضة المقاومة للمضادات الحيوية».
عن السبب الرئيسي في هذه المشكلة، أشار إلى أنه «وفقاً لما توصلت له منظمة الصحة العالمية، فإن الإفراط في استعمال المضادات الحيوية يؤدي إلى تسريع وتيرة مقاومة العوامل الممرضة لها». وكان رؤساء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك قد قطعوا على أنفسهم في سبتمبر (أيلول) 2016 التزاماً باتباع نهج واسع ومنسق في معالجة الأسباب الجذرية التي تقف وراء مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، واستجابة لهذا الاهتمام تقود منظمة الصحة العالمية حملة عالمية متعددة السنوات تحت شعار «المضادات الحيوية... تعاملوا معها بحرص»، التي تم تدشينها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.


مقالات ذات صلة

لحياة أطول... ماذا ينبغي أن تأكل في الوجبات الثلاث؟

صحتك بعض الأطعمة قد تساعدك على العيش لفترة أطول (رويترز)

لحياة أطول... ماذا ينبغي أن تأكل في الوجبات الثلاث؟

تحدثت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية مع عدد من خبراء الصحة عن اقتراحاتهم لأطعمة يمكن تناولها في وجبات الإفطار والغداء والعشاء لإطالة العمر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مرض باركنسون هو حالة تنكس عصبي تتضمن أعراضها التصلب والرعشة وبطء الحركة (أرشيفية-أ.ف.ب)

الرجال أكثر عرضة للإصابة بالشلل الرعاش

كشفت دراسة جديدة أن خطر الإصابة بمرض باركنسون «الشلل الرعاش» أعلى مرتين عند الرجال منه عند النساء، لافتة إلى سبب محتمل لذلك؛ وهو بروتين حميد في المخ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك كروموسومات «إكس» قد تكون السبب وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن (رويترز)

لماذا تعيش النساء مدة أطول من الرجال؟

كشفت دراسة جديدة عن سبب علمي محتمل وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور، وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن، حيث أشارت إلى أن السبب في ذلك قد يرجع للكروموسوم «إكس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تتسبب في أضرار صحية خطيرة (رويترز)

نصائح لتقليل التعرض للجسيمات البلاستيكية في طعامك

هناك طرق لتقليل كمية الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تدخل إلى الجسم من خلال الطعام والشراب

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المشي يومياً يعزز فرص العيش بصحة أفضل (جامعة سيوكس فولز الأميركية)

المشي ساعة يومياً يحسن صحة الناجيات من السرطان

وجدت دراسة أميركية أن المشي لمدة ساعة يومياً يحسن الصحة ويقلل بشكل كبير من خطر الوفاة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
TT
20

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

كشفت دراسة أميركية أن تغير المناخ يؤثر على الفضاء القريب من الأرض، بطريقة قد تزيد من خطر اصطدام الأقمار الاصطناعية، مما يقلل من عدد الأقمار التي يمكن تشغيلها بأمان في المستقبل.

وأوضح باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، بدورية «Nature Sustainability»، تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لضمان استمرار استخدام المدار الأرضي المنخفض.

وأظهرت الدراسة أن انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، تؤدي إلى انكماش الغلاف الجوي العلوي، مما يقلل من كثافته، خصوصاً في طبقة الثرموسفير، حيث تدور محطة الفضاء الدولية ومجموعة من الأقمار الاصطناعية.

وفي الظروف الطبيعية، يساعد الغلاف الجوي العلوي في التخلص من الحطام الفضائي من خلال قوة مقاومة تُعرف بالسحب الجوي، التي تسحب الأجسام القديمة نحو الأرض لتتفكك وتحترق عند دخولها الغلاف الجوي. لكن مع انخفاض الكثافة الجوية، تضعف هذه القوة؛ مما يؤدي إلى بقاء الحطام الفضائي في المدار لفترات أطول، وهو الأمر الذي يزيد خطر الاصطدامات، ويؤدي إلى ازدحام المدارات الفضائية.

وباستخدام نماذج محاكاة لسيناريوهات مختلفة لانبعاثات الكربون وتأثيرها على الغلاف الجوي العلوي والديناميكيات المدارية، وجد الباحثون أن «القدرة الاستيعابية للأقمار الاصطناعية» - أي الحد الأقصى لعدد الأقمار الاصطناعية التي يمكن تشغيلها بأمان - قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 50 و66 في المائة بحلول عام 2100، إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع.

كما وجدت الدراسة أن الغلاف الجوي العلوي يمر بدورات انكماش وتوسع كل 11 عاماً بسبب النشاط الشمسي، لكن البيانات الحديثة تظهر أن تأثير الغازات الدفيئة يتجاوز هذه التغيرات الطبيعية، مما يؤدي إلى تقلص دائم في الثرموسفير.

وحالياً، يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض، الذي يمتد حتى ارتفاع ألفي كيلومتر عن سطح الأرض. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد الأقمار الاصطناعية، خصوصاً مع إطلاق كوكبات ضخمة مثل مشروع «ستارلينك» لشركة «سبيس إكس»، الذي يضم آلاف الأقمار لتوفير الإنترنت الفضائي.

وحذر الباحثون من أن انخفاض قدرة الغلاف الجوي على إزالة الحطام الفضائي سيؤدي إلى زيادة كثافة الأجسام في المدار؛ مما يعزز احتمالات الاصطدامات. وقد يفضي ذلك لسلسلة من التصادمات المتتالية، تُعرف بظاهرة «متلازمة كيسلر»، التي قد تجعل المدار غير صالح للاستخدام.

وأشار الفريق إلى أنه إذا استمرت انبعاثات الكربون في الارتفاع، فقد تصبح بعض المدارات غير آمنة، وسيؤثر ذلك سلباً على تشغيل الأقمار الاصطناعية الجديدة المستخدمة في الاتصالات، والملاحة، والاستشعار عن بُعد.

وفي الختام، أكد الباحثون أن الحد من هذه المخاطر يتطلب إجراءات عاجلة، تشمل تقليل الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، إلى جانب تبني استراتيجيات أكثر فاعلية لإدارة النفايات الفضائية، مثل إزالة الحطام الفضائي، وإعادة تصميم الأقمار بحيث يكون تفكيكها أكثر سهولة عند انتهاء عمرها التشغيلي.