وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى آسيا الوسطى، اليوم (الثلاثاء)، للقاء مسؤولين من جمهوريات الاتحاد السوفياتي الخمس السابقة، وهي أوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان بالإضافة إلى كازاخستان، بعد الذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا. زيارة بلينكن إلى عاصمتي كازاخستان وأوزبكستان هي الأولى له إلى المنطقة بصفته أكبر دبلوماسي في إدارة الرئيس جو بايدن. سيلتقي بلينكن بوزراء خارجية جميع دول آسيا الوسطى الخمس في أستانا اليوم قبل أن يسافر إلى طشقند بأوزبكستان.
وتأتي الزيارة بعد أيام قليلة من الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، الذي اختبر نفوذ موسكو في المنطقة. وتقيم دول آسيا الوسطى علاقات أمنية واقتصادية راسخة مع روسيا، لكنها على عكس بيلاروس، لم تلتف حول موسكو في الحرب. وامتنعت الدول الخمس عن التصويت الخميس على قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بانسحاب «فوري» للقوات الروسية من أوكرانيا.
يقول المسؤولون الأميركيون إن إدارة بايدن كثفت مشاركتها مع المنطقة في محاولة لإظهار فوائد التعاون الأميركي للدول التي تواجه تداعيات اقتصادية من الصراع إلى الغرب.
في أستانا، التقى بلينكن، اليوم، برئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، الذي أعيد انتخابه بأغلبية ساحقة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وصد علناً المطالبات الإقليمية التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وقال توكاييف لبلينكن أثناء لقائهما في القصر الرئاسي: «لقد أقمنا شراكات طويلة الأجل جيدة للغاية وموثوقة في العديد من المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية مثل الأمن والطاقة والتجارة والاستثمارات». وقال بلينكن لوزير الخارجية مختار تيلوبردي في وقت سابق إن واشنطن تدعم سيادة واستقلال ووحدة أراضي كازاخستان، التي نالت استقلالها عن موسكو في عام 1991.
وكازاخستان التي تتشارك مع روسيا حدوداً تمتد على 7500 كيلومتر، تقيم العلاقات الأكثر تعقيدا مع موسكو. فالبلاد تراعي كثيراً حقوق الأقلية الروسية الكبيرة، خصوصاً بعدما ذكر الرئيس بوتين الدفاع عن الناطقين بالروسية بين أسباب غزو أوكرانيا. أما الصين التي تعتبرها الولايات المتحدة أبرز منافس لها على المدى الطويل، فتسعى هي أيضاً إلى توسيع نطاق نفوذها في هذه المنطقة المجاورة لها.
والعام الماضي اختار الرئيس الصيني شي جينبينغ التوجه إلى كازاخستان وأوزبكستان في أول رحلة خارجية له منذ جائحة «كورونا». وبعد آسيا الوسطى، سيتوجه بلينكن إلى نيودلهي للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين.
ومن المتوقع أن يتجنب الوزير الأميركي نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي لم يتواصل معه إلا عبر الهاتف منذ بدء الحرب وسط تشكيك واشنطن في صدق نوايا موسكو بشأن التوصل إلى حل تفاوضي للنزاع.
بلينكن يجري محادثات مع دول آسيا الوسطى لتعزيز الحضور الأميركي
بلينكن يجري محادثات مع دول آسيا الوسطى لتعزيز الحضور الأميركي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة