سوليفان: واشنطن ترى الصين في وضع دولي «محرج» بسبب أوكرانيا

قال إن بايدن لم يوافق على توريد دبابات «أبرامز» إلا بسبب ضغط ألمانيا

مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان: واشنطن ترى الصين في وضع دولي «محرج» بسبب أوكرانيا

مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان (أ.ب)

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، اليوم (الأحد)، إن موقف الصين من الغزو الروسي لأوكرانيا يضعها في موقف «محرج» دولياً، وإن أي دعم لروسيا بالسلاح ستكون له «تكاليف حقيقية».
وأكد سوليفان، في 3 مقابلات مع شبكات تلفزيونية أميركية، أن إدارة الرئيس جو بايدن ليس لديها دليل على أن الصين تقدم «دعماً فتاكاً» لحرب الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا، بينما تسعى لتحذير بكين من مخاطر ذلك. وقال سوليفان، في برنامج «حالة الاتحاد» على شبكة «سي إن إن»، إنه «عندما تتحدث الصين خطابياً عن الحرب في أوكرانيا، تقيد نفسها بعقد، لأنها تعرف أن المشاركة مع روسيا في هذه الحرب في أوكرانيا ستنفّر منها عدداً كبيراً من الدول التي تعمل بجد، للحفاظ على علاقات جيدة معها». ورأى أن وضع الصين «محرج بشكل أكثر» من الموقف الأميركي.
وأشار سوليفان، في تصريح لشبكة «أيه بي سي» الأميركية، إلى أن بايدن لم يوافق على توريد دبابات «أبرامز» إلى أوكرانيا إلا بسبب ضغط ألمانيا. وقال: «بايدن قرر بالأساس رفض إرسالها، لأن جيشه قال إنها ليست مفيدة في ساحة القتال في هذه المعركة». وأضاف: «الجيش قال إن دبابات ليوبارد الألمانية تعد في المقابل مفيدة، لكن الألمان قالوا للرئيس إنهم غير مستعدين لإرسال دبابات ليوبارد إلى المعركة طالما لم يوافق الرئيس على إرسال دبابات أبرامز أيضاً».
وتابع: «بايدن وافق على توريد دبابات أبرامز على المدى الطويل، وذلك لمصلحة وحدة التحالف ولضمان أن تحصل أوكرانيا على ما تريده»، رغم أن دبابات أبرامز ليست هي ما تحتاج إليه أوكرانيا في الوقت الراهن.
وقال: «دبابات ليوبارد سيتم إرسالها الآن، وهذا مثال على الكيفية التي يحشد بها بايدن التحالف العالمي من حوله، من أجل أن تحصل أوكرانيا على ما تحتاجه».
وتزايدت التوترات بشدة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، منذ أن التقى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، يانغ يي، في ألمانيا في 18 فبراير (شباط) الحالي.
وقال بلينكن، بعد ذلك، إن لدى الولايات المتحدة أدلة بأن الصين تدرس مساعدة روسيا بالسلاح، وهو زعم نفته بكين. ولم تقدم الولايات المتحدة علناً أدلة تعزز تأكيدها.
ولم يجرِ الرئيس جو بايدن والزعيم الصيني شي جينبينغ أي اتصالات هاتفية مقررة حتى الآن. وقال سوليفان، في برنامج «واجه الصحافة» على شبكة «إن بي سي»، إنه «مع ذلك، أتوقع أن يتباحث الزعيمان في وقت ما، في المستقبل غير البعيد».
كانت الصين قد أعلنت عن خطة للسلام في أوكرانيا تتكون من 12 بنداً، غير أن أوكرانيا رفضتها. يشار إلى أن الدول الغربية تنتقد موقف الصين من الغزو الروسي لأوكرانيا، نظراً لأن بكين لم تدن الغزو.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».