الصين تدفع بوساطتها في أوكرانيا وتستقبل لوكاشينكو وماكرون

أوكراني يمشي وسط الدمار في باخموت الجمعة (رويترز)
أوكراني يمشي وسط الدمار في باخموت الجمعة (رويترز)
TT

الصين تدفع بوساطتها في أوكرانيا وتستقبل لوكاشينكو وماكرون

أوكراني يمشي وسط الدمار في باخموت الجمعة (رويترز)
أوكراني يمشي وسط الدمار في باخموت الجمعة (رويترز)

شهد شرق أوكرانيا معارك طاحنة، أمس، مع دخول النزاع عامه الثاني، بينما تستعد الصين التي تدفع بخطة للسلام بين روسيا وأوكرانيا لاستقبال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، قبل نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفي البحر الأسود، تراقب أوكرانيا نشاط الأسطول الروسي. وقالت المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني، ناتاليا غومنيوك، إن القوات الروسية حشدت 9 سفن، بينها قاذفة صواريخ. وأضافت، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية»: «منذ أول من أمس (الجمعة)، ضاعفوا تجميعها؛ ما قد يشير إلى استعدادات لتوسع جديد». وتابعت: «تم إطلاق إنذار جوي مرتين اليوم فوق كامل أراضي أوكرانيا، وفي المناطق الجنوبية»، مشيرة إلى أنشطة استطلاع جارية.
بدورها، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن «العدو يواصل تركيز جهوده الرئيسية على العمليات الهجومية باتجاه كوبيانسك وليمان وباخموت وأدفيفكا وتشاخستارسك». وأضافت أن الأوكرانيين صدوا، أول من أمس «نحو 70 هجوماً للعدو من هذه الاتجاهات».
في الوقت نفسه، قصفت القوات الروسية عدداً من البلدات في منطقتي تشيرنيغوف (شمال)، وسومي وخاركيف (شمال شرق)، حسب هيئة الأركان.
من جهته، أعلن البرلمان الأوكراني أنه صوّت، أول من أمس، على زيادة عرض شريط بطول كيلومترين على طول الحدود الأوكرانية - الروسية والأوكرانية - البيلاروسية «سيكون عملياً منطقة ملغومة».
دبلوماسياً، دعت الصين الروس والأوكرانيين، أمس (السبت)، إلى إجراء محادثات سلام، بعد الإشادة بتوسطها في أسوأ نزاع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية أدى إلى سقوط أكثر من 150 ألف قتيل وجريح من الجانبين، حسب تقديرات غربية، ونزوح نحو 8 ملايين أوكراني.
- محطة بكين
أعلنت بكين عن زيارة دولة (من الثلاثاء إلى الخميس) سيقوم بها ألكسندر لوكاشينكو، الحليف الوثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكانت بيلاروسيا سمحت باستخدام أراضيها لشن الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022.
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تشغل بلاده مقعداً دائماً في «مجلس الأمن الدولي» أنه سيزور الصين «في بداية أبريل (نيسان)»، داعياً بكين إلى «مساعدتنا في الضغط على روسيا» من أجل «وقف العدوان» و«بناء السلام». وأكد الرئيس الفرنسي أن هذا السلام «لا يمكن تحقيقه إلا إذا مرَّ عبر إنهاء العدوان الروسي وانسحاب القوات واحترام السيادة الإقليمية والشعب الأوكراني». وخلافاً للشكوك الأميركية والألمانية، اعتبر ماكرون أن «التزام الصين بجهود السلام أمر جيد تماماً».
من جانبها، أيّدت كازاخستان المقترحات الصينية، وهي قوة اقتصادية كبيرة في آسيا الوسطى وحليف لروسيا، وحافظت حتى الآن على موقف متوازن من الحرب في أوكرانيا. وكانت بكين نشرت، أول من أمس، وثيقة من 12 نقطة، في ذكرى الغزو الروسي، تدعو إلى محادثات سلام و«حل سياسي». وترفض بكين في الوثيقة أي لجوء إلى أسلحة نووية بعد أن لوحت موسكو بهذا التهديد.
وشككت الدول الغربية في جدوى هذه المقترحات بشكل عام، بينما امتنعت الصين عن التصويت، الخميس، على قرار لـ«الجمعية العامة للأمم المتحدة» يطالب بانسحاب «فوري» للقوات الروسية. وقالت موسكو إنها «تشاطر بكين اعتباراتها»، مع إصرارها على ضرورة «الاعتراف بالحقائق الجديدة» على الأرض.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقال: «أريد أن أصدق أن الصين ستكون إلى جانب عالَم عادل، أي إلى جانبنا». واعتبر مشاركة بكين «إيجابية»، وقال إنه يعتزم عقد اجتماع مع نظيره الصيني، شي جينبينغ.
- تحذير أميركي
قال جو بايدن لشبكة «إيه بي سي نيوز»، أول من أمس، إن الولايات المتحدة «ليس لديها دليل في الوقت الحالي» على أن الصين سلمت أسلحة إلى روسيا. وأضاف: «لا أتوقع أي مبادرة كبيرة من الصين لتزويد روسيا بالأسلحة». وأوضح أنه أجرى محادثات في الصيف الماضي مع شي حول العواقب الاقتصادية التي قد تترتب على قرار من هذا النوع.
ولدى تكرار السؤال بشأن ما إذا كانت الصين «ستتجاوز الخط» إذا فكرت في تزويد روسيا بالأسلحة، قال بايدن إن الولايات المتحدة «سترد. سيكون هذا هو الخط نفسه الذي يمكن لأي شخص آخر تجاوزه. بعبارة أخرى، سنفرض عقوبات صارمة على أي شخص يفعل ذلك».
وأكد زيلينسكي الذي أصبح وجه المقاومة الأوكرانية في جميع أنحاء العالم، أنه يريد تحقيق «نصر حتمي» هذا العام ضد روسيا. وكان الرجل الثاني في مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، وعد بـ«النصر» أيضاً، قائلاً إن روسيا مستعدة للذهاب إلى «حدود بولندا».
ومن كييف، أعلن رئيس الوزراء البولندي، ماتوش مورافيتسكي، الجمعة، تسليم أول 4 دبابات قتالية من طراز «ليوبارد 2»، على أن تصل دبابات أخرى «في غضون أيام قليلة». من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستسلم أوكرانيا 4 دبابات إضافية من طراز «ليوبارد 2»، لتصل مساهمتها في هذا المجال إلى 8 دبابات.
وصادق الاتحاد الأوروبي، مساء الجمعة، على سلسلة عاشرة من العقوبات التي استهدفت 121 فرداً وكياناً، بما فيها شركات إيرانية لتصنيع المسيرات. وبالإضافة إلى قيود جديدة على الصادرات الروسية إلى الاتحاد الأوروبي والإمدادات العسكرية، تنص هذه العقوبات الجديدة على تجميد أصول 3 مصارف روسية.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت، في وقت سابق، بالتنسيق مع دول «مجموعة السبع»، عن موجة جديدة من العقوبات تستهدف خصوصاً شركات وأفراداً روسيين في قطاعات المعادن والتعدين والمعدات العسكرية وأشباه الموصلات.


مقالات ذات صلة

إردوغان: إنهاء حرب أوكرانيا سهل إذا اعتمد ترمب نهجاً يركز على الحل

العالم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يحضر جلسة عامة خلال قمة المجتمع السياسي الأوروبي في ملعب «بوشكاش أرينا» في بودابست... الخميس 7 نوفمبر 2024 (أ.ب)

إردوغان: إنهاء حرب أوكرانيا سهل إذا اعتمد ترمب نهجاً يركز على الحل

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الجمعة)، إن الحرب في أوكرانيا يمكن أن تنتهي بسهولة إذا اتخذت الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترمب نهجاً يركز على الحل.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يحيي الضيوف عند وصولهم لحضور اجتماع غير رسمي لرؤساء دول أو حكومات الاتحاد الأوروبي في بودابست - المجر - 8 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوربان يتوقع إنهاء إدارة ترمب الدعم الأميركي لأوكرانيا

قال رئيس الوزراء المجري إن أوكرانيا خسرت بالفعل الحرب ضد روسيا، مضيفاً أنه يعتقد أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سينهي الدعم الأميركي لكييف.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتصافحان بعد خطاب ترمب في متحف إسرائيل بالقدس في 23 مايو 2017 (رويترز)

رئيس سابق للمخابرات الأميركية: ترمب سيعطي نتنياهو «شيكاً مفتوحاً»

توقع مدير وكالة المخابرات المركزية السابق ووزير الدفاع الأميركي الأسبق ليون بانيتا، أن يعطي الرئيس المنتخب دونالد ترمب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا أنقاض مبنى سكني دمرته غارة روسية على زابوريجيا (أ.ب)

6 قتلى في هجومين روسيين على زابوريجيا ودونيتسك الأوكرانيتين

قالت هيئة الطوارئ الأوكرانية إن عدد القتلى في هجوم بقنبلة موجهة روسية على مدينة زابوريجيا في جنوب شرقي البلاد، اليوم الخميس، ارتفع إلى أربعة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصل لحضور قمة المجتمع السياسي الأوروبي في بودابست 7 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

زيلينسكي: كوريا الشمالية «تخوض حالياً الحرب في أوروبا»

عدَّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، أن كوريا الشمالية «تخوض حالياً الحرب بأوروبا»، بعد نشرها جنوداً لدعم روسيا في الحرب ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بودابست)

عودة ترمب تضع قادة العالم في مأزق: تهانٍ دبلوماسية بعد انتقادات لاذعة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)
TT

عودة ترمب تضع قادة العالم في مأزق: تهانٍ دبلوماسية بعد انتقادات لاذعة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)

عاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض بعد فوزه في انتخابات 2024، مما وضع عدداً من قادة العالم في موقف دبلوماسي حرج، حيث وجدوا أنفسهم مجبرين على مواجهة تعليقاتهم السابقة، التي شنَّت هجمات قاسية عليه. وبينما كانوا ينتقدون سياساته خلال ولايته الأولى، فإنهم اليوم يصوغون رسائل تهنئة ويدخلون في محادثات دافئة معه، استعداداً لمرحلة جديدة من العلاقات بين بلدانهم والولايات المتحدة. وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

في أوروبا، تزداد المخاوف بشأن تداعيات عودة ترمب على الأمن القاري، خصوصاً في ظل تصريحاته السابقة التي أشار فيها إلى أن حلف «الناتو» لا يفي بالتزاماته المالية.

في المملكة المتحدة، اضطر ديفيد لامي، وزير الخارجية الحالي في حكومة حزب «العمال»، إلى تقديم تهنئة رسمية لترمب، رغم سجله السابق في انتقاده، حيث كان قد وصفه بأنه «عنصري، ومعتل نفسي، وتهديد للنظام الدولي». ويأتي ذلك في سياق تعليقات ساخرة من المعارضة السياسية ووسائل الإعلام، حيث عنونت صحيفة «ديلي ستار» البريطانية على صفحتها الأولى بـ«هذا محرج».

حتى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي بارك فوز ترمب، واجه تلميحات ساخرة من الزعيمة الجديدة لحزب المحافظين، كيمي بادنوش، التي تساءلت عمّا إذا كان ستارمر قد اعتذر لترمب عن تصريحات لامي السابقة. وفي حين لم يرد ستارمر مباشرة، فإنه أشار إلى أن لقاءه الأخير ترمب كان بنّاءً للغاية.

وفي فرنسا، هنَّأ الرئيس إيمانويل ماكرون الرئيس الأميركي المنتخب ترمب، عبر محادثة وصفها مكتبه بـ«الدافئة»، رغم علاقة شابها كثير من التوتر خلال ولاية ترمب السابقة. فبعد فترة من المصافحات الحماسية والخلافات السياسية، يستعد ماكرون الآن للتعامل مع ترمب في قضايا دولية ملحة، مثل الحرب في أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط.

وعلى غرار الساسة الأوروبيين، قام سفير أستراليا في واشنطن، كيفن رود، بحذف منشورات سابقة وصف فيها ترمب بأنه «مدمر، وخائن للغرب». وأعرب رود عن استعداده للعمل مع الإدارة الأميركية الجديدة؛ لتعزيز العلاقات الثنائية.

يشير المشهد الحالي إلى أن العودة السياسية لترمب قد تضع علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها على محك جديد، خصوصاً في ظل تحديات دولية تتطلب تنسيقاً مشتركاً، في حين يبرز المأزق الذي يواجهه قادة العالم بين تصريحاتهم السابقة والواقع السياسي الجديد.