اجتماع وزراء مالية «العشرين» ينتهي دون توافق

وزراء مالية «مجموعة العشرين» ومحافظو البنوك المركزية ورؤساء المندوبين في اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية خلال قمة «مجموعة العشرين» في ضواحي بنغالورو (رويترز)
وزراء مالية «مجموعة العشرين» ومحافظو البنوك المركزية ورؤساء المندوبين في اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية خلال قمة «مجموعة العشرين» في ضواحي بنغالورو (رويترز)
TT

اجتماع وزراء مالية «العشرين» ينتهي دون توافق

وزراء مالية «مجموعة العشرين» ومحافظو البنوك المركزية ورؤساء المندوبين في اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية خلال قمة «مجموعة العشرين» في ضواحي بنغالورو (رويترز)
وزراء مالية «مجموعة العشرين» ومحافظو البنوك المركزية ورؤساء المندوبين في اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية خلال قمة «مجموعة العشرين» في ضواحي بنغالورو (رويترز)

لم يتمكن وزراء مالية أكبر اقتصادات في العالم من تجاوز خلافاتهم، اليوم (السبت)، حول الحرب في أوكرانيا، واتجهوا لمناقشة اقتراحات لإعادة هيكلة ديون الدول المتعثرة، حسبما ذكر أشخاص على دراية بالمناقشات.
وقال 3 مبعوثين إنه من المرجح أن ينتهي اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك بالمركزية للدول الأعضاء بـ«مجموعة العشرين»، التي تستضيفها الهند، في وقت لاحق من اليوم (السبت)، دون صدور بيان مشترك، بسبب عدم التوافق على وصف الصراع في أوكرانيا، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.
وأصرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى على إصدار بيان يدين روسيا بوضوح لغزوها جارتها، العام الماضي، لكن المبعوثين الروس والصينيين عارضوا هذه اللهجة.
وقال المندوبون إن المشاركين الروس والصينيين انزعجوا من استخدام منصة مجموعة العشرين لمناقشة الأمور السياسية.
وكانت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، قالت لـ«رويترز» إنه كان من «الضروري حتماً» أن يصدر بيان يدين روسيا.
وتصف روسيا، العضو بـ«مجموعة العشرين»، وليس «مجموعة السبع»، تحركاتها في أوكرانيا بأنها «عملية عسكرية خاصة»، وتتجنب وصفها بأنها غزو أو حرب.
وقال مسؤولون في «مجموعة العشرين»، في وقت سابق، إن الهند تضغط لتجنب استخدام كلمة «حرب» لوصف الصراع في أي بيان للاجتماع.
والتزمت الهند التي تتولى رئاسة «مجموعة العشرين» هذا العام بموقف محايد إلى حد كبير بشأن الحرب، وأحجمت عن إلقاء اللوم على روسيا في الغزو، مع السعي إلى حل دبلوماسي وتعزيز مشترياتها من النفط الروسي.
وكانت الهند والصين من الدول التي امتنعت عن التصويت، أول من أمس (الخميس)، عندما وافقت الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على مطالبة موسكو بسحب قواتها من أوكرانيا ووقف القتال.
وقال المشاركون في الاجتماع إنه من المحتمل أن ينتهي الاجتماع ببيان تصدره الهند يلخص المناقشات. وقال مسؤول: «في ظل غياب توافق، سيكون أمام الهند خيار أن تصدر بياناً باعتبارها رئيسة المجموعة».

* مفاوضات الديون

وقالت مديرة «صندوق النقد الدولي»، كريستالينا جورجيفا، إن الصندوق عقد اجتماعاً على هامش اجتماع «مجموعة العشرين»، اليوم (السبت)، مع «البنك الدولي» والصين والهند والسعودية و«مجموعة السبع»، بشأن إعادة هيكلة ديون الاقتصادات المتعثرة، لكن كانت هناك خلافات بين الأطراف.
وقالت جورجيفا للصحافيين بعد الاجتماع الذي شاركت في رئاسته مع وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامان: «انتهينا للتو من جلسة كان من الواضح فيها أن هناك التزاماً بمد الجسور من أجل مصلحة الدول».
وقال مبعوث إنه تم إحراز تقدم في البداية، أغلبه حول اللغة المرتبطة بالأمر، لكن لم يناقش الأعضاء مسألة إعادة هيكلة الديون بالتفصيل.
وقالت يلين إن الاجتماع لم يسفر عن «نتائج». ومن المقرر عقد مناقشات إضافية في الوقت نفسه الذي سيعقد فيه «صندوق النقد الدولي» و«البنك الدولي» اجتماعات الربيع، في أبريل (نيسان).
ويتزايد الضغط على الصين، أكبر الدائنين في العالم، في المعاملات الثنائية، ودول أخرى لعرض خفض كبير في القروض الممنوحة للدول النامية التي تواجه مشكلات.
وفي خطاب عبر دائرة تلفزيونية أمام اجتماع «مجموعة العشرين»، أمس (الجمعة)، أكد وزير المالية الصيني، ليو كون، مجدداً موقف بكين المطالب بمشاركة «البنك الدولي» وبنوك تنمية أخرى متعددة الأطراف في تخفيف الديون، من خلال اتخاذ إجراءات خفض الديون، إلى جانب الدائنين الثنائيين.


مقالات ذات صلة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمته في الجلسة الثالثة لقمة دول مجموعة العشرين (واس)

السعودية تدعو إلى تبني نهج متوازن وشامل في خطط التحول بـ«قطاع الطاقة»

أكدت السعودية، الثلاثاء، أن أمن الطاقة يمثل تحدياً عالمياً وعائقاً أمام التنمية والقضاء على الفقر، مشددة على أهمية مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

إطلاق «التحالف العالمي ضد الجوع» في «قمة الـ20»

أطلق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، «التحالف العالمي ضد الجوع والفقر»، وذلك خلال افتتاحه في مدينة ريو دي جانيرو، أمس، قمة «مجموعة العشرين».

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )
العالم لقطة جماعية لقادة الدول العشرين قبيل ختام القمّة التي عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية (إ.ب.أ)

«قمة العشرين» تدعو لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

أعلنت دول مجموعة العشرين في بيان مشترك صدر، في ختام قمّة عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أنّها «متّحدة في دعم وقف لإطلاق النار» في كل من غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
TT

سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)

ارتفعت سندات لبنان السيادية المقوَّمة بالدولار إلى أعلى مستوياتها منذ عامين، يوم الثلاثاء؛ حيث راهن المستثمرون على أن الهدنة المحتملة مع إسرائيل قد تفتح آفاقاً جديدة لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.

وعلى الرغم من أن هذه السندات لا تزال تتداول بأقل من 10 سنتات للدولار، فإنها حققت مكاسب تتجاوز 3 في المائة هذا الأسبوع. وكان سعر استحقاق عام 2031 قد وصل إلى 9.3 سنت للدولار، وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2022، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، أشار برونو جيناري، استراتيجي الأسواق الناشئة في شركة «كيه إن جي» للأوراق المالية الدولية، إلى أن «بعض المستثمرين يتساءلون ما إذا كان الوقت مناسباً للشراء؛ حيث تُعدُّ الهدنة الخطوة الأولى اللازمة لإعادة هيكلة السندات في المستقبل».

ورغم استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان يوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن تدمير البنية التحتية وقتل الآلاف، فإن هذا الارتفاع غير المتوقع في قيمة السندات يعد بمثابة انعكاس للرغبة في إعادة تنشيط النظام السياسي المنقسم في لبنان، وإحياء الجهود لإنقاذ البلاد من أزمة التخلف عن السداد.