تومي هيلفيغر : تعرضي للإفلاس وعمري 23 عامًا كان بمثابة شهادة ماجستير

إمبراطورية تأسست بـ150 دولارًا وتقدر الآن بأكثر من 6.7 مليار في السنة

من تشكيلته للمرأة، من عرض المصمم تومي هيلفيغر الأخير في نيويورك وهو نفس العرض الذي قدمه في لندن قبلها
من تشكيلته للمرأة، من عرض المصمم تومي هيلفيغر الأخير في نيويورك وهو نفس العرض الذي قدمه في لندن قبلها
TT

تومي هيلفيغر : تعرضي للإفلاس وعمري 23 عامًا كان بمثابة شهادة ماجستير

من تشكيلته للمرأة، من عرض المصمم تومي هيلفيغر الأخير في نيويورك وهو نفس العرض الذي قدمه في لندن قبلها
من تشكيلته للمرأة، من عرض المصمم تومي هيلفيغر الأخير في نيويورك وهو نفس العرض الذي قدمه في لندن قبلها

كانت لندن تحتفل بأسبوعها الرجالي عندما تلقت «الشرق الأوسط» دعوة لمقابلة تومي هيلفيغر وإجراء لقاء معه. رغم زحمة البرنامج، ورغم أن موعد اللقاء كان باكرا وفي يوم أحد، لم أتردد لحظة. لم يكن الفضول الصحافي وحده الدافع بقدر ما كان مقابلة عصامي يجسد الحلم الأميركي، ومصمم تعرض لعدة مطبات ونكسات كان يقوم منها في كل مرة أقوى من الأول. في اللاشعور، تأملت أن يودعني، في لحظة ضعف أو صفاء، تعويذته للنجاح. في غمرة حماسي وصلت قبل الوقت بربع ساعة، كانت القاعة المخصصة للقاء واسعة تتوسطها طاولة تراصت فوقها كتب موضوعها واحد، تاريخ الموضة الأميركية وطبعا ماركة تومي هيلفيغر التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من هذه الموضة. على جوانبها تراصت قطع من تشكيلته الأخيرة مقسمة إلى مجموعات: واحدة للنهار وأخرى عبارة عن قطع منفصلة و«سبور»، بينما في جانب آخر، ظهرت ديكورات تجسد غابات أمازونية وأدغالا شكلت خلفية لأزياء مفصلة في غاية الأناقة تكاد تجزم بأنها لواحد من خياطي «سافيل رو» لولا أنك في مقر تومي هيلفيغر الرئيسي والتوقيع المكتوب خلف ياقة كل قطعة يحمل اسمه.
في الوقت المحدد، ظهر تومي هيلفيغر ببدلة مفصلة بالأزرق الداكن وقميص أبيض مع ربطة عنق. لا يشي شكله بأنه تعدى الستين من العمر لولا المعرفة المسبقة بتاريخه الطويل وقراءتي عن المحطات التي مر بها منذ أن دخل هذا المجال وعمره 18 عاما فقط.
عندما بدأ يتكلم أدركت بحسي الصحافي أن أملي في أن يبث لي أسرار تعويذته الخاصة سيكون صعبا، لأنه لا يتحدث بصوت منخفض وهدوء شديد فحسب، بل لا ينطق بأي كلمة قبل أن يلوكها عدة مرات وكأنه يزنها. بعبارة أصح، هو من النوع الذي يؤمن بالملخص المفيد ولا يحب الثرثرة أو السفسطة. في منتصف اللقاء زادت قناعتي بأنه لن يبوح لي بها، لسبب مختلف، وهو أنها ليست تعويذة أو سحرا بقدر ما هي قوة مثل بركان يغلي بداخله، لا تعترف بالفشل ولا بالخوف من المجهول. هذه القوة الداخلية هي التي تجعله يُجسد الحلم الأميركي ولا يخنع للكبوات مثل فرس عربي أصيل. عندما أشير إلى الحلم الأميركي، يرد بثقة وكأنه توقع سماعها: «إذا كان المقصود بها، شخص يبدأ من الصفر ويحقق النجاح، فهذا صحيح. لكن لا بد أن أشير إلى أن أقصى ما حلمت به أيام الشباب كان مخاطبة الولايات المتحدة الأميركية، ولم يكن يشمل الوصول إلى الهند والصين والشرق الأوسط وباقي أنحاء العالم، فهذا يفوق الحلم».
ينعرج الحديث إلى لندن واختياره لها بدل أي عاصمة أخرى لعرض تشكيلته الرجالية، ليسارع بالتعبير عن حبه لها قائلا: «منذ بضع سنوات وعندما أطلقنا أول تشكيلة فيها، أعجبت بها وبإيقاعها. فهي تعبق بالحيوية والموضة جزء من ثقافتها. ما شدني فيها أن الرجل البريطاني يحب الموضة ويتعامل معها بشكل يومي لكنه في الوقت ذاته غير مهووس بها أو ضحية لها، وهو ما أثارني، وجعلها تحتل مكانة مهمة في قلبي».
لموسمي الربيع والصيف المقبلين أيضا، اختار تومي هيلفيغر لندن لعرض تشكيلته الرجالية مبررا ذلك بأن تشكيلته الحالية تتركز «على التفصيل الراقي، الذي يقدره زبائننا من كل أنحاء العالم». وبالفعل كان هناك سخاء في البدلات المكونة من سترات مزدوجة، بعضها مصنوع من القطن وبعضها الآخر من الحرير الناعم بألوان تناسب الصيف، فضلا عن أخرى بخطوط مستقيمة ومحددة على الجسم ببنطلونات قصيرة تكشف الكاحل وتخاطب رجلا شابا ونحيفا. هذا عدا عن كم من القطع المنفصلة ذات التفاصيل «السبور» بأقمشة خفيفة يؤكد المصمم وهو يلمسها ويشير إلى وزنها الخفيف «إنها في غاية العملية تتشرب العرق ولا تتجعد حتى في أسوأ الحالات». ولا بد من التنويه هنا إلى أن بداية تومي هيلفيغر كانت أساسا مع الأزياء الرجالية قبل أن يتوسع إلى تصميم الأزياء النسائية والأطفال والعطور وغيرها. الآن ورغم أن قطاع الأزياء الرجالية ينمو بسرعة أكبر فإن الأزياء النسائية لا تزال الأهم، حسب قوله، نظرا لتاريخها الطويل. يبتسم ويقول: إن دور المرأة كبير في تعزيز مكانة الموضة وإدخال الرجل لعبتها، فهي التي «علمته كيف يقدر الموضة ويبدأ في التعامل معها بشكل منتظم». ويضيف: «صحيح أن الرجل تخلص من خجله وتخوفه من إظهار اهتمامه بمظهره كما كان في السابق وأصبح أكثر ثقة في هذا المجال، إلا أننا لا يمكن أن ننكر أن الفضل الأول يعود إليها، لأنها هي التي علمته كيف يستمتع بتجربة التسوق، وهكذا بعد أن كان يقوم بهذه العملية مرتين في السنة ولا يدخل سوى محله المفضل يشتري منه نفس القطع بألوان متنوعة، أصبح الآن يتسوق بانتظام ويتطلع إلى الجديد في كل موسم».
تنامي قطاع الأزياء الرجالية تطلب من علامة «تومي هيلفيغر» أن تخرج من إطار المحلية وأن تتعلم لغة عالمية لكن دائما بأسلوب أميركي. واللغة التي تتكلم بها حاليا بسيطة وسلسة أساسها أزياء تناسب كل الشرائح، من التلميذ والطالب إلى رجل الأعمال الذي يسافر كثيرا ويريد قطعا متنوعة ينسقها حسب حاجته. وهذا ما يتأكد ونحن ندور ونجول في قاعة العرض وما فيها من أزياء وإكسسوارات، وصوت تومي هيلفيغر الهادئ يشرح أن كل ما يريده الزبون يجده هنا «أيا كان أسلوبه وثقافته وهواياته وميوله، أما الأناقة الشخصية، أو الاختلاف، فيكمن سرها في طريقة مزج هذه القطع مع بعض، وهو ما يفرق شخصا عن آخر، رغم أنهما قد يلبسان نفس القطع والإكسسوارات». ويتابع: «هذا ما نطلق عليه الأسلوب الشخصي والعالمي».
طوال حديثه، كان هيلفيغر يؤكد بأن أكثر ما يحرص عليه أن يقدم الترف بأسعار معقولة، أو حسب قوله: «الترف المقدور عليه». ترف لأن كل قطعة مصنوعة بأقمشة جيدة وتصميم أنيق. ومقدور عليه، لأنه بأسعار معقولة «فأنا أرفض أن تكون هناك أي تنازلات على مستوى الجودة، ولا يمكنني أن أقبل وضع اسمي على منتج لا يحترم الزبون أو لا يدوم طويلا». يقول هذا ثم يتوجه نحو مجموعة من الأزياء «السبور» معلقة في جهة من القاعة، ويلتقط قميصا مقلما تزينه حواشي مبتكرة: «خذي مثلا هذا القميص، فإنه يمكن أن يبقى مع الرجل مدى العمر إن هو اعتنى به بالطريقة الصحيحة، لن يؤثر عليه الزمن أبدأ بفضل قماشه، وهو ما اعتبره ترفا».
يبدو واضحا أن المصمم يستهدف الطبقات المتوسطة بشكل أساسي، ولم لا؟ فهي الطبقات التي يُعول عليها صناع الموضة عموما ويعقدون عليها الآمال بأن تُبقي حب الموضة مشتعلا، لا سيما أن عددها يزيد ومعه تعطشها للجديد والأنيق، الذي لا يُروى بسهولة.
ثم أن هذا «الترف المقدور عليه» والمحسوب هو الذي أعاده إلى الواجهة في السنوات الأخيرة، ويجعله يعيش حاليا نهضة جديدة. فقد توسعت خريطة زبائنه، وافتتح محلات جديدة في عواصم رئيسية من العالم، رغم أنه أكد، بابتسامة لها ألف معنى، بأنه لا ينوي أن يتحمس كثيرا ويتوسع بشكل مبالغ فيه. فهو لا يمكن أن ينسى أن أحد أسباب تعرضه لمشاكل مادية كبيرة في السابق، توسعه المبالغ فيه في السوق الأميركية، ما جعل بضاعته تفقد صورتها اللامعة. يشرح: «تعلمنا الدرس جيدا، ومن الغباء الوقوع في نفس الخطأ مرتين، لهذا فنحن لن نتوسع بشكل مبالغ فيه، وكل شيء يخضع لدراسة وحساب شديدة قبل أي خطوة».
وبالفعل، فكل افتتاح الآن يخضع لشبه عملية حربية تؤخذ فيها كل العناصر والتفاصيل بعين الاعتبار من الأسعار إلى نوع الأقمشة وشكل التصاميم وغيرها، خصوصا أن الشركة باتت تحقق أكثر من 6.7 مليار دولار أميركي في السنة، ولها زبائن أوفياء من كل أنحاء العالم. لكن هل هذا النجاح يعني أنه ضمن المستقبل؟ يرد بأن تجارب الماضي علمته أن لا يوجد شيء مضمون، وبأنه لا يجب أن يبقى مكانه ساكنا وقانعا بنجاح الحاضر «أكثر ما أخاف منه أن أصبح راضيا عن نفسي وقانعا بما حققته، لهذا لا أتوقف عن التفكير في طرق للتطوير والتقدم. أريد أن أقوم غدا بكل شيء أقوم به اليوم لكن بطريقة أفضل وأجمل».
كلما تطور الحديث، تلاحظ أنه ينفتح أكثر وبأنه قاموس من التجارب. فقد ذاق حلاوة النجاح، كما ذاق مرارة الفشل، معترفا بأن من بين أهم الدروس التي تعلمها أن الإبداع والابتكار وحدهما لا يشبعان من جوع ولا يمكنهما إسناد أي مصمم، لأن الجانب العملي والتجاري يلعب نفس الأهمية في أي مشروع. لهذا على المصمم أن يتعلم الجانبين ويتقنهما «على الأقل عليه أن يدرك أهمية تصميم أزياء تبيع لتُلبس في كل المناسبات، وإلا ما الفائدة منها؟».
ويضيف وكأنه يبرر أهمية البيع: «إن عروض الأزياء، والحملات الدعائية والمحلات وديكوراتها تحتاج إلى تمويل كبير».



ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
TT

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ما الذي يمكن أن يجمع دوقة ساسكس، ميغان ماركل وكايلي جينر، صُغرى الأخوات كارداشيان؟ فالأولى ترتبط بالعائلة المالكة البريطانية بحكم زواجها من الأمير هاري، والثانية تنتمي إلى عائلة بَنَتْ شهرتها على تلفزيون الواقع. خبراء الموضة يجيبون بأن هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بينهما؛ فإلى جانب الجدل الذي تثيرانه لدى كل ظهور لإحداهما، بسبب ما تُمثلانه من ثقافة يرفضها بعض الناس ويدعمها بعضهم الآخر، فإن تأثيرهما على صناعة الموضة من الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان. ما تلبسه ميغان يتصدر العناوين وصفحات المجلات البراقة وقد ينفد من المحلات، وما تنشره كايلي جينر على صفحاتها ينتشر انتشار النار في الهشيم، في دقائق، ويلهب رغبة متابعاتها في الشراء.

كايلي في فستان «فريز» من «غالفان» (خاص) وميغان في حفل بلوس أنجليس (أ.ب)

وهذا ما يجعل المصممين لا يمانعون ظهورهما بتصاميمهم، بغض النظر عما إذا اتفقوا مع الثقافة التي ترتبط بهما أم لا، على أساس أنه مهما وصلت نسبة الجدل والانتقادات؛ فهي نافعة تعود عليهم بالربح. أو، على أقل تقدير، تسلِّط الضوء عليهم.

في عام 2018، ظهرت كل منهما بفستان مستوحى من «التوكسيدو» باللون نفسه، ومن الماركة النيوزيلندية نفسها، ماغي مارلين. ظهرت به ماركل في زيارتها الرسمية لأستراليا ونيوزيلندا رفقة زوجها الأمير هاري، من دون أكمام، بعد أن طلبت من المصممة تعديله خصيصاً لها. كايلي، وبعد مدة قصيرة، ارتدته كما هو بأكمام، الأمر الذي يشي بأنها اشترته جاهزاً. في الحالتين، أسعدتا المصممة ماغي هيويت، التي تغنَّت بهما على صفحتها بالصورتين معبرة عن إعجابها بالشخصيتين؛ خصوصاً أن المبيعات زادت بشكل ملحوظ.

الجانب التجاري

لكن هناك أيضاً اختلافات بينهما؛ فكايلي تستفيد مادياً وترويجياً، لأنها تتلقى مبالغ طائلة لقاء منشور واحد، على العكس من ميغان التي لا تستطيع ذلك، لحد الآن على الأقل، لدواعي الحفاظ على صورة راقية تعكس لقبها كدوقة بريطانية، مع العلم بأن هذا اللقب لم يمنعها من دخول مضمار أعمال تجارية لم تحقق النجاح الذي تطمح إليه.

تغريدة واحدة من كايلي جينر تحقق ما لا يحققه عرض بكامله من ناحية تسليط الأضواء (رويترز)

في المقابل، فإن كايلي جينر، ورغم سنها الغضة، تجاوزت في فترة من الفترات حاجز المليار دولار لتُصبح واحدة من أصغر سيدات الأعمال بفضل علامتها «كاي (KHY)» لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة. أكدت، منذ بدايتها، أن الحس التجاري يجري في دمها؛ إذ شقت لنفسها خطأً مختلفاً عن أخواتها، ربما لأنها كانت تعرف أن منافستهن صعبة. ما نجحت فيه أنها استغلَّت اسم العائلة وشهرة أخواتها لتخاطب بنات جيلها بلغة تُدغدغ أحلامهن وطموحاتهن. وسرعان ما أصبحت نجمة قائمة بذاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. تغريدة واحدة منها يمكن أن تغير مسار علامة تماماً.

زِيّ من ماركة «ألتوزارا» الأميركية ظهرت بها خلال مناسبة خاصة بالصحة النفسية والعقل اعتبره كثيرون غير مناسب للمكان والزمان (رويترز)

ميغان ماركل، رغم استثماراتها ومغازلتها صُنَّاع الموضة، لا تزال تستمد بريق صورتها من ارتباطها بالأمير هاري. على المستوى الربحي، لم تنجح في أن تنتقل من رتبة مؤثرة إلى درجة سيدة أعمال، كما لم تنجح في كسب كل القلوب، وهذا ما يجعل شريحة مهمة ترفض وصفها بأيقونة موضة، وتصف اختياراتها بـ«غير الموفقة». هذه الشريحة تستشهد إما بارتدائها تصاميم بمقاسات أكبر أو أصغر من مقاسها الحقيقي، أو تصاميم من ماركات عالمية لا تناسب شكلها أو طولها، وهلمّ جرّا.

ميغان ماركل رغم تأثيرها تثير كثيراً من الجدل بين رافض ومعجب (كارولينا هيريرا)

بيد أن قوتها، بالنسبة للمعجبات بها، كانت، ولا تزال، تكمن في عيوبها؛ فلأنها لا تتمتع بمقاييس عارضات الأزياء، ولا تشبه «كنَّتها»، أميرة ويلز، كاثرين، رشاقةً وطولاً، فإنها تُعبِّر عنهن. كل فتاة أو امرأة، بغض النظر عن عيوبها ومقاييسها، ترى نفسها في إطلالاتها. فعندما ظهرت بصندل من شركة «كاستنر» الإسبانية مثلاً ارتفعت مبيعاتها بنسبة 44 في المائة مباشرة، لأنها خاطبت شرائح من الطبقات المتوسطة، نظراً لأسعارها المعقولة. علامات محلية كثيرة لم تكن معروفة اكتسبت عالمية بمجرد أن ظهرت بها، لا سيما في السنوات الأولى من زواجها، حين كانت بالنسبة للبعض بمثابة «سندريلا» معاصرة. ساهمت أيضاً في تسليط الضوء على علامة «Club Monaco»، بعد ظهورها بفستان مستوحى من القميص، أي بإزار من الصدر إلى الأسفل، حين ظهرت به أول مرة خلال زيارتها الرسمية لجنوب أفريقيا.

لم يكن التصميم ثورياً أو جديداً، لكنه فتح عيون المرأة عليه، ليزيد الإقبال عليه بنسبة 45 في المائة وينفذ من الأسواق خلال 24 ساعة. كان لها نفس التأثير الإيجابي على علامات مثل «جي كرو» و«جيفنشي» و«ستيلا ماكارتني» وغيرهم. منصة «ليست»، وهي أيضاً شركة تسوُّق أزياء عالمية تربط العملاء بتجار تجزئة الأزياء رشحتها «كأهم مؤثرة لعام 2018». بيد أن تأثيرها ظلَّ مستمراً حتى بعد خروجها من المؤسسة البريطانية في عام 2020، وإن خفَّ وهج صورتها بعض الشيء.

البحث عن الجاكيت الذي ظهرت به ميغان في ألمانيا لدى حضورها ألعاب «إنفيكتوس» عطل موقع «جي كرو» (رويترز)

موقع «جي كرو» مثلاً تعطَّل في سبتمبر (أيلول) 2023، بسبب البحث عن سترة بيضاء ظهرت بها لدى مرافقتها زوجها، الأمير هاري، إلى ألمانيا، لحضور ألعاب «إنفيكتوس».

ولأنها باتت تَعرِف قوة تأثيرها على الموضة، استثمرت مؤخراً في علامة «سيستا كوليكتيف»، وهي علامة حقائب تصنعها نساء من رواندا، وتكتمل تفاصيلها في إيطاليا، لتحمل صفة «صُنع باليد». قالت إنها اكتشفتها بالصدفة وهي تقوم بعملية بحث عبر الإنترنت على حقائب مستدامة. ظهرت بالحقيبة أول مرة في مايو (أيار) من عام 2023 لدى حضورها حفل عشاء مع كل من غوينيث بالترو وكاميرون دياز في لوس أنجليس.

عروض الأزياء العالمية

ومع ذلك، لم نرَ ميغان ماركل بأي عرض أزياء في نيويورك أو في باريس أو ميلانو حتى الآن، باستثناء حضورها في عام 2018 حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية ضيفةَ شرفٍ لتقديم جائزة العام لمصممة فستان زفافها، كلير وايت كيلر، التي كانت مصممة «جيفنشي» آنذاك. لكن كان هذا حفلاً وليس عرض أزياء.

اختتمت عرض «كوبرني» كسندريلا في فستان من التافتا أسود (رويترز)

كايلي جينر، ورغم رفض الثقافة التي تمثلها هي وأخواتها من قبل شريحة مهمة، أصبحت في السنوات الأخيرة وجهاً مألوفاً في عروض باريس. تُستقبل فيها استقبال نجمات الصف الأول. في الموسم الماضي، وخلال «أسبوع باريس لربيع وصيف 2025»، سجَّلَت في 3 ظهورات لها فقط ما يوازي ما قيمته أكثر من 20.3 مليون دولار، حسب بيانات «إنستغرام» وحده، إذا أخذنا أن «لايك» واحداً يساوي دولاراً.

لهذا ليس غريباً أن يتهافت عليها المصممون. نعم، هي مثيرة للجدل وأسلوبها لا يروق لكل الزبونات، لكنها في آخر المطاف توفر المطلوب من ناحية تسليط الضوء عليهم. ففي عالم الموضة والتجارة «أي دعاية حتى وإن كانت سلبية هي دعاية مجدية وأفضل من لا شيء». لم يقتصر حضورها في الموسم الباريسي ضيفةً فحسب، بل عارضة في عرض «كوبرني» المستلهم من عالم «ديزني». كانت هي مَن اختتمته في فستان من التافتا بإيحاءات قوطية تستحضر صورة «سندريلا».

تأثير إيجابي

3 مقاطع فقط من فيديو العرض، ولقطات من خلف الكواليس حققت 14.4 مليون مشاهدة؛ ما جعل علامة «كوبرني» تحقق 66 في المائة من إجمالي قيمة التأثير الإعلامي. كانت مشاركتها مخاطرة، لكنها أعطت ثماراً جيدة حسب تصريح الدار. تجدر الإشارة إلى أن «كوبرني» لمست تأثيرها القوي في عام 2022، عندما ظهرت في دعاية لمستحضرات التجميل الخاصة بها، وهي تحمل حقيبة من «كوبرني». ما إن نُشرت الصور، حتى زادت مبيعات الحقيبة بشكل كبير. في عرض الدار لخريف وشتاء 2023. لم تتمكن كايلي من الحضور إلى باريس، لكنها لم تغب؛ إذ نشرت صورة لها في زي من التشكيلة المعروضة، شاهدها الملايين من متابعيها، وحقَّقت ما لم يحققه العرض بالكامل من ناحية المشاهدات و«اللايكات».

كايلي جينر لدى حضورها عرض «سكاباريلي» بباريس (سكاباريلي)

وإذا كان الشك لا يزال يراود البعض على مدى تأثيرها على أساس أن علامة «كوبرني» لها شعبيتها الخاصة التي تستمدها من قدرة مصمميها على الإبداع وخلق الإثارة المسرحية أمام الضيوف، فإن تأثيرها الإيجابي على علامة «أتلين» الفرنسية الناشئة تُفند هذه الشكوك. وجودها في عرضها لربيع وصيف 2025 كان له مفعول السحر؛ حيث حققت لها ما يوازي 11.6 مليون دولار من المشاهدات واللايكات. طبعاً لا ننسى حضورها عرض «سكاباريلي» بتصميمٍ أثار انتباه العالم لغرابته وسرياليته.

رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

«كايلي» لا تقوم بأي حركة أو فعل من دون مقابل. حتى عندما تختار علامات ناشئة للتعاون مع علامتها الخاصة «كاي (Khy)»؛ فهي تؤمن بأنه لا شيء بالمجان. وهذا تحديداً ما يجعلها تتفوق على ميغان ماركل من ناحية التأثير التجاري حسب الأرقام والخوارزميات. الفضل يعود أيضاً إلى نجاحها في استقطاب شريحة مهمة من بنات جيلها تخاطبهن بلغة تُدغدغ أحلامهن. ماركل في المقابل لم تنجح لحد الآن في الخروج من جلباب لقبها كدوقة ساسكس.