رئيس وزراء مالي يحذر من الاعتماد على الجيوش الأجنبية في مواجهة الإرهاب

حذّر رئيس الحكومة الانتقالية في دولة مالي من الاعتماد على «الجيوش الأجنبية» في الحرب على الجماعات الإرهابية التي تنتشر في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، ولكنه في الوقت ذاته عبر عن ثقته بقدرة الجيوش المحلية على الانتصار في حربها ضد الإرهاب.
رئيس الحكومة الانتقالية المالية تشوغويل كوكالا مايغا كان يتحدث للصحافيين عقب وصوله إلى مدينة واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، في مستهل زيارة عمل تأتي في إطار التقارب المتزايد بين البلدين اللذين يحكمهما عسكريان بعد أن سيطرا على الحكم بالقوة إثر موجة انقلابات عسكرية متلاحقة في البلدين.
وقال مايغا في حديثه مع الصحافيين: «لن يأتي أي جيش أجنبي للقتال مكاننا»، قبل أن يضيف: «نحن على يقين بهزيمة الإرهاب في منطقة الساحل. سننتصر في الحرب بواسطة جيوشنا فقط، ودون وجود أي جيش أجنبي، ليكن ذلك واضحاً للجميع».
ورغم ذلك فإن مالي تستعين بمقاتلين من مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، بعد أن طردت الجيش الفرنسي الموجود في البلد الأفريقي منذ 10 سنوات تحت ذريعة محاربة الإرهاب، ومع ذلك لا يزال الوضع الأمني في مالي صعباً جداً، والهجمات الإرهابية شبه يومية، رغم تحقيق الجيش لبعض الانتصارات المهمة.
وأوضح مايغا أن زيارته إلى بوركينا فاسو هدفها الأول هو تقديم التعازي بعد تزايد أعداد القتلى في الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيما «القاعدة» و«داعش» في بوركينا فاسو، حيث قُتل الأربعاء ما لا يقل عن 10 متطوعين من معاوني الجيش، ولقي قبل أيام 70 عسكرياً مصرعهم في هجومين آخرين في الشمال قرب الحدود مع مالي.
وقال مايغا إن تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية ضد بوركينا فاسو «هدفه إضعاف معنوياتكم وجعلكم تشككون في جيشكم»، لأن الجماعات الإرهابية «تضغط عليكم لتشكوا في أنفسكم... وقعت الأمور نفسها في مالي»، مشيراً إلى أن سبب ذلك هو أن من يحكمون بوركينا فاسو «أقدموا على خيارات لا تُرضي الجميع»، في إشارة إلى طرد القوات الفرنسية.
ولكن مايغا قال إن الهدف الآخر من زيارته هو متابعة ما اتفق عليه وزراء خارجية كل من مالي وغينيا وبوركينا فاسو، قبل أسابيع، وهو مساعي الدول الثلاث التي يحكمها انقلابيون عسكريون لتشكيل محور جديد في المنطقة، يعتقدُ مراقبون أنه سيكون محوراً قريباً من روسيا، في مواجهة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) الموالية لفرنسا.
في غضون ذلك، دعت النقابة الوطنية للعمال في بوركينا فاسو إلى تفكيك قاعدة عسكرية أميركية موجودة في بوركينا فاسو منذ عدة سنوات، وقالت النقابة على لسان أمينها العام موسى ديالو إن قرار «طرد» القوات الخاصة الفرنسية كان يتماشى مع مطالب النقابة وكثير من هيئات المجتمع المدني «المناهضة للإمبريالية».
وقال ديالو، الذي قادت نقابته الحراك الشعبي المناهض لفرنسا خلال الفترة الأخيرة: «خلال السنوات الأخيرة كنا دوماً نطالب بطرد القوات الخاصة الفرنسية من أراضي بوركينا فاسو، ولكن علينا أن نلحق بهم قاعدة التنصت الأميركية التي يجب أن يتم تفكيكها».
وأضاف ديالو: «نحن مناهضون للإمبريالية، وهنالك من يريد أن يظهرنا أننا معادون لفرنسا وحدها، وداعمون لدول أخرى، وإنما نحنُ مجموعة من الرافضين للاستعمار بمختلف أشكاله، سواء كان فرنسياً أو أميركياً أو روسياً»، على حد تعبيره.