أمل طالب لـ «الشرق الأوسط»: صوتي العالي أزعجني... لكنني لا أجلد نفسي أبدأ

«ستليتو» شكّل لها محطة فارقة

مشهد من مسلسل «ستليتو» الذي شكّل لها محطة مهمة في مشوارها التمثيلي (الشرق الأوسط)
مشهد من مسلسل «ستليتو» الذي شكّل لها محطة مهمة في مشوارها التمثيلي (الشرق الأوسط)
TT

أمل طالب لـ «الشرق الأوسط»: صوتي العالي أزعجني... لكنني لا أجلد نفسي أبدأ

مشهد من مسلسل «ستليتو» الذي شكّل لها محطة مهمة في مشوارها التمثيلي (الشرق الأوسط)
مشهد من مسلسل «ستليتو» الذي شكّل لها محطة مهمة في مشوارها التمثيلي (الشرق الأوسط)

تُعد أمل طالب كوميدية ناجحة في زمن أصبحت فيه الضحكة صعبة المراس. فإطلالاتها في برنامجي «لهون وبس» بداية، و«كتير هالقد» حالياً مع هشام حداد شكلت لها جواز سفر أوصلها إلى قلب المشاهد سريعاً.
فمع لهجتها البعلبكية وشعرها الـ«كيرلي» الأحمر استطاعت بنت البقاع وبمحتوى خفيف الظل، أن تثبت موهبتها.
بداية كانت تفكر في التمثيل، وخصوصاً أنها درسته وحازت شهادة ماستر فيه. فلم تتوقع أن تخرج منها الكوميديا بجرعات كثيفة تحولها إلى واحدة من نجمات الـ«ستاند أب كوميدي» بين ليلة وضحاها.
وتعلق: «لقد اعتقدت بأني سأكون مجرد ممثلة دائماً؛ لأنني تخصصت في هذا المجال. وحتى بعد مرور أول موسمين من (لهون وبس) كنت أقنع نفسي بذلك. فالكوميديا فن صعب ويحمّل صاحبه مسؤولية كبيرة فلم أقبضها جد».
ومع الوقت صارت أمل طالب بفقرتها الأسبوعية منتظرة من قبل المشاهد. فيستمتع بروايتها لأخبار قصيرة تستوحيها من حياتها الشخصية بأسلوبها الطريف.
حتى أثناء كتابتها هذه الأخبار، كي تتلوها في البرنامج الأول، كانت تتفاجأ بقدرتها على توليد أفكار كوميدية. «لقد عشت تجربة مماثلة أثناء دراستي الجامعية. ولكن في (لهون وبس) كان قلمي (يكرج) بسرعة مترجماً أفكاري هذه وبمنحى كوميدي. وهو أمر جميل كون ما أقوم به لا يصنف ضمن الـ(ستاند أب كوميدي)، بل ضمن محتوى أسبوعي دائم. فهذه الإطلالات عمّرت قلمي وزودته بخبرة لم أكن أتوقعها».
من الصعب أن يثابر كوميدي على إطلالة أسبوعية من دون أن توجه له الانتقادات. فهذا النوع من الأعمال يمكن أن يشهد طلعات ونزلات لصاحبه، وهو أمر طبيعي كما في أي مهنة أخرى. فهل هي تنتقد نفسها؟
ترد في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «في الماضي لم أكن أشاهد نفسي، وكنت أشعر بأن صوتي عالي النبرة، وهو أمر أزعجني. ولكن فيما بعد زودني حب الناس لي بالقوة. وفي إحدى المرات التقيت معالجة نفسية أسرّت لي بأنها تنصح مرضاها بمتابعتي. لا شك أن هناك أموراً أعدّلها وأضعها في إطارها الصحيح ولكني لا أجلد نفسي أبداً. فكل حلقة أطل فيها يتملكني الشعور بالاعتزاز بالنفس فينعكس علي إيجاباً».
ولكن ماذا عن دورها في مسلسل حصد نجاحاً منقطع النظير ألا وهو «ستليتو»؟ حيث أدت خلاله دور الصبية الثرثارة التي تنقل ما يجري في حرمة البيوت من خلال طبيعة مهنتها بوصفها مقلمة أظافر للنساء. وشكل دورها هذا نقطة محورية في العمل المذكور، إذ كانت تروي مجريات الأحداث ويتم ربطها معاً ليحبكها محقق الشرطة، فيستنتج من هذه القصص خيوطاً تسهم في كشف أحداث مهمة.


تعتبر أن الأقوى من الكوميديين سيبقى على الساحة ولو واجه المنافسة (الشرق الأوسط)

وتعلق: «ستليتو» كسر هذا الإطار الكوميدي الذي أحاطني منذ بداياتي حتى اليوم. فقدمت خلاله دوراً يتراوح بين الدراما والكوميديا. فتركت أثراً عند الناس الذين لم يتوقعوني ممثلة من هذا النوع، ولكنها كانت بالمجمل تجربة جميلة أحببتها وتدور ضمن الـ«لايت كوميدي».
وتشير طالب إلى أن تجربتها في «ستليتو» فتحت أمامها آفاقاً واسعة. فالممثل الكوميدي عادة يخاف أن يعلق في هذا القالب ولا يعود الجمهور يتقبله في أي إطار آخر. ولكن دورها فيه قربها أكثر من الجمهور، فتقبلها وأثنى على أدائها به.
وتتابع: «قد لا تتكرر معي التجربة نفسها؛ لأن لكل منها مزاجها وإطارها الخاصين». وتشيد أمل بالأجواء التي سادت العمل، وخصوصاً أن الفريق بأكمله كان منسجماً مع بعضه بعضاً.
سبق لها أن شاركت في أعمال درامية أخرى كما في «الهروب» إلى جانب شجون الهاجري. ولكنها كانت تجربة قصيرة وسريعة عكس «ستليتو»، الذي تطلب من فريقه العيش طويلاً تحت سقف واحد؛ لأنه يتألف من 90 حلقة. «كان لهذه الإطلالة مذاقها الخاص عندي. جئت إليها من خلفية معروفة، فالجميع كان يتأهل بي وكأنهم يعرفونني منذ زمن. ولكنهم في الوقت نفسه لا يعرفونني باعتباري ممثلة، فكنا نتحدث ونتناقش معاً لفترات طويلة. هذا الوضع ساعدني كثيراً في مشواري وعلّم عندي. فقد تعرفت إلى تقنيات تمثيلية جديدة، وحافظت في الوقت نفسه على حضوري».
وتعبر طالب عن إعجابها الكبير بالثنائي ديمة قندلفت وريتا حرب وتعلق: «لقد شكلتا ثنائية جميلة جداً تضاهي بأهميتها ثنائيات عربية كما في (ضيعة ضايعة)، وفي عالم الرسوم المتحركة مثل (أستريكس وأوبليكس)».
وتؤكد طالب أن الأخبار التي ترويها في فقراتها التلفزيونية تنبع من واقع تعيشه. «كثير عندما ألتقيهم يسألونني إذا كانت حقيقية. نعم هي حقيقية وأطرّزها بالطابع الكوميدي كي تترك أثرها على المشاهد نوعاً من الـ(بلاك كوميدي) المضحك المبكي. فراداراتي تعمل بشكل مستمر، وقد أروح صوب التغيير عندما أشعر بأنه حان الوقت لذلك».
ومن ناحية ثانية لم تنزعج طالب من انتقال هشام حداد من محطة «إل بي سي آي» إلى «إم تي في». ففي برنامجه الجديد على الشاشة الأخيرة أدخل عناصر كوميدية أخرى باتت تنافسها و«لكنها، وعلى عكس ما يعتقده كثيرون، أغنت محتوى البرنامج وولدت نبضاً جديداً فيه. وفي النهاية الأقوى بحضوره وبمحتواه سيستمر، فالمواهب تتوالد مع الوقت. والفرص ستتوفر بشكل دائم وهو أمر طبيعي».
وترى الممثلة اللبنانية أن وسائل التواصل الاجتماعي صعّبت مهمة الكوميدي. «اللبناني خفيف الظل بطبيعته، ولديه القدرة على ممارسة السخرية حتى على نفسه. ولذلك هذه الوسائل دفعت بالكوميدي إلى بذل جهد أكبر كي يتميز عن غيره».
الممثلة المسرحية التي تسكن أمل طالب، تأخذها مرات إلى زمن الفن الجميل الذي كانت تلونه شخصيات كوميدية حفرت بذاكرتنا. فكما شوشو وفريال كريم ونبيه أبو الحسن وإبراهيم مرعشلي، فهم صفحات مضيئة من ماضٍ فني كوميدي جميل.
«حبذا لو يعود بي الزمن إلى تلك الحقبة، ولكننا نأمل في أن تتاح لنا الفرصة اليوم لتقديم أعمال مسرحية جميلة. فالوقت يمر بسرعة وعلينا الاستفادة من كل لحظة منه».
وعما إذا كانت ستبقى تابعة لهشام حداد أينما ذهب، ترد: «هو ليس بمثابة انتماء أعمى أبداً. فلهشام الفضل علي بتقديمي على الشاشة وتعريف الناس علي. وبعد النقلة التي حققتها في (ستليتو) أحببت الاستمرار في فقرتي التلفزيونية معه. فبحساباتي كانت الأفضل لي لأن المسلسل تطلب مني التفرغ. وشكلت الدقائق السبع التي تستغرقها فقرتي استمرارية أحبها. فأنا اليوم في طور قطف الفرص التي تحمل لي الأفضل».
وقريباً سيتابع المشاهد العربي أمل طالب ضمن دراما رمضانية صُورت في قطر عنوانها «أبو النسب».
وتختم: «تجمّعت تحت سقفها جنسيات مختلفة من ممثلين سعوديين وقطريين وبحرينيين.
وقد اختاروني من لبنان مع غابريال يمين للمشاركة فيها. هي تجربة حلوة أتمنى أن يحبها الناس، فسأمرر بعض اللقطات منها عبر السوشيال ميديا إثر عرضها. كما أطل فيها بـ(لوك) من شأنه أن يضفي التجديد على إطلالاتي أمام الكاميرا».


مقالات ذات صلة

ساندي لـ «الشرق الأوسط»: أتطلع لتكرار تجربة الغناء الخليجي

الوتر السادس ساندي لـ «الشرق الأوسط»: أتطلع لتكرار تجربة الغناء الخليجي

ساندي لـ «الشرق الأوسط»: أتطلع لتكرار تجربة الغناء الخليجي

تعود الفنانة المصرية ساندي لعالم التمثيل بعد غياب دام 9 سنوات من خلال فيلم «تاج»، وقالت ساندي إنها تحمست للعودة مجدداً للتمثيل من خلال تقديم فيلم عن «أول سوبر هيرو عربي» والذي يقوم ببطولته الفنان المصري تامر حسني. وأوضحت ساندي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنها لم «تكن تتوقع أن تُعرض عليها هذه الشخصية»، مشيرة إلى أنها «ستغنّي إلى جانب التمثيل بالفيلم، وكشفت الفنانة المصرية عن تطلعها لطرح أغنية خليجية في الفترة المقبلة، إلى جانب اهتمامها بمشروعها التجاري المعنيّ بالديكور والتصميمات». وقالت ساندي «تامر حسني فنان شامل ويتمتع بشعبية كبيرة، وله أسلوب خاص ومميز في العمل وأعماله تحظى بمشاهدات لافتة، وط

داليا ماهر (القاهرة)
الوتر السادس أحمد فهمي: «سره الباتع» أكبر تحدٍ في مسيرتي الفنية

أحمد فهمي: «سره الباتع» أكبر تحدٍ في مسيرتي الفنية

يرى الفنان المصري أحمد فهمي أن مسلسل «سره الباتع» يعد أكبر تحدٍ فني يخوضه في مسيرته الفنية، بسبب الأجواء التي يدور حولها المسلسل الذي يعرض خلال شهر رمضان. وكشف فهمي خلال حواره مع «الشرق الأوسط» تفاصيل دوره في المسلسل الرمضاني «سره الباتع»، وكواليس مسلسله الجديد «السفاح» الذي سيعرض عقب شهر رمضان، وفيلمه الجديد «مستر إكس» الذي سيطرح في دور العرض عقب عيد الأضحى المبارك. يقول فهمي إنه لم يخطط للمشاركة في مسلسل «سره الباتع»، بعد اتفاقه شفوياً على تقديم مسلسل كوميدي في السباق الدرامي الرمضاني، «وقبل إتمام الاتفاق، تلقيت اتصالاً من المخرج خالد يوسف يطلب الجلوس معي، وحينما جلست معه سرد لي قصة رواية ال

محمود الرفاعي (القاهرة)
الوتر السادس ساشا دحدوح لـ «الشرق الأوسط»: حسي الإعلامي علّمني الحذر

ساشا دحدوح لـ «الشرق الأوسط»: حسي الإعلامي علّمني الحذر

تسير الممثلة اللبنانية ساشا دحدوح بخطوات ثابتة في مشوارها التمثيلي. فتأتي خياراتها دقيقة وبعيدة عن التكرار. أخيراً تابعها المشاهد العربي في «دهب بنت الأوتيل». فلفتت متابعها بأدائها المحترف كامرأة تمت خيانتها. فتحاول استعادة شريك حياتها بشتى الطرق. وفي موسم رمضان تشارك في عملين رمضانيين وهما «للموت 3» و«النار بالنار». وتؤدي أيضاً فيهما شخصيتين مختلفتين عن دورها في مسلسل «دهب بنت الأوتيل». وتشير دحدوح إلى أن هذه الدِقة في خياراتها ترتبط ارتباطاً مباشراً بشخصيتها. فهي تتأنى في أي شيء تقوم به وتدرسه حتى الاقتناع به. «ما يهمني أولاً أن أرضي نفسي فلا أقدم على خطوة ناقصة».

الوتر السادس خلال حضورها المؤتمر الصحافي الخاص بعرض فيلم «الهامور» بمصر (الشرق الأوسط)

فاطمة البنوي لـ «الشرق الأوسط»: أميل إلى الكوميديا السوداء

اعتبرت الفنانة السعودية فاطمة البنوي شخصية «جيجي» التي قدمتها في فيلم «الهامور» مزيجاً من شخصيات واقعية عديدة في المجتمع، وقالت في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن السينما السعودية تشهد تطوراً كبيراً وإن صانع الفيلم السعودي كان متعطشا لتلك اللحظة وجاهزا لها ليقدم إبداعاته، وأشارت البنوي إلى أن هناك تقصيراً في تسويق الأفلام السعودية داخل المملكة، منوهة بأنها ستبدأ تصوير فيلم «أحلام العصر» خلال أيام. وحضرت فاطمة البنوي عرض فيلم «الهامور» بالقاهرة، الذي تجسد من خلاله شخصية «جيجي» الزوجة الثانية للبطل، والتي تستهدف الحصول على أمواله، وتتخلى عنه في النهاية، وتتنقل البنوي حاليا بين مصر والسعودية لمتابعة

انتصار دردير (القاهرة)
الوتر السادس المطرب المصري رامي صبري (فيسبوك)

رامي صبري: أرقام «يوتيوب» ليست المؤشر الوحيد للنجاح

قال الفنان المصري رامي صبري إن ألبومه الجديد «معايا هتبدع» كان بمنزلة تحد فني كبير له، لاستكمال مشواره الغنائي بنجاح.

محمود الرفاعي (القاهرة)

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».